ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 27-05-2010, 01:28 PM
  #1
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

الخطبة الأولى بعنوان سفينة النجاة
الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجميل العوائد، الجزيل الفوائد، أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة. صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور. {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].


أما بعد: عباد الله، أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي قال: ((مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة، فصار بعضُهم في أعلاها، وبعضُهم في أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخَذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)).

عباد الله، إن المحافظة على حُرمة الإسلام وصونَ المجتمع المسلم من أن تخلخله وتقوضه البدع والخرافات والمعاصي والمنكرات، إن حمايته من أمواج الشر الهائجة وآثار الفتن المائجة أصل عظيم من أصول الشريعة وركن مشيد من أركانها المنيعة، وهذا الأصل والركن يتمثل في ولاية الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تلك المهمة العظمى والأمانة الكبرى التي هي حفاظ المجتمعات وسياج الآداب والكمالات، بها صلاح أمرها واستتباب أمنها وقوة تماسكها، ما فُقدت في أمة إلا زاغت عقائدهم وفسدت أوضاعهم وتغيرت طِباعهم، وما ضعُفت في قومٍ إلا بدت فيه مظاهر الانحلال وفشت فيه ظواهر الاختلال.

عباد الله، إن المعاصي والمنكرات هي الداء العضال والوباء القتال الذي به خراب المجتمعات وهلاكها، وإن التفريط في تغيير المنكرات ومكافحتها والقضاء عليها سبب من أسباب حلول العقاب ونزول العذاب، فعن أم المؤمنين زينبَ بنتِ جحشٍ رضي الله عنها أن النبي دخل عليها فزعًا وهو يقول: ((لا اله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب! فتحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه)) وحلّق بإصبعه الإبهام والتي تليها، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال : ((نعم إذا كثرُ الخبث)) متفق عليه. والخبث هو: الفسق والفجور. وقال : ((ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب)) رواه أبو داود وغيرهُ. وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى بعض عمالهِ: "أما بعد: فإنهُ لم يظهر المنكر في قومٍ قط ثم لم ينههم أهل الصلاح بينهم إلا أصابهم الله بعذابٍ من عنده أو بأيدي من يشاء من عبادهِ، ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قمع أهل الباطل واسُتخفي فيهم بالمحارم".

عباد الله، ألا وإن من نعم الله علينا في بلادنا أن هيأ لنا حماة لسفينة البلاد، يدرؤون عنها العقاب بجهدهم وتفانيهم، إنهم ـ يا عباد الله ـ رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أولئك القوم الذين يسهرون ونحن نائمون في فرشنا، ويعملون ونحن منشغلون بدنيانا، يجاهدون للحفاظ على محارمنا وأعراضنا، ويصدون الباطل ويقاومون الفساد ويمنعون وقوع المنكرات، كم من جريمةٍ ضبطوها! وكم من مصانع للخمور أزالوها! كم من شقق للخنا والدعارة أغلقوها! كم من منحرف دلوه! وكم من عاص ستروه،! كم من فتاة أنقذوها! وكم من طفل استرجعوه إلى والديه!

عباد الله، إنها جهود لا تنكر، وبذل وعطاء من كل أسف لا يشكر.

يـا هيئة الإرشـاد وجهُك مشرقُ والمكرمـاتُ روائـح وغـواديِ

أمـرٌ بمعـروف ونهـي صـادقُ عـن منكـر وتَحلـل وفسـادِ

عباد الله، وحتى تتضح مكانة هذه الطائفة ويُعلم فضلها وجهودها الجبارة في المحافظة على أمن المجتمع وسلامة أعراض الناس وأديانهم إليكم بعض الأرقام وهي لعام واحد فقط: أكثرُ من مائتين وثمانية وثلاثين ألف قضية تتعلق بالتخلف عن صلاة الجماعة والمتأخرين في إغلاق المحلات بعد الآذان وقضايا القمار والإفطار في نهار رمضان، أما القضايا الأخلاقية من معاكسات وخلوة واختطاف ونحوها فقد بلغ ما تم ضبطه من قبل رجال الهيئة أكثر من أحدى وأربعين ألف حالة خلال عام واحد فقط.

عباد الله، هذا جزء يسير من جهود أولئك الأبطال، ويحق لنا أن نتساءل: يا ترى، كم عدد الذين عملوا كل هذه الأعمال الجليلة وحققوا هذه الإنجازات الباهرة وكفوا المجتمع من شرور كانت ستحصل ومفاسد أوشكت أن تقع؟ إن خلف كل تلك الإنجازات أعدادًا لا تتجاوز بضعة آلاف في كل أنحاء البلاد المترامية، وبإمكانات متواضعة ومحدودة.

هيئـاتنا تـاج علـى هامـاتنـا أخشـى بدونهم بـأن لا نُمطرَا

يا مـن إذا نِمنـا بثـوب أمننـا فتحوا العيون الناعسات لتسهرَا

عباد الله، لقد عانت بعض الدول المجاورة من أوضاعها الأخلاقية، وتنادت بالاحتذاء بمثل هذه المؤسسات المباركة نظرًا لإنجازاتها العظيمة. لقد ظلموا أنفسهم بتركهم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولذا انظروا كيف يعانون، ومن تحت الأنقاض يصرخون، يبحثون عن الأمن الأخلاقي ولا أمن، يطالبون بصون الأعراض ولا مجيب، والنجاة لهم هو في امتثال أمر لله سبحانه. فاحمدوا الله ـ عباد الله ـ على أن قيض لكم فئةً تبذل الغالي والنفيس من أجل راحتكم ومدافعة الباطل في أرضكم وبلادكم.

عباد الله، إنا لنعجب والله بعد كل ما سبق ممن يتناول رجال الهيئات سبًا وتأثيمًا، ويتعرض لهم قذفًا وتلفيقًا، سيل من السهام وزحام من الأقلام تترقب كل حدث فتلصقه بحماة السفينة حتى ولو كانوا منها براء، إنهم يهذون بما لا يدرون ويهرفون بما لا يعرفون.

عباد الله، إن أرباب أولئك الأقلام والأفهام الجائرة والصحافة الحائرة يدَّعون المصداقية وقول الحقيقة مهما كلف الثمن، لقد نصبوا أقلامهم وصحافتهم محامية عن حقوق المجتمع ومدافعة عن قضايا الأمة ومعالجةً لمشكلاتهم، لقد تصوروا مفاهيم معكوسة ثم تدافعوا إلى بثها وتسابقوا إلى نشرها عند أدنى حدث ولو كان كذبًا مختلقًا في إسقاطات كاذبةً وممارسات خطيرة، فهم يصدق عليهم قول القائل:

إن يسمعوا سبةً طاروا بِهـا فرحًا هذا وما سمعوه من صـالح دفنوا

لكن بحمد الله انكشف عند الكثيرين أمرهم وظهر غباؤهم وكذبهم.

إذا سـاء فعل المرء سـاءت ظنونه وصـدّق مـا يعتاده مـن توهّمِ

عباد الله، ومع كل ذلك فإنا لا ندعي العصمة لرجال الهيئة، ولا ننفي الخطأ والتجاوز عن أهل الحسبة، فالخطأ طبيعة بني آدم، ولو حصل أن أحدهم أخطأ في تصرف أو سلوك فهم بشر يعتريهم ما يعتري سائر الناس، يصيبون ويخطئون، يزيدون وينقصون، ينشطون ويكسلون، لكن لماذا هفوة أحدهم تصبح حديث المجالس وكأن الأخطاء لا تقع إلا منهم؟! أين من يعدّد وينقب عن أخطاء رجال المرور أو الشرطة ممن يقدمون خدمات عامة للمجتمع؟! أين الإعلام عن أخطاء بعض الأطباء وتجاوزاتهم؟! وأين الصحافة عن تكاسل بعض رجالات الإطفاء وتقصيرهم؟! أو أن أولئك جميعًا لا يخطئون ولا يقصرون ودائمًا معصومون!

عباد الله، إن ضعف أي دائرة حكومية يعالج بالدعم والتطوير وزيادة الكفاءات وتوفير المعدات ووسائل التقنية، إلى جانب تلافي السلبيات الموجودة، أما أن يكون العلاج بتعطيل شعيرة من شعائر الدين وإيقاف أعمالها فهذا هو الظلم في المعالجة والاصطياد في الماء العكر والحل الذي لا يمكن تطبيقه في دائرة حكومية أخرى.

يـا ربّ زلزل من يريـد بِجمعهم سـوءا وشـل يَمينـه والمنخرا

هـم للورى ركب النجـاة تقدمًا وبدونهم تمضي الركاب إلى الوَرا

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني بما فيهما من الآيات والحكمة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبة الثانية


الحمد لله رب على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرا.

أما بعد: فيا عباد الله، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ المهمة التي يقوم بها رجل الهيئة ـ ليست فضولاً أو تدخلاً في خصوصيات الآخرين وحرياتهم الشخصية، وإنما هو قيام بواجب أوجبه الله تعالى على عباده وبشعيرة من أعظم شعائر الدين. أي حرية ينادون بها في التعدي على حدود الله ومحارمه؟! أي حرية في التعرض لأعراض المسلمين وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين؟! أي حرية في إضاعة حقوق الله تعالى والتعدي على محارمه؟!

عباد الله، إن الحرية الشخصية ليست سلَّمًا يرقى بها البعض إلى شهواته ونزواته، بل لها حدود مقيدة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه وأعراف الناس وأوطانهم، قال : ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).

عباد الله، إن إيذاء المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو الاعتداء عليهم أو الطعن فيهم أو تضخيم أخطائهم بغير حق وبث الإشاعات الكاذبة عنهم لهو جرم عظيم وذنب كبير، تصيب المرءَ مغبّتُه ومعرّته ولو بعد حين. ولقد قرن الله سبحانه في كتابه محاربة هذه الفئة بالكفر به وقتل رسله حيث قال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ [آل عمران: 21، 22].

وأخيرًا يا رجال الهيئة، اعلموا أن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة جسيمة ذات أعباء ومتاعب لا يقدر عليها ويصبر على لأوائها إلا الكمَّل من الرجال، وأنتم كذلك إن شاء الله تعالى. إنما ـ يا حماة السفينة ـ مهمَّة الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم مهمة تصطدم بشهوات الناس ونزواتهم وكبريائهم، ولا بد أن ينالكم شيء من الاعتداء والأذى، وصبرًا صبرا يا رجال الحسبة، تحلوا بالصبر، وأبشروا بالأجر، فقد حفّت الجنة بالمكاره، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل: 127].

حسبكم ـ يا رجال الهيئات ـ دعوة أمٍّ لكم بالسداد بعد أن أنقذتم ابنتها من براثن الفساد، ودعوة أب استخرجتم ابنه من غائلة الانحلال، حسبكم دعوات أسرة سرتم بأيديهم إلى بر النجاة. والله، لا يضيع أجر من أحسن عملا، قال الله سبحانه: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40]، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69].

يـا خيرنا يـا ذخرنـا يـا فخرنا حـقّ علي بمثلكـم أن أفخـرا

كـم من فتـاة قد حفظتم عرضها تصونونهـا بالليـن أن تتستـرا

كـم غـافل أرشدتموه إلَى الهدى إذ عـاد من بعد الضلالة مبصرا

وأخيرا اعلموا عباد الله ان الله يمنع العذاب عن الأمة بسبب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر قال تعالى: ( وما كان ربك مهلك القرى بظلم وهم مصلحون)

عباد الله صلوا على البشير النذير والسراج المنير

الدعااااااااااااااااء ولا تنسون اخواننا في فلسطين


__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2010, 10:55 AM
  #2
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

الإفتاء

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي لا تنعقد اليمين إلا باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من نزه ربه عن الشريك والمثيل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله
شإن الإفتاء منصب عظيم، به يتصدى صاحبه لبيان ما يشكل على العامة من أمور دينهم ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، لذلك كان لا يتصدر لهذا المنصب العظيم إلا من كان أهلاً له.
وإن من الواجب على العباد أن يتقوا الله تعالى وألا يتكلموا إلا عن علم وبصيرة، وأن يعلموا أن الله وحده له الخلق والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مدبر للخلق إلا الله، ولا شريعة للخلق سوى شريعة الله، فالله وحده هو الذي يوجب الشيء؛ وهو يحرمه، وهو الذي يندب إليه ويحلله.. ولقد أنكر سبحانه على من يحللون ويحرّمون بأهوائهم: "قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون*وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة"، وقال سبحانه: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون*متاع قليل ولهم عذاب أليم".
وإن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شيء إنه حلال وهو لا يدري ما حكم الله فيه، أو يقول عنه بأنه حرام وهو لا يدري ما حكم الله، وهذه جناية وسوء أدب مع الله عز وجل، إذ كيف يعلم العبد أن الحكم لله ثم يتقدم بين يديه فيقول في دينه وشرعته ما لا يعلم؟!
لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون".
إن القول على الله بلا علم يورد صاحبه الموارد، ولقد أدّب الله نبيه e بقوله: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً"، وأَمَره حين سئل عن الساعة أن يقول: "إنما علمها عند ربي".
كان أبو بكر t يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلّني إذا أنا قلت في كتاب الله بغير علم!
وكان عمر t تنزل به الحادثة فيجمع لها الصحابة ويستشيرهم فيها، قال ابن سيرين: لم يكن أحد أهيب مما لا يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب بما لا يعلم من عمر.
وقال ابن مسعود: أيها الناس، من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم.
سأل رجل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يجبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع مقالته؛ فقال له: يرحمك الله، أما سمعت مسألتي؟ قال: بلى، ولكنكم كأنكم ترون أن الله تعالى ليس بسائلنا عما تسألونا عنه. اتركنا رحمك الله حتى نتفهم مسألتك، فإن كان لها جواب عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به.
وقال نافع: كان ابن عمر يجلس للناس عند مقدم الحاج؛ وكان يردّ أكثر مما يفتي.. ولقد جاءه رجل –يعني ابن عمر- يسأله عن شيء، فقال: لا علم لي به. ثم التفت إلى من حوله بعد أن قفّى الرجل فقال: نِعْم ما قاله ابن عمر، سئل عما لا يعلم فقال: لا أعلم.
وسئل t عن شيء فقال: لا أدري، ثم أتبعها بقوله: أتريدون أن تجعلوا من ظهورنا لكم جسوراً في جهنم أن تقولوا: أفتانا ابن عمر بهذا؟!
وعلى هذا النهج القويم والطريق المستقيم سار التابعون بإحسان والسلف الصالح رحمهم الله أجمعين، فلقد سئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه: ألا تستحي أن تقول: لا أعلم، وأنت فقيه أهل العراقين؟! قال: ولكن الملائكة لم تستحي حين قالت: لا علم لنا إلا ما علّمتنا؟!
وقال القاسم بن محمد: ما نعلم كل ما نُسأل عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم.
وجاء رجل من أهل المغرب إلى الإمام مالك في المدينة فسأله عن مسألة فقال: لا أدري، فقال: يا أبا عبدالله؛ تقول: لا أدري؟! قال: نعم، وبلّغ من وراءك أن مالكاً يقول: لا أدري.
وكان الإمام أحمد يُسأل؛ فكثيراً ما يقول: لا أدري.
أيها المسلمون.. إن من التناقضات جرأة كثير من الناس على إصدار الفتاوى الشرعية مع أنهم يجهلون كثيراً ولم يُعرفوا بالعلم ولا مجالسة أهله، بل إنهم زادوا المصيبة وبالاً وشناعةً عندما قاموا يخطّئون العلماء الراسخين، فنصبوا أنفسهم فقهاء ومحدثين، بل ومجتهدين مطلقين.
وفي المقابل تجد هذا الصنف من الناس يمسكون ألسنتهم عن الخوض في الأمور الطبية والمعمارية؛ فلا يقبلون وصفة ولا دواء إلا من طبيب حاذق، ولا يشرع أحدهم في مشروع معماري إلا برأي مهندس عارف، بل ويزجرون من تكلم في أمر الطب والبناء وهو جاهل بذلك.
إن هذا لشيء عجاب! فما كل هذا التناقض؟! أيحتاطون لأمر دنياهم ويفرّطون في أمر دينهم؟!
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "يا لله العجب! لو ادعى رجل معرفة صناعة من صنائع الدنيا ولم يعرفه الناس بها ولا شاهدوا عنده آلاتها؛ لكذّبوه في دعواه ولم يأمنوه على أموالهم ولم يمكّنوه أن يعمل فيها ما يدّعيه من تلك الصناعة.
فكيف بمن يدّعي معرفة أمر الرسول e وما شوهد قط يكتب علم الرسول e ولا يجالس اهله ولا يدارسهم؟! فيا لله العجب! كيف يقبل أهل العقل دعواه ويحكّمونه في أديانهم يفسدها بدعواه الكاذبة؟!"اهـ.
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع بأحسنه: "أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب".
بارك الله لي ولكم.




الخطبة الثانية
الحمدُ لله السّميع البصير، اللّطيف الخَبير، أحاط بكلّ شيءٍ علمًا، ووسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وحِلمًا، أحمدُ ربّي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له العليّ القدير، وأشهد أنّ نبيّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله البشير النّذير والسّراج المنير، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الفتوى جمرة تضطرم، فاسمع ما شئت من فتاوى مُضجَعَةٍ محلولة العقال، مبنية على التجري لا التحري، تُعْنت الخلق وتُشجي الحلق، لا تقوم على قدمي حق، بل ولا على قدمي باطل حق. يأنف أحدهم من التجاسر على صرف المستفتي بلا جواب فيتجاسر على القول على الله بلا علم؛ ويفتي اجتراراً من معلومات عفى عليها الزمن، ولا يدري كيف يستلّها من مطاوي الكتب، بانياً على الظن؛ والظن أكذب الحديث.
بل تراه –وسبحان الفتاح العليم- يشرع في الجواب قبل استكمال السؤال ويلتفت يميناً وشمالا، ويَحِفّ ويَرِفّ على الحضور مختالاً بجوابه الإنشائي المهزول، يفتي في وقت أضيق من صدر اللئيم، بما يتوقف فيه شيوخ الإسلام وأئمته الأعلام:
وقال الطانزون له: فقيهٌ فصعّد حاجبيه به وتاها
وأطرق للمسائل أي بأني ولا يدري لعمرك ما طحاها
قال ابن مسعود t: لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم، فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا.
وقال بشر الحافي: من أحب أن يُسأل فليس بأهل أن يُسأل.
قال ابن القيم: "قال بعض العلماء: قلّ من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها إلا قلّ توفيقه واضطرب في أمره. وإن كان كارها لذلك غير مختار له ما وجد مندوحة عنه وعَسُر أن يحيل بالأمر فيه إلى غيره: كانت المعونة له من الله أكثر، والصلاحُ في فتاويه وجوابه أغلب"اهـ.
دخل رجل على ربيعة بن أبي عبدالرحمن فوجده يبكي؛ فقال: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ وارتاع لبكائه؛ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم. ثم قال: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالحبس من السرّاق.
فالله المستعان..كيف لو رأى ربيعة أهل زماننا؟ وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثّبه عليها ومدّ باع التكلف إليها؟ وتسلّقه بالجهل والجرأة عليها مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة؟ وهو من بين أهل العلم منكر أو غريب؛ وليس له في معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب. ولا يبدي جواباً بإحسان، ويقول: كذلك يقول فلان بن فلان
يمدّون للإفتاء باعاً قصيرة وأكثرهم عند الفتاوي يكذلك اللهم ارزقنا الفقه في الدين؛ والاقتداء بهدي سيد المرسلين.
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2010, 10:10 PM
  #3
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

عن بدع رجب

الخطبة الأولى

الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، والعالم بتقلبها وأحوالها، المانّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابغ نعمائه، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بعزته إرادته. وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر السموات العلا، ومنشىء الأرضين والثرى، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ} [الأنبياء:23]. وأشهد أن محمداً عبده المجتبى ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضيء والأمر المرضي، على حين فترة من الرسل، ودُروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأكمل به الإيمان، وأظهره على كل الأديان، وقمع به أهل الأوثان، فصلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعد:-
فإن الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بالمحافظة على السنة والدعوة إليها، وحث على اتباع رسوله ، وأمر به وأوجبه فقال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [الحشر:7]. وجعل الله سبحانه وتعالى الفوز بمحبته عز وجل إنما ينال باتباع رسوله قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين [آل عمران:31-32]. قال الحسن البصري – رحمه الله تعالى -: (ادعى أقوام محبة الله فابتلاهم أو قال فامتحنهم بهذه الآية: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني.. الآية.
ونفى الله الإيمان عن من لم يحكم رسول الله ولم يرض بحكمه فقال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً [النساء:65]. وجعل الله سبحانه وتعالى الاحتكام إليه وإلى رسوله عند التنازع والاختلاف فقال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً [النساء:59]. قال العلماء: معناه الرد على الكتاب والسنة.
وحذر الله من مخالفة سنته وتوعد المخالف بالفتنة في الدنيا والعذاب الأليم الموجع في الآخرة فقال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [النور:63].
وفي هذا الزمان الذي قل فيه العلم وكثير فيه الجهل وتحكم فيه الرويبضة، ترى انتشار البدع وشيوعها، وتعلق الناس بها حتى ظنوا أنها من دين رسول الله ، وقد حذرنا رسول الله من شر البدع والأحداث في الدين فعن أبي نجيح العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب – أي خافت – وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع فأوصنا قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

. وقد أحدث الناس بدعاً كثيرة من الأزمنة والأمكنة، ومما أحدثه الناس في زماننا هذا بدعة جمعة رجب فإنه (يوم لم تعظمه الشريعة أصلاً، ولم يكن له ذكر في وقت السلف، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه مثل أول خميس من رجب، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب، فإن تعظيم هذا اليوم والليلة إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة).
وروي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء، مضمونه فضيلة صيام ذلك اليوم وفعل هذه الصلاة السماة عند الجاهلين بصلاة الرغائب، وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين من العلماء من الأصحاب وغيرهم. والصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم: النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم وعن هذه الصلاة المحدثة، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صنعة الأطعمة، وإظهار الزينة ونحو ذلك، حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام، وحتى لا يكون له مزية أصلاً. وكذلك يوم آخر في وسط رجب تصلي فيه صلاة تسمى صلاة أم داود فإن تعظيم هذا اليوم لا أصل له في الشريعة أصلاً) [أنظر اقتضاء الصراط المستقيم – شيخ الإسلام ابن تيمية ص292-293].
ويتخذ كثير من الناس أول جمعة في رجب عيداَ زاعمين أنه يوم دخل الإسلام إلى اليمن، ومنهم من يشد الرحل إلى مسجد معاذ بن جبل بالجند معتقدين فضيلة ذلك، وهذه الأمور كلها من البدع المحدثات في الدين التي ليس عليها دليل صحيح صريح يصلح الاحتجاج به، بل إنها من ادّعاءات المدعين ومقالات الأفاكين المبتدعين، وعلى فرض صحة ثبوت أن إسلام أهل اليمن كانت في أول جمعة من رجب – مع أنه لم يثبت ذلك ولم يصح – لا يجوز اتخاذه عيداً، فإننا معشر المسلمين لا عيد لنا إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، وكل عيد سوى هذين العيدين فمن أعياد الجاهليين، فقد أخرج الشيخان في صحيحهما عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: دخل عليّ أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت: وليستا بمغنيتن، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله ؟ وذلك يوم عيد. فقال رسول الله : ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا)) وفي رواية: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم)) وفي الصحيحين أيضاً أنه قال: ((دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى)). وهذا الحديث يدل على أمور [2]: أحدهما: قوله : ((إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)) يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم. فكما أن للمشركين أعيادهم التي يختصون بها فلا نشركهم فيها فكذلك نحن لنا أعيادنا الخاصة التي يشاركوننا فيها، فاللام تقتضي الاختصاص.
الثاني: وهذا عيدنا يفيد حصر أعيادنا في يومين (عيد الفطر وعيد الأضحى) فليس لنا عيد سواهما.
الثالث: إن قوله : ((وإن عيدنا هذا اليوم)) تقتضي أن يكون جنس عيدنا منحصراً في جنس يومي عيد الفطر والأضحى، فإن التعريف بالألف واللام والإضافة يفيد الإستغراق.
الرابع: قوله : ((وإن هذا اليوم)) أي جنس هذا اليوم إشارة إلى جنس الشروع من الأعياد لا حصر العيد في ذلك اليوم الذي كان في عهده .
وعليه فإن القول بأن إسلام أهل اليمن كان في أول جمعة من رجب زعم باطل لا دليل عليه، ولو ثبتت فليس فيه حجة لاتخاذه عيداً،
فالواجب على المسلمين العمل بالسنة واجتناب البدعة تحقيقاً للمتابعة وتجريداً للتوحيد.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوفاناعلى التوحيد والإيمان ويجنبنا طرق أهل الأهواء والبدع إنه على ما يشاء قدير، اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه


الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أظهر دينه المبين ، ومنعه بسياج متين ، فحاطه من تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، سخَّر لدينه رجالاً قام بهم وبه قاموا ، واعتزَّ بدعوتهم وجهادهم وبه اعتزوا ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، كان يربّي ويعلّم ويدعو ، ويصوم ويقوم ويغزو . صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .


فإن البدعة والإحداث في الدين أصل كل شر وبلية في الدين، وكلما بعد العهد وتقادم الزمان كلما ظهرت البدع وانتشرت على مدار الدهور والأزمان. فالواجب على المسلم أن يتبع السنة ولا يبتدع في دينه، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والبدعة شر لا تأتي بخير أبداً.
واعلموا عباد الله: أن من طاعة رسول الله ومحبته وتعظيمه وتوقيره اتباع سنته، فمن اتبع سنته كان مطيعاً له، ومن أطاعه كان مطيعاً لله قال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [النساء].

فمن لم يتبع سنة رسول الله كانت عاصياً لله، وهو من أهل الوعيد المستوجبين للنار، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري.
فالامتناع والإباء عن دخول الجنة المراد به الامتناع عن اتباع سنته.
فعليكم بالسنة ودعوا البدعة فإنها تؤدي إلى الفرقة والاختلاف في الدين، فعن ابن مسعود قال: (اتبعوا، ولا تبتدعوا فقد كفيتم).
واعلموا يا عباد الله: أنه ليس رجب فضيلة تذكر سوى أنه من الأشهر الحرم، وأما يفعله بعض الجهلة ممن يعتقد لشهر رجب فضيلة من تخصيص أيامه بصيام أو لياليه بقيام دون سائر شهور السنة فقد ابتدع في الدين، ومن اعتقد أن لأول جمعة منه فضيلة فقد فعل ما لم يثبت عن السلف تعظيمه، ومن اعتقد أول خميس من رجب أو أول ليلة جمعة منه فضيلة خاصة توجب تعظيمه أو تخصيصه بقيام أو صيام أو عيد فقد ابتدع في الدين ما ليس منه كما جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))متفق عليه ولفظ مسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
فهذه الأمور التي يفعلها الناس كلها من البدع المحدثة في الدين والواجب على العلماء والدعاة إنكارها وبيانها للناس أنها بدعة وليست بشرع، وأن الواجب على الناس، أن يسألوا عن دينهم وأن يستفتوا أهل العلم من أهل السنة والجماعة ويقتدوا بهم لا بغيرهم، فرب عالم هو رأس في البدعة والضلالة والأحداث في الدين لا يجوز سؤاله ولا استفتاؤه، فإن المبتدع مخرج من زمرة العلماء، فالعلماء العاملون بعلمهم هم الذين يرجع إليهم في العلم والافتاء عملاً بقوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النمل].
وامتثلوا قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم [الحجرات:1].
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا في الدين ويعلمنا التأويل وأن ينفعنا بما علمنا وفقهنا ويحبب إلينا الكتاب والسنة والعمل بهما، ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان والأهواء والبدع آمين، آمين.

عباد الله صلوا وسلموا
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 11:40 AM
  #4
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

الخطبة عن معاوية رضي الله عنهما



الحمد لله عمَّت نعمتُه، وتتابعت بركتُه، وَشَمِلَتنا ألطافُه، وهو اللطيف الخبير. سبحانه وبحمده هدانا من الضلالة، وأنجانا من الغواية، وجعلنا من خير أُمةٍ أُخرجت للناس، وألبسنا من آدابها وشرائعها خير لباس، وجعلنا فيها أتباعاً لخير الناس صلوات الله وسلامه وبركاتُه عليه. أشهد ألا إله إلا الله يحيي العظام بعد موتها، ويحيي القلوب بعد غفلتها ومواتها، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، المبعوثُ رحمةً للعالمين، وحُجة على السالكين، والهادي من شاء الله هدايته إلى الصراط المستقيم، اللهم فأحيِنا على سُنَّته، وتوفَّنا على مِلَّته، وارزقنا حُبَّه وحُسن الائتساء به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد، فإن خير الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة.

ثم إنه –إخواني في الله- من قضايا الدين وأُسسه الحُبُّ في الله والبُغضُ في الله، فهما أوثقُ عُرى الإيمان،
وإن من أعظم المسلمين ولايةً لله ورسولِه والمؤمنين صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم أنصارُ الله ورسوله، وهم حزب الله، وهم شركاء رسول الله في المجلس والطعام والهمِّ والدعوة والصبر على الأذى في سبيل الله، فيا لله كم من سبيلٍ للخير شرعوه، وكم من منكر وباطل هدموه، فما أحسن أثرَهم على الناس وأقبَحَ أثر الناس عليهم. نَصَرَهَم الله ببدرٍ وهم أذلة، وابتلاهم في أُحدٍ واتخذ منهم شهداء، وأخبر عنهم في الخندق أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما مات رسولُ الله إلا وهو عنهم راضٍ صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم. فهؤلاء هم القوم الكرام، يقتدي بهم أهلُ الإسلام، وما فتحُ الباب لغمزهم والطعن فيهم إلا فتحٌ لباب النفاق وإنقاص الدين على المسلمين.
وإن رقيقي الديانة، من منافقين وضُلال ومرتابين طمع فيهم إبليس، وصدَّق عليهم ظنَّه فاتبعوه. فمن الناس من يتخذُهُم غرضاً أجمعين، ويزعمون ردَّتهم، ويهدمون فضائلهم وصُحبتهم، وهم بذلك يهدمون أو يحاولوا هدم الدين فما وصلنا القُرآن ولا الحديث إلا من خلالهم رضي الله عنهم، فالطعنُ فيهم طعنٌ في الإسلام. ومن الناس من يذهب إلى بعض الأحداث والفِتَن التي جرت على الصحابة رضي الله عنهم، فيحكم لبعضٍ على حساب البعض، ويدخل بينهم معدِّلاً ومجرِّحاً، ومنحازاً لصفٍ على حساب آخر. كمثل الرجل الذي جاء لأبي زرعة الرازي رحمه الله فقال: إني أبغض معاوية. فقال له : لم ؟ قال : لأنه قاتل علياً بغير حق . فما كان أحسنَ مِن جواب أبي زرعة الذي قال له: ربُّ معاوية ربٌ رحيم، وخصمُ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك بينهما؟.
وإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه رجلٌ من أصحاب رسول الله ممن أُمرنا بالترضي عنه، وسلامة الصدر له، بل لقد حاز فوق عموم فضل الصحبة فضائلَ أُخرى سنُلمُّ ببعضها في هذه الخطبة، وما ذلك لأنه خير الصحابة ولا أفضَلُهم، بل إنَّ منهم مَن هُو خيرٌ منه بدرجات رضي الله عن الجميع، ولكنَّ معاوية رضي الله عنه رجُلٌ كَثُر كلامُ أهل الأهواء فيه، واتخذه الرافضةُ هو وابنُه يزيد مدخلاً ومُقدِّمةً لِسَبِّ بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثيراً ما يتحدَّث القومُ ويورِدون الشُّبَهَ عليه في حُكمه وفي ديانته وربما اختلق البعضُ بعض القِصص الكاذبة في هذا الشأن؛ فأضحى معاويةُ رضي الله عنه فاصلاً بين السُنَّة والبدعة، وبالطعن فيه والاجتراءِ عليه تدخُل الفتنة على أقوامٍ من المسلمين، حتى قال عبدُ الله بن المبارك رحمه الله: معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو توبة الحلبي: معاويةُ بن أبي سفيان سترُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كَشَفَ الرجلُ السترَ اجترأَ على ما وراءَه.
أسلم رضي الله عنه في عام الحديبية، وقيل: في عام القضية، وقيل: كان ذلك في فتح مكة وهو شاب، كان عمره يناهز ثمانية عشر سنة.
وكتب الوحي بعد إسلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت غلاماً أسعى مع الصبيان قال: فالتفتُّ فإذا نبيُ الله خلفي مقبلاً، فقلت : ما جاء نبي الله إلا إليَّ. قال : فَسَعَيتُ حتى أختبئ وراء باب دار. قال: فلم أشعر حتى تناولني، قال : فأخذ بقفاي فحطأني حطأة. وقال: «اذهب فادع لي معاوية» وكان كاتِبَه، فسعيت، فقلت: أجب رسول الله فإنه على حاجة. رواه أحمد في المسند.
وكان فقيهاً عالِماً روى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أكثر من مائة حديث، وأخرج له صاحبي الصحيح ثلاثة عشر حديثاً. ولما جيء إلى ابن عباس رضي الله عنه، وقال له القائل: هل لك في أمير المؤمنين معاوية! فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ فقال رضي الله عنه: إنه فقيه. رضي الله عنهم أجمعين.
بل لقد روى أحمدُ والترمذي وغيرهم عن عمير بن سعد رضي الله عنه قال: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهدِ به)).
وروى مسلمٌ في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب. قال: فجاء فحطأني حطأة، وقال: اذهب وادع لي معاوية. قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. قال: ثم قال: لي اذهب فادع لي معاوية. قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. فقال: لا أشبع الله بطنه.
قال النووي –رحمه الله-: قد فهم مسلمٌ رحمه الله من هذا الحديث أنَّ معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له. اهـ
وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني اتخذتُ عندك عهداً لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأيُّ المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)) قال العلماء فقوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية: لا أشبع الله بطنك داخلٌ في هذا الباب؛ حتى قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأُخراه.
ومن فضائل معاوية رضي الله عنه: أنه غزا بجيش المسلمين على ثبج البحر مجاهداً في سبيل الله فقد روى الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رضي الله عنها، قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ. فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ!! قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا؛ فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا؛ فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ. فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّأْمَ فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ.
وأخرج البخاري عن أم حرام أيضاً رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا)) . قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال: (أنتِ فيهم) . ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفورٌ لهم)) . فقلت: أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال: ((لا)).
فهذان الحديثان فيهما منقبةٌ له رضي الله عنه لأن أول جيشٍ غزا في البحر كان بإمرته، وهم كانوا على حالةٍ أعجبت النبي صلى الله عليه وسلَّم واغتبط بها، ووصفهم بأنهم كالملوك على الأسرَّة. وأخبر في الحديث الثاني أنهم قد أوجبوا يعني: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الرحمة أو الجنة.
وقد شهد معاوية رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً والطائف وغزوة تبوك، وحج معه حجة الوداع. بل إنه كان صهر النبي صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين. قال ابن أبي يعلى: ويُسمَّى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أخوالَ المؤمنين، ولسنا نُريد بذلك أنهم أخوالهم في الحقيقة كإخوان الأمهات من النَّسَب، وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام، وهو التعظيمُ لهم. اهـ.
وسُئل الإمامُ أحمد رحمه الله: أقول: معاويةُ خالُ المؤمنين، وابنُ عمر خالُ المؤمنين؟ قال: نعم، معاويةُ أخو أمِ حبيبة بنتِ أبي سفيان زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، وابنُ عمر أخو حفصة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن فضائله أنه ولاهُ عمَرُ الفاروقُ العبقريُ المُلهَم على الشام، وأقرَّه عليه عُثمان أيضاً مدة خلافته كُلِّها و((حَسْبُكَ بِمَنْ يُؤَمِّرُهُ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ عَلَى إِقْلِيْمٍ -وَهُوَ ثَغْرٌ- فَيَضْبِطُهُ، وَيَقُوْمُ بِهِ أَتَمَّ قِيَامٍ، وَيُرْضِي النَّاسَ بِسَخَائِهِ وَحِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ تَأَلَّمَ مَرَّةً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ فَلْيَكُنِ المَلِكُ. وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْراً مِنْهُ بِكَثِيْرٍ، وَأَفْضَلَ، وَأَصْلَحَ، فَهَذَا الرَّجُلُ سَادَ وَسَاسَ العَالَمَ بِكَمَالِ عَقْلِهِ، وَفَرْطِ حِلْمِهِ، وَسَعَةِ نَفْسِهِ، وَقُوَّةِ دَهَائِهِ وَرَأْيِهِ)) من كلام الذهبي في سير أعلام النبلاء.
ولا يمنعنا العدلُ أن نقول: إن علياً خيرٌ من معاوية رضي الله عنهم، ولكنَّ خيرية هذا لا تكون بالغض من الآخر، كما لم يمنع الإنصاف ابنُ عمر رضي الله عنه أن يقول: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية- يعني الرئاسة والشرف والكرم-، فقيل: ولا أبوك ؟ قال: أبي عُمَرُ رحمه الله خيرٌ من معاوية وكان معاويةُ أسودَ منه. رضي الله عنهم وأرضاهم فقد كان أسلم الناس صدراً، وأحسنَهم ديناً. وأنت يا أخي فكن من الذين {جاؤوا من بعدهم يقولون رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
اقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، له الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم العليم، أشهد ألا إله إلا هو رباً كريماً رحيماً، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.

معرفةُ مراتب الناس، مع معرفة الفضل لأهله منزلةٌ من الفقه تغيب عن بعض الناس؛ فإن أحبوا أفرطوا في الحب، وإن مدحوا لم يعرفوا للمدح منتهى، وإن أبغضوا هجروا وتركوا، والعدل والإنصاف عن كل هذا بمعزل.

فقد سُئل عبد الله بن المبارك –رحمه الله- أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاويةُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد؛ فما بعد هذا؟ .

عن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يُقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد، معاوية رضي الله عنه كاتبُه وصاحبُه وصهرُه وأمينُه على وحيه عز وجل.
هؤلاء القوم السعداء لا يناصبهم العداء إلا شقي، وقد اشتد نكير السلف على كل من انتقصهم أو طعن عليهم، وإذا كان هذا حال من تكلَّم في معاوية فكيف يكون حال من انتقص من هو خير منه كالشيخين وعثمان وعلياً والزبير وطلحة وعائشة رضي الله عن الجميع.
وقال قائل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إن ناساً يشهدون على معاوية وذويهم أنهم في النار. فقال: لعنهم الله وما يدريهم أنهم في النار.
وعن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية فإنه ضربه أسواطاً.
وقال القاضي عياض: «من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال: كانوا على ضلال وكفر قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداً».

وعن الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله –يعني أحمد بن حنبل- وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟. قال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحداً من أصحاب رسول الله إلا له داخلة سوء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني».
وسُئل رحمه الله عن الذي يشتم معاوية أيصلي خلفه ؟ قال: لا, لا يصلى خلفه ولا كرامة.
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمَّن لعن «معاوية» فماذا يجب عليه ؟
فأجاب: الحمد لله، من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى الأشعري وأبي هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة والزبير وعثمان وعلي بن أبي طالب أو أبي بكر الصديق وعمر أو عائشة أم المؤمنين وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – فإنه يستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل ؟ أو ما دون القتل ؟! مجموع الفتاوى: 35/ 58 .

عباد الله صلوا وسلموا على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 24-06-2010 الساعة 11:41 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2010, 02:38 PM
  #5
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

الخطبة الأولى
الحمد الله الذي أنعم علينا بالإيمان، وفرض علينا الصوم في رمضان، لنيل الرضا والرضوان، مِن الله الملك الديان، وتهذيباً للنفوس وصحة للأبدان، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده، رب السماوات والأكوان، العزيز الغفار المنان، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام، واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار في الصحارى والآكام، ونشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ورسوله، إمام العادلين، وقدوة العاملين، وسيد المجاهدين، ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ياايها الذين آمنوا اتقوا الله........ الآيات

قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]،

نستقبل بعد ايام قلائل الشهر المبارك موسم خير، وموسم عبادة، شهر رمضان الذي تتضاعف همة المسلم للخير وينشط للعبادة أكثر، ويقبل على ربه سبحانه وتعالى رجاء رضاه ورجاء مغفرته، وربنا الكريم تفضل على المؤمنين الصائمين فيضاعف لهم المثوبة ويجزل لهم العطاء، فهو موسم تكفير السيئات ورفعة الدرجات .
اعلموا أيها المؤمنون أن من أعظم الأعمال في هذا الشهر الكريم الصيام.
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً)). أي سبعين سنة.
فإذا كان صيام يوم واحد يباعد العبد عن النار سبعين سنة فما بالك بصيام شهر رمضان كله.
والصيام طريق إلى الجنة وباب من أبوابها, فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إن للجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون ولا يدخل منه أحد غيرهم)).
والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: رب منعته الشراب والطعام في النهار فشفعني فيه, ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه, قال: فيُشَفَّعَان)) أي يقبل الله جل شأنه شفاعتهما ويدخله الجنة. رواه أحمد والطبراني
وصيام شهر رمضان خصوصاً يمحو الذنوب ويكفر السيئات ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)), وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنب الكبائر)).
واعلموا أن من أجل الأعمال وأعظمها في هذا الموسم السنوي صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف، ولا تغفل أيها المسلم عن آخر الليل، فإن عمر رضي الله تعالى عنه يقول: (والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون) وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم نادباً أمته إلى قيام الليل ((يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام, وصلوا والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام)), وقال صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان على وجه الخصوص: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))
وقال عن مزية القيام مع الإمام في صلاة التراويح: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)) أي ينتهي من صلاته، كأنما قام تلك الليلة كلها في الفضل والثواب.
واعلموا أيها المؤمنون أن من أجل الأعمال وأعظمها أيضاً في هذا الموسم الكريم قراءة كتاب الله عز وجل وتلاوته، فهذا شهر القرآن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي فيه بأمين وحي رب العالمين جبريل يدارسه القرآن, وقال صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)), والقرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة, في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف البقرة وآل عمران بالزهراوين وقال: ((إنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان يحاجان عن صاحبهما)) أي عن الذي يحفظهما ويقرأ بهما دائماً, يأتيان يذبان عنه ويدافعان ويحاجان عنه يوم القيامة, وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن سورة تبارك: ((إنها شفعت لرجل حتى غفر له)) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني .
فعليكم بهذا الكتاب العظيم اقرؤوا كتاب الله عز وجل وأكثروا من تلاوته في هذا الشهر المبارك .
واعلموا ـ أيها المسلمون ـ أن من أجل الأعمال أيضاً وأعظمها وخاصة في هذا الموسم العظيم صلة الرحم والصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين, فهذا الشهر شهر البذل والإنفاق والجود والكرم, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأعظمهم جوداً وكرماً وبذلاً وسخاءً وإنفاقاً, يعطي عطاء من لا يخشى الفقر قط، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاء هذا الشهر الكريم يكون أعظم ما يكون جوداً وكرماً مثل الريح المرسلة كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والصدقة من أعظم أبواب البر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة برهان)) أي دليل على صدق إيمان العبد لأنه بذلك يكون قد تغلب على الطبيعة المغروسة في الإنسان وهي الشح, وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ [التغابن:16]. وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الصدقة فقال: ((أيها الناس تصدقوا)) وقال: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة)), وأمر النساء على وجه الخصوص بالإكثار من الصدقة فقال صلى الله عليه وسلم: ((تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار)) ويعظم أجر الصدقة عندما تكون صدقة سر, تلك الصدقة التي تنفقها بيمينك فلا تعلم شمالك بهذه النفقة مبالغة في السر بحيث تكون أبعد عن الرياء والسمعة، هذه الصدقة تطفئ غضب الرب كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب, وصلة الرحم تزيد في العمر)).
واعلموا أيها المؤمنون أن من أعظم الأعمال وأجلها في هذا الموسم الكريم العمرة، فإنها تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: ((إن عمرة فيه ـ أي رمضان ـ تعدل حجة معي)).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .





الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد:
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70، 71]
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته في سائر أموركم وفي صيامكم خاصة, فهو شهر التقوى, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري.
والمراد بالزور الكذب قال: ابن العربي "مقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذكر لا يثاب على صيامه، ومعناه أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه" فتح الباري 4/117)).
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم)) [متفق عليه].
ولا تنسى اخي الحبيب تفطير الصائمين فمن فطر صائما كان له مثل أجره واحذر تلك المسلسلات واجعل هذا الشهر بداية لترك عادة التدخين التي كم دمرت
احفظ صيامك أيها المسلم، ولا تجرحه بنزوة كلام أو لحظة غضب أو عبارات غيبة ونميمة أو كذب. ولا تدع سيئاتك وزلات لسانك تذهب حسناتك. اللهم إنا نسألك أن تعيننا على صيام هذا الشهر الكريم وعلى قيامه، اللهم أعنا فيه على المزيد من ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وعلى تلاوة كلامك العظيم ونسألك أن تتقبل منا أعمالنا وتبارك لنا فيها يا أرحم الراحمين. ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال عز من قائل: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله بها عليه عشرا)). اللهم صل وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين
اللهم بلغان رمضان
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أذكار, أدعية, خطب, خطبة الجمعة, صلاة الجمعة, إسلاميات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
غزوات حدثت في شهر الانتصارات في رمضان المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 5 30-08-2009 06:27 AM
أرقـــــــام وإيمـــيــلاتــ الدكـــتـــور جــــــــابـــــر القحطاني وبعض الوصفاتـــ سعيد الجهيمي عالم الصحه والغذاء 12 20-03-2008 12:02 PM
فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-05-2007 01:52 PM


الساعة الآن 11:30 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود