رد : جميع المذاهب الهدامة باختصار
الشـــيخية
أولاً: التعريف والتأسيس:
الشيخية فرقة خرجت من رحم الاتجاه الإخباري([1]) الذي برز في أوساط الشيعة الإمامية الإثنى عشرية منذ مطلع القرن الحادي عشر الهجري, واستمر حتى منتصف القرن الثالث عشر, حيث تغلب عليه الاتجاه الأصولي([2]).
والشيخية تنسب إلى الشيخ أحمد زين الدين الإحسائي, المولود سنة 1166هـ (1752م) والمتوفى سنة 1241هـ (1825م), ويلقبه أنصاره بـ (الشيخ الأوحد). وقد تنقل في حياته بين إيران والعراق وبلاد الخليج.
وقد تتلمذ واستفاد من عدد من علماء الشيعة الإثنى عشرية في عصره منهم: جعفر كاشف الغطاء وحسين العصفوري وعلي الطبطبائي ومهدي بحر العلوم ومحمد باقر البهبهائي الشهير بالوحيد.
وقد ترك الإحسائي مؤلفات كثيرة منها: شرح الزيارة الجامعة الكبيرة, وشرح "العرشية" لصدر الدين الشيرازي, وشرح "المشاعر" للشيرازي أيضاً, والفوائد.
وبعد موت الإحسائي خلفه تلميذه كاظم الرشتي الذي يعتقد أنه ولد سنة 1205هـ (1790م) وقيل سنة 1212هـ (1797م), وكان كاظم مقرباً من شيخه الإحسائي جداً, وكان يحبه حبّاً جمّاً, وهو الذي أوصى بأن يخلفه.
وقد ترك الرشتي مثل شيخه مؤلفات كثيرة منها: مجموعة الرسائل, وشرح الخطبة التطنجية, وشرح القصيدة اللامية, وأصول العقائد.
وقد تتلمذ على يد كاظم الرشتي عدد كبير منهم علي محمد الشيرازي الملقب بـ "الباب" وهو الذي تنسب إليه فرقة البابية المنحرفة, والبابية تعرف الآن باسم "البهائية", حيث أن شخصاً اسمه البهاء كان تلميذاً للباب, صار على رأس الفرقة بعد موت أستاذه وأضاف إليها كثيراً من أفكاره المنحرفة وصارت تعرف بـ "البهائية"([3]).
وبعد وفاة الرشتي أعلن الباب دعوته, والنيابة عن أستاذه وأعلن أنه المهدي المنتظر. وآمن به عدد من تلاميذ الرشتي كان أولهم حسين البشروئي, إلا أن جهات عديدة قاومت أفكار الباب منها الدولة القاجارية وبعض طلاب الرشتي وأئمة الشيعة إضافة إلى أهل السنة.
وقد أعدم الشاه القاجاري البابَ سنة 1265هـ (1849م).
ثانياً: انقسام الشيخية وتعدد الزعامات
لم يستخلف كاظم الرشتي أحداً, أو نص على من يقوم مقامه بعد موته, على عكس شيخه, لأنه كان يعتقد بقرب ظهور المهدي.
وبعد وفاته انقسم الشيخيون إلى ثلاث فرق:
الأولى: اتبعت الميرزا محمد حسن جوهر التبريزي الذي كان يسكن كربلاء.
الثانية: اتبعت كريم خان القاجاري الذي كان يسكن كرمان في إيران.
الثالثة: لم تمل إلى أحد هذين الشخصين, بل ذهبوا يتجولون في البلدان بحثاً عن الإمام الغائب الذي ظنوه على وشك الصدور, فإن الإحسائي والرشتي كانا يبشران بظهوره, حتى أن الإحسائي حدّد عاماً لظهوره ثبت بطلانه فيما بعد. وكان على رأس هذه الفرقة حسين البشروئي الذي عثر على شاب اسمه علي محمد الشيرازي (الباب) الذي سبق الحديث عنه, واتبعه على أنه المهدي المنتظر والإمام الغائب.
ثالثاً: عقائدهم:
سبق القول أن الشيخية هي من الفرق التي انبثقت عن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية([4]), لذا فإن عقائدهم تحمل الصبغة الإثنى عشرية, وعقائدهم مأخوذة مما كتبه أئمتهم الإحسائي والرشتي, وخاصة الإحسائي التي عبر عنها بصيغته الخاصة.
1-الاعتقاد بأن الأئمة والمعصومين الأربعة عشر([5]) هم علة تكوين العالم وسبب وجوده, وهم الذين يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون. والاعتقاد بأن الله العزيز قد تكرم عن مباشرة هذه الأمور بنفسه وأوكلها إلى المعصومين, حيث جعلهم أسباباً ووسائط لأفعاله, فهم –كما يعتقد الشيخية- مظاهر لأفعال الله.
2-الاعتقاد بوجود الجسد (الهورقليائي) للإنسان إلى جانب الجسد (الصوري), وقال الإحسائي بأن هذا هو الجسد الذي عرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء, والذي يعيش به الإمام الثاني عشر, وكان يعتقد أن الإمام عندما غاب نزع عنه جسده (الصوري) وبقي محتفظاً بجسده (الهورقليائي) وهذا هو سر بقائه كل هذه المدة.
3-الاعتقاد بالكشف كما يؤمن به الصوفية, حيث يقول الإحسائي أن الإنسان إذا صفت نفسه وتخلص من أكدار الدنيا يستطيع أن يتصل بأحد الأئمة من أهل البيت عن طريق الكشف والأحلام, فيوحي له الإمام بالعلم الغزير, وتكشف له الحجب, وادّعى الإحسائي أنه حصل على العلم بهذه الطريقة الكشفية.
4-التبشير الدائم بقرب ظهور المهدي, وكان الإحسائي يقول للناس في كل قرية يمر بها أن الإمام الغائب على وشك الظهور, وأنهم يجب أن يكونوا على أهبة الاستعداد لنصرته, وكان يقول لهم: إن الإمام الغائب حين يظهر سوف يبدل الكثير من العقائد والتعاليم الإسلامية الموجودة.
5-الاعتقاد بأن المعاد روحاني ولا علاقة للجسد الدنيوي فيه.
وقد نقل د. ناصر القفاري في موسوعته (أصول مذهب الشيعة) ص136 عن الألوسي رحمه الله قوله عن الإحسائي وأتباعه: ((ترشح كلماتهم بأنهم يعتقدون في أمير المؤمنين علي على نحو ما يعتقده الفلاسفة في العقل الأول)).
كما نسب إليهم القول بالحلول, وتأليه الأئمة, وإنكار المعاد الجسماني , وأن من أصول الدين الاعتقاد بالرجل الكامل وهو المتمثل في شخصه.
رابعاً: أبرز شخصياتهم:
إضافة إلى شيخهم أحمد زين الدين الإحسائي الملقب عندهم بالأوحد, وكاظم الرشتي, فإن هناك عدداً من علمائهم انتشروا في العديد من دول العالم, لكن لا بد من التنبيه إلى الانقسام الذي حصل بعد وفاة الرشتي في صفوف الشيخية, فصار قسم يعرف بـ "شيخية تبريز" تنسب إلى حسن جوهر التبريزي, والقسم الآخر "شيخية كرمان" تنسب إلى كريم خان الكرماني.
1-شيخية تبريز برز منهم:
أ-آل المامقاني: محمد حسين بن زين العابدين, "محمد حسين" بن محمد, "محمد تقي" بن محمد, إسماعيل بن محمد, وهؤلاء الثلاثة هم أبناء محمد حسين بن زين العابدين.
وبرز كذلك: محمد حسين بن الشيخ محمد المامقاني.
ومن غير هذه الأسرة برز في تبريز كذلك علي بن الميرزا موسى التبريزي.
ب-آل الأسكوئي: وهم من منطقة أسكوء في إيران, وبرز منهم: محمد باقر الأسكوئي وابنه موسى ثم علي بن موسى الذي أقام في الكويت, وحسن بن موسى بن محمد باقر الأسكوئي وابنه عبد الرسول, ثم أخيراً عبد الله بن عبد الرسول, وهذه الأسرة تتخذ الآن من الكويت مقراً لها.
2-شيخية كرمان: ويقال بأن العائلة الكرمانية المعروفة فرع من الأسرة القاجارية التي حكمت إيران نحو قرن ونصف.
وقد برز منها:
محمد كريم خان الكرماني وابنه "محمد خان" وزين العابدين ثم أبو القاسم بن زين العابدين وابنه عبد الرضا.
خامساً: انتشارهم:
يتواجد الشيخية اليوم في العراق وإيران ودول الخليج:
ففي العراق يتواجدون بشكل بارز في مدينة كربلاء, وفي البصرة, وفي المنطقة الشرقية من السعودية وفي البحرين والكويت.
1-شيخية كرمان: يتواجدون في كرمان بإيران, ولهم مركز كبير واسع في العراق مقرّه البصرة, وكان يرأسه وكالة عن المرجعية الكرمانية عبد الله علي الموسوي المولود سنة 1317هـ (1899م).
2-شيخية تبريز: ومنهم آل الأسكوئي الذي يطلق على الواحد منهم أيضاً لقب "الإحقاقي" نسبة إلى كتاب (إحقاق الحق) الذي ألفه أحد علمائهم.
ومقرّهم الآن في مدينة كربلاء وفي دولة الكويت. ويعود وجودهم في الكويت إلى علي بن موسى الأسكوئي الذي أقام في الكويت سنيناً, حيث كان مجموعة من شيعة الكويت الشيخيين يقلدون والده موسى بفعل تأثر الكويت وقربها من العراق وكربلاء خاصة, حيث أحد مقرات هذه الطائفة وإقامة شيوخها.
وسكن علي موسى الكويت, وكان يقضي أيام الصيف في كربلاء غالباً.
وأثناء وجوده في الكويت قام بتأسيس الحسينية الجعفرية والعباسية وأقام أول منارة ومئذنة لمسجد شيعي في الكويت وهو مسجد الصحاف, وسعى إلى الجهر بـ "أشهد أن أمير المؤمنين عليّاً ولي الله" أو ما يعرف عند الشيعة بالشهادة الثالثة في الأذان.
وكان لعلي بن موسى هذا نشاط في الإحساء حيث أسس الحسينية الجعفرية والحسينية الحيدرية, وأحيى كثيراً من آثار ومؤلفات علماء الشيخية.
وبعد وفاته أصبح شقيقه حسن بن موسى رئيساً للطائفة, وقد استطاع تأسيس مكتبة عامة وصناديق إعانة.
وبعد وفاته سنة 1966, تسلم ابنه عبد الرسول رئاسة الطائفة حتى وفاته قريباً في 26/11/2003, ثم بويع ابنه عبد الله.
وبالرغم من أن عبد الرسول أوصى برئاسة الطائفة إلى ابنه الشاب عبد الله, إلا أن الوكالة الشيعية للأنباء أوردت في الرابع من ذي القعدة 1424هـ بأن هذا الإجراء واجه معارضة من مجموعة مقلدي عبد الرسول الذين رأوا عدم جواز تقليد من لم يعرف عنه أنه بلغ مرتبة الاجتهاد, ورفضوا بأن تكون المرجعية بالوراثة أو التوصية.
ورأى هؤلاء المقلدون بأن كمال الدين الحائري هو الأحق برئاسة الطائفة.
البهائية
التعريف والتأسيس وأبرز الشخصيات:
البهائية حركة نشات سنة 1260هـ (1844م) تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الانجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وصرف المسلمين عن قضاياهم الأساسية. وتعتبر البهائية امتداداً للبابية التي أسسها الميرزا علي محمد رضا الشيرازي, وهو شيعي ولد في شيراز سنة 1235هـ (1819م), وأعلن أنه "الباب", أي الواسطة بين المؤمنين وادّعى أنه المهدي المنتظر وقد أمر الشاه ناصر الدين بقتل "الباب" لما استفحل شره عند العامة.
وعلي الشيرازي هو تلامذة كاظم الرشتي في كربلاء, ويعتبر الرشتي الشيخ الثاني في الطائفة الشيخية([1]) الشيعية الإثنى عشرية بعد مؤسسها الشيخ أحمد الإحسائي.
وكان علي الشيرازي (الباب) يزاول أعمالاً تجارية في حياة الرشتي وعمل في مدينة بوشهر, وبعد وفاة الرشتي, عاد الباب إلى شيراز وعمل لتهيئة نفسه لخلافة الرشتي, ثم أظهر دعوته في الخامس من جمادى الأولى سنة 1260هـ (23 مارس 1844م) واعتبره البابيون والبهائيون من بعدهم هذا اليوم "عيد المبعث", ولا يزالون يقدسونه ويحرمون تعاطي الأعمال فيه, لأنه يوم ظهور دعوة "الباب".
وقد أعدم "الباب" سنة 1265هـ (1849م), وقد أثر إعدامه في إضعاف هذه الدعوة, إلا أنها عملت في الخفاء وأعادت تنظيم صفوفها.
وقام بالأمر بعده الميرزا حسينعلي نوري بن يزرك الملقب بـ "البهاء", وسميت الحركة بالبهائية, وادّعى أنه هو الموعود الحقيقي والمسيح المنتظر وأن أستاذه "الباب" ليس إلا مبشراً به وداعياً إليه, وقد انتقل البهاء إلى بغداد وأقام بها 12 سنة, ثم أخرجته حكومة بغداد, فقصد الاستانة وقاومه شيوخها فنفي إلى أدرنة, وأقام بها خمس سنين, ثم أرسل بعد ذلك إلى سجن عكا في فلسطين عام 1868م, ثم أفرج عنه عند صدور الدستور في الأستانة الذي يمنح الحريات لأصحاب الديانات المختلفة ولو كانت باطلة, فانتقل إلى قرية "البهجة" من قرى عكا والتف حوله مريدوه, وله كتاب سماه (الأقدس) ادّعى فيه أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن, وقد هلك البهاء سنة 1892م ودفن في حيفا.
وانتشرت دعوة "الباب" ثم "البهاء" بسرعة كبيرة, وحصل على أنصار فيهم المثقفون والنابهون, ويرى البعض أن من أسباب ذلك أن أحمد الإحسائي مؤسس الشيخية كان يعد في مؤلفاته وخطبه بقرب موعد ظهور صاحب الزمان, وكانت الأفكار التي نشرها الإحسائي والرشتي قد أوجدت انقلاباً فكرياً وسياسياً شمل العراق وإيران وغيرها, وهيّأئها لانتظار ظهور المهدي.
أهم العقائد:
1- يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته, وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء, وأن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات.
3- يقدسون العدد 19, ويقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من فلاسفة الهند والصين والفرس الأول.
4- ينكرون أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين, مدّعين استمرار الوحي.
5- يوافق البهائيون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح.
6- يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم, وينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن, كما ينكرون الجنة والنار, ويؤولون القيامة بظهور البهاء.
7- يحرمون الحجاب على المرأة, ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال.
8- قبلتهم البيت الذي ولد فيه البهاء في شيراز, وبعد موته أصبح قبره في مدينة عكا هو قبلتهم.
9- يسقطون الجهاد, ويحرمون القتال تحريماً تامّاً.
10- تنص قوانينهم على الزواج بامرأة واحدة فقط.
مرجعيتهم الفكرية والعقائدية:
1- الشيعة والتراث الفارسي قبل الإسلام, حيث سبق القول أن الباب كان أحد تلامذة كاظم الرشتي أحد أئمة الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري.
2- البوذية والبرهمية والزردشتية والمانوية والمزدكية والفرق الباطنية جملة.
3- اليهودية والنصرانية والدهرية.
انتشارهم:
- يبلغ عدد البهائيين في العالم حوالي خمسة ملايين شخص, وتقطن غالبيتهم في إيران, وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
- ومقرهم في المنطقة هو مدينة حيفا في فلسطين المحتلة, وتتمتع مدينة عكّا بأهمية كبيرة بوجود قبر البهاء حسين الذي نفته الدولة العثمانية إليها لمّا أحست بخطره, وبقي فيها حتى مات سنة 1892م, وقد لقي الترحيب من المستوطنين اليهود, الذين كانوا قلة آنذاك في فلسطين, وأبدى تعاطفه مع اليهود, وادّعى أنهم تعرضوا للظلم والاضطهاد على أيدي المسلمين والنصارى.
- وتعقد الطائفة البهائية في فلسطين مؤتمراً سنوياً, وتم في مدينة حيفا في مايو (أيار) سنة 2001م افتتاح معلم من معالمهم وهو "الحدائق المعلقة" على مساحة 200 ألف متر مربع, بدعم وتأييد من السلطات اليهودية.
- وتعد البهائية آخر دين تأسس في العالم, وقد اعترفت الأمم المتحدة بمذهبهم سنة 1984م, وللطائفة كثير من المواقع على شبكة الانترنت.
- ويوجد في الأردن حوالي 800 بهائي, وبحسب التقرير السنوي الأمريكي لحقوق الإنسان, فإن الأميركيين ينتقدون أن يتبع هؤلاء البهائيون في الأحوال الشخصية للمحاكم الشرعية (الإسلامية) الأردنية, ومن آثارهم في الأردن قصر الواكد في منطقة العدسية الشمالية في لواء الأغوار الشمالية, وقد شيّده البهائيون القادمون من فلسطين, وقد أعطاهم آل الواكد شيئاً من الأراضي الزراعية ليعتاشوا منها, وقد أوجد البهائيون في هذا القصر مركز عبادة ومدرسة.
- وفي مصر اكتشفت السلطات في محافظة سوهاج تنظيماً بهائياً مطلع العام 2001م, وحاكمت أفراده, وبيّن الأزهر الحكم الشرعي في البهائيين وفساد عقيدتهم, وقرر مصادرة جميع الكتب البهائية التي تحاول بعض الجهات ترويجها في مصر مثل "العهد والميثاق" لدرويش مصطفى و"المجموعة المباركة" وهي مجموعة رسائل تعليمية لنشر البهائية من إصدار المحفل البهائي بالاسكندرية و"مفاوضات عبد البهاء" المطبوع في دار النشر البهائية في بلجيكا, ويذكر أنه كان للبهائية حتى فترة الستينات في منطقة العباسيّة في مصر محفل رسمي معروف ومعابد وممتلكات.
- ومعابد البهائية منتشرة في ولاية ويلميت في الولايات المتحدة ومدينة فرانكفورت في ألمانيا وكمبالا في أوغندا وسيدني في أستراليا.
أبرز شخصياتهم:
إضافة إلى الميرزا علي الشيرازي (الباب) والميرزا حسين علي (البهاء) هناك عدد من الشخصيات البارزة في هذه الحركة بعد المؤسس وخليفته:
1- الملا حسين البشروئي, الذي يعتبر أول من آمن بالباب لذلك سمّاه "باب الباب" واعتبره داعيته الأول, وسافر إلى كاشان وقم وطهران وخراسان للتبشير بالدعوة الجديدة.
2- الملا علي البسطامي, وقد سافر إلى العراق لنشر دعوة الباب, فجمع نجيب باشا والي بغداد علماء الشيعة والسنة من بغداد وكربلاء والنجف لمحاججته فأفحموه وأفتوا بقتله.
3- قرة العين (1230-1269هـ) وهي امرأة منحرفة السلوك فرّت من زوجها وراحت تبحث عن المتعة, وأعلنت في مؤتمر بدشت سنة 1269هـ عن نسخ الشريعة الإسلامية, وقد أعدمها الشاه في نفس العام.
4- يحيى علي أخو البهاء, وهو الملقب بالأزل, نازع أخاه في خلافة الباب ثم انشق عنه, له كتاب سماه "الألواح" غدر به أخوه وقتله هو وأتباعه.
5- عباس ابن البهاء, وقد تسمى بـ "عبد البهاء", وعندما شعر بأن دعوته لا تنتشر كما ينبغي في فلسطين, سافر إلى مصر وأمريكا وأوربا وقام بنشرها بعد أن أعلن أن البهائية عقيدة دولية, وأنها تهدف إلى تحقيق الديانة العالمية التي لا تفرق بين جنس وجنس, فدخلها بعض اليهود والنصارى.
وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى, كان عبد البهاء في فلسطين فخدم الحلفاء في القضاء على الدولة العثمانية, وقد منحته بريطانيا رتبة فارس مع لقب سير, وقد هلك سنة 1930م وهو في السابعة والسبعين, وأوصى أن يخلفه من بعده حفيده لابنته شوقي رباني.
6- شوقي رباني حفيد عبد البهاء, وقد مات دون أن ينجب, فاجتمع المجلس الأعلى للطائفة البهائية في فلسطين المحتلة, وتم انتخاب اليهودي الأمريكي ميسون رئيساً روحياً لهم.
القاديانية
التعريف والتأسيس
القاديانية حركة نشأت سنة 1900 بتخطيط من الاستعمار الانجليزي في القارة الهندية بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام.
وكان ميرزا غلام أحمد القادياني (1839-1908) أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد هذه الفرقة التي نسبت فيما بعد إليه وصارت تعرف بالقاديانية, وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن, وهو معروف عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات, وله أكثر من خمسين كتاباً ونشرة منها: إزالة الأوهام, إعجاز أحمدي, براهين أحمدية, أنوار الإسلام, إعجاز المسيح, التبليغ, ويطلق القاديانيون على أنفسهم اسم "الأحمديين".
أبرز شخصياتهم:
وإضافة إلى ميرزا غلام أحمد, فإن هناك عدداً من الشخصيات البارزة في هذه الفرقة نذكر منها:
- نور الدين: الخليفة الأول للقاديانية, من مؤلفاته فصل الخطاب.
- محمد علي: أمير القاديانية اللاهورية, وهو منظرهم, وجاسوس الاستعمار والقائم على المجلة الناطقة باسم القاديانية, قدّم ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية, من مؤلفاته: "حقيقة الاختلاف" و "النبوة في الإسلام".
- محمد صادق: مفتي القاديانية, من مؤلفاته "خادم خاتم النبيين".
- محمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني: من مؤلفاته "أنوار الخلافة" و "تحفة الملوك" و "حقيقة النبوة".
- رفيق أحمد حياة, وهو أمير طائفتهم الحالي في المملكة المتحدة التي صارت تشكل حالياً أحد أهم تجمعاتهم.
أهم العقائد:
1-يعتقد القاديانيون بأن ميرزا غلام نبي, حيث يقول أمير طائفتهم في المملكة المتحدة رفيق أحمد حياة: ((رسول الإسلام محمد هو آخر رسول مشرع, أي جاء بشريعة, وأما الميرزا غلام أحمد فهو نبي أوحي إليه, وإن لم يأت بشريعة)).
2-إضافة إلى الاعتقاد بأن الميرزا غلام أحمد نبي, فهم يعتقدون بأنه هو المسيح الموعود الذي جاء لإصلاح كل الأديان.
3-يعتقدون في الله ما لا يليق به سبحانه وتعالى كالنوم والخطأ والجماع.... تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
4-يعتقدون بأنه لا قرآن ولا حديث إلا الذي جاء به ميرزا غلام.
5-يرون تحريم قتال الكفار, فالجهاد عندهم هو في الأساس جهاد النفس.
وقد ألّف في بيان معتقداتهم عدد من علماء القارة الهندية, حيث يتركز القاديانيون, ومنهم الشيخ إحسان إلهي ظهير, وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي, والقادياني السابق عتيق عبد الرحمن عتيق في كتاب أسماه "فتنة القاديانية".
مركز الفرقة:
يعيش معظم القاديانيين في الهند وباكستان, وكان مركز القاديانية في منطقة اسمها "الربوة" في باكستان, وقد ارتفع شأنها في باكستان بعد الاستقلال, وكان منهم أول وزير خارجية باكستاني هو ظفر الله خان, الذي أعطى لطائفته نفوذاً كبيراً في هذه الوزارة.
وفي عهد الرئيس ذو الفقار علي بوتو, أصدر البرلمان الباكستاني قراراً اعتبر فيه القاديانية ديناً خاصاً كالهندوسية, الأمر الذي ترتب عليه منع السلطات السعودية لهم من أداء فريضة الحج.
وبسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له في عهد الجنرال ضياء الحق, هاجر الكثير منهم إلى لندن, حيث يعيش خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد, وهو خامس أحفاد مؤسسهم ميرزا غلام أحمد.
أنشطتهم:
1- للقاديانية نشاط لافت في العديد من دول العالم, ويحظون فيها بالدعم والرعاية, حيث كانوا ينشطون في صفوف اللاجئين البوسنويين في ألمانيا, ففي أحد أيام صيف 1995م, أقاموا احتفالاً كبيراً في وسط ألمانيا للجالية البوسنوية, حضره أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
2- وفي أفريقيا أصدرت الطائفة في تنزانيا نشرة ذكرت أنها تعتزم تضليل 10 ملايين شخص وإدخالهم في طائفتهم, منهم 7 ملايين في تنزانيا, و 3 ملايين في بوروندي وراوندا وموزمبيق وملاوي, وطلبوا من عناصرهم توجيه نشاطهم إلى الأرياف.
3- وفي سنة 2002م, وافقت الحكومة البريطانية على إنشاء القاديانية لقناة تلفزيونية دولية تبث بأكثر من عشر لغات وعلى مدار 24 ساعة.
4- وفي منتصف عام 2003م, عقدوا مؤتمراً في سيلفر سبرينغ في ماريلاند في منطقة واشنطن, بلغ عدد الحضور فيه أكثر من خمسة آلاف شخص, ولهم مسجد هناك يتسع لـ 1500 شخص.
5- وفي بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2003, أقام القاديانيون واحداً من أكبر المراكز لهم في العالم, حيث افتتحوا في ضاحية ميردن بالقرب من العاصمة البريطانية لندن أكبر مسجد في أوربا يتسع لعشرة آلاف شخص وأطلقوا عليه اسم (بيت الفتوح).
ويضم هذا المسجد –إضافة إلى المصلى- قاعة مؤتمرات ومكتبة ومدرسة وقاعة للعب الأطفال وموقفاً كبيراً للسيارات, وقد بلغت تكاليف إنشائه إضافة للأرض المقام عليها حوالي 20 مليون جنيه استرليني.
ويقول أمير طائفتهم في بريطانيا عن "بيت الفتوح" إنه مفتوح لجميع المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى للصلاة فيه.
6- ويتواجد القاديانيون في بنغلادش في عدة مناطق من بينها ضاحية تيجاون الصناعية على بعد عشرة كيلو مترات إلى الشمال من العاصمة دكا, حيث لهم مسجد في هذه المنطقة.