قصتي مع الجفري ح5


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 13-05-2006, 10:52 PM
  #1
حراليدين
عضو فعال
 الصورة الرمزية حراليدين
تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: بوظبي ( دار زايد -رحمه الله -)
المشاركات: 592
حراليدين is just really niceحراليدين is just really niceحراليدين is just really niceحراليدين is just really nice
Lightbulb قصتي مع الجفري ح5

السلام عليكم

ايها الاحبة

هذه الحلقة الخامسة و ان شاء الله تعجبكم يا عوال الشايب



تقبل ودي ،، بوفارس






الحلقة الخامسة:
قلت: نعم.
قال: وماذا أجابك..
قلت: اخبرك غداً..
لقد كنت متأثراً جداً... فهذا صاحب الكرامات والكشوفات قد عجز عن تفسير رؤاي التي أصر صاحبي عليّ بأن أفسرها عنده. ذهبت إلى فراشي مباشرة، لكن التفكير طغى على النوم فجلست أفكر وأفكر وأعيد شريط الأحداث لتلك الليلة مرات وكرات. ليس من السهل أن تنتظر وتنتظر ثم ترجع بغير الشيء الذي توقعت حدوثه...
لقد كنت أحاول أن أجد له مخرجاً، فقد كانت محاضرته بالغة التأثير لمن حضر.
الجفري لم يتطرق في تلك الليلة أبداً لأي شيء يمس السلفية وأتباعها ذلك أنه رأى أن كثيراً من الحاضرين لم يكونوا من أنصار الطرق الصوفية، فكان يتساءل: ماذا في المولد غير الطاعات وعمل الصالحات؟ لقد طرح أسئلةً عدة على مثل هذا النسق، فهو يعلم أن هذه الليلة خالية من كل الشركيات، فقد كان دعاءه الذي
ختم به تلك الليلة خالياً من أي توسل... لقد كان رجلاً ذكياً، يعرف متى يأسر القلوب وكيف، يعرف كيف يجذب الشباب ومتى.
طلع الصبح وأنا مازلت أعيش ذهول الليلة السابقة، حتى جاء صاحبي الصوفي متلهفاً يريد أن يعرف رأيي فقد ساوره القلق حين لم أُجب على سؤاله. أفطرنا سوياً وجلسنا نشرب الشاي وأنا أرى في عينيه كثيراً من الأسئلة، تعمدت تجاهل تلك التساؤلات الصامتة، حتى ضاق من تجاهلي البيّن، فسألني: هل أجابك الجفري؟ قلت: على ماذا؟
قال: على الرؤى التي عرضتها عليه.
قلت: نعم.
قال: وبماذا أجابك؟
قلت: لقد أصاب الوهابي وأخطأ صاحبك...
فأطرق مذهولاً من وقع إجابتي عليه، فلم يكن يتوقع تلك الإجابة أبداً لقد ظن أني وقعت على حين غره، لقد توقع أني صيداً سهلاً، أتأثر بالعاطفة مهملاً عقلي الذي قدسته سنواتٍ مضت. كانت إجابتي تعبر عن حنقي وخوفي في نفس الوقت. أعرف أن كثيراً من أقراني تأثروا بهذا المنهج الأعوج المعتمد على العاطفة
والخرافة والأحلام بسرعة البرق وكلمح البصر.
كنت حنقاً لأني استصغرت نفسي وعقلي أن يصدق كل ما يقولون، وخائفاً لأني مازلت لم أجد الطريق الذي أضع عليه قدمي، لقد كان الخوف يملئ قلبي وأطرافي لأني أعلم أن الحق ليس عند أهل الإعتزال الذين سبحت في وحلهم سنوات طوال، أكلتْ من عمري وفكري ما أكلت، وليس الحق عند أهل التصوف ولو أني وجدت عندهم بعضه.
لقد جلست أبكي ساعات طوال و أياماً معدودات أبحث عن الحق فلا أجده. لقد عاهدت ربي عندما تبت عند باب الكعبة أن أبحث عن الحق حتى أجده، وهاهي المدة تطول بي وأنا لم أركب سفينة النجاة بعد، تتقاذفني أمواج الضلالة، أَشْرَقُ بمياهها المالحة، أبحث عن العذب الفرات من الماء سائغُ الشراب، فلا أجد إلا ملحاً أُجاجاً.
لقد كان الألم يزيد عندما أسمع قول الحق تبارك وتعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ). إن أشد العذاب ولظاه، أمره وأدهاه، أصعبه وأقساه، أن تعرف أنك تسير على غير سبيل الرشاد، وتبحث عنه فلا تدركه.
المهم أن صاحبي وقف مشدوهاً أمام إصراري على التحقق من طريقهم وعدم التسليم لهم، والانقياد لأوليائهم وشيوخهم. لم أكن أبحث عن تفسير عند الجفري بقدر ما كنت أختبر كراماته المزعومة، وكان صاحبي يعلم ذلك علم اليقين، لذا فإنه لم يلبث أن خرج من عندي حيران أسفا.
مرت الأيام واليقين يتسلل إلى قلبي بأن هؤلاء القوم ليسوا على الطريق الصحيح ولا على النهج القويم، فأخذت أنعزل وأتغيب عن تلك الموالد، وصاحبي يحاول ذات اليمين وذات الشمال أن يعيدني إلى خط البداية على أقل تقدير. كانت محاولاته لا تعدو أن تكون عاطفية، فهو يردد دائماً الناس لا يحبون أهل البيت ويقصد
بهم الذين هم نهج السلف الصالح، ولا يتوددون إليهم، وأذكر أنه ذات مرة احتدم النقاش، إذ أنه كان يردد تلك الجمل التي سئمت من سماعها في عهد الاعتزال الخائب وهاهي ذا تتكرر على مسامعي من جديد ولكن بثوب آخر. قلت له والغضب بادٍ عليّ: وماذا قدم أهل البيت المتأخرين من أتباع الجفري أو حتى الشيعة للأمة؟
من الذي يجاهد اليوم في الشيشان؟ من الذي حرر أفغانستان؟ من الذي يوصل المساعدات إلى أفريقيا وإلى كل مكان في العالم الإسلامي؟ ماذا قدم الجفري وأصحاب الكرامات للأمة؟ لقد انهلت عليه بأسئلة كالريح العاصف، والسيل والجارف، والمطر الهادر، لم تكن أسئلة بقدر ما كانت سيلاً من اللطمات المتعاقبة، كانت
مفاجئة بالنسبة له. وكما هي العادة فقد أطرق قليلاً ثم خرج من عندي.
كانت تلك الأيام بمثابة المخاض لبداية هداية المنهج بالنسبة لي. أخذت علاقتي بصاحبي منحى التوتر والأخذ والشد حتى جاء موسم الحج، وما أدراك ما موسم الحج. ففيه الرحلة التي حججت بيت الله برفقة الجفري وكانت فيها قاسمة الظهر، وأعلنت بعدها الفراق لأتباع هذا النهج، وطلقت فكرهم طلاقاً لا رجعة فيه. إنها
رحلة لن أنساها ما حييت، كيف لا وقد كشفت لي زيف فكر القوم، وهشاشة طريقهم، وظلال منهجهم.
يتبع............. الحلقة السادسة
__________________
[frame="7 88"]قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : و لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا و كان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته[/frame]
حراليدين غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود