كتاب اليوم

ماجد بن رائف بتاريخ 03/07/1430 بجريدة الوطن

"مغلق" بقوة النظام!


ليس أسوأ من أن تكتشف أنك بحاجة لرغيف خبز بعد الساعة الثانية عشرة صباحا في مدينة كالرياض! ذلك الاكتشاف

المدهش سيجعلك بين خيارين: خيار أول أن تتحول لدورية تجوب شوارع المدينة حتى يحالفك الحظ بالقبض على أحد

الـ"سوبر ماركت" المصرح لها بالبقاء على قيد الحياة بعد ذلك التوقيت! وفي حال نجاحك في الخطوة السابقة فإياك

أن تظن أن مشكلتك في طريقها للتسوية عند ذلك الحد! فالطابور الوحيد في ذلك الـ "سوبر ماركت" الذي ستصطف فيه

أمام المحاسب والذي سيجمعك جنبا إلى جنب مع أصدقائك وجيرانك وأعدائك وباقي السهرانين لن تتمكن من اجتيازه

بسهولة ما دام المحاسب الوحيد يعمل بنظام "التقطير" وبسرعة 10 دقائق لكل زبون! أما مميزات هذا الخيار في حال

اختيارك له فهي كالتالي ـ أنك لن تختاره مجددا! وأن وجبه عشائك لليوم التالي ستكون جاهزة في تمام العاشرة مساء

كإجراء احترازي! وأنك ستعيد النظر في علاقاتك المتدهورة مع باقي الجيران! أما الخيار الثاني ـ لو كنتم تسألون ـ

فهو وبكل سهولة أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تتدثر جيدا وتنام على شقك الأيمن!

ما سبق هو مثال واحد فقط في مدينة الرياض حيث تظل الإجابات محدودة جدا لسؤال مثل "أين تذهب هذا المساء"؟

و يبدو أن هذه المدينة موعودة بانقراض الإجابات جميعا للسؤال السابق وهـي تغلق ملاهي الأطفال ومقاهي الشباب

وصالات الألعاب الرياضية بعد الثانية عشرة ليلا!

كل ما أخشاه والإجازة تفتح أبوابها أن يبتكر الشباب هنا هوايات وطقوساً قد لا تكون مناسبة للكثيرين منا وذلك عندما

تعلق كل الأماكن التي كانوا يرتادونها لوحة "مغلق بقوة النظام "!


الف شكر ياماجد وكثر الله من أمثالك

__________________