المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــنــفـــس وصـــور ضـــبـــطــــهـــا ( 1 )


سعيد شايع
18-03-2010, 08:11 AM
أخي الحبيب

أسعد الله أوقاتك بكل خير

وأهلا ومرحبا بك على صفحة جديدة نطرح بين سطورها

موضوعا مهما للغاية ، يحتاجة الذكر والنثى ، الصغير والكبير ، العالم والمتعلم

لقد كان من كرامة الله ـ تعالى ـ لهذه الأمة أن بعث فيها رسولا من أنفسها يعلمها ويزكيها

ويشكل عقولها وأفكارها وتصوراتها على عقيدة صافية وفكر سليم ليتحقق العبد من بناء الحياة

الدنيا على منهج الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

أخي المسلم: الناس في كل زمان ومكان ميالون للتعامل مع الحقائق على غير المنهج المطلوب ، فكثير

منهم يتيه عن إدراك الحقيقة بسبب:

نقص في خلفيته ومعلوماته الثقافية ...... أو بسبب خلل في تربيته ..... أو بسبب وسطه الاجتماعي ...

أو إيجاد بدائل عن الحقائق للتعامل معها فن يمارسه الناس في صور مختلفة ، فقد تكون خوفا من

الأشباح كما قد تكون تشاؤما من دار أو اسم أو رقم أو غير ذلك

وفي عصرنا الحاضر تطور الهروب من الحقيقة إلى أشكال مختلفة أكثر تعقيدا ، فمن الناس من يلقي

اللوم في إخفاقه أو أخطائه على الحظ ، فيقول ما حالفني الحظ ، أو يقول حظي سيء ، أو على القدر

فقول ما قدر الله لي نصيب ، أو على الظروف المحيطة به ، أو على الواقع والحياة ، أو على الرضا بواقعه

أو على القوى العظمى ، وقد أراد القرآن الكريم من المسلم أن يقف وهو يتعامل مع الحقيقة أمام نفسه

وجها لوجه انسجاما مع العالم الذي يعيش فيه ، وهو عالم الأسباب وعالم المقدمات والنتائج ، ولا يخفى على

العقل أن الوقوف أما النفس بالمراجعة والمفاتشة يعني بلوغ قمة التغيير وذلك ما يعين أو يجعل بل يوجد

إمكانية ما للإصلاح ، إذ إن أدوات المرء التي يحتاجها في البناء والمدافعة قد تكون ناقصة أو غير موجودة

مما يجعل وقوع العطالة أو البطالة أمرا لا مفر منه ، ولكن حين يكون الاتهام الأول موجها إلى القصور الذاتي

فإن الظروف الخارجية مهما ساءت يكون تأثيرها آنذاك محدودا ، فقد لا يستطيع المرء في بعض الأحيان أن

يدعو إلى الحق الذي يؤمن به ، أو لا يستطيع إحالته إلى واقع في دنيا الناس ، أو لا يستطيع تغيير واقعه

السيئ ، أو لا يستطيع الوصول إلى شيء نافع له في دينه ودنياه ، ولكن ذلك لا يمنعه أبدا من أن يحيا

ويعيش في ظلال ذلك الحق الذي يؤمن به في قرارة نفسه ، لأن الله يقول:

{ ومن يؤمن بالله يهد قلبه } نعم يهد قلبه إلى التسليم بأمره والرضا بقضائه

كما لا يوجد من يستطيع منعه من أن يموت في سبيله عزيزا ثابتا مؤمنا وحينها يقول:

{ ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }

أظن أنه لا يخفى عليك ماأصاب المسلمين ما أصابهم يوم أحد حتى قال بعضهم:{ أنى هذا }؟

متعجبين من حلول الهزيمة بهم وهم جند الله وأولياؤه ، فجاء الجواب صريحا ومباشرا

{ قل هو من عند أنفسكم } هذا لتعلم خطورة النفس على صاحبها وأهمية تربيتها وضبطها

وللحديث تتمة ـ إن شاء الله ـ أستودعك الله والسلام عليك.