مشرف مجلس التربية والتعليم
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة العاشرة)
اليوم هو الثلاثاء 27-1-2009
مكثنا بالمحكمة حيث يجب علينا الإنتظار الى ماقبل المغرب قبل أن نذهب إلى مايسمى إيداع الهجرة
والجوازات وموقعه في باب مصلى بجانب إدارة المرور....
وكنت أعتقد أننا وبمجرد وصولنا لذلك المكان سيعطوني جوازي ويخلى سبيلي وبعد ذلك لايبقى لي إلا
تخليص موضوع السيارة وهو ماعرفت أنهم يسمونه ((فك حتباس)) للسيارة وهي ورقة تؤخذ أيضاً من
المحكمة وتستغرق يوم أويومين ....كنت في قمة السعادة وشعرت بأني بالخطوة الأخيرة للخروج من هذا
الكابوس....
وقبل الخروج من المحكمة أخذونا لمكان مليئ بالأدراج الخاصة بأغراض أفراد الشرطة وهي معزولة قليلا
وكان معي لبناني وأثنين من العراقيين وهم شقيقين وأردني وجزائري وبدأمسلسل الشحاذة فلما طلبوا مني
قلت لايوجد لدي أي مال وكذلك فعل الذين كانوا معي بعدها خرجنا مقيدين بالسلاسل طبعا وركبنا حافلة
صغيرة وذهبنا لباب مصلى ولما وصلنا هناك انزلونا للقبو(لاأدري ماسر الإحتجاز الدائم تحت الأرض)
فلما وصلنا للأسفل كان هناك باب حديدي ففتح لنا أحد الجنود وجميع من هنا طبعا هم من أفراد الجوازات
وبعد دخولنا طلبومنا الوقوف بأحد الممرات الجانبيه وبعدقليل بدأو ينادون بالأسم وكل من يسمع إسمه عليه
أن يتجه للمرالرئيسي الذي يوجد به طاولة صغيرة وعندها جنديين ويضع كل مامعه على الطاولة وأيضا
هنا يبدأمسلسل الشحاذة ولكنهم لم يطلبوا مني شيئ عندما رأو المبلغ الزهيدالذي وضعته على الطاولة وكانت
هذه النقطة في صالحي لاحقاًأيضا هنا غير مسموح لأحد بأن يدخل جواله ولكن جوالاتي مازالت محتجزه
بالمحكمة وتحتاج لتخليص مثل السيارة بعدها قالوا لي إتجه وأدخل للمهجع الثاني يمين كان المكان كله
مكون من اربعة مهاجع والمهجع الذي ذهبت له مخصص للسعوديين والعراقيين فلما دخلت إتجهت مباشرة
للفراش الشاغر هناك وأستلقيت ....بدأت اشعر بألم بسيط وحرقة بمعدتي فلم آخذ دوائي اليوم فقد نسيته
بالأمن السياسي ولكني كنت أستطيع التحمل أكثر من يومين بدون علاج بشرط أن اقلل من الطعام
أدركت الآن بأني سأبيت هنا وأن الحكم كان إبعاد من البلد وليس إخلاء سبيل فقد قال لي أحدالعراقيين أن أي
شخص يتم تحويله للقضاء من خلال الأمن السياسي تكون توصية الأمن السياسي غالباً هي الإبعاد من البلاد...
وأن جميع من أتو بهم الى هنا سيتم إبعادهم من البلد...
هذا المكان ياإخواني بأختصار يعتبر مشروع تجاري خاص لأحد الضباط بعد ذلك جاء لنا شخص
سوداني يقول لنا أي واحد يريد عشاء من الخارج يطلب الآن كنا مازلنا بوقت المغرب فطلب الأخوة
العراقيين عشاء وأنا طلبت سندوتش فقط ولم آكل إلا نصفه بسبب معدتي...
كان المكان مزعج بسبب مراوح شفط ضخمة في جميع الغرف كانت هذه المراوح لاتنطفئ إلا لمدة دقيقة
أودقيقتين ثم تعاود الأزعاج الشديد ....
كان هناك أحد المحجتزين معنا وهوسوداني أيضا يجلس على كرسي بلاستيكي عند باب دورة المياه أجلكم
الله وعلى فكرة لم يكن هناك الا دورتي مياة بباب حديدي أذا وقفت عنده ترى من بداخله ....المهم كان هذا
المحتجز السوداني معه جوال يؤجرة لصالح الضابط المسؤول هنا لذلك هم يمنعونك من إدخال
جوالك...قيمة الإتصال الدولي 100 ليرة (8ريال ) والإتصال ألداخلي 50 وإذا أردت أن تستقبل مكالمة ب25 ليرة؟؟؟؟
إتصلت بأم خطاب فأنا لاأحفظ أي رقم آخر لعدم وجودجوالي معي وطلبت أن يخبروا أخي بان يبلغ السفارة
كي يحضروا لي شنطة ملابسي ونقودي التي كانت كلها أمانةعند موظف السفارة الذي تعرفت عليه عندما
كنت أراجعهم ...لم ينتظر أخي السفارة بل قام بتحويل مبلغ الى المحامي يسلمه لي ....
نمت تلك الليلة وأنا أمني النفس بالخروج غداً ...لقد كنت صابرا طوال الفترة الماضية ولكن بعد الحكم من
المحكمة أصبحت على عجلة من أمري فلم أعد اطيق البقاء في هذا البلد دقيقة واحدة...
هذا البلد الذي لطالماأحببته في الماضي بل كنت اقوم بدور المحامي عنه ضد كل من يتكلم عنه بأي سوء او
يقول أنه خطر على السائح وأقول لقد سافرت لذلك البلد كثيراً وليس من سمع كمن رأى وأنتم غلطانين ووووو...
لم يشفع لي دفاعي عن هذا البلد عندماوقعت ولم تشفع لي عشر مرات تنقلت فيها في هذا البلد ومثلي كثير
فأفدنا هذا البلد ًقتصاديا كما يفعل السياح في أي دولة سياحية
لم تشفع لي خبرتي بهذا البلدولم تسعفني بشيئ .....
سامح الله كل من وقع بماوقعت أنا به فعض على جرحه وكتم خبره ولم يحذر من بعده
كيف لاتحذرأخوانك في الدين...اليس الدين النصيحة؟؟؟
نمت وليس في جيبي الا 25 ليرةفقط(ريالين) ...نمت نوم عميق وفجأة إستيقظت على صياح وأشخاص
يضربون الباب ويقولون تأمين تأمين ؟؟؟
فطلبوا منا أن يقف كل واحد على فراشة وفعلوا ذلك في جميع المهاجع بعد ذلك دخل الضابط المسؤول عن
هذا المكان ومعه جندي يمسك بدفتر فيقومون بعدنا وبعدها نرجع للنوم ؟؟كانت الساعة الثانية بعد منتصف
الليل وكانوا يفعلون ذلك كل ليله قاتلهم الله فنحن نعتبر أناس قد أنتهت محاكمتنا وهم مجرد أفراد جوازات
وظيفتهم إحتجازنا إلى أن نسافر وهناك بابين من الحديد مقفله علينا وعليها حرس ولايوجد لدينا أي نوافذ
أصلاً فلماذا يفعلون هذا؟؟؟؟هل سنتكاثر مثلاً؟؟
لم أكترث كثيراً وعدت للنوم فقد تبلد الإحساس عندي(غسلت يدي منهم) وأصبحت أفكر بشيئ واحد فقط
وهو اليوم الذي سأدخل فيه لأرض الحرمين ....وفي الصباح نادوا علي مع بعض الأشخاص وقيدونا ايضا
بالسلاسل؟؟ وذهبنا لإدارة الجوازات قريبا من ساحة المرجة وهناك صعدنا للدورالثالث تقريبا وأدخلونا
بغرفة صغيرة وضيقة وبعدقليل نادوا علي فرأيت مندوب السفارة وهو سوري أسمه محمد النجيدي فطلب
مني الجلوس وأخرج لي نقودي كاملة ومحفظتي وبطاقة الصراف وأعطاني شنطتي ووقعت بالإستلام
وسألني ان كنت رأيت سعوديين فقلت له نعم وأخبرته عن ابوعبدالله وماذا فعلوا به فقال هذا الرجل نحن
نتابع موضوعه(رهيبه المتابعة الرجل انضرب بالمكافحة والآن سيحال الى القضاء العسكري وهو يقول
احنا متابعينه) وفي هذه اللحظة ايضاً جاءقالب الثلج(المحامي ) وقال لي هذا المبلغ قام أخوك بتحويلة
لك...فسألته عن موضوع الورقة الخاصة بالسيارة فقال أنا قدمت طلب للمحكمة قبل حضوري إلى هنا
ووعدوني بعد الظهر فأخذت رقم جواله وقلت حاول أن تنتهي اليوم قبل أن يدركنا يوم الجمعه فقال إن
شاءالله نخلص اليوم ....بعدها أعادوني لتلك الغرفة وبعد قليل طلبوني وقالوا محامي السفارة يريدك فسلمت
عليه وجلسنا في ذلك المكتب الخاص بموظفي إدارة الجوازات عندها قال لي أحد موظفي الجوازات انت
ياسعودي واحد من إثنين ياغني يامدعوم؟؟ مندوب السفارة يطلبك ومحامين إثنين؟؟؟فقلت له لاهذا ولا ذاك
بل الله سبحانه وتعالى يسر الأمور ...تكلمت مع المحامي وكان والله ونعم الرجل خدمني كثيرا وكان شعلة
من النشاط المهم طلبت منه أن يشرح لي ماهي الإجراءات القادمه ففعل...وأعطيته نقود وطلبت منه أن
يشتري لي علاج فرفض أن يأخذ النقود ولكني حلفت عليه وقلت له لن تجد علاجي ولكن بالتأكيد ستجد
عندهم البديل وفعلاً أحضرة لي فرجعت لتلك الغرفة وكنت أظن بأني سأخرج اليوم ولكنهم أعادوناحيث كنا
للإيداع في باب مصلى وعندوصولنا لذلك المكان فعلوا مثل مافعلوا بالسابق مع الجميع من حيث وضع
الأغراض على الطاولة ولكنهم عندما رأوني عرفوني فلم يفتشوني ودخلت بشنطتي ونقودي ووالله لوطلبوا
ريال واحد لماأعطيتهم ...
في هذا اليوم حدث شيئ مهم جداجدا بالنسبة لي....
فقد سخر الله لي عبداً من عبادة...فلما كنت أنتقل من الغرفة التي نحن بها إلى غرفة أخرى وفي الممر نادى
علي رجل مصري فسلم علي وقال أريدك في كلام مهم..قلت تفضل قال إسمع ياأخي أنت باين من هيئتك
إنك إنسان محترم و(مش وش بهدله) وأنا سأسافر بكرة او بعده وليس لي أي مصلحة معك ولااريد منك
شيئ فقط هي نصيحة لوجه الله فقلت تفضل....
قال إسمع هذا المكان يديرة نقيب فالمقصف الذي تراه يبيع الشاي والقهوة وباقي الاغراض للنقيب والجوال
ايضاً له والذين يعملون لصالحة هم أحد إثنين إما أناس طاب لهم المقام هنا وأرادوا ان يستفيدوا أو أشخاص
بلدانهم ليس لها حدود مع سوريا وهم مضطرين للعمل لصالحه بأجر بسيط حتى يجمعوا ثمن التذكرة...
وقال لي ايضاً بأن هناك جواسيس يعملون لصالح الضابط وسيأتونك وإذا عرفوا موضوعك سيقولون لك
في البداية بأن موضوعك صعب ولن تستطيع الخروج إلا بعد أشهر ومثل هذا الكلام ويجعلونك تيأس
وبعدها سيقولون لك ولكن الضابط فلان يستطيع مساعدتك وإذا أردت أن نرتب لك لقاء معه فسوف
نفعل....لاأطيل عليكم فقد شرح الوضع لي بالتفصيل وذهب خلف هؤلاء الجواسيس وأشار عليهم كي
أعرفهم... كان أحدهم فلسطيني والآخر للأسف سعودي ؟؟؟
عرفت فعلا ان الرجل صادق وتأكد لي هذا في اليوم التالي يوم الخميس فقد سافر ذلك المصري اسأل الله ان
لايحرمه الجنة فقد نصح وصدق....
في هذا اليوم إتصلت على المحامي البارد فقال ان المعاملة لم تنجز....
فإذا سألته مالسبب قال طول بالك إن شاءالله تخلص اليوم فكان لايعطيني أي سبب اويشرح لي أي
شيئ...فتركته وإتصلت على محامي السفارة وكان كرته معي فبلغته بالموضوع فقال سأذهب للمحكمة الآن
لأستطلع الأمر.. فلكمته بعد ساعة وكنت على عجلة من أمري فغداً الجمعة والمحكمةلاتعمل فقال لي
بالحرف الواحد محاميك بارد جداً قلت أدري لكن همتك معي وقلت له كلمه ففهمها هذا الذكي وطبقها قلت له
ياأستاذ علي (تصرف ولاتهتم) وفعلا تصرف وإتصل علي وقال المبلغ المطلوب عشرة آلاف ليرة قلت
إدفع أهم شيئ نخلص اليوم وأغلقت الخط وذهبت وغيرت ملابسي تفائلا بالخروج ولكن للأسف قال لي
المحامي لقد خلصنا أوراق السيارة وجوالاتك معي بالحفظ والصون ولكن إدارة الجوازت يقولون ليس لديهم
أفراد دورية كي يرافقوك للحدود... فقدت أعصابي ساعتهافاليوم الخميس وغداً الجمعه عطلة رسمية لكني
ذهبت وتوضأت وصليت وأستسلمت لقدر الله ...في هذه الأثناء وجدت شاب يمني صغيرعمره تقريبا19
عاما لكنه ضخم الجثه عملاق الشخصية همه وقضيته خدمة الدين ..قضيته كمايقول إسلامية وهو من
ضمن الذين كانوا بفرع فلسطين فقال لي لقد كنا مسجونين تحت الأرض بدورين تقريبا في ظلام دامس وفي
احد الأيام فاضت عندنا المجاري اجلكم الله حتى امـتلأت أرضية الغرفة يقول العجيب ياأخي أننا كنا نظن
انه لايوجد تحتنا احد وانهم سيأخذونا للأعلى ولكننا تفاجأنا أنهم أخذونا للأسفل؟؟؟
مع ناس آخرين؟؟........بصراحة حرصت كثيرا ان يبقى هذا الشاب اليمني معي فقد حزنت عليه فلايوجد
لديه أي مال ووالده كما اخبرني يكره التدين ويرفض ان يرسل له أي مال ولاحتى قيمة التذكرة ورغم ذلك
هو متوكل على الله وغير مهتم....
بدأ ومنذ هذا اليوم ذلك السعودي بالمحاولة ان يجلس بجانبي ويفتح حوار ولكن لم أعطه الفرصة وكان
بمجرد ان يسلم علينا ويجلس اقوم مباشرة وحتى انه وجد فرصة مرة ليكلمني وأنا واقف بجانب الباب
وسألني عن قضيتي فقلت له قضيتي بسيطة...
وقد تأكد لي صدق الأخ المصري جزاه الله خير عندما رأيت هذا السعودي يعمل مع من يعملون هنا
بالمناوبة على تأجير الجوال وايضاً كان في كل مهجع مسؤول من أذناب الضابط وكان هو مسؤول على إحدى الغرف
وفي ليلة الجمعة جاء الضابط ومعه الجنود وعملوا حركة غريبة عرفت فعلاً إني أنا المقصود منها فقاموا
بجمعنا كلنا في غرفة واحدة وأعادوا توزيعنا بشكل غريب...في هذه اللحظة التي جمعونا بتلك الغرفة
استطيع ان اقول اني تعرفت على انسان اعتبره كنز عظيم فهذا الشاب جزائري اسمه ابوهاجر وهو طالب
علم شرعي آنسني بعلمه وسمته وأخلاقه وعزة نفسه وأستفدت منه كثيرا في الأيام التالية وبالمناسبة هذا
الشاب كل طموحة أن يدرس بالجامعة الأسلاميه بالمدينة المنورة ...
بعدها بدأوا ينادون علينا فقاموا بوضعي بنفس الغرفة التي كنت فيها ولكنهم اخرجوا جميع العراقيين
ووضعوهم بغرفة واحدة رغم اني علمت ان هذه الغرفة مخصصة للعراقيين والسعوديين منذ زمن
طويل ....والعجيب ان الضابط بنفسه نادى على ذلك السعودي ووضعه بالفراش الذي بجانبي مباشرة وقال
له أنت المسؤول عن هذا المكان يافلان رغم أنه كان مسؤول عن غرفه اخرى..أرادوا ان يجعلوه قريباً
مني ....لكني لم أكن أجلس بالغرفة فهذا التوزيع فقط نلتزم به وقت النوم أما باقي اليوم فلنا حرية
التنقل ...كنت اقضي أغلب وقتي مع الشاب الجزائري وكانت غرفتهم أوسع وهي مخصصة للدول الإفريقية
بل كانت جلستنا تجذب الكثير بسبب تحلقنا على القرآن وكلام الدين أيضا هناً وفي هذه الغرفة رفعت الأذان
وصلينا جماعة بل لقد قنت إمامناالأردني من أصل فلسطيني بصلاة الفجر ودعا لأهل غزة فقد كان العدوان
مايزال مستمر ودعا الله ان يفكنا من هذا الأسر....
اخبرني الشاب الجزائري انهم حلقوا لحيته في فرع الأمن السياسي الذي كان مسجونا فيه ....
كان ذلك الجاسوس الفسطيني يستغل مجيئي للإتصال من عنده فيبدأ بتقنيطي من الخروج من هنا ويقول
إسمع كلامي والله لن تخرج من هنا بسيارتك وإذا كنت تريد نصيحتي اخرج من دونها وقم بعمل توكيل
لشخص سوري كي يتابع المعاملة وإذا اردت شخص أمين توكله فأنا لدي شخص ثقه ؟؟؟؟هل كان يظن
فعلا بأني بهذه السذاجة كي اعطي توكيل على سيارتي لشخص لااعرفه؟؟؟؟ كان يفعل ذلك دائما وبنفس
الوقت كان يتقرب مني ويدعي الطيبه فيعمل لي تخفيض على بعض المكالمات ؟؟لاأدري لماذا لايعمل
تخفيضات للمساكين الذين كانوا لايملكون أي مال؟
المهم مضى يوم الجمعة وفي يوم السبت 31-1-2009
وفي الصباح نادوا على مجموعه لكنهم لم ينادوا علي فقد كانوا ينادون على من جاء أسمة بالقائمة التي تأتيهم
كل صباح من إدراة الجوازات... فأتصلت على محامي السفارة وأخبرته بالأمر فقال سأذهب لأدارة
الجوازات لأستوضح الأمروتابعت معه الإتصال حتى الظهر فقال لي والله لقد ذهبت لمدير الإدراة بنفسه ...
وطلب مني المحامي أن أتصل عليه بعد ساعة فاتصلت وقال لي إسمع يافلان صحيح ان كل شيئ بإرادة الله
سبحانه ولكن انا أكلمك بمقياس البشر بإذن الله بكرة مو مئة بالمئة بل مليون بالمئة سيكون إسمك بالقائمة
التي ستصل صباحاً...فقلت إن شاءالله....
كانت هناك لعبه قذرة تدور بين الضابط هنا ومجموعة في إدارة الجوازات فيقوم بتأخيري من أجل أن
يساومني على الخروج كما يفعل مع غيري وخصوصا الخليجيين ولكني عقدت العزم على أن لااطلب
مقابلته نهائياً ومهما حصل وتوكلت على الله وفي هذا اليوم يوم السبت أخبرني شاب أردني كان يؤمنا
بالصلاة أن الشاب الفلسطيني (الجاسوس) قد أخبره وقال إذا خرج الأنبار من هنا غداً فأنا مستعد أن أدفع
مليون ؟؟لاأدري من أين سيدفعها وقال إذا أردتم الدخول على النقيب فأنا مستعد لإدخالكم عليه فلما أخبرني
الأردني بهذا قلت والله لن أدخل على هذا الحقيرابداً وكان الأردني حريص على خروجي لأننا سنخرج من
نفس المنفذ الحدودي فإذا خرج أحدنا سيخرج الآخر معه مع نفس الدورية ...فقال الأردني أما أنا فسأدخل
على الضابط لأرى مالأمر ؟؟؟وبعد دخوله عاد فإذا بالشاب الفلسطيني ينادي علي ولما إقتربت منه قال هل
تريد مقابلة الضابط الآن قلت لا...
ونمت تلك الليلة ولماأستيقظت لصلاة الفجر وصلينا جلست مع الشاب الجزائري قليلاإ وأنا أنتظر أن تأتي
الساعة الثامنه كي ينادوا علي ...
وبعد قليل نمت بجانب فراش اخونا الجزائري وأستيقظت عند الساعة الثامنة فسألت هل نادوا بأسمي قالوا
لا فذهبت ووجدت أحد افراد الجوازات فقلت له هل ناديتوا علي قال:
(شو مين انت ؟انت السعودي شوبدهون ينادوا عليك)
هكذا بكل إستهتار فقد كانوا طيلة الأيام السابقة عندما كنت اطلب العشاء لي ولمن معي من الخارج كان
الجنود بكل وقاحة يأتون ويقولون
(مابدك تعشينا؟؟)
وكنت أعاملهم بالمثل فأقول لايوجد لدي أي مال ...
لذلك هم يحقدون علي لما علموا ان لدي مال ولاأعطيهم...
فمالذي حدث بعد ذلك ؟؟؟
هذا ماسأكتبه لكم بالحلقة الأخيرة بإذن الله .....