
"معبر" مدينة خميس مشيط
"معبر" مدينة خميس مشيط
كتبت من قبل عن "معبر" مدينة خميس مشيط، هذا النفق العجيب والغريب الذي تم شقُّه في أهم مدخل تجاري للمدينة ثم تم التوقف عن التنفيذ سبع سنوات فقط!!.
وفور سماع فتح معبر رفح الشهير، كادت آلام ضرس العقل تعصف بما بقي من ذرة أو ذرتين، فقد كنت على مشارف فعل أهوج بالاتجاه لأحياء خميس مشيط حاملاً مكبر صوت، أبشرهم بفتح "معبر رفح" ودخول فتات موائد الغرب على أطفال فلسطين، لعلهم يشمون الهواء مثل أطفال العالم، نعم فكرت في مكبر صوت لأنتقل عبر المساحات الشاسعة في عاصمة الجنوب التجارية، أركض لأبلغهم شارع شارع، وبيت بيت، ودار دار، وزنقة زنقة، مثل صاحب اللزمة الشهيرة، لكن خفت، ومن خاف سلم، هكذا يقول أشقاؤنا في مصر، أرض الكنانة التي أوصانا بها صفوة البشر خيراً، وقال إنهم على ثغر من ثغور الإسلام.
كان بودي أن أزف لسكان مدينة خميس مشيط خبر فتح "معبر رفح" وأسألهم عن معبرهم المغلق منذ سبع سنوات؟ وكان بودي أن أصيح وأقول: يا أهل "الرقعة" الشق أكبر وأكبر مما تتصورون، فماذا تفعلون؟.
كتبت سابقاً عن نفق مدينة خميس مشيط الجاثم على صدور سكانها وتجارها وزوارها مثل الهم على القلب، وكنت أنوي التطرق لمواضيع أخرى، لكن مخمخة المسلسلات المكسيكية أعجبتني؛ لأنها بكل سلبياتها وطولها ومللها وسخافتها أرحم من "سنون" عبدالله السدحان و"حول" القصبي، التي تعيدنا للوراء أكثر من سنوات طاش ما طاش، وسنوات المعبر العجاف، نعم كنت أفكر في طرح مواضيع أكثر أهمية لكن "الخندق" جذبني؛ لأنه مشروع يكشف للأمين الجديد موضع الألم ومكان الوجع الذي لا تنفع معه المسكنات، فإما حل جذري أو ردوه على مبنى الشايب وعفا الله عما سلف.
أعد القارئ الكريم بالخروج من هذا النفق في حال انتهاء القضية المقيدة ضد مجهول، وإذا استمر الوضع على ما هو حاصل الآن فسوف أستمر في الخندق نفسه، وعلى طرفي "المعبر" أحمل بيد قلماً أستعرض فيه فصول المسرحية، وبالأخرى "طبلة" تمدح وتلمع كل المسؤولين وكل الشركات وكل المجالس المحلية والمجالس البلدية، لأن كل شيء تمام التمام، وكل المشاريع تنفذ في زمن قياسي دون تأخير، والكل يريد إسقاط هذا المعبر من دماغه، ولا تفهموني غلط.. أغداً ألقاكم.. يا خوف فؤادي من غدي.
د. صالح بن ناصر الحمادي
__________________