بينما كان المئات من الناس ينتشرون بجوار الشاطيء مع اسرهم لقضاء بعض الوقت والتمتع بجمال البحر .

كان هناك رجلا قد قارب الستين يخترق الجموع متكئأ على عصاه حتى توسط المكان ثم افترش سجادة

واستلقى عليها متمددا وكأنه يريد أن يأخذ قسطا من الراحة .



بعد مدة من استلقاءه بدأ الاطفال الذين كانوا يلعبون من حوله في الضحك وتنبيه اباءهم

لينظروا الى ذلك الرجل الستيني



نظر الاباء الى ذلك الرجل فرأوه مستلقيا على بطنه وقد استغرق في نوم عميق , ولكنهم لاحظوا امرا مزعجا .. فقد

انكشف الغطاء عن هذا الرجل وبدت سوأته لمن حوله .

كان لابد من حل سريع فالامر لايحتمل الانتظار ... وخاصة ان المكان يعج بالاسر والاطفال خاصة .

بدأ الاباء في طرد اطفالهم بعيدا قبل أن يتنادوا للتبرع بغطاء لتغطية هذا الرجل وخاصة أنه كان لايزال مستغرقا

في نومه في تلك اللحظة .

تبرع أحدهم ب " شرشف الصلاة " الخاص باهله , وتقدم احد الرجال وقام بتغطية الرجل بذلك الشرشف .

لم يكتمل وضع ذلك الشرشف على جسد ذلك الرجل حتى تحرك كالجمل الهائج يلعن ويسب ويشتم ذلك الرجل الذي

حاول تغطيته و كل من حوله .

حاول البعض أن يشرح لذلك الشايب حقيقة الامر ولكنه سخر منهم وتكلم معهم بلغة الواثق ثم رمى بذلك الشرشف

باتجاه صندوق الزبالة القريب.

تفرقت الاسر عن المكان وذهبت بعيدا , ولكن المكان سرعان ما امتلأ بأسر قدمت للتو تبحث عن مكان

قريب من البحر . وبالطبع رأوا ذلك الرجل الكبير في السن يتوسط المكان ولكنهم برؤيته ازدادوا اطمئنانا وراحة

فالناس ترتاح لكبار السن بينما تتجنب المراهقين والشباب خوفا من بعض التصرفات الصبيانية.

ولكن ...وبعد مدة لم تدم طويلا ....

...كانت احدى النساء تنادي زوجها " خميس " الذي كان يرافق ولده الصغير وهو يلعب في مياه البحر..

وألحت عليه ليأتي بسرعة

تجمع الناس مرة أخرى , ولكن في هذه المرة جاء خميس مفجوعا وقد ظن أن زوجته تعرضت لسوء .

لم ينتظر خميس طويلا ..فقد كان متوترا .. ولم يجد في سيارته الا سجادة قديمه قد تشبعت بملح البحر

والرمل لسنوات عديدة فاخذها والقاها على ذلك الجسد المكشوف وهو يوجه كلامه بنبرة صارمة الى ذلك الشايب

ان يستر نفسه او ليذهب الى بيته.

استيقظ الشايب مفجوعا لصوت ذلك ال " خميس " ثم نظر الى تلك السجادة اليابسة تغطي جزءا من جسده فاشتعل غضبه ,

وحمل عصاه فضرب بها خميس على راسه ضربة قوية كادت تسقطه أرضا , وحينها تدخل الناس

وحالوا بينهما .

كان خميس يتكلم ويحدث الذين تجمعوا ليسألوه عن سبب المشكلة :

ياناس والله انا كنت فقط احاول أن استره ولم أجد الا هذه السجادة ... ولكنه تهجم علي وضربني

صاح الشايب : هذا يتجسس علي ... اشهدوا عليه يا ناس

حضر بعض الرجال ممن شهدوا الموقف الاول .. واصروا أن يوضحوا لذلك الرجل " الشايب " الحقيقة فقد

طفح بهم الكيل وخاصة أنه مصرّ على البقاء في مكانه بين تجمعات الاسر.


قال له احدهم : يا والد ... انت مثل والدي وترى هالشاب اللي ضربته او غيره لم يسيئوا اليك بشيء وانما كان

هدفهم الوحيد هو ستر عورتك وحفظ كرامتك والاحسان اليك لان المسلم اخو المسلم يستره ويدافع عنه.



رد ذلك الشايب : انا اعرف بكرامتي وانا لاأنتظر أحدا ليسترني او يستر عورتي فانا طول عمري مستور والحمد لله.

قال له احد الاشخاص : يا والد ولكنك في كل مرة تنام تنكشف سوأتك للناس , وقد رآك هؤلاء الرجال ولن يفتروا عليك كذبا .



رد الشايب : لاتصدقهم ..هذولي يتوهمون ..وهم منذ أتيت الى هنا ....يحاولون التلصص على خصوصياتي .

قال احد الرجال المتواجدين : طيب وش رايك ياشايب وش السواة اذا شفناك مرة ثانية وبنفس المكان

متمدد ومتكشف ؟؟؟ نغطيك ولا نتركك متكشف ؟

قال الشايب : هذا ماهوب شغلك ... أنا أعرف بنفسي وأعرف الصح من الغلط

لو تشوفني ماشي بالشارع مثل ماخلقني ربي ,,لاتقرب مني لاني راح احط هالمشعاب بين عيونك..



استلقى الشايب على سجادته ... وعصاه في يده.. والناس من حوله ينظرون اليه مندهشين ويضربون يدا بيد ...

وقد ذهب بهم التفكير كل مذهب .

كانت الشمس قد قاربت على الرحيل ....

وكأنه قد ساءها ما رأت من تبجح " العاقل " حين يرفس الستر برجليه ويقمع المعروف بيديه ويصرّ

على الفضيحة بكل جوارحه

فانسلت بهدوء ليحل الليل على جميع المخلوقات ناشرا ستره الكوني باذن الله .



في تلك اللحظة ..ومن جوار البحر .. وقريبا من نفس الموقع ...كان أحدهم يحمل صحيفة في يده

وفي أعلى الصفحة عنوان يقول :



القبض على شاب وفتاة في احد الاستراحات ... ووالد الفتاة ..... يتهجم على رجال الهيئة ويهددهم اذا تعرضوا

لابنته مرة أخرى ويتهمهم بالتجسس على خصوصياته.



كان ذلك العنوان كافيا ليصيبني بالخرس بقية ذلك اليوم وانا اتمتم :

سبحان الله ...ما اشبه ما قرأته ..بما رايته ...



تساؤلي اليكم : لماذا يقابل هؤلاء المتكشفون .. الاحسان بالاساءة !!

وهل اصبح رجال الهيئات أحرص على أعراض الفتيات من أوليائهن !!









لااحديستعجل بالرد يرجى قراءه القصه حتى تعرف مالهدف منها


تقبلوا تحياتي


م - ن - ق - و - ل