
من السيرة العطرة *** (5)
"شريح يقضي بين علي ويهودي"
عن إبراهيم التيمي قال:عرف علي بن أبي طالب رضي
الله عنه درعاً له مع يهودي فقال: يا يهودي درعي
سقطت مني يوم كذا وكذا.
فقال اليهودي: ما أدري ما تقول, درعي وفي يدي,
وبيني وبينك قاضي المسلمين.
فانطلقا إلى القاضي شريح, فلما رآه شريح قام من مجلسه ,
فقال له علي: اجلس, فجلس شريح ثم قال: إن خصمي
لو كان مسلماً لجلست معه بين يديك, ولكني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تساووهم في المجلس,
ولا تعودوا مرضاهم, ولا تشيعوا جنائزهم, واضطروا إلى
أضيق الطرق, إن سبوكم فاضربوهم, إن ضربوكم فاقتلوهم.
ثم قال: درعي عرفتها مع هذا اليهودي .
فقال شريح لليهودي: ما تقول ؟
قال اليهودي: درعي وفي يدي .
قال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك كما قلت,
ولكن لابد من شاهد . فدعا قنبراً فشهد له, ودعا الحسن بن
علي فشهد له أيضاً.
فقال شريح: أما شهادة مولاك قنبر فقد قبلتها, وأما شهادة
ابنك لك فلا.
فقال علي: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة.
قال شريح: اللهم نعم.
قال علي: أفلا تجيز شهادة أحد سّيدي شباب أهل الجنة!
والله لتخرجنَّ إلى بانقيا (ناحية من نواحي الكوفة) فلتقضينَّ
بين أهلها أربعين يوماً. ثم سلم الدرع إلى اليهودي.
فقال اليهودي: أمير المؤمنين مشى معي إلى قاضيه فقضى
عليه, فرضي به, صدقتَ إنها لدرعك سقطت منك يوم كذا
وكذا عن جمل أورق فالتقطتها, وأنا أشهد أن لا إله إلا الله
محمداً رسول الله .
فقال علي رضي الله عنه: هذه الدرع لك, وهذه الفرس لك,
وفرض له في تسعمائة, فلم يزل معه حتى قُتل يوم صفّين.
دمتم في حفظ الله ورعايته ,,,
اللهم تقبل منا الصلاة والصيام والقيام وصالح الأعمال
بن حاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافظ
__________________