في ثنايا الغياب والانجراف مع دوامة استثنائية تمخضت طويلاً , لتلد منعطف جديداً ومن وراءها هاتف يجول في خلدي ويردد راحل انت من ذاتك الي ذاتك , تقف بعد مضي وقت هين في تصورك المغمور بالانسياق وراء هدف ما تسعى اليه تنتابك لحظة توقف مفاجئة , تلتفت خلفك وخطاك تمضي بوتيرة صلفة تجد ان الوقت اخذك بعيداً عن ذاتك الي ذاتك الجديدة وان الزمن الهين في تصورك المغمور ليس هيناً بل مسار طويل اختفت معه بقايا ذاتك ولم يبقى منها الا صورة ظبابية لا يشبهها سوى جبال تسدلت بينك وبينها بوادر الليل , وأن التغيير قد حل بك دون علمك وبلا اكتراث لرضاك او مضضك , تبتسم مجبراً لتعزي ذاتك المنسية في ثنايا الامس وتقبل على لحظتك الآنية بكل حواسك وقواك وتركيزك , نحن في حاجة ماسة ملحة الي تغيير , والتغيير صعب في البداية , لا لشيء ما سوى فوبيا شفافة تكتنف ذواتنا المخمورة بالرتابة , لم تعد الكتابة كما كانت ولم تعد الاشياء المهمة كما كانت . لم تعد المشاعر المرهفة والمشتاطة توجساً ورهافة كما كانت , لم تعد الاشياء تمتعك بقدر ما تنظر الي ذاتك بالأمس وتتسائل , هل كان بالامكان افضل مما كان .. لترد على ذاتك نعم كان بالامكان افضل مما كان , ولتنهمك من جديد في مسارك تستبق الزمن وتستبق الخطى وتضع تلك النفس في تحدي محتدم بين تلك الأنياب المتضخمة في تفكيرك , بين الأمل وبين الهدف وبين العقبة وبين الصدمة لتصل بعد تجاوز تلك الأنياب الي حافتين ملتصقة ومسافة ضيقة تسع قدمك من يمينك وعن يسارك وانت تخطو بينهما بحذر وجد تريد الوصول بسرعة وتخاف من السقوط كذلك بسرعة , دوامة تبتلعك وتلفظك الي ضفة جديدة ذات معالم مختلفة , وحيداً لاشيء معك سوى معرفة هزيلة اختمرت مع وقع الخطى المتكسرة على طريق العمر .