
رد : عقلية العربي ...في نظر بعض المفكرين الحداثيين
أهلا بك أخي الفاضل
أولاً أشكر لك جهودك الواضحة وإصرارك الدؤوب على نشر ما تعتقده ومحاولاتك المتواصلة للتغيير وإضفاء نوع من العمق في الطرح يحرك العقول ويحفز على التفكير ويدعو إلى مجاراة ما تطرحه من رؤا وأفكار .
أولاً : أنا أتفق مع من احتج على صعوبة لغة الموضوع وأنا أعلم يقيناً أن قلمك الذهبي قادر على إيصال الفكرة بطريقة أسهل تصل لأكبر شريحة من الأحباب والمتلقين .
ثانياً : عند الرغبة في التغيير ، فإن أدواتنا وأطروحاتنا يجب أن تكون مباشرة وتستهدف الخلل ، فعندما نذهب إلى الطبيب لا يهمنا أسماء الأمراض أو حديث الطبيب الذي يشخص به الحالة ويصف خفاياها بمصطلحات قد تزيد من نفورنا منه ، ما يهمنا هو العلاج وكيفية استخدامه .
ثالثاً : العقل العربي وما أدراك ما العقل العربي ، العقل العربي يا صاحبي عقل مكبل ومحاصر ومرعوب ومسكون أيضاً بالكثير من الأفكار التي لا مجال لأن يكون فيه متسع لغيرها . لقد ذكرت في شرحك الكثير مما أريد أن أقوله ولكني أحب أن أضيف إلى أن ألإسلام قد أتاح للعقل التحليق من خلال التفكر ولكن أعداء هذا المنهج يحاولون أن يكون هذا التحليق لهم فقط وأن قدر البقية الباقية من العامة أن يتلقفو ما يقذفون به من أفكار يجب عليهم أخذها والعمل بها بدون إعمال العقل وتدخل المنطق متحججين ببعض التوجيهات الدينية التي يفسرونها على ما يتمنون ويوجهوننا بها حسب المصلحة .
العقل العربي يعيش الكثير من التناقضات الدينية والإجتماعية والتعليمية من عادات وتقاليد وأعراف تجعل حوله سياجاً عالياً جداً لا يستطيع القفز من فوقه ، بل مستحيل أن يقفز والحل الوحيد هو إزالة هذا السياج .
والدور مناط بأصحاب الأفكار والأهداف النبيلة والمخلصة التي تسعى إلى إحداث التغيير المطلوب ، وتعلم ويعلم الجميع بأن هنالك دائماً مقاومة للتغيير نعترف بها جميعاً وعلى جميع الأصعدة ، ولكن يجب أن يكون هنالك قيادة واعية لهذا التغيير تعرف أدواته وتحسن تنفيذه ، قيادة تحافظ على وسطية هذا التغيير وتمسك بزمامه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى الوطن وعلى المواطن .
إذن فمن واجب أفكارنا وأهدافنا النبيلة علينا أن نحافظ عليها وأن نرعاها وأن نحاول تجنب كل ما قد يعترض طريقها من عقبات ، وأن نحاول أن نتحلى بالصبر والحكمة في نشر ما نريد وعندها سوف نجد أننا حققنا الهدف المنشود بإذن الله .
أعذرني على الإطالة ولكنها كلمات ضاق بها صدري وأحسست أن هذا هو مكانها