ألا تشعر بالعار بأنك لن تكون سوى "نسخة أخرى" من صحافي مشهور هو عثمان العمير؟ لا أبداً. لن أكون كذلك. سوف أكوناً مختلفاً. أنا أبن القرن الحادي والعشرين. نحن جيل الكومبيوتر المحمول، والهواتف النقالة، والملتيميدا، وما سواها من "مانيو" التكنولوجيا الحديثة وثوراتها. لذلك علينا أن نتفوق على من سبقنا. |
نفيت في حوار تلفزيوني أن تكون هنالك خلافات بين هيئة كبار العلماء وصحيفة إيلاف .. هل هذا فعلاً؟ لا توجد هنالك أي خلافات. وفي العام الماضي في إحدى المناسبات الخاصة التقى ناشر إيلاف الاستاذ عثمان العمير مع مفتي عام المملكة، ودار حديث لطيف جداً بينهما إلى درجة أن المفتي حرّص كثيراً على زواج عثمان سريعاً وعودته إلى الرياض. لقد كان لقاءا ودياً ولو كانت هناك خلافات لما تحادثا مطلقاً. لكنكم تحاربون التيار الديني في السعودية والعالم العربي؟ هذا غير صحيح إطلاقاً. "إيلاف" مثل الولايات المتحدة الأميركية ساحة مفتوحة للجميع يستطيع الكل التعبير عن نفسه فيها. إن كان "لوبي" قد انتصر على آخر هذا لا يعني بالضرورة أن ندعمه أو نتفق معه. أبداً. نحن ندير المسرح فقط ولا علاقة لنا بالممثلين. كتبت الكثير منتقدا جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. هل أنت فعلاً تدعو إلى إلغاءه؟ أبداً على العكس. العام الماضي كنت بصدد إنتاج فيلم توضيحي عن هذا الجهاز المهم بالتعاون مع قناة "بي.بي.سي" البريطانية. لكن المشروع فشل لأنني لم أتمكن من إقناع المشايخ الكرام في هذا الجهاز بأننا نستطيع أن ننقل صورة حقيقية عنا للغرب. لقد اجتمعت مع الشيخ إبراهيم الهويمل وكان لطيفاً جداً ومرحباً بذلك في البدء، لكنه طلب التشاور أولاً. وبعدها بأيام طلبت مني الهيئة عبر خطاب رسمي أن أحصل على موافقة شخصية من وزير الإعلام لإنتاج هذا الفيلم. لقد كانت عملية تعجيزية جداً. إن وجود الهيئة أمر مهم جداً لأنها مسطرة ضمان أخلاقية في بلاد تواجهها رياح الانفتاح من كل جانب. لكنني أود من الجهاز أن يكون مؤسسة حقيقية فعلية، أي مثلا لا بد أن يلزم أعضاءه بأن يرتدوا لباساً رسمياً معيناً وأن يحملوا بطاقاتهم معهم. وأن يكون الموظفون في هذا الجهاز ليسوا فقط من رجال الدين بل أشخاص من كافة شرائح المجتمع مما قد يسهم في تقليص نسبة البطالة ويجعل الهيئة شيئاً من صميم المجتمع وليست حكراً على فئة دون غيرها. كذلك أتمنى أن تكون هناك مراقبة للعمل الميداني وللأشخاص الذين يسيئون للجهاز من خلال تصرفاتهم الغير قانونية كإهانة الناس أو التهجم عليهم دون دليل. في فترة من الفترات شعر المجتمع بأن الهيئة تعاديه وتتعامل معه باستعلاء رغم أنها ليست كذلك. كما أنه لا بد للهيئة من أن تفعل أنشطتها التوعوية في المجتمع بطرق هادئة. المطلوب ليس إلغاء الهيئة بل تطويرها. إنني أتمنى من أفراد هذا الجهاز الديني المهم أن يضعوا لديهم سلم الأولويات .. إن شبكة ترويج للكحول أو دعارة منظمة أخطر بكثير من أثنين (شاب وفتاة) يخرجان مع بعضهما البعض بموافقتهما المحضة. لقد لاحظت كما نقل لي أصدقاء أن هنالك سوقاً نشطة للدعارة المحلية دون رقيب أو حسيب مما سيؤثر على المجتمع ويصيبه في مقتل يوماً من الأيام. ولكن الهيئة لا تواجهها بالحزم المطلوب، بل أصبح لدينا سوق دعارة للتصدير إلى دول مجاورة وهذا أمر أكثر خطورة حفظ الله بلادنا من كل سوء. ألا تعتقد أن انتقادك يأتي في إطار الصراع الليبرالي التقليدي في السعودية؟ - لا أعتقد ذلك. المشكلة أن هنالك فئة تدعي الليبرالية لكننا لا نعرف ما هي الليبرالية التي تدعو إليها. لقد أصبح هؤلاء الليبراليون الجديد أكثر تطرفاً في الفترة الأخيرة وأصبحوا أصولييين بلا لحى. إنهم يريدون التغيير ولا يعرفون ماذا يغيرون وماذا سيضيفون، ويريدون التحرر ولا أعرف ما هو التحرر. إن هذه البلاد قامت على أساس الدين والعقيدة وأي مساس بهما يعني تهديد وجود الدولة في الأساس وهذا غير مقبول. إن الدين لم يكن في أي يوم من الأيام مصدر رجعية أو تخلف بل على العكس. لقد أصبحت الليبرالية في السعودية حالياً موضة مثل ما كانت القومية في الستينات والأصولية في التسعينات .. وكل صرعة لها صرعات ! . إنني لا أمثل إلا نفسي. لست إلا صحافياُ فقط لا أكثر ولا أقل لست محسوباً على جهة أو تيار فكري. |
إنك توصف بالصحافي "الملوكي" .. ألا يجعلك هذا محصوراً في جانب معين؟ لا أظن أن هنالك عيب في هذا. هنالك صحافيون آخرون في العالم مختصون بمتابعة شؤون الأسرة الحاكمة والكتابة عنها. خذ لديك في بريطانيا مثلاً "روبرت ليسي" الذي كتب واحدا من أهم الكتب عن السعودية وهو يعكف على إعادة تنقيحه وتجديده مرة أخرى. وهو صحافي معروف بكتابة عن الملكة إليزابيث وشؤون الأسرة الملكية. هذا التخصص يستهويني. |
أيضا انتقدت الأمير الوليد بن طلال في أحد مواضيعك الصحفية عن هيئة البيعة؟ لم يكن انتقادا مباشراً لكنه جاء في سياق تحليل موسع. وللمعلومية فقد كنت انا السبب في دخول كتاب الأمير وليد بن طلال إلى السعودية حسب ما قاله بنفسه لأصدقاء مشتركين، وذلك بعد أن أجريت معه حواراً حول الكتاب وقال انه يرفض ان يوزع كتابه في المملكة لأنه يخشى أن تنزع منه الرقابة بضع صفحات. وفعلا في اليوم التالي من الحوار اتصلت به وزارة الإعلام وسمحت بدخول الكتاب. لكنه لم يكن كما وعدني بل كانت به صفحات منزوعة. إن عالم الوليد عالم غريب ومختلف لا يمكن أن تفهمه مثل شخصيته بالتحديد. لقد كان لقائي الأول به حينما كنتي أجري لقاء مع والده الأمير المفكر طلال بن عبد العزيز حول خطوات الإصلاح في المملكة قبل 6 سنوات حسب ما أتذكر. ووقتها تفاجأت بشخص يدخل ويطبع قبلة على رأس الأمير طلال ويده وبعدها يجلس في المقعد الذي كان خلفي دون أن اتمكن حتى من التقاط صورته. بعد أن أنهينا الحوار وهممت بالخروج تفاجأت بأن هذا الشخص لم يكن سوى الأمير الوليد في واحدة من لحظات البر الصادقة. إنه عالم مختلف ستجد فيه ما يعجبك وستجد فيه ما يثير استيائك لكنه مختلف. لكنه مختلف. منذ ذلك الوقت بدأت علاقتي معه ومع عوالمه التي سأكتب عنها قريباً. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المديرية العامة للسجون تدعو 3619 من المتقدمين للجنة القبول والتسجيل للمراجعة | محمد الحياني | المجلس الـــــعــــــــام | 4 | 15-10-2007 12:06 AM |
هدا مجموع ما يخص يوم عشوراء احببت ان انقله لكم | ابو اسامة | مجلس الإسلام والحياة | 11 | 04-10-2007 06:33 AM |
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم | ابو سعد القحطاني | مجلس الإسلام والحياة | 12 | 20-09-2007 09:54 PM |
كتاب حصن المسلم داخل شبكة قحطان | ناصر السنحاني | مجلس برامج الكمبيوتر و الأنترنت | 8 | 07-08-2007 02:43 PM |