
الــنــفـــس وصـــور ضـــبـــطــــهـــا ( 1 )
أخي الحبيب
أسعد الله أوقاتك بكل خير
وأهلا ومرحبا بك على صفحة جديدة نطرح بين سطورها
موضوعا مهما للغاية ، يحتاجة الذكر والنثى ، الصغير والكبير ، العالم والمتعلم
لقد كان من كرامة الله ـ تعالى ـ لهذه الأمة أن بعث فيها رسولا من أنفسها يعلمها ويزكيها
ويشكل عقولها وأفكارها وتصوراتها على عقيدة صافية وفكر سليم ليتحقق العبد من بناء الحياة
الدنيا على منهج الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أخي المسلم: الناس في كل زمان ومكان ميالون للتعامل مع الحقائق على غير المنهج المطلوب ، فكثير
منهم يتيه عن إدراك الحقيقة بسبب:
نقص في خلفيته ومعلوماته الثقافية ...... أو بسبب خلل في تربيته ..... أو بسبب وسطه الاجتماعي ...
أو إيجاد بدائل عن الحقائق للتعامل معها فن يمارسه الناس في صور مختلفة ، فقد تكون خوفا من
الأشباح كما قد تكون تشاؤما من دار أو اسم أو رقم أو غير ذلك
وفي عصرنا الحاضر تطور الهروب من الحقيقة إلى أشكال مختلفة أكثر تعقيدا ، فمن الناس من يلقي
اللوم في إخفاقه أو أخطائه على الحظ ، فيقول ما حالفني الحظ ، أو يقول حظي سيء ، أو على القدر
فقول ما قدر الله لي نصيب ، أو على الظروف المحيطة به ، أو على الواقع والحياة ، أو على الرضا بواقعه
أو على القوى العظمى ، وقد أراد القرآن الكريم من المسلم أن يقف وهو يتعامل مع الحقيقة أمام نفسه
وجها لوجه انسجاما مع العالم الذي يعيش فيه ، وهو عالم الأسباب وعالم المقدمات والنتائج ، ولا يخفى على
العقل أن الوقوف أما النفس بالمراجعة والمفاتشة يعني بلوغ قمة التغيير وذلك ما يعين أو يجعل بل يوجد
إمكانية ما للإصلاح ، إذ إن أدوات المرء التي يحتاجها في البناء والمدافعة قد تكون ناقصة أو غير موجودة
مما يجعل وقوع العطالة أو البطالة أمرا لا مفر منه ، ولكن حين يكون الاتهام الأول موجها إلى القصور الذاتي
فإن الظروف الخارجية مهما ساءت يكون تأثيرها آنذاك محدودا ، فقد لا يستطيع المرء في بعض الأحيان أن
يدعو إلى الحق الذي يؤمن به ، أو لا يستطيع إحالته إلى واقع في دنيا الناس ، أو لا يستطيع تغيير واقعه
السيئ ، أو لا يستطيع الوصول إلى شيء نافع له في دينه ودنياه ، ولكن ذلك لا يمنعه أبدا من أن يحيا
ويعيش في ظلال ذلك الحق الذي يؤمن به في قرارة نفسه ، لأن الله يقول:
{ ومن يؤمن بالله يهد قلبه } نعم يهد قلبه إلى التسليم بأمره والرضا بقضائه
كما لا يوجد من يستطيع منعه من أن يموت في سبيله عزيزا ثابتا مؤمنا وحينها يقول:
{ ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }
أظن أنه لا يخفى عليك ماأصاب المسلمين ما أصابهم يوم أحد حتى قال بعضهم:{ أنى هذا }؟
متعجبين من حلول الهزيمة بهم وهم جند الله وأولياؤه ، فجاء الجواب صريحا ومباشرا
{ قل هو من عند أنفسكم } هذا لتعلم خطورة النفس على صاحبها وأهمية تربيتها وضبطها
وللحديث تتمة ـ إن شاء الله ـ أستودعك الله والسلام عليك.