خالد العاصمي
30-01-2010, 09:47 AM
عبدالله المغلوث
مياه للشرب أم للموت؟
انتزع السويسري رولاند مانيان في منتصف فبراير عام 2006 حكما قضائيا بتغريم شركة ألبان سويسرية نحو 260 ألف دولار أمريكي نتيجة إصابته بعدة التهابات بسبب رداءة تعبئة منتجاتها.
ولم تكتف محكمة نيوشاتيل بالغرامة المالية على الشركة بل ألزمتها بتوفير الرعاية الصحية المجانية لمانيان طوال الحياة نظرا للأضرار الصحية والمعنوية التي تعرض لها بسبب إقباله على منتجات شركة ثبت تهاونها وتساهلها في عمليات التعبئة والتغليف.
وقد أصدرت محكمة نيوشاتيل حتى مطلع عام 2010 أكثر من 138 حكما قضائيا يجبر ذات الشركة، التي أغلقت المحكمة مصانعها عام 2007، على تعويض مستهلكين بملايين الدولارات بعد أن قدموا إثباتات رسمية تفيد بتناولهم منتجاتها قبل عام 2006.
استرجعت قرارات المحكمة السويسرية بعد أن طالعت البيانات الصحفية المتوالية التي أصدرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء بخصوص سحب نحو خمسة أنواع من مياه الشرب المعبأة من الأسواق مؤخرا، وهي على التوالي حسب موقع الهيئة: مياه الشرقية المنتجة من قبل شركة المياه العذبة المحدودة (الدمام)، ومياه قباء المنتجة من قبل شركة المدينة للمياه والعصائر المحدودة (المدينة المنورة)، ومياه الندى المنتجة من قبل شركة المدينة للمياه والعصائر المحدودة (المدينة المنورة)، ومياه الطائف "برد"، ومياه الري المنتجة من قبل مصنع الري للصناعات الغذائية (الأحساء)؛ وذلك لتجاوزها الحد الأعلى من مادة البرومات المسموح به. وتشير نتائج الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب في عدد من دول العالم إلى أن تناول البرومات أدى إلى ظهور أورام في عدة أجزاء من الجسم بما فيها الكلى والغدة الدرقية في (ذكور الجرذان)، فيما ظهرت أورام في الكلى بالنسبة للإناث من جرذان التجارب، وبناء على الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، تم تصنيف مادة البرومات من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في المجموعة 2B (أي مسبب محتمل للسرطان عند الإنسان).
السؤال الذي يقفز من نتائج هذه الدراسات: ما ذنب المواطنين المساكين الذين تجرعوا هذه المياه طوال السنوات الماضية، القارورة تلو الأخرى، من يعوضهم؟ من يمنحهم الرعاية الصحية، من يجتث السرطان الذي ينمو بخبث في أجسادهم؟
لماذا مانيان السويسري يحظى بهذا الحجم من التعويض والاهتمام والرعاية ونورة ونوال وصالح وعبدالرحمن وخالد لا يحظون؟ أنحن أرخص؟
امتلأت منازلنا بالأمراض الغفيرة التي جاءتنا مغلفة بورق سوليفان على شكل قوارير مياه أو علب مواد غذائية. المستشفيات اكتظت بالمرضى والأسرة طفحت بالأدوية، والصدور اختنقت بالأوجاع.
آلاف يموتون ببطء بيننا دون أن يعرفوا أسباب انهيارهم وتهشمهم، دون أن نؤازرهم ونعتني بهم.
سحب المواد مجرد مسكن وليس علاجا. العلاج يأتي من تجريم أصحاب تلك المصانع الذين استهتروا بالبلاد والعباد:
يَجُرُّنَّ الذّيُول على المَخَازِي
وقدْ مُلِئتْ مِنَ الغِشِّ الجُيُوبُ
معاقبتهم على رؤوس الأشهاد وتغريمهم هو الحل الناجع، يقول فدروس: "من غش مرة وانكشف أمره لا يُصدَّق ولو صَدَقَ".
مياه للشرب أم للموت؟
انتزع السويسري رولاند مانيان في منتصف فبراير عام 2006 حكما قضائيا بتغريم شركة ألبان سويسرية نحو 260 ألف دولار أمريكي نتيجة إصابته بعدة التهابات بسبب رداءة تعبئة منتجاتها.
ولم تكتف محكمة نيوشاتيل بالغرامة المالية على الشركة بل ألزمتها بتوفير الرعاية الصحية المجانية لمانيان طوال الحياة نظرا للأضرار الصحية والمعنوية التي تعرض لها بسبب إقباله على منتجات شركة ثبت تهاونها وتساهلها في عمليات التعبئة والتغليف.
وقد أصدرت محكمة نيوشاتيل حتى مطلع عام 2010 أكثر من 138 حكما قضائيا يجبر ذات الشركة، التي أغلقت المحكمة مصانعها عام 2007، على تعويض مستهلكين بملايين الدولارات بعد أن قدموا إثباتات رسمية تفيد بتناولهم منتجاتها قبل عام 2006.
استرجعت قرارات المحكمة السويسرية بعد أن طالعت البيانات الصحفية المتوالية التي أصدرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء بخصوص سحب نحو خمسة أنواع من مياه الشرب المعبأة من الأسواق مؤخرا، وهي على التوالي حسب موقع الهيئة: مياه الشرقية المنتجة من قبل شركة المياه العذبة المحدودة (الدمام)، ومياه قباء المنتجة من قبل شركة المدينة للمياه والعصائر المحدودة (المدينة المنورة)، ومياه الندى المنتجة من قبل شركة المدينة للمياه والعصائر المحدودة (المدينة المنورة)، ومياه الطائف "برد"، ومياه الري المنتجة من قبل مصنع الري للصناعات الغذائية (الأحساء)؛ وذلك لتجاوزها الحد الأعلى من مادة البرومات المسموح به. وتشير نتائج الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب في عدد من دول العالم إلى أن تناول البرومات أدى إلى ظهور أورام في عدة أجزاء من الجسم بما فيها الكلى والغدة الدرقية في (ذكور الجرذان)، فيما ظهرت أورام في الكلى بالنسبة للإناث من جرذان التجارب، وبناء على الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، تم تصنيف مادة البرومات من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في المجموعة 2B (أي مسبب محتمل للسرطان عند الإنسان).
السؤال الذي يقفز من نتائج هذه الدراسات: ما ذنب المواطنين المساكين الذين تجرعوا هذه المياه طوال السنوات الماضية، القارورة تلو الأخرى، من يعوضهم؟ من يمنحهم الرعاية الصحية، من يجتث السرطان الذي ينمو بخبث في أجسادهم؟
لماذا مانيان السويسري يحظى بهذا الحجم من التعويض والاهتمام والرعاية ونورة ونوال وصالح وعبدالرحمن وخالد لا يحظون؟ أنحن أرخص؟
امتلأت منازلنا بالأمراض الغفيرة التي جاءتنا مغلفة بورق سوليفان على شكل قوارير مياه أو علب مواد غذائية. المستشفيات اكتظت بالمرضى والأسرة طفحت بالأدوية، والصدور اختنقت بالأوجاع.
آلاف يموتون ببطء بيننا دون أن يعرفوا أسباب انهيارهم وتهشمهم، دون أن نؤازرهم ونعتني بهم.
سحب المواد مجرد مسكن وليس علاجا. العلاج يأتي من تجريم أصحاب تلك المصانع الذين استهتروا بالبلاد والعباد:
يَجُرُّنَّ الذّيُول على المَخَازِي
وقدْ مُلِئتْ مِنَ الغِشِّ الجُيُوبُ
معاقبتهم على رؤوس الأشهاد وتغريمهم هو الحل الناجع، يقول فدروس: "من غش مرة وانكشف أمره لا يُصدَّق ولو صَدَقَ".