
























|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البشري
الله يوفقنا وأياك ويثيبك أبو زياد
أخوك: البشري |




( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة )) رواه البخاري ومسلم وفي البخاري فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة ولأبي داود (( رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق )) وله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات الشيطان يعني فضاء بين الرجلين فإن الشيطان يدخل فيه من بين أهل الصف) وقال صلى الله عليه وسلم: ( ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله ) وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (( أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا )) وعن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رآنا أنا قد عفونا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم )) أي بين قلوبكم كما في رواية لأبي داود وهذا وحيد فريد على من لا يسوون الصفوف في الصلاة أن يخالف الله بين قلوبهم فتختلف وجهات نظرهم فتضيع مصالحهم بسبب اختلافهم وعن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم )) وقال النعمان ابن بشير رضي الله عنه: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي يعني صفوفنا إذا قمنا للصلاة فإذا استوينا كبر أيها الأئمة وأيها المأموم تأملوا قوله فإذا استوينا كبر هذه الجملة الشرطية تجدوها صريحة في أنه صلى الله عليه وسلم لا يكبر للصلاة حتى تستوي الصفوف ولقد أدرك ذلك الخلفاء الراشدون والأئمة المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الموطأ عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يأمر بتسوية الصف فإذا جاءوه فأخبروه أمرا أن الصفوف قد استوت كبر وكان قد وكل رجالا يسوون الصفوف قبل التكبير وقال مالك ابن أبي عام كنت مع عثمان بن عفان فقام في الصلاة وأنا أكلمه يعني في حاجة حتى جاء رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فأخبروه أن الصفوف قد استوت فقال لي استوي في الصف ثم كبر فهذا أيها الأئمة وأيها المأموم هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين لا يكبرون للصلاة حتى تستوي الصفوف أفليس من الجدير بنا أن يكون لنا فيهم أسوة أنه وبتسوية الصفوف وإقامتها وأن نحرص على ذلك حرصا كاملا وأن ننتظر فلا نكبر للصلاة حتى نراهم قد استووا على الوجه المطلوب وأن لا نخشى في ذلك لومة لائم أو تضجر متضجر لأن العامة لما لم يكن هذا موجودا في الأئمة صاروا يتضجرون إذا بقي الإمام يسوي الصفوف ويرون أنه قد أدخل عليهم الملل وهذا من جهلهم ومن تفريط بعض الأئمة ولهذا نقول إنه من الأسف أن كثيرا من الأئمة لا يولي هذا الأمر عناية وغاية ما عنده أن يقولها كلمة على العادة استو اعتدلوا فلا يعشر نفسه بالمقصود منها ولا يبالي من خلفه بها ولا يأتمرون بأمره تجده يقول ذلك وهم باقون على اعوجاج صفوفهم وتباعد بعضهم من بعض ولو أن الإمام شعر بالمقصود ونظر إلى الصفوف بعينه وانتظر حتى يراهم قد استووا استواء كاملا ثم كبر لبرأت ذمته وخرج من المسؤولية هذه بعض مسؤوليات الإمام في إمامته وعليه أن يراعي ذلك أما المأموم فإنه لو كان يصلي وحده لكان مخيرا بين أن يقتصر على أدنى واجبا في الصلاة أو أن يطول فيها وإن كان الأفضل له مراعاة السنة ولكنه إذا كان مع الإمام فقد ارتبطت صلاته بصلاة إمامه فلا يجوز أن يتقدم على الإمام في التكبير ولا في القيام ولا في القعود ولا السجود ولا يأتي بذلك مع إمامه أيضا وإنما يأتي به بعده متابعا له فلا يتأخر عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار )) وقال أيضا: (( إنما جعل الإمام ليأتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين )) وإن من المأمومين الحريصين على الخير من يتأخرون في الركوع أو يتأخرون في السجود يدعون الله والإمام قد رفع وهذا خطأ وجهل منهم فإن المشروع أن لا يتأخر المأموم إذا قام الإمام بل يبادر بالقيام من غير مسابقة للإمام ولا موافقة ومن مسؤوليات المأموم المحافظة على تسوية الصفوف وأن يحظر من العقوبة على من لم يسوها وأن يحافظ على المراصة وكشف خللها والمقاربة بينها والمقاربة بينها ووقتها بتكميل الأول فالأول وأن يحظر من عقوبة قطع الصفوف فإن من قطع صفا قطعه الله ومن قطع الصف أن يقوم الإنسان في الصف الثاني قبل أن يتم الأول أو في الثالث قبل أن يتم الثاني لأنه إذا قام في الصف قبل تمام الذي قبله فإن الناس يصفون معه ويبقى الصف المقدم مقطوعا ومن قطع صفا قطعه الله وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء يعني الآذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه يعني يقترعوا عليه لاستهموا ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ) وقال صلى الله عليه وسلم: (أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر) ورأى في أصحابه تأخرا وفي لفظ رأى قوما في مؤخر مسجد فقال: ( تقدموا أتموني وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) فهل ترضى أيها المسلم لنفسك أن تكون في شر الصفوف وهو آخر الصفوف مع تمكنك من أولها هل ترضى أن تعرضها للعقوبة بالتأخر عن مقدم الصفوف حتى يؤخرك الله حتى يؤخرك الله في جميع مواقف الخير هل ترضى أن لا تصف بين يدي ربك كما تصف الملائكة عند ربها ويتراصون في الصف ويكملون الصف الأول فالأول ما من إنسان يرضى لنفسه بذلك ولكنه التفت والحرمان فأتموا الصفوف أيها المسلمون أتموا الأول فالأول وتراصوا فيها وتساووا ولينوا بأيدي إخوانكم إذا جذبوكم لتسوية الصف أو المراصة فيها لتتم صلاتكم وتمتثلوا أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم وتقتفوا أثر سلفكم الصالح ومن وجد الصف تام ولم يجد مكان له فيه فليصلي خلفه ولا حرج عليه ولا يجذب أحدا من الصف المقدم لأن في جذب الإنسان من الصف ثلاث مفاسد المفسدة الأولى نقله من الصف الفاضل إلى الصف المفضول والمفسدة الثانية تشويش صلاته عليه والمفسدة الثالثة فتح فرجة في الصف وكل هذا خلاف المشروع في المصافة فمن وجد الصف تاما ولم يجد له مكان فيه فليصلي خلف الصف ولا حرج عليه وأما من صلى وحده خلف الصف وهو يجد مكاننا في الصف فإنه لا صلاة له وإذا اجتمع ثلاثة فأكثر وصلى بهم أحدهم فليتقدم عليهم وإذا كانوا يصلون على بساط أو في مكان ضيق لا يتسع لتقدم الإمام عليهم فليصلوا مع الإمام صفا واحدا ويكون الإمام بينهم وهم عن يمينه وعن يساره ويكون الإمام أيضا مساويا لهم في الصف لا يتقدم عليهم وإذا اجتمع اثنان وأرادا الصلاة جماعة صلى الإمام عن يسار المأموم والمأموم عن يمينه مستويين لا يتقدم الإمام عن المأموم لا قليلا ولا كثيرا فاتقوا الله عباد الله وأطيعوا الله ورسوله ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) اللهم اجعلنا من هؤلاء المتقين واجعلنا من ورثة جنة النعيم ومن جيرانك فيها يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ...| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كل ما تريد من الأذكـــــــــــــــــــار | فارس الشواطي | مجلس الإسلام والحياة | 24 | 06-10-2008 05:30 PM |
| فتاوى السحر والعين للامام ابن باز رحمه الله تعالى | ابو اسامة | مجلس الإسلام والحياة | 11 | 26-03-2008 12:23 AM |
| ملف عن الطير والتدريب | بونهار العاصمي | مجلس الباديه والرحلات | 5 | 16-09-2007 08:15 PM |
| فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم | ابو اسامة | مجلس الإسلام والحياة | 11 | 26-05-2007 01:52 PM |