جاء ذاك الرجل القادم من آفاق الصحراء ... إلى مملكة جديدة ... طامعا في لقاء قائدها وملكها ... سار أياما ومفازات ... حتى استقر به الرحل عند مسجد تلك الدولة الفتية فترجل ودخل مسجدها وهو يبحث عن القائد ... لكنه لايعرفه شخصا ... فبادر الحضور بسؤال الفطرة والتلقائية ... أيكم محمد؟
نعم أيها الكريم أيكم محمد ( إنه الرسول الكريم عليه السلام )
نترك الحديث عن تفاصيل حاجة الرجل ولنذهب لذلك القائد الذي يسأل عنه الرجل بقوله أيكم محمد ؟
فهذا القائد لم يكن له برجا عاجيا ينظر للناس من علو
لم يميز نفسه بحرس ولا خواص
لم يضع له منصة يعلو بها
لم ير في نفسه مزيدا من الخصوصية عن الناس
لنراجع أنفسنا وقد وهبناها مزيدا من التعالي على الآخرين لا لسبب ولكن لرؤيتنا لأنفسنا حالة خاصة عن الآخرين
الناس يحبون من يبادرهم التحية والسلام
( سلم على من عرفت ومن لم تعرف )
الناس يحبون من يبستم في وجوهم
( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
الناس يحبون التواضع ولين الجانب
( من تواضع لله رفعه )
الناس يحبون الخلوق المتصف بالسلوك النبوي الكريم
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
الناس لايريدون منك مالا ً يريدون خلقا حسنا
( لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم )
الناس لايحبون التجهم والتكبر
( ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء.)
الناس لايهمهم عبادتك وحفظك للقرآن ومظهرك الملتزم ومالك ورصيدك
(ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة.)
الناس يحبون الألفة والتواضع ولين الجانب
(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون و يؤلفون، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف.)
هي دعوة لنا جميعا لتطبيق الخلق الإسلامي بعيدا عن التمظهر الزائف والشعارات والتكبر على عباد الله ووضع أنفسنا في مواضع الخصوصية والتكبر على خلق الله