ابدأ بنفسك.. فحاسبها على تقصيرها في حق نفسها.. ومخالفتها لأوامر الله واتباعها نواهيه.. وعدم تأثرها بآياته.. لقوله تعالى : ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الحشر
تدبر هذه المعاني العظيمة التي تحث على التفكر في آيات الله.. وانه كلام ليس ككلام البشر.. إنما هو كلام مقدس.. أنزل من فوق سبع سماوات فيه وعد ووعيد وتبشير ونذير.. وعد وتبشير لأهل الإيمان المصدقين بآياته الفعلية والقولية والمتبعين لأوامره والمجتنبين نواهيه.. المخلصين لدينه وحده لا شريك له.. بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.. فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
ووعيد ونذير للمكذبين بآياته القولية والفعلية الجاحدين لنعم الله التي لا تعدّ ولا تحصى بنار تلظَّى لا يصلاها إلا الأشقى لا يموت فيها ولا يحيى.. وإذا كانت نفسك من النفوس المطمئنة بذكر الله فحاسبها على تقصيرها في السير إلى الله والدار الآخرة ، وألجمها بلجام التقوى والخوف من الله وعدم الغفلة والتمس العدل مع نفسك بأن لا تطغى على نفسك.. وأعط ك ذي حقٍ حقه.. إن لبدنك عليك حقاً ولزوجك عليك حقاً ولأبويك ولأبنائك عليك حقاً وللأقارب عليك حقاً وللجيران عليك حقاً ولضيفك عليك حقاً وللعضو الذي تبادره الحب والإلفة والاحترام حقه فأعط كل ذي حقّ حقه..