
مقدمة سلسلة المصارحات والمكاشفات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
رسالتي هذه إلى كل الغيورين على قبيلتهم ومجتمعهم... إلى كل أصحاب الأقلام الحرة...إلى رواد المعرفة وحملة العلم...إلى عشاق الحقيقة والنصفة من أنفسهم...إلى كل من يحكم النقل والعقل في تصرفاته...إلى من أرقه التراجع في زمن التقدم.
وفي البداية ليعلم أن من أعظم وسائل العلاج، وردم الهفوات، وتقييم الأعمال: هو الصراحة في الطرح، وتشخيص المشلكة تشخيصاً دقيقاً، وعند علماء الشرع الحكم على الشئ فرع عن تصوره، وعندما نقر بخطأ بعض الممارسات، وأنها مخالفة للشرع والواقع ومتطلبات العصر نكون بذلك قد وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح في ميدان التصحيح!!...
وأسهل الطرق وأبسطها : أن تترك كل سادر في غيه، وكل عاشق في سكرته، وكل متيم في هواه حتى يقضي الله أمرا مفعولاً...
فإن قال أحد قطاع الأفكار-وهم أشد ضراوة من قطاع الطريق-:
من أنت حتى تحاكم سلوكيات وتراث قبيلة صنع مع مرر الجديدين، وكر الملوين، فهل أنت إلا مجهول لهوف خلف لوحة المفاتيح يروم بفعلته هذه مقارعة البزل القناعيس، ويحاول التعرض لمجد أشم عروقه في التاريخ ضاربة، وشواهده في الخافقين ظاهرة!!!.
فهكذا مباشرة يجعلك في خصومة مع المسلمات، وكأنك نشاز عن مجتمعك في مزايدة رخيصة على انتمائك القبلي والأسري، فكأنك في نظره من سلالة الماساي الأفريقية، أوالسينيكا الهندية!! وقصده بذلك إسكات صوتك، ووأد فكرتك حتى لا تصل إلى غيرك، فيتأثروا بطرحك...
ففي الحقيقة أن هناك فئام من الخلق مستفيدين جداً من استمرار هذه الاخطاء، بل جوهر شهرتهم وبريق صولتهم لا يكون إلا مع الاستمرار في هذه العوائد الخاطئة، فمتى انفض الناس عنها وخلفوها وراء ظهورهم كان هذا النفعي من أحاديث الماضي، وأحد قطع المتاحف البشرية لو وجدت!!!، فلذلك تجده من أشد المنافحين عن هذه التصرفات فالمسألة في نظره أما أن تكون أو لا تكون.
فهذا ومن على شاكلته أنشده بالله أن يريحنا من تعليقاته، وهو في عافية من التعقيب على كليماتي البسيطة، وخواطري العفوية,..
وقنطار ترحيب، وألف تحية عطرة بكل طرح جرئ، أو نقد سوي، يستفاد منه في توضيح الرؤية، وتجلية الغمة، ووضع اليد على مكمن الداء، والنهوض من عثرات الطريق، ومعوقات الفكر والعلم.
إذن أيه الأحبة:
بعيداً عن العواطف والحماسات، فكلنا أولاد قطحان صليبة، نعيش علاقات اجتماعية متقاربة، بعضها قد ننفرد بها عن غيرنا:
فهل هذه السلوكيات هي على جادة الصواب، وما هو موطن العطب إن وجد، وما سبيل علاج ذلك، فالمراد من هذه المقالات – اسأل الله التيسير- هو المساهمة برد الجميل ولو بالقليل إلى من غذوت منهم لبان الوفاء، وكريم الخصال، ومعاني السخاء من بذل الندى وكف الأذى في أروع صوره...
ثم إنه لا يصح أن تستلب العقول، وأن تكمم الأفواه الصادقة، وهي ترى تناقضات لا يمكن قبولها أو السكوت عنها في زمن تنشد فيه كل الأمم التطور والرقي، وتنفض عن نفسها غبار الجهل والتخلف.
إنها لمغضلة كبيرة، ومدلهمة جسيمة أن يتجرد المثقف والمتعلم من قيمه وما يتيقنه على حساب مجاملات اجتماعية، وعوائد قبلية، يعرف خطأها وجورها لكن يجبن عن قول الحق فيها، فيعيش بذلك في حالة من انفصام في الشخصية، وعزلة شعورية، فلا هو بواقعه مقر، ولا هو عن نفسة راضٍ لما ينتابه من تأنبيب الضمير، وإحساسه بالغش وعدم النصيحة لبني دمه ولحمه الذين هم أولى الناس بصادق نصحه، وريع علمه وثقافته،،،
وسأحرص كل الحرص على طرح هذه المواضيع بكل انصاف وموضوعية، متحرياً فيها – إن شاء الله- العدل والعلم فهما أساس كل نقد بناء، ونقاش هادف،، سائلاً المولى جلا وعلا الرحمة التوفيق والسداد لكل من قال حقاً، أوكشف باطلاً، فإن لم يصنع فلا أقل من ان يصمت فهو خير لنا جميعاً...
وإلى اللقاء في الحلقة الأولى -إن شاء الله- والتي هي بعنوان:
(ردي الشان في الميزان).
تنبه:
آمل من الإخوة المشرفين عدم نقل المقال من هذا المجلس حتى يطالعه أكبر شريحة من الزوار الكرام لهذا المنتدى العريق، والله يرعاكم.