اقتصاديات الدجل - علي بن طلال الجهني


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 03-01-2013, 01:30 AM
  #1
ماجد الخليفي
عضو ذهبي
 الصورة الرمزية ماجد الخليفي
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 15,133
ماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond reputeماجد الخليفي has a reputation beyond repute
افتراضي اقتصاديات الدجل - علي بن طلال الجهني



اقتصاديات الدجل

علي بن طلال الجهني *

الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٣

http://alhayat.com/OpinionsDetails/467956

في مستهل 1997 أُصبت بأسوأ أنواع سرطانات الدم وأشدها ضراوة، فذهبت إلى أميركا للعلاج، وبقيت هناك لمدة تجاوزت تسعة أشهر. وقد كان لا بد من إجراء نقل نخاع، على رغم خطورة ما يسبق وما يتبع إجراء نقل النخاع، فتم فعلاً نقل نخاع أحد أشقائي والحمد لله أنا الآن بصحة جيدة وشفيت تماماً مما تعرضت له. وخلال فترة مرضي في الولايات المتحدة، وبعدها كان الخيرون يبعثون إليّ بعسل وبأعشاب وغيرها من الوصفات الشعبية التي قيل لي إنها استخدمت، وتم شفاء من تناولوها في حالات مماثلة.

غير أنني كنت في وضع صحي حرج، لا يمكن أن أغامر بحياتي بناءً على روايات فردية، وكل ما كان يأتيني أعرضه على الأطباء المعالجين، وكان رأيهم بالإجماع بأن هذه المستحضرات بما فيها العسل قد تحوي ملوثات تهدد صحتي وينبغي عدم تناولها.

وفي الأعوام الأخيرة، تكاثرت القنوات الفضائية التي لا يكلف إنشاؤها كثيراً، وتستطيع الحصول على دخول تبرر تكاليف تأسيسها، والذي يهمنا في هذا الموضوع هو قنوات الدجل. والدجل الطبي تجارة رابحة جداً، لأنها تستغل يأس المرضى ومحبيهم من العثور على حل سهل سريع لعلاج إما أمراض مزمنة خطرة أو أمراض عضال.

وهذا عمل إجرامي بكل المقاييس، لأنه يستغل مصائب الناس وأحزانهم. وفي الفترة الأخيرة انتشر الدجل الطبي بوسائل شبه علمية، كأن يزعم خبير حقيقي بأن هذا الطعام أو ذاك يحوي مواد مفيدة لمقاومة السرطان أو أمراض القلب أو حتى الشفاء منها. ولو أنك سألت مؤهلاً متخصصاً في العلوم الصيدلانية في جامعة مرموقة في السويد أو ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا، دع عنك أميركا المتشددة، بأن يصف لك وصفة لم يكتبها طبيب حقيقي مرخص له بمزاولة المهنة لما استطاع، إما لأن القانون يمنعه أو لأن مهنيته وضميره يمنعانه. وقد يقول لك خبير حقيقي في التغذية إن العنب يحتوي على كذا من المعادن وكذا من الفيتامينات، ولكنه لن يقول لك: كُّلْ عنباً لعلاج هذا المرض، لأنه ليس طبيباً مؤهلاً رخصت له السلطات المختصة بمزاولة الطب.

وقد تسمى مثل هذه الوسائل التي قد يصفها خبير تغذية أو خبير أدوية أو حتى طبيب «مهبول» بالطب البديل. ولكن للأسف الشديد لا يوجد بديل للطب العلمي الذي يخضع لمعايير صارمة في إجراء التجارب وفي متابعة تأثير الأدوية والوصفات أياً كان نوعها في جسم الإنسان.

ومن طبيعة الإنسان في كل الأماكن والأزمان البحث عن الحلول السهلة، فلعل هناك حلاً سهلاً لم يطلع عليه، الأسوأ من يقول له إن عدم سماعه به يعود إلى مؤامرة بين الأطباء وشركات الأدوية لإخفائها. وقد سمعت شخصياً روايات من رجال ثقات بأنهم يعرفون شخصاً قيل له إنه مصاب بسرطان خطر، ثم تناول هذه الوصفة الغذائية أو تلك، أو تناول وصفة عشبية وشفي تماماً من السرطان، الذي قيل له إنه كان مصاباً به. وبعد التمعن في مثل هذه الروايات وعرضها على أطباء خبراء بأمراض السرطان، أجمع ذوو الخبرة والمعرفة على أنه لا بد من أن يكون إما التشخيص الأصلي خاطئاً، وهذا يحدث في أحيان نادرة، أو أن الشخص زعم أن طبيباً مؤهلاً شخّص حالته بأنه مصاب بالسرطان، واختلق الرواية لسبب من الأسباب. وليس القصد أن الثقات الذين يروون مثل هذه القصص كاذبون، وإنما كُذَّبَ عليهم.

إن التجارب العلمية الحديثة - وبخاصة في ما يمس الإنسان - تُجرى أولاً على بعض الثدييّات من الحيوانات، وإذا دلت هذه التجارب على نتائج إيجابية، يتم إجراء التجارب على المتبرعين من البشر، بحيث تجرى وفقاً لما يُسمى بطريقة «ثنائية العمى»، بمعنى أن المتبرعين يقسمون إلى قسمين، قسم منهم يأخذ فعلاً الدواء الذي جرى استحداثه في المختبر، والقسم الآخر يأخذ جرعات مماثلة شكلاً، غير أنها لا تحتوي على أية نسبة من الدواء. والباحثون أنفسهم من أطباء ومساعديهم لا يعرفون مَن مِن الأفراد أخذ الدواء الحقيقي ومن أخذ ما يشابهه، وليس فيه من الدواء من شيء. وبعد ذلك تكرر التجارب وفي أماكن أخرى وبأعداد أكبر من المتبرعين، ولا تتم الموافقة على تصنيع الدواء حتى تثبت فاعليته، والنسبة من المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا العلاج ومدى الأضرار ونسبة خطورتها التي قد يسببها الدواء لأجزاء أخرى من الجسد، فلا يوجد دواء حقيقي ليس مشفوعاً مع فوائده المثبتة بأضرار جانبية.

* أكاديمي سعودي



ماجد الخليفي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبائل زهران في الامارات العربية المتحدة ابن عيفة الحبابي المجلس الـــــعــــــــام 4 09-10-2014 02:33 AM
شريان بن حرضان وابن عبود ومعاركهم مع عتيبه شارب الفناجيل مجلس فرسان قحطان 27 02-09-2011 07:21 AM
** نـداء الى ال عـــــاطــف ** سلطان زمانه مجلس الأنساب 41 16-06-2010 10:24 PM
أمراء مكة على مر العصور‏ محمد الضويري العاطفي إستراحة المجالس 11 24-01-2009 05:55 PM
مناسك الحج و العمرة اللبيب مجلس الإسلام والحياة 6 28-04-2007 02:39 PM


الساعة الآن 11:22 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود