مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 11-03-2010, 01:52 PM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا نحتاج إلى أشياء ، ولا شك أنها تختلف باختلاف الأشخاص

أشياء شكلية وتكميلية وغير ذلك ، ولكن من هو منا الذي سأل نفسه وقال:

ماذا يحتاج قلبي؟؟؟ نعم قلبي ماذا يحتاج؟؟؟

هذا السؤال الذي يغيب عن فكر وعقل وواقع كثير منا ، هذا السؤال قد لا يطري على البال

هذا السؤال قليل من ينتبه له ، قليل من يراجع قلبه وينظر إلى نواقصه .. ماذا يحتاج قلبي ؟؟؟

أخي صاحب القلب:

إن في القلب حاجة لا يسدها إلا ذكر الله والتلذذ بكريم خطابه

وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بكتابه

وإن فيه قلقاَ وخوفاً لا يؤمنه إلا السكون إلى ما بشر الله به عباده

وإن فيه فاقه لا يغنيها إلا التزود من حكم القرآن وأحكامه

وإنه لعلى حيرة واضطراب لا ينجيه منها ويهديه إلى سواء الصراط إلا الاهتداء بنور ربه وبرهانه

قال تعالى { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين }

أي: قد جاءكم كتاب جامع لكل ما تحتاجون إليه من موعظة حسنة في أخلاقكم وأعمالكم الظاهرة

وحكمة بالغة لإصلاح خفايا أنفسكم وشفاء أمراضها الباطنة

وهداية واضحة للصراط المستقيم الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة

ورحمة خاصة للمؤمنين هي هبة من رحمة الله العامة للخلق أجمعين يتراحمون بها فيما بينهم فتكمل بها رحمته

تعالى لهم ، وقد عرف التاريخ ذلك وشهد المؤرخ الفرنسي ( غوستاف لوبون ) إذ قال:

" ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب " الذين أخذوا الدين من رسول رب العالمين لا من أهوائهم

فكأن الله ـ عز وجل ـ يقول:

فما بالكم لا تفكرون في آداب القران ومواعظه وأحكامه وحكمه وهداية نواميسه وسننه وما فيها من المنافع

والمصالح التي لا يماري فيهاعالم ولا يكابر فيها عاقل ، فهذه الآية أجملت هذا الإصلاح القرآني لأنفس البشر

في أربع قضايا أو أربع مسائل:

الأولى: الــمـــوعــظــة الـــحـــســنــــة:

وهي الوصية بالحق والخير ، واجتناب الباطل والشر ، وذلك بأساليب الترغيب والترهيب التي يرق لها القلب

فتبثه على الفعل والترك ، ولن يأتي أحد بموعظة أجمل ولا أحسن من موعظة القرآن ، وصلاح العباد

وفسادهم في كل زمان ومكان متوقف على هذه الموعظة الحسنة.

الثانية: شــــفـــاء لـــمـــا فــي الـــصــدور:

شفاء لجميع ما في القلوب من أدواء الشرك والكفر والنفاق ، وسائر الأمراض

النفسية التي يشعر صاحبها ذو الضمير الحي بضيق الصدر ، والقلوب: تشمل جميع الأمراض تشمل الجهل وسوء

الظن ، الشك والحقد والحسد والبغي والعدوان والضغن والبغضاء وحب الإنتقام وسوء النية وخبث الطوية

وفساد السريرة والشهرة والشهوة والغضب وغير ذلك مما أجملته الآية العظيمة { في قلوبهم مرض } وشفاء

ذلك القرآن كما أخبر عز وجل { شفاء لما في الصدور }

الثالثة:الــــهــــــــدى:

وهو بيان الحق المنقذ من الكفر والضلال والنفاق والتصورات الخاطئة والأفكار الضالة ، وبيان الحكم

والمصالح والمفاسد والثواب والعقاب ، هدى: دلالة واضحة إلى الصراط المستقيم وتبيانا واضحا لسبل المجرمين

والمفسدين الذين يبغونها عوجا وميلا عظيما عن صراط الله المستقيم

الرابعة: الـــرحــــمـــة لــلمـــؤمــنـــيــن:

وهي ما تثمره لهم هداية القرآن وتفيضه على قلوبهم من رحمة ربهم الخاصة وهي صفة

كمال من آثارها : إغاثة الملهوف ، وبذل المعروف ، وكف الظلم ،ومنع التعدي والبغي والعدوان ،وغير ذلك

من أنواع الخير والبر ، ومقاومة الشر وتبين سبله وفضح أهله وبيان خطرهم على البلاد والعباد ، وقد وصف

الله المؤمنين بقوله { رحماء بينهم } وبقوله { وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة } فالقرآن آياته تعاليم ربانية

وصفها الله بالموعظة الحسنة التي تشعر النفس بنقصها وخطر أمراضها الظاهرة والباطنة ، نعم موعظة تطلب

من هذه النفس الإستقامة على أمر الله وأمر رسوله ، موعظة كلها دواء من كل داء وشفاء كامل ، ودعوة

لطريق الحق والهدى ، وفي هذه الآية سر عجيب !! ألا وهو أن هذه الموعظة والشفاء والهدى والرحمة نسبها

سبحانه إلى نفسه فقال { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم } فقوله من ربكم زيادة في التذكير

والتعظيم وبيان لوجوب الاتعاظ بها إيمانا وتسليما ، لأنها من مالك أمر الناس ومربيهم بفضله ورحمته وعلمه

وحكمته ، ولذا خاطب الله رسوله بان يبلغ المؤمنين أنه يحق له أن يفرحوا بفضل الله عليهم بنعمة الإيمان

والإسلام وبهذه الرحمة الخاصة بهم فقال { قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا } والفرح كالسرور انفعال

نفسي بنعمة حسية أو معنوية يجد القلب عندها لذته ، وينشرح بها الصدر ففضل الله على جميع عباده عظيم

لكن فضله للمؤمنين منهم أعظم ، ورحمته سبحانه العامة لعباده واسعة ، لكن رحمته الخاصة للمؤمنين أوسع

ولذا قال عز وجل { هو خير مما يجمعون } أي: أن هذا الفرح بفضله ورحمته أفضل وأنفع لهم مما يجمعه الذين

غرتهم الحياة الدنيا ، ولأن هذا الفرح سبب سعادة الآخرة الباقية ، بل إن هذا الفرح هو الذي يجمع بين سعادة

الدنيا والآخرة ، كما حصل بالفعل للمسلمين في العصور الأولى من الملك الواسع ، والمال الكثير ، مع الصلاح

والإصلاح ، والعدل والإحسان ، والعلم والمعرفة، والنصر والعز الكبير ، لكن لما أصبح الفرح والسرور بالدنيا

وجمع مالها ومتاعها وزينتها هو المقصود بذاته وتركوا هداية الدين والعمل به ذهبت دنياهم من أيديهم إلى

أيدي أعدائهم ، و مهما بلغ العبد المؤمن من العلم مكانة ومن التقوى منزلا ؛فانه لا يستغني عن القران مثبتا

وهاديا ومعينا, وكيف يستغني والله يقول لنبيه { كذلك لثبت به فؤادك }

وقال سبحانه {وإنه لذكر لك ولقومك } ولذلك قال شيخ الإسلام – رحمة الله-:

" وحاجة الأمة ماسة إلى فهم القران " لصلاح قلوبهم, وثباتها على الهدى والدين.

والله – سبحانه وتعالى- حينما عاتب الصحابة – رضي الله عنهم- في خشوع قلوبهم, والتأثر بكلامه حذرهم

أن مغبة التمادي في هجر تدبر كتابه هي قسوة القلوب , ولذا قال: { ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم

لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير

منهم فاسقون } قال ابن مسعود رضي الله عنه

" ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية { ألم يأن.} إلا أربع سنين" رواه مسلم

وقال ابن عباس _ رضي الله عنهما _ " إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة

من نزول القرآن فقال { ألم يأن ..} وقال محمد بن كعب رحمه الله

" كان الصحابة بمكة مجدبين فلما هاجروا أصابوا الريف والنعمة ففتروا عما كانوا فيه فقست قلوبهم فوعظهم

الله بقوله { ألم يأن .. } فأفاقوا " والعتاب لمن جاء بعدهم أحرى وأولى ، بمعنى: أما آن للذين آمنوا أن

تخشع وترق وتلين وتخضع عند ذكر الموعظة وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتطيعه .

ويخبر ابن مسعود _ رضي الله _ عن الحالة ينتفع فيها القلب بالقرآن فيقول:

" إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع " رواه مسلم

ومصداق ذلك ما أخبر به عز وجل { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول..} فالتدبر حال سماع القرآن يزيد

القلب نورا وإيمانا وانشراحا ، قال جندب بن عبد الله – رضي الله عنه- :" كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم

ونحن فتيان فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا "

ويقول ابن القيم –رحمه الله- : " فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر "

ويقول : " فليس أنفع للعبد في معاشه ومعاده , وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن , وإطالة التأمل

وجمع فيه الفكر على معاني آياته ؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر ، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه

وتشيد بنيانه , وتقوي أركانه وتعطيه قوة في قلبه وحياة واسعة وانشراحاً وبهجة وسروراً, فيصير في شأن

والناس في شأن آخر ، فلا تزال معانيه تنهض بالعبد إلى ربه ، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق وتناديه

كلما فترت عزائمه وونى في سيره "

يقول مالك بن دينار: " إن القران ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض "

ويقول إبراهيم الخواص: " دواء القلوب في خمسة – وذكر من أولها-: قراءة القران بالتدبر

" فكم نحن بحاجة إلى قراءة القرآن بتدبر وفهم وتعقل وتأمل ونظر في حكمه وأسراره

والاهتداء بهداه والعمل به !!
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2010, 02:51 PM
  #2
محمد ال عليان
عضو
 الصورة الرمزية محمد ال عليان
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الرياض
المشاركات: 98
محمد ال عليان has a spectacular aura aboutمحمد ال عليان has a spectacular aura aboutمحمد ال عليان has a spectacular aura about
افتراضي رد : مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!

اررررررررحب يابو شايع

بيض الله وجهك وجعلك تسلم

والله لايهينك على هالفايده ونتطلع لجديدك


وتقبل مروري القرم
__________________
فل الحجاج وخل عنك الهواجيس


كلن يمـــــوت وحاجته ماقضاها

التعديل الأخير تم بواسطة محمد ال عليان ; 11-03-2010 الساعة 02:52 PM
محمد ال عليان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2010, 03:03 PM
  #3
أبو وافي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 20
أبو وافي is on a distinguished road
افتراضي رد : مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!

السلام عليكم جزيت خير علي الموضوع الجميل وفي السياق تذكرت الخليفة الراشد العادل التقي عمر بن عبدالعزيز حينما كتب لة احد الولاة يطلب منة مالا يعينة علي بناء سور حول عاصمة الولاية فأجابة عمر اجابة التقي اجابة العدالة بقولة وما تنفع الاسوار ؟حصنها بالعدل ونق طريقها من الظلم فأين الاحسان والعدل والرفق الي الله المشتكي (اللهم اني أشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني علي الناس)
__________________
§¤~¤§¤~¤§اللهم اعفي عني يا كريم§¤~¤§¤~¤§
أبو وافي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2010, 12:24 PM
  #4
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!

بيض الله وجهك ورفع قدرك وجزاك الله خيرا على ماقدمت وتقدم


وشهادة حق انك مكسب للمنتدى بشكل عام وللقسم الاسلامي خاصة

إن في القلب حاجة لا يسدها إلا ذكر الله والتلذذ بكريم خطابه

"وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بكتابه

وإن فيه قلقاَ وخوفاً لا يؤمنه إلا السكون إلى ما بشر الله به عباده

وإن فيه فاقه لا يغنيها إلا التزود من حكم القرآن وأحكامه" مقتبس من مشاركتك الرائعة


تقبل مروري بكل ود
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 04:21 AM
  #5
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي رد : مـهـمـا كــان ... فــالــقلــب بــحــــاجــة !!!

أ شكر للجميع مرورهم وتعليقهم وإضافتهم

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM

سناب المشاهير