وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الفاضل / الشامري
عـمّر الله أوقـاتك بكل الخـير ..
جـزاك الله خير الجـزاء على حضـورك المشـرف ومشاركتـك الـكريمة ..
أشكـرك من أعمـاق القلــب على كل كلـمة خـطتها يداك
حـفظك الله ورعـاك ..
دمـت أخا كـريما فـاضـلا ..
وأحبك الله الذي أحببتني فيه
لك بالـغ الشكـر وعظيـم الإمـتنان
الحــــلقـــة (( 12 ))
الكـونُ كلهُ مُلكٌ لمـنْ أوجدهُ وأبدعـهُ ، ونظـمَ شـؤونهُ

والله سبحـانهُ هو مـالكُ المـلكِ كلهِ

وتصـاريفُ الكـونِ كلها قليـلها وكـثيرها في يدهِ وحـدهِ

لا يشـاركهُ فـيها أحـدٌ ..

فـلا شيءَ يقـعُ _دقّ أو جـلّ _ إلا بعـلمِ اللهِ وبمشـيئتهِ

( وَإِنْ مِـنْ شَـيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَـزَائِنُهُ وَمَـا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَـعْلُومٍ)

( إِنَّا كُـلَّ شَيْءٍ خَلَقْـنَاهُ بِقَدَرٍ)

( وَلَوْ بَسَـطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِـبَادِهِ لَبَغَـوْا فِي الْأَرْضِ

وَلَكِـنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَـاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِـيرٌ)

( وَمَا هُـمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَـدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )

( هُوَ الَّـذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَـامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُـوَ الْعَزِيزُ الْحَكِـيمُ)

( وَإِنْ يَمْسَـسْكَ اللَّهُ بِضُـرٍّ فَلا كَـاشِفَ لَهُ إِلَّا هُـوَ

وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَـيْرٍ فَـلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِـيبُ بِهِ مَنْ يَشَـاءُ مِنْ عِـبَادِهِ

وَهُوَ الْغَـفُورُ الرَّحِـيمُ)

( وَكَـذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُـفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْـهَا حَيْثُ يَشَـاءُ

نُصِيـبُ بِرَحْـمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِـيعُ أَجْرَ الْمُحْـسِنِينَ)

والآياتُ كـثيرةٌ جـداً ..

إن استقـرارَ هذهِ الحـقيقةَ في القلـبِ ، لهُ ما بعـده على حـياةِ الإنسـان

وعلـى العاقـلِ أن يعيدَ تأمـلَ هذهِ الحـقيقةِ كـثيراًَ

ويذكـرَ بها نفسـهُ ، ويذكرَ بهـا الآخـرينَ كـذلك ..

فإنها تسكـبُ في القلبِ السكـينةَ ، وتمنـحُ الـروحَ الرضا ..

والرضـا عن اللهِ : جـنةُ العارفـين .
والله الموفق ..
أنتضرونا في الحلقات القادمة إن شاء الله ..

الــحلـــقة (( 14 ))

حـينَ يكـونُ هذا الـقرآنُ الكريمُ هو مبـدؤكَ ، وهو منـتهاكَ

مـنهُ تصـدرُ ، وإليهِ تعـودُ ،

تحـاكمُ كلّ شيءٍ إلـيهِ ، وتزنُ الأشـياءَ بمـيزانهِ

وتنظـرُ إلى الأحـداثِ بمنظـاره ،

وتهتـدي بهـديهِ ، وتحمل همـومه ..

وتصـمُ أذنـيكَ عن أصـواتِ الببـغاواتِ التي تنـعبُ ولا تمـلّ النـعيب

ولا تكـترث إلى هـالة الذين تعـملقوا وهم أقـزام ..

بل أنتَ تنـظرُ إليهـم نظـرةَ رثـاء وازدراء ، لا نظـرة إعجـاب..

حيـنَ تكـونُ كـذلكَ

فـإنك تغـدو متـميزاً ولابد ، حيـثما كنـتَ ..

وتأمـلْ ملـياً هذهِ الآيات لتـدركَ أن كـلامنا قَصـُرَ عن بيان الحـقيقة :

( قَـدْ جَاءَكُمْ بَصَـائِرُ مِنْ رَبِّكُـمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِـنَفْسِهِ

وَمَنْ عَـمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُـمْ بِحَـفِيظٍ)

( قُـلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَـى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي

هَذَا بَصـَائِرُ مِنْ رَبِّكُـمْ وَهُـدىً وَرَحْـمَةٌ لِقـَوْمٍ يُؤْمِنُـونَ)
----------

الحلقــــــة (( 15 ))

يؤكـدُ علـماءُ النفـسِ والاجتـماعِ

والعـارفونَ بشؤونِ التـربيةِ عـلى أنّ :

( الطـاقات الروحـية التي تُستـمدُ من المُـثلِ العـليا

النابعـة من الـدين ، تُعـتبرُ من أعـظمِ القوى الدافعـةِ

للعـملِ الاجتـماعي .. وهي الركـيزةُ للتغييرِ السلـوكي المنشـود )

بالـدينِ يسمـو المـرء للعلـياءِ ** وينـال ما يرجـو من النعـماءِ

الحـــــــلقــة ((( 16 )))

تضـعْ في ذهـنكَ هدفاً محـدداً

وتنصـبهُ أمـامَ عـينيكَ ،

فعـليكَ الآن : أن تستـعينُ باللهِ وتلـح بالدعـاءِ

ومـع الإصـرار على النجـاحِ ، والمحـاولةِ التي لا تتوقـف

والـتدريب المستمـر ، والتعـلم من الأخـطاء التي تقـع

والانتفـاع بتجـاربِ الآخـرينَ ..

يوشـك ُ أن تصلَ ، وتقـر بذلك عـينكَ ..

فعـليكَ إذنْ أن تواصـل .. فإنك واصـل ..!

الحـــلقة هذه مهمة ( (( 17 )) )

أبنـاؤنا وبناتـنا اشـبه بمـن رُمـيَ في مستنـقعٍ من الوحـلِ

وغـاصَ فيـه !!

ثم يطـالبهُ من رمـاهُ أن لا يتسـخَ ثوبه..!!

لا يتسـخُ ثوبهُ !!! وفمـهُ ممـلوءٌ بالوحـلِ !!!

سبحـان الله ..

شـلالاتٌ من الفسـادِ لـيل نهـار ، لا تتوقـف ..

ثم يرادُ لـشبابنا أن يتماسـكَ ، ولا يذوبُ في الـنارِ !!

ألقـاه في اليـمِ مكـتوفاً وقـالَ لهُ ** إيـاكَ إيـاكَ أن تـبتل بالمــاءِ !!

الحلقــــــة (( 18 ))


الأمـةُ التي تتغـذى على مـائدةِ الشهـواتِ صـباحَ مـساءَ

وترضـعُ من أثداءِ الـرذيلةِ ليلَ نهـار

لا محـالةَ سيخـتلُ بنيانهـا كـله ، عاجـلا أو آجـلاً

وتمـسي خـائرةَ القوى ، مفكـكةَ الأوصـالِ ، هـشةَ الأركانِ

محـكومٌ علـيها بالفـناءِ طـالَ زمنٌ أو قَـصُر ..!

ومن هـنا رأينا منهـجَ اللهِ سبحـانهُ يشنُ الحـملاتِ في ضـراوةٍ

على هـؤلاءِ الصعـاليكِ الذين يسعـونَ في الأرضِ فـساداً

( إِنَّ الَّـذِينَ يُحِبُّـونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِـشَةُ فِي الَّـذِينَ آمَـنُوا

لَهُمْ عَـذَابٌ أَلِيمٌ فِي الـدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ يَعْـلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَـمُونَ)

يعلـمُ عواقـبَ إشاعـةِ الفسـادِ في الأمـةِ ،

وأنهُ السـوسُ الذي ينخـرُ أصلَ الشجـرةِ لتسقـطَ كلـها ولـو بعدَ حـين .

ألا لعـنةُ اللهِ علـى الظـالمينَ .

.... تابعونا رحمكم الله تجدون مايسركم إن شاء الله ....

الحلـــــقة ((( 20 )))

أعـضاؤكَ يغسـلها المـاءُ وينظـفها ..

أما قـلبكَ فلا يغـسلهُ شيءٌ إلا الاتصـالٌ بالسـماءِ

من خـلالِ صـدقِ إقـبالكَ على الله جـلّ جـلاله

بلسـانٍ لا يفترُ عن ذكـرِ اللهِ

وهمـةٍ لا ترضـى بغيرِ الفـردوسِ

مـع النبيينَ والصـديقينَ والشـهداء .
ففهم ؟؟

الحــــلقة ((( 21 )))

مُــديةٌ واحــدةٌ في يـدِ قصـابٍ مـاهرٍ ،

تكـفي لذبحِ قـطيعٍ كـامل !!

فكـيفَ وآلاف الـمُدى في أيدي شياطـينِ الإنس والـجنِ

وهـي تشحـذُ ليلَ نهـار

لـذبحِ هذهِ الأمـةِ التي يعـيشُ كـثيرٌ من أبنائهـا وبناتـها

أشـبهَ بالقـطيعِ .. !!
الله المستعان !!