"إلى من يهمه أمري ...........مع التحية...........
كفاني أن يهمكم أمري فلكم خالص التحايا "

هاأنا أرفع راية الاستسلام بيديّ الاثنتين فخيبة الأمل ثقيلة وواحدة لا تكفي لحملها ولكن قد تعود أمثالي على حملها .هاأنا أرسم الأسطر الأخيرة من نهاية البداية...
آمنت الآن أن هبوط الجبل أسهل بكثير من صعوده,وعلمت أن طعم الموت ليس كرؤيته وعلمت أن حبال الأمل رثّة في يد أمثالي .

عشت كغيري لاهيا فجمعتً إلي السوء الحشف فلم أكتفي أن كنت لاهياً ولكن المصيبة أنني كنت كغيري وأنا من كان يحلم بالتميز.
كنت مؤمناً أن لكل فعل ضريبة ولكن الإيمان صار يقيناً عند دفع الضرائب ويا للغبن.

أصدقائي الأعزاء ...
طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتمزّقت حبال الصبر كل ممزق ...
أعزائي ... هذه رسالة عبرت عما في نفسي سواءً كان حقاً أم خطئاً .
أتيت هذا المجتمع مرتديا وشاح الحياء فنازعتنيه الظروف حتى خلعته فتوشحت ثياب المجون البالية , ونازعت نفسي في ثقتي حتى فقدتها فأصبحت أحمل أفكاراً متناقضة وحدتها تحت مسمى اللامبالاة.
أصبحت حياتي لا يحكمها عقل ولا تمشي على نظام ثابت , أردت أن أستقل بشخصيتي عن باقي الأهواء فاستقلّلت شخصيتي عني وضعت في معترك الحياة .
وقفت خطيباً على منبر العبث سنيناً حتى ملّ المستمعون وحتى مللت الخطبة , تحطمت آمالي على أول رصيف للواقع فنشأت العقدة من الواقع ,انفتحت أمام عينيّ أبواب العبث على مصاريعها فدخلت وأمعنت في التعمق عناداً حتى وصلت لدرجة أضعت معها أبواب العودة .
تفننت في دروب العبث واستغللت مهارتي المحدودة في ذلك حتى لا يصيبها الصدأ ....ثم وقفت متسائلاً :مانهاية هذا العبث؟؟

لقد سئمت هذه الحياة لا لطولها ولكن لأن عمري ضاع فيها عبثاً على أيدي نفسي الأمارة بالسوء...

فلتبكوا علي ولتنعوني , فقد مات بداخلي الإنسان..

حتى وصلت بنفسي مات أكثرها *** فليتني عشت منها بالذي فضلا

__________________

الأكفان بلا جيوب