رابطوا رابطوا رابطوا ...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
تعددت معاني الرباط عند العلماء في هذه الآية وكان الغالب ماقاله ابن عباس وغير واحد من انه انتظار الصلاة إلى الصلاة استنادا على حديثه صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم بما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ ... وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))
نعم... أن تنتظر الصلاة إلى الصلاة فجاء البعض إلى أن المقصود أن تفرغ من صلاتك وتبقى في مصلاك منتظرا الصلاة التي تليها وقال البعض يكفي أن تنتهي من صلاتك فتتشوق للثانية ويتعلق بها قلبك
تاملت كثيرا في هذا المعنى وبعد تفكير وجدت انه إن كان هذا معنى الرباط فإن ثلاثة أرباع المسلمون الآن هم من المرابطون !!....
وكأني أرى علامات التعجب بادية في وجوهكم؟...
نعم اكرر ثلاثة ارباع المسلمون مرابطون
ولكن... رباط من نوع آخر ... الرباط الذي لم يأمر به تعالى ... رباط واي رباط؟...
كي لا ازيد تعجبكم سأخبركم عن اي رباط اتحدث
اتحدث عن شبابنا وهم يرابطون امام شاشات التلفاز في انتظار البرامج والمسلسلات المفضلة لديهم
عن رباطهم امام القناة قبل ساعة من بدء سنوات الضياع خوفا من أن تتقدم الحلقة فتضيع عليهم
من رباط اطفالنا أمام التلفاز وهم ينتظرون فيلم الكرتون الذي يعرض بعد الصلاة ولا يدرون أي صلاة هي فيرابطون من أول أذان يسمعونه
ليس هذا فحسب
بل رباطهم بعد انتهاء الحلقة ومكوثهم امام التلفاز بانتظار الإعادة فمن روعة الحلقة وجمالها ينتظرون إعادتها بل ويتمنون ان تعاد مئة مرة فيشاهدوها من جديد ...
ورباط آخر بعد الإعادة شوقا إلى الحلقة القادمة
فتبقى قلوبهم طوال اليوم متعلقة بالمسلسل ومتشوقة لاحداث الحلقة القادمة فآخر لقطة كانت حماسية وحاسمة وبالتاكيد حلقة الغد هي الأروع
ألم اقل لكم ان ثلاثة ارباع المسلمون مرابطون؟
هل صدقتموني الآن؟
بل إن رباطهم ليس اي رباط فقد حقق كل المعاني فإن كان المراد البقاء في المكان في الانتظار فهو موجود وإن كان التشوق دون الانتظار فهو موجود وإن كان الاثنين معا فهما موجودان
هو رباط ... لكن كما أسلفت ... من نوع آخر
وشتان بينه وبين الأول
شتان بين من قضى ما بعد العصر في انتظار المغرب وبين من قضاها في انتظار المسلسل
وشتان بين من رابط أمام التلفاز ومن رابط في المسجد
بين من رابط في انتظار الشوط الثاني من المباراة ومن كان في انتظار الصلاة
كل له رباطه ولكن ...ولكن هيهات أن يستوي هذا وذاك
فليفكر كل منا في أمر نفسه ولينظر فيم كان رباطه؟
ثم فليراجع نفسه وليقرر هل سيكون رباطه غدا كما كان اليوم؟
"هي وقفة للتفكر والمحاسبة... أوجهها لنفسي قبل الجميع"
والعاقل من اتعظ
وهو كلام بشر يحتمل الصواب والخطأ... فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
11-06-2009, 09:54 PM
تعليمات المشاركة
العرض الشجري