والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله


 
قديم 12-03-2014, 02:34 AM
  #2
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي رد: والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله

نَعَمْ اَخِي يُعْتَبَرُ هَذَا الْاِنْسَانُ سَارِقاً يَسْتَحِقُّ الْقَطْعَ؟ لِاَنَّكَ اَخِي وَضَعْتَ الْحَقِيبَةَ وَاحْتَضَنْتَهَا بَيْنَ رِجْلَيْكَ بِالْقُوَّةِ مِنْ اَجْلِ حِفْظِهَا؟ فَكَانَتْ رِجْلَاكَ بِمَثَابَةِ الْحِرْزِ فِي الْمَكَانِ الْوَاقِي الْمُحَافِظِ عَلَى اَمْوَالِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةَ الْقَطْعِ لِعَدَمِ وُجُودِ مَكَانٍ تَحْفَظُ فِيهِ اموالك وَاَغْرَاضَكَ الشَّخْصِيَّةَ اِلَّا فِي هَذِهِ الْحَقِيبَةِ وَبَيْنَ رِجْلَيْكَ؟ فَقَدْ تَكُونُ تَاجِراً مُضْطَّرَّاً اِلَى اِحْضَارِ هَذِهِ الْاَمْوَالِ مَعَكَ وَسَحْبِهَا مِنَ الْبُنُوكِ مِنْ اَجْلِ تَدَاوُلِهَا وَالتِّجَارَةِ بِهَا؟ فَيَاْتِي اِنْسَانٌ مَا وَيَسْرِقُهَا؟ فَلَا تَقَعُ الْمَلَامَةُ عَلَيْكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ لِاَنَّكَ لَمْ تُقَصِّرْ فِي الْحِفَاظِ عَلَيْهَا؟ وَاِنَّمَا تَقَعُ عَلَى السَّارِقِ الْمُعْتَدِي؟ وَاَمَّا لَوْ قَصَّرْتَ اَخِي فِي الْحِفَاظِ عَلَيْهَا وَتَرَكْتَ الْحَقِيبَةَ اَوِ الشَّنْتَةَ وَذَهَبْتَ اِلَى مَكَانٍ مَا لِقَضَاءِ حَاجَتِكَ وَلَمْ تَتْرُكْهَا فِي مُسْتَوْدَعِ الْاَمَانَاتِ؟ فَجَاءَ اِنْسَانٌ مَا فَاَخَذَهَا؟ فَهَذَا الْاِنْسَانُ قَدِ ارْتَكَبَ حَرَاماً كَبِيراً؟ لَكِنْ لَايُعْتَبَرُ سَارِقاً فِي الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ لَهَا قَوِاعِدُ شَرْعِيَّة وَمِنْهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [اِدْرَؤُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْتُمْ(بِمَعْنَى اَنْ نَحْمِيَ النَّاسَ مِنْ عُقُوبَاتِ هَذِهِ الْحُدُودِ مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً وَذَلِكَ لَايَكُونُ اِلَّا بِالشُّبُهَات(وَالشُّبْهَةُ هُنَا اَخِي تَقَعُ عَلَيْكَ قَبْلَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الَّذِي اَخَذَ مِنْكَ اَمْوَالَكَ وَهِيَ اسْتِهْتَارُكَ وَتَقْصِيرُكَ فِي حِفْظِ اَغْرَاضِكَ وَاَمْوَالِك؟ فَلَايُمْكِنُنَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نُقَدِّمَ طَعَاماً لَذِيذاً مِنَ اللَّحْمِ اِلَى قِطّ جَائِع ثُمَّ نَمْنَعَهُ مِنْ اَكْلِهِ بِسُهُولَة؟ وَقَدْ يَنْجَحُ ذَلِكَ التَّرْوِيضُ مَعَ كَلْبِ الصَّيْدِ وَقَدْ لَايَنْجَح؟ وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُنَا اَيْضاً اَنْ نُعْفِيَ مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ امْرَاَةً مُسْتَهْتِرَةً خَرَجَتْ فِي الشَّارِعُ وَهِيَ شِبْهُ عَارِيَةٍ لِتَعْرِضَ لَحْمَهَا الرَّخِيصَ اَمَامَ النَّاسِ ثُمَّ نُعَاقِبَ جَائِعاً جِنْسِيّاً قَامَ بِاغْتِصَابِهَا بِحَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله؟ فَاِذَا اَفْلَتَتْ مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ؟ فَاِنَّهُ ظُلْمٌ كَبِيرٌ لِمَنْ قَامَ بِاغْتِصَابِهَا اَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ عُقُوبَةُ الْحَدِّ وَحْدَهُ فَقَطْ؟ لِاَنَّهَا هِيَ مَنْ قَامَ بِاِغْوَائِهِ وَاِغْرَائِهِ عَلَى اغْتِصَابِهَا وَلَوْ بِغَيْرِ اِرَادَتِهَا كَمَا تَزْعُم؟ لِاَنَّهَا حِينَمَا تَرَكَتْ لَحْمَهَا فَالِتاً دَاشِراً لِمَنْ هَبَّ وَدَبَّ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ تَقُمْ بِحِفْظِهِ فِي حِرْزٍ وَاقِي مِنَ الْحِجَابِ الشَّرْعِي؟ فَاِنَّ اللَّحْمَ الدَّاشِرَ اَوِ الْفَالِتَ لِاَعْيُنِ النَّاسِ دُونَ حَسِيبٍ وَلَارَقِيبٍ عَلَيْهِ مِنْهَا وَلَا مِنْ وَلِيِّ اَمْرِهَا وَلَا مِنْ دَوْلَتِهَا يُعَلّمُ النَّاسَ عَلَى السَّرِقَة؟ وَرُبَّما يَسْرِقُونَ مِنْهَا شَرَفَهَا وَكَرَامَتَهَا وَعِرْضَهَا وَغِشَاءَ بِكَارَتِهَا وَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ اَنْوَاعِ السَّرِقَةِ الْمَعْنَوِيَّة؟ فَهَذَا يُؤَكِّدُ اَنَّ شَرَفَهَا وَكَرَامَتَهَا وَعِرْضَهَا وَلَحْمَهَا رَخِيصٌ عِنْدَهَا وَلَيْسَ لَهُ قِيمَة؟ فَعَفْواً اُخْتِي لَا تَسْتَغْرِبِي اَنْ يَكُونَ رَخِيصاً اَيْضاً فِي اَعْيُنِ النَّاس؟ لِاَنَّكِ سَافِلَة وَقِحَة قَذِرَة مُنْحَطَّة وَغْدَة حَقِيرَة؟ فَكَمَا اَنَّ الْقَاضِي لَهُ الظَّاهِرُ فِيمَا يُقَدَّمُ اِلَيْهِ مِنَ الْاَدِلَّةِ وَيَحْكُمُ بِمُوجِبِهَا؟ وَكَمَا اَنَّ رَسُولَ اللهِ لَهُ الظَّاهِرُ اَيْضاً فِيمَا يَقُولُهُ الْمُنَافِقُونَ مِنْ هَذَا الْاِيمَانِ الْمَزْعُومِ بِاَنَّهُ رَسُولُ الله؟ فَكَذَلِكَ اَيْضاً هَذَا الزَّانِي الَّذِي قَامَ بِاغْتِصَابِهَا؟ لَهُ الظَّاهِرُ اَيْضاً فِيمَا ظَهَرَ مِنْ لَحْمِهَا الرَّخِيصِ؟ وَلَيْسَ مُلْزَماً اَنْ يَشُقَّ عَنْ قَلْبِهَا اِنْ كَانَ لَهَا رَغْبَة فِي الزِّنَى اَوْ لَيْسَ لَهَا هَذِهِ الرَّغْبَة؟ وَلِذَلِكَ هِيَ عَاهِرَةٌ فِي كُلِّ الْاَحْوَال؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَلزَّانِي لَايَنْكِحُ اِلَّا زَانِيَة(أيْ عَاهِرَةً مِثْلَهُ لَهَا رَغْبَةٌ فِي الزِّنَى؟ بِدَلِيلِ جَسَدِهَا شِبْهِ الْعَارِي وَتَبَرُّجِهَا الَّذِي يُوحِي بِمُقَدِّمَاتِ الزِّنَى الَّتِي تُسَاعِدُهُ بِهَا الْحَقِيرَة عَلَى التَّحَرُّشِ بِهَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْمُقَدِّمَاتِ مِنْ جَسَدِهَا شِبْهِ الْعَارِي وَتَبَرُّجِهَا تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى؟ هِيَ بِمَثَابَةِ الْمُقَبِّلَاتِ الَّتِي تُعْطَى قَبْلَ الطَّعَامِ؟ مِنْ اَجْلِ فَتْحِ شَهِيَّةٍ اِلَى الزِّنَى كَانَتْ مُغْلَقَة تَمَاماً وَلَمْ تَكُنْ لَهَا قَابِلِيَّةٌ وَلَاجَاذِبِيَّة؟ بَلْ كَانَ لَهَا صَدُّ نَفْسٍ عَنِ الطَّعَام؟ فَاِذَا بِالْعَاهِرَةِ تَفْتَحُهَا بِسُعَارٍ جِنْسِيٍّ وَتَحْرِيضٍ لَامَثِيلَ لَهُ؟ مِنْ اَجْلِ مُحَاوَلَةِ اِشْبَاعِ الْجُوعِ الْجِنْسِيِّ عِنْدَ الطَّرَفَيْنِ الْعَاهِرَيْنِ؟ وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا اِلَّا بِالْحَلَالِ كَمَا اَمَرَ الله؟ وَالَّذِي بِهِ يَكُونُ الْاِشْبَاعُ الْجِنْسِيُّ وَالرُّوحِيُّ مَعاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ عَلَى الْخَلْقِ وَعَلَى الزَّوْجَيْنِ سُبْحَانَه{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة(نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا اِنْ كَانَتْ تَحْفَظُ جَسَدَهَا فِي حِرْزٍ وَاقِي مِنَ الْحِجَابِ الشَّرْعِي الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ ثُمَّ جَاءَ اِنْسَانٌ وَاعْتَدَى عَلَى عِرْضِهَا وَسَرَقَ مِنْهَا شَرَفَهَا وَكَرَامَتَهَا وَغِشَاءَ بِكَارَتِهَا؟ فَاِنَّهُ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةَ الْحَدِّ هُنَا بِجَدَارَةٍ لَامُتَنَاهِيَةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحِجَابَ الشَّرْعِيَّ هُوَ عَلَامَةٌ كَبْرَى عَلَى عَدَمِ رَغْبَتِهَا فِي الزِّنَى وَاِنْ كَانَتْ تُرِيدُهُ لِنَفْسِهَا؟ لَكِنَّهَا لَاتُرِيدُهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّهَا غَيْرُ مُصِرَّةٍ عَلَيْهِ بِسَبَبِ حِجَابِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي تَفْرِضُ الْجِلْبَابَ الشَّرْعِيَّ عَلَى الْمَرْاَة{ذَلِكَ اَدْنَى(أيْ ذَلِكَ الْحِجَابُ مِنَ الْجِلْبَابِ اَقْرَبُ اِلَى{اَنْ يُعْرَفْنَ(بِاَنَّهُنَّ حَرَائِرُ أيْ شَرِيفَات عَفِيفَات لَيْسَ لَدَيْهِنَّ الرَّغْبَةُ فِي الزِّنى وَلَا فِي الْاِصْرَارِ عَلَيْهِ؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَلَا يُؤْذَيْن( نَعَمْ اَخِي وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ هُنَاكَ مِنَ الْمُتَحَجِّبَاتِ مَنْ تَفْعَلُ الْفَاحِشَة؟ فَمَا هِيَ فَائِدَةُ حِجَابِهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُنَاكَ مِنَ الْمُتَبَرِّجَاتِ شِبْهِ الْعَارِيَاتِ مَنْ لَاتَفْعَلُ الْفَاحِشَة وَهِيَ شَرِيفَةُ وَعَفِيفَة؟ فَمَا هِيَ فَائِدَةُ شَرَفِهَا وَعَفَافِهَا هُنَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هِيَ فِي مِيزَانِ اللهِ كَمَنْ يَبِيعُ الْمُخَدِّرَاتِ اِلَى النَّاسِ وَلَكِنَّهُ لَايَتَعَاطَاهَا وَلَايَشْرَبُهَا وَلَايَشُمُّهَا وَلَايَحْقِنُ نَفْسَهُ بِهَا؟ لِاَنَّهَا تُحَافِظُ عَلَى شَرَفِهَا وَلَاتُحَافِظُ عَلَى شَرَفِ النَّاس؟ بَلْ تَبِيعُ شَرَفَ النَّاسِ بِعَرْضِهَا لَلَحْمِهَا الرَّخِيصِ اَمَامَهُمْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مَثَلَهَا عِنْدَ اللهِ{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ اِذْ قَالَ لِلْاِنْسَانِ اكْفُرْ؟ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ اِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ؟ اِنِّي اَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِين؟ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمْا اَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا؟ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين( فَهَذِهِ الشَّيْطَانَة لِسَانُ حَالِهَا يَقُولُ لِلنَّاس؟ اُكْفُرُوا اَيُّهَا النَّاسُ كَمَا اَنَا كَفَرْتُ بِنِعْمَةِ اللهِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيَّ فِي قَوْلِهِ{يَابَنِي آدَمَ قَدْ اَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشَا؟وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر{يَابَنِي آدَمَ لَايَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا اَخْرَجَ اَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمْا سَوْآتِهِمَا(بَلْ اِنَّ هَذِهِ الشَّيْطَانَةَ السَّافِلَةَ حَلَّتْ مَحَلَّ الشَّيْطَان وَاَصْبَحَتْ تَلْعَبُ دَوْرَ الشَّيْطَانِ فِي فِتْنَةِ النَّاسِ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِيَنْزِعُوا عَنْهُمْ لِبَاسَ الايمان والتقوى والْحِشْمَةِ وَالْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ مِنَ اللهِ كَمَا نَزَعَتْهُ هِيَ؟ وَلِيَقُومُوا بِتَقْلِيدِهَا بَعْدَ اَنْ نَقَلَتْ اِلَيْهِمْ هَذِهِ الْعَدْوَى الشَّيْطَانِيَّة؟ وَهَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى تِلْكَ السَّافِلَة الَّتِي تَضَعُ الْخِمَارَ عَلَى رَاْسِهَا ثُمَّ تَمْشِي بِلِبَاسِ الرِّجَالِ اَمَامَ النَّاسِ وَهُوَ الْبِنْطَال؟ لِاَنَّ الْبِنْطَالَ لَيْسَ حِجَاباً شَرْعِيّاً؟ وَاِنَّمَا الْحِجَابُ الشَّرْعِيُّ هُوَ الْجِلْبَاب؟ وَلَذِلِكَ فَهِيَ فِي مِيزَانِ اللِه شَيْطَانَة مُصِرَّة عَلَى الْفَاحِشَةِ وَلَوْ لَمْ تَفْعَلْهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا لَيْسَتْ حَرِيصَةً عَلَى شَرَفِ النَّاسِ بِقَدْرِ حِرْصِهَا عَلَى شَرَفِهَا؟ لِاَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ الَّذِي يَنْبَغِي اَنْ تَكُونَ حَرِيصَةً عَلَى شَرَفِ هَذَا الْجَسَدِ مِنْ مَفْرَقِ رَاْسِهِ اِلَى اَخْمَصِ قَدَمَيْهِ وَلَيْسَ جَسَدَهَا وَحْدَهُ فَقَط؟ لِاَنَّ جَسَدَهَا جُزْءٌ صَغِيرٌ جِدّاً مِنْ جَسَدٍ كَبِيرٍ جِدّاً لِلنَّاسِ بَلْ هُوَ قَزَمٌ صَغِيرٌ جِدّاً مُتَحِدٌ مَعَ جَسَدٍ عِمْلَاقٍ كَبِيرٍ جِدّاً لِلنَّاسِ وَلَيْسَ مُنْفَصِلاً عَنْهُ فِي مِيزَانِ الله؟ وَلِذَلِكَ فَهِيَ مَسْؤُولَةُ عَنْ جَسَدِ الناس اَيْضاً وَلَيْسَتْ مَسْؤُولِيَّتُهَا مَحْصُورَةً اَوْ قَاصِرَةً اَوْ مُقْتَصِرَةً عَلَى جَسَدِهَا فَقَطْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا(بِاِغْوَائِهَا وَاِغْرَائِهَا لَهُمْ بِجَسَدِهَا شِبْهِ الْعَارِي{لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة( وَالْكَلَامُ نَفُسْهُ يَنْطَبِقُ عَلَى مَنْ تَضَعُ الْحِجَابَ عَلَى رَاْسِهَا وَلَاتَضَعُ الْجِلْبَابَ عَلَى جَسَدِهَا لِمَاذَا لِاَنَّ اللهَ اَمَرَ بِالْحِجَابِ عَلَى جَمِيعِ جَسَدِهَا فِي سُورَةِ النُّورِ وَفِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ فَاِذَا بِهَا تَقْتَصِرُ بِالْحِجَابِ عَلَى رَاْسِهَا فَقَطْ وَتَخْلَعُ الْجِلْبَابَ عَنْ بَقِيَّةِ جَسَدِهَا فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة اُخْتِي جَاءَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى مُهَدِّداً لَكِ وَمُتَوَعِّداً{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ(وَهُوَ غِطَاءُ الرَّاْسِ{ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ(وَهُوَ الْجِلْبَابُ الَّذِي اَنْزَلَهُ اللهُ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ( فَكَيْفَ تَكْفُرْنَ بِنِعْمَةِ اللهِ وَتَتَجَاهَلْنَ اَمْرَهُ فِي قَوْلِهِ{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنّ{ وَكَيْفَ تُبَدِّلوُنَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُنَّ فِي الْجِلْبَابِ وَتَلْبَسْنَ عِوَضاً عَنْهَا الْبِنْطَال{اَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ اَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر{وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَتْهُ فَاِنَّ اللَهَ شَدِيدُ الْعِقَاب{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَاب( وَاَمَّا الْمُتَحَجِّبَةُ الَّتِي تَفْعَلُ الْفَاحِشَة؟ فَاِنْ كَانَتْ لَاتَفْعَلُهَا عَلَناً؟ فَهِيَ حَرِيصَةٌ عَلَى شَرَفِ النَّاسِ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ حَرِيصَةً عَلَى شَرَفِهَا وَحْدَهَا؟ وَاَمَّا الْمُتَبَرِّجَةُ شِبْهُ الْعَارِيَةِ؟ فَاِنَّهَا اَنَانِيَّةٌ لَايَهُمُّهَا اِلَّا شَرَفُهَا فَقَطْ وَلَوْ دَاسَتْ عَلَى شَرَفِ النَّاسِ بِرِجْلَيْهَا؟ فَاِذَا اَرَادَتْ اَنْ تَتُوبَ اِلَى اللهِ؟ فَاِنَّ الْحِجَابَ هُوَ بِدَايَةُ الطَّرِيقِ اِلَى التَّوْبَة؟ وَلَايُمْكِنُهَا اَنْ تَدْخُلَ اِلَى التَّوْبَةِ اِلَّا مِنْ بَابِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يَقُودُهَا شَيْئاً فَشَيْئاً اِلَى مَدْرَسَةِ الْحِجَابِ الْكُبْرَى الَّتِي تَحْصَلُ فِيهَا شَيْئاً فَشَيْئاً عَلَى شَهَادَةٍ جَامِعِيَّةٍ فِيهَا مَرْتَبَةُ الشَّرَفِ وَالدُّكْتُورَاه الْفَخْرِيَّةِ فِي الْحِجَابِ عَمَّا حَرَّمَهُ الله حَتَّى تُصْبِحَ شَيْئاً فَشَيْئاً مُؤَهَّلَةً لِلدُّخُولِ اِلَى جَنَّاتٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمُسْتَحِقَّةً لَهَا بِجَدَارَة؟ فَعَلْيَهَا فَوْراً وَمُنْذُ الْآن اَنْ تُبَادِرَ اِلَى تَسْجِيلِ نَفْسِهَا فِي هَذِهِ الْمَدْرَسَةِ الطَّاهِرَة؟ لِاَنَّ اللهَ فَتَحَ اَمَامَ الْمُتَحَجِّبَةِ بَاباً كَبِيراً مِنَ الْاَمَلِ مِنْ اَوَّلِ لَحْظَةٍ تَدْخُلُ فِيهَا اِلَى الصَّفِّ الْاَوَّلِ الْاِبْتِدَائِيِّ فِي هَذِهِ الْمَدْرَسَةِ الطَّاهِرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ؟ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ ؟وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا(وَهَذَا شَرْطٌ ضَرُورِيٌّ جِدّاً عِنْدَ اللهِ مِنْ اَجْلِ قَبُولِ تَوْبَتِهَا؟ وَهُوَ عَدَمُ اِصْرَارِهَا؟ وَاَمَا الْمُتَبَرِّجَةُ فَهِيَ اَنَانِيَّةٌ وَمُصِرَّةٌ عَلَى تَحَدِّي اللهِ وَتَحَدِّي النَّاسِ؟ وَاَمَّا الْمُتَحَجِّبَةُ الَّتِي تَفْعَلُ الْفَاحِشَةَ فَاِنَّهَا لَاتَتَحَدَّى النَّاسَ بِاِغْوَائِهَا لَهُمْ وَاِنَّمَا تَتَحَدَّى اللهَ بِنَفْسِهَا فَقَطْ وَلَاتَتَحَدَّاهُ كَمَا تَتَحَدَّاهُ الْمُتَبَرِّجَةُ بِنَفْسِهَا وَبِالنَّاسِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّ خُرُوجَهَا مُتَبَرِّجَة يَجْعَلُهَا فِي مِيزَانِ اللهِ تَتَحَدَّى اللهَ بِتَبَرُّجِهَا وَلَوْ لَمْ تَفْعَلِ الْفَاحِشَة؟ بَلْ تَتَحَدَّى اللهَ اَيْضاً بِالنَّاسِ الَّذِينَ تُوقِعُهُمْ فِي الْفَاحِشَةِ؟ حِينَمَا يَنْظُرُونَ اِلَيْهَا وَيُعْجَبُونَ بِجَمَالِهَا وَفِتْنَتِهَا وَدَلَالِهَا وَاِغْرَائِهَا رَغْماً عَنْهَا وَعَنْهُمْ؟؟ نَعَمْ اَخِي وَكَذَلِكَ اَنْتَ بِاسْتِهْتَارِكَ فِي اَمْوَالِكَ وَاَغْرَاضِكَ قُمْتَ بِاِغْوَائِهِ وَفَتْحِ شَهِيَّتِهِ عَلَى السَّرِقَة؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى وَلَوْ لَمْ تُقَصِّرْ فِي حِفْظِ هَذِهِ الْاَمْوَالِ وَالْاَغْرَاضِ فَجَاءَ اِنْسَانٌ مَا فَسَرَقَ مِنْكَ؟ فَاِنَّ رَسُولَ اللهِ يَدْعُوكَ اِلَى الرَّحْمَةِ بِهِ وَلَوْ بِالتَّخْفِيفِ مِنْ عُقُوبَتِهِ مِنَ الْقَطْعِ اِلَى التَّعْزِير بِدَلِيلِ الْحَدِيثِ السَّابِقِ[ادْرَؤُوا( وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقِفَنَّ مَوَاقِفَ التُّهَم(وَكَلِمَةُ فَلَا يَقِفَنَّ بِمَعْنَى فَلَا يَقِفَنَّ هُوَ مَعَ نَفْسِهِ؟ وَلَايَقِفَنَّ اَيْضاً مَعَ غَيْرِهِ مَوَاقِفَ التُّهَمِ؟ وَالْحَدِيثُ وَاضِحٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ فِي نَهْيِ رَسُولِ اللهِ عَنْ وُقُوفِكَ اَخِي مَوَاقِفَ التُّهَمِ مَعَ نَفْسِكَ؟ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ وَاضِحاً فِي نَهْيِ رَسُولِ اللهِ عَنْ وُقُوفِكَ مَعَ غَيْرِكَ اَيْضاً مَوَاقِفَ التُّهَم؟ فَمَا هُوَ دَلِيلِي الشَّرْعِي مَعَ غَيْرِكَ اَخِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي دَلِيلِي هُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{اَلْمُسْلِمُونَ كَالْجَسَدِ الْوَاحِد(فَاِذَا وَقَفْتَ مَعَ غَيْرِكَ مَوَاقِفَ التُّهَمِ؟ فَكَاَنَّمَا وَقَفْتَ مَعَ نَفْسِكَ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَلْمِزُوا اَنْفُسَكُمْ(فَاِذَا لَمَزْتَ غَيْرَكَ اَخِي فَكَاَنَّمَا لَمَزْتَ نَفْسَكَ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اَرْجُوك لَا تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي؟ وَلَكِنْ قُلْ اَخَذَ مِنِّي؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ اَخَذَ مِنِّي فِيهَا شُبْهَة كَبِيرَة تُسَاعِدُهُ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ تُهْمَةِ السَّرِقَة؟ مِمَّا يَجْعَلُهُ يَنْجُو مِنْ قَطْعِ يَدِهِ؟ وَاِنْ كَانَ لَايَنْجُو مِنَ الْعُقُوبَةِ الْاُخْرَى التَّعْزِيرِيَّة الَّتِي تَبْقَى اَرْحَمَ عَلَيْهِ بِكَثِيرٍ مِنْ قَطْعِ يَدِهِ؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ أيَّ شُبْهَةٍ فَاِنَّهَا تَكُونُ فِي صَالِحِ الْمُتَّهَم؟ وَحَتَّى فِي الْقَوَانِينِ وَالْقَوَاعِدِ الدُّسْتُورِيَّةِ وَالشَّرْعِيَّةِ؟ فَاِنَّ الْقَاعِدَةَ الدُّسْتُورِيَّةَ الشَّرْعِيَّةَ تَقُول اَلْاَصْلُ فِي الْاِنْسَانِ اَنْ يَكُونَ بَرِيئاً وَلِذَلِكَ فَاِنَّ كُلَّ مُتَّهَمٍ بَرِيءٌ حَتَّى تَثْبُتَ اِدَانَتُه لِمَاذا؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانِ هُوَ بَرَاءَةُ الذّمَّة بِمَعْنَى اَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانَ اَنَّ ذِمَّتَهُ بَرِيئَة فَلَا تُلَطَّخُ ذِمَّتُهُ اِلَّا بِاِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى خِيَانَتِهِ وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام[اِدْرَؤُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْتُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لَكَ اَخِي اِذَا اَخَذَ مِنْكَ اِنْسَانٌ مَا شَيْئاً مَا فَلَا تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي وَلَكِنْ قُلْ اَخَذَ مِنِّي حَتَّى لَايُقَامَ عَلَيْهِ حَدُّ السَّرِقَةِ فَتَجَعَلُهُ بِذَلِكَ يَخْسَرُ عُضْواً مِنْ اَعْضَائِهِ عَزِيزاً عَلَيْهِ وَهُوَ يَدُهُ العزيزة الغالية عليه؟ نَعَمْ اَخِي وَاَعُودُ وَاُؤَكِّدُ عَلَيْكَ لِلْمَرَّة الْمِلْيُون لَاتَقُلْ اَمَامَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ وَلَا اَمَامَ الْقَاضِي بِحَقِّ مَنْ سَرَقَكَ اَنَّهُ سَرَقَ مِنْكَ وَلَكِنْ قُلْ اَخَذَ مِنِّي حَتَّى يَنْجُوَ مِنْ عُقُوبَةِ السَّرِقَةِ وَهِيَ قُطْعُ يَدِهِ وَلَااَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عِنْدِي بَلْ يُرْوَى اَنَّ صَفْوَانَ بْنَ اُمَيَّةَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ؟ وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ؟ هَلْ هُوَ مَسْجِدٌ فِي مَكَّةَ اَوِ الْمَدِينَة؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ صَفْوَانُ هَذَا نَائِماً يَضَعُ عَبَاءَتَهُ تَحْتَ رَاْسِهِ؟ فَجَاءَ اَعْرَابِيٌّ فَاسْتَلَّ الْعَبَاءَةَ مِنْ تَحْتِ رَاْسِهِ شَيْئاً فَشَيْئاً دُونَ اَنْ يَشْعُرَ صَفْوَانُ بِذَلِك؟ وَلَكِنَّ صَفْوَانَ فَجْاَةً اِسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَبَضَ عَلَيْهِ وَاَحْضَرَ مَعَهُ شُهُوداً اِلَى مَجْلِسِ الْقَضَاءِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَرِقَةِ هَذَا الْاَعْرَابِي وَقَالَ يَارَسُولَ الله هَذَا سَرَقَ مِنِّي كَذَا وَكَذَا؟ فَاَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِاِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَى هَذَا الْاَعْرَابِي السَّارِق؟ فَقَالَ صَفْوَانُ يَارَسُولَ الله وَاللهِ مَااَرَدْتُّ اَنْ يُعَاقَب؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ قَبْلَ اَنْ تَاْتِيَنِي (وَلَكِنْ مَاذَا يَنْفَعُ النَّدَمُ يَاصَفْوَان وَقَدِ اتَّهَمْتَهُ بِالسَّرِقَةِ؟ فَهَلَّا قُلْتَ اَخَذَ مِنِّي وَلَمْ تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي؟ فَاَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِهَذَا الْاَعْرَابِيِّ فَقُطِعَتْ يَدُهُ؟ نَعَمْ اَخِي وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ يَاْمُرُكَ اَنْ تَشْفَعَ لِهَذَا الْاِنْسَانِ وَاَنْ تَبْحَثَ عَمَّنْ يَكْفُلُهُ وَيَتَوَاسَطُ وَيَشْفَعُ لَهُ عِنْدَكَ حَتَّى لَايَعُودَ اِلَى السَّرِقَةِ مَرَّةً اُخْرَى قَبْلَ اَنْ يَصِلَ اِلَى الْقَضَاءِ مَقْبُوضاً عَلَيْهِ وَمُكَبَّلاً فِي يَدَيْهِ وَمَوْضُوعاً فِي قَفَصِ الِاتِّهَام؟ وَاَمَّا اِذَا وَصَلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفَّعَ اَوِ الْمَشْفُوعَ لَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَاضِي مَاْمُورٌ اَنْ يُطَبِّقَ حُكْمَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاِذَا بَلَغَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ؟ لِاَنَّ الْعُقُوبَةَ فِي حَقِّ هَذَا السَّارِقِ لَيْسَتْ مِنْ حَقِّ الْمَسْرُوقِ وَحْدَهُ فَقَطْ وَلَكِنَّهَا مِنْ حَقِّ اللهِ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَحَقُّ اللهِ هُوَ قَطْعُ يَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَة؟ وَاَمَّا حَقُّ الْعَبْدِ الْمَسْرُوقِ فَهُوَ اَنْ يَسْتَرِدَّ مَا سُرِقَ مِنْهُ وَلَهُ الْحَقُّ اَيْضاً اَنْ يَتَجَاوَزَ وَيَعْفُوَ عَنْ حَقّهِ دُونَ اَنْ يَسْتَرِدَّهُ لَكِنْ هَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَجَاوَزَ وَيَعْفُوَ عَنْ حَقِّ اللهِ فِي الْقَطْعِ؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يُنِبْهُ عَنْهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَاجَعَلَهُ نَائِباً عَنْهُ فِي التَّنَازُلِ عَنْ حَقّهِ؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يَتَنَازَلْ عَنْ حَقّهِ لِاَحَدٍ فِي حُدُودِهِ؟ وَلَمْ يَسْمَحْ لِاَحَدٍ اَيْضاً اَنْ يُفَرِّطَ فِيهَا اِذَا تَحَقَّقَتْ شُرُوطُ اِقَامَتِهَا؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولَ الله فَاِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ؟ فَقَدْ اَعْطَى سُبْحَانَهُ جَمِيعَ النَّاسِ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ فِي تَوْحِيدِهِ اَوْ فِي الْاِشْرَاكِ بِهِ؟ لَكِنْ هَلْ تَنَازَلَ سُبْحَانَهُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ حَقّهِ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ لِاَحَدٍ مِنَ النَّاس؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي وَلَايَقُولُ بِذَلِكَ اِلَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّة حَاضِرَةٌ لِمَنْ فَرَّطَ فِي حَقِّ اللهِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ وَلْم يُبْقِ فِي قَلْبِهِ ذَرَّةً مِنَ الْاِيمَانِ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَيْضاً فَاِنَّ الْجَنَّةَ الْاَبَدِيَّةَ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ حَاضِرَةٌ اَيْضاً لِمَنْ اَعْطَى اللهَ وَلَوْ جُزْءاً مِنْ حَقّهِ فِي تَوْحِيدِهِ سُبْحَانَه؟ بِدَلِيلِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ يَنْجُو فِيهِ مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّمَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْاِيمَانِ بِلَا اِلَهَ اِلَّا الله لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ الذَّرَّةَ مِنَ الْاِيمَانِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ هِيَ بِمَثَابَةِ الشُّبْهَةِ الَّتِي تَشْفَعُ لَهُ عِنْدَ اللهِ وَتَجْعَلُهُ يَنْجُو مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّمَ فَيَنْجُو بِذَلِكَ مِنْ قَطْعِ رَحْمَةِ اللهِ عَنْهُ وَيَنْجُو مِن ِانْقِطَاعِهَا كَمَا يَنْجُو السَّارِقُ مِنَ الْقَطْعِ وَاِنْ كَانَ صَاحِبُ الذَّرَّةِ لَايَنْجُو مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ الْمُؤَقَّتَةِ الطَّوِيلَةِ جِدّاً فِي جَهَنَّم؟ فَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الشِّيعَةُ وَالنُّصَيْرِيُّونَ مِنْ قَوْمِي وَاِيَّاكُمْ يَاغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ اَنْ تُفَوِّتُوا هَذِهِ الْفُرْصَةَ علَيْكُمْ وَتَجْعَلُوهَا تُفْلِتُ مِنْ بَيْنِ اَيْدِيكُمْ اِلَى الْاَبَد وَاَبْشِرُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(لَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَتَّخِذُوا اَقْصَى دَرَجَاتِ الِاسْتِنْفَارِ وَالْحَذَرِ مِنْ خَطَرِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(فَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الْآيَة هِيَ الضَّرْبَةُ الْقَاضِيَةُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ اِلَى الْاَبَد وَاللهُ اَعْلَم؟ نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الثَّالِثِ الَّذِي يَجْعَلُ السَّارِقَ مُسْتَحِقّاً لِقَطْعِ يَدِهِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً فَقَطْ يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَهُوَ اَلَّا يَكُونَ مِنَ الْمَالِ الْمَسْرُوقِ لِلسَّارِقِ فِيهِ شَيْءٌ يَمْلِكُهُ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً؟ وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً اَخِي حَتَّى تَفْهَمَ الْمَقْصُودَ مِنْ كَلَامِي؟ فَمَثَلاً اَنَا وَاَنْتَ شَرِيكَانِ فِي مَالٍ فِيمَا بَيْنَنَا نُتَاجِرُ بِهِ وَنَرْبَح؟ فَسَرَقَ اَحَدُنَا مِنْ مَالِ الشَّرِكَةِ هَذَا دُونَ عِلْمِ الْآخَر؟ وَلَكِنَّ الْآخَرَ اكْتَشَفَ ذَلِكَ لَاحِقاً؟ فَكَذَّلكَ هُنَا اَخِي لَايُقَامُ الْحَدُّ مِنَ الْقَطْعِ عَلَى السَّارِقِ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ وُجُودِ شُبْهَةِ التَّمْلُّك؟ لِاَنَّ الْاَمْوَالَ اِذَا كَانَتْ مُخْتَلَطَة فَلَايُمْكِنُ تَحْدِيدُ الْمُلْكِيَّةِ لِشَخْصٍ دُونَ الْآخَرِ اِلَّا بَعْدَ تَصْفِيَةِ الشَّرَاكَةِ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَفَضِّهَا؟ وَلَذَلِكَ لَايَجُوزُ لِلْقَاضِي هُنَا اَنْ يُقْيمَ حَدَّ الْقَطْعِ عَلَى السَّارِقِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ السَّارِقَ هُنَا يُعْتَبَرُ خَائِناً يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً لَاتَصِلُ اِلَى الْحَدِّ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ التَّعْجِيزِيَّةِ الصَّعْبَةِ مِنْ اَجْلِ اِقَامَةِ الْحُدُودِ رَحْمَةً مِنَ اللهِ بِالنَّاسِ جَمِيعاً وَلَوْ اَخْطَؤُوا؟ حَتَّى وَلَوْ بَقِيَتْ هَذِهِ الْحُدُودُ حِبْراً عَلَى وَرَقِ الْقُرْآنِ فَلَا نَلْجَاُ اِلَيْهَا اِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِذَا تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الشُّرُوطُ وَاُقِيمَتِ الْحُدُودُ؟ فَاِنَّ رَحْمَةَ اللهِ تَبْقَى قَائِمَةً اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(وَلَكِنَّ هَذَا الْكَلَامَ يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَفْهَمُهُ جَيِّداً لِيُدْرِكَ حِكْمَةَ اللهِ مِنْ اِقَامَةِ هَذِهِ الْحُدُود؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَااُولِي الْاَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون}نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الرَّابِعِ الَّذِي يَجْعَلُ السَّارِقَ غَيْرَ مُسْتَحِقٍّ لِحَدِّ اللِه فِي الْقَطْعِ وَاِنَّمَا يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟وَهُوَ اَنْ يَكُونَ السَّارِقُ مُحْتَاجاً حَاجَةً شَدِيدَةً اِلَى الْمَالِ الْمَسْرُوق؟ نَعَمْ اَخِي بَعْضُ النَّاسِ الْجَاهِلِينَ يَقُولُونَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنَّهُ اَلْغَى حَدَّ السَّرِقَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَنْتُمْ كَاذِبُون فَلَا عُمَر وَلَااَكْبَر مِنْ عُمَر يَسْتَطِيعُ اَنْ يُلْغِيَ حَدَّ اللهِ سُبْحَانَه؟ لَكِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَوْقَفَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشُّرُوطَ لَمْ تَتَوَفَّرْ فِي عَهْدِهِ كَامِلَةً مِنْ اَجْلِ الْقَطْعِ لِيَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَة؟ بِسَبَبِ مَايُسَمَّى بِعَامِ الرَّمَادَة؟ وَهُوَ عَامٌ حَصَلَتْ فِيهِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ شِدَّةِ الْقَحْطِ وَالْجَدْبِ وَالْاَرْضِ الْيَابِسَةِ وَالسَّمَاءِ الْجَافَّةِ الَّتِي لَمْ تُمْطِرْ وَالْفَقْرِ الْمُدْقِعِ الشَّدِيدِ الَّذِي حَصَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذَا الْعَام؟ فَرُبَّمَا هَذَا الَّذِي سَرَقَ فِي عَهْدِهِ سَرَقَ مِنْ اَجْلِ حَاجَتِهِ وَسَدِّ جَوْعَتِهِ الشَّدِيدَةِ وَجُوعِ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ اَبِي بَلْتَعَةَ غِلْمَانٌ فِتْيَانٌ بِمَعْنَى عَبِيد مَمْلُوكِين؟ فَسَرَقُوا مِنْهُ؟ فَاُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَيْهِمْ فِي عَهْدِ عُمَر؟ فَقَالُوا يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ مَاسَرَقْنَا اِلَّا لِحَاجَتِنَا؟ لِاَنَّ سَيِّدَنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُجِيعُنَا وَلَايُطْعِمُنَا(وَاَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ حَاطِبُ بْنُ اَبِي بَلْتَعَة؟ وَهُوَ الَّذِي فَشَا سِرّاً مِنْ اَسْرَارِ الرَّسُولِ الْعَسْكَرِيَّة ثُمَّ نَدِمَ وَتَابَ فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ لِاَنَّهُ مِنَ الْبَدْرِيِّينَ الَّذِينَ قَاتَلُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الْكُبْرَى الْمُبَارَكَة) فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَن؟ مَاذَا تَقُولُ يَاعَبْدَ الرَّحْمَن؟ فَسَكَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً؟ فَقَاَل لَهُ عُمَر؟ وَاللهِ لَئِنْ سَرَقُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ لَقَطَعْتُ يَدَكَ اَنْتَ؟ نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الْاَخِيرِ الَّذِي يَمْنَعُ الْحَدَّ عَنِ السَّارِقِ وَلَايَقْطَعُ يَدَهُ وَاِنَّمَا يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً فَقَطْ يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَهُوَ اَنْ تَكُونَ السَّرِقَةُ بَيْنَ الْاُصُولِ وَالْفُرُوع؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي سَرَقْتَ مَثَلاً مِنْ اَبِيكَ اَوْ مِنْ جَدِّكَ اَوْ سَرَقْتَ مِنْ اُمِّكَ اَوْ مِنْ جَدَّتِكَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَلَوْ عَلَوْا؟ اَوْ اَنَّكَ اَخِي مَثَلاً سَرَقْتَ مِنْ وَلَدِكَ اَوْ مِنْ حَفِيدِكَ وَلَوْ نَزَلُوا؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ السَّرِقَة هِيَ مُبَاحَة بَيْنَ الْآبَاءِ مِنَ الْاُصُولِ وَبَيْنَ الْاَبْنَاءِ مِنَ الْفُرُوعِ لَا؟ بَلْ اِنَّهَا حَرَامٌ كَبِيرٌ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَلَكِنَّهَا لَاتُعْتَبَرُ سَرِقَة؟ وَبِالتَّالِي فَاِنَّهَا لَا تُوجِبُ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ لِمَاذَا؟ لِوُجُودِ الشُّبْهَةِ الَّتِي اَمَرَ رَسُولُ اللهِ اَنْ نَدْرَاَ حُدُودَ اللهِ بِسَبَبِهَا؟ لِاَنَّ السَّارِقَ هُنَا لَمْ يَتَجَاوَزْ خُطُوطَهَا الْحَمْرَاء؟ وَلَمْ يَصِلْ اِلَى دَرَجَةٍ جَعَلَتْهُ يُصِيبُهَا؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ الْحَدَّ لَايُصِيبُه؟ نَعَمْ اَخِي وَكَلِمَة اِدْرَؤُا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ؟ هِيَ بِمَعْنَى اَنَّنَا لَايَجُوزُ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَسْتَعْمِلَ حَقَّ اللِه فِي اِقَامَةِ هَذِهِ الْحُدُودِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ عَلَى مَنْ لَايَسْتَحِقُّهَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَرْضَى بِذَلِكَ اَبَداً حَتَّى فِي تَعَامُلِنَا مَعَ عَدُوِّنَا؟ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَرْضَى بِذَلِكَ اَبَداً اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَاتَعْتَدُوا؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُعْتَدِين(وَاُقْسِمُ بِاللهِ تَعَالَى اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ هِيَ سَبَبٌ مِنْ اَسْبَابِ دُخُولِ الْاِسْلَامِ اِلَى قَلْبِي ؟ لِاَنَّهَا جَعَلَتْنِي اَعْشَقُ الْاِسْلَامَ؟ اِذْ لَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ دِيناً اَرْضِيّاً وَضْعِيّاً غَيْرَ سَمَاوِي؟ لَكَانَ خَالِياً مِنَ الرَّحْمَة؟ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ لَمْ تَبْخَلْ حَتَّى عَلَى اَعْدَائِه) بَلْ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَتَجَاوَزَ بِحُدُودِ اللهِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ اَيْضاً عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهَا؟ فَلَايَجُوزُ لَنَا مَثَلاً اَنْ نَتَجَاوَزَ مِقْدَارَ الْجَلْدِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ اِلَى مَافَوْقَ مِائَةِ جَلْدَة؟ وَلَايَجُوزُ اَيْضاً اَنْ نَتَجَاوَزَ مِقْدَارَ الْقَطْعِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ اِلَى الذّرَاعَيْنِ اَوِ الْكَتِفَيْنِ اَوِ الْمِنْكَبَيْن؟ بَلْ نَقْطَعُ يَدَ السَّارِقِ مِنَ الرُّسْغِ فَقَطْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اَطْلَقَ الْكُلَّ وَلَكِنَّهُ مَا اَرَادَ اِلَّا الْبَعْضَ فَقَطْ مِنْ يَدِ السَّارِقِ وَلَمْ يُرِدِ الْكُلَّ فِي قَوْلِهِ{فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا(نَعَمْ اَخِي وَبِالْعَكْسِ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَطْلَقَ الْبَعْضَ مِنْ جَسَدِ الْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ وَهُوَ رَقَبَتُهُ وَلَكِنَّهُ تَعَالَى اَرَادَ الْكُلَّ لِجَسَدِهِ مِنْ اَجْلِ تَحْرِيرِهِ مِنَ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَلَد{فَكُّ رَقَبَة} نَعَمْ اَخِي فَهُنَاكَ شُبْهَة كَبِيرَة بَيْنَ الْاُصُولِ وَالْفُرُوعِ تَمْنَعُ الْقَطْعَ عَنِ السَّارِق؟ فَقَدْ يَكُونُ السَّارِقُ الَّذِي سَرَقَ مِنْ وَلَدِهِ مَثَلاً؟ يَعْتَبِرُ اَنَّ مَالَ وَلَدِهِ هُوَ مَالُهُ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَنْتَ وَمَالُكَ لِاَبِيك(وَقَدْ يَكُونُ السَّارِقُ الَّذِي سَرَقَ مِنْ اَبِيهِ اَوْ مِنْ جَدِّهِ؟ يَعْتَبِرُ مَالَهُمَا مَالاً لَهُ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَالْوَلَدُ رَاعٍ فِي مَالِ اَبِيهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه(وَلِذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَنْ نَاْخُذَ السَّارِقَ بِجَرِيرَةِ سَرِقَتِهِ مِنْ مَالِهِ الْخَاصّ؟ نَعَمْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْخُذَهُ بِجَرِيرَةِ خِيَانَةِ الْاَمَانَة؟ وَلَكِنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَّهِمَهُ بِالسَّرِقَةِ اِذَا اَخَذَ مِنْ مَالِ اَبِيهِ الَّذِي يَعْتَبِرُهُ مَالاً شَخْصِيّاً لَهُ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُنَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نَقْطَعَ يَدَهُ؟ وَاِنَّمَا نُعَاقِبُهُ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَخِي مِنْ دَرْءِ الْحُدُودِ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ وَسَامِحْنِي اَخِي فَقَدْ نَسِيتُ اَهَمَّ قَاعِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة وَهِيَ دَرْءُ الْمَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَصَالِح بِمَعْنَى اَنَّنَا قَبْلَ اَنْ نُفَكِّرَ فِي اِقَامَةِ حُدُودِ اللهِ عَلَى السَّارِقِ وَغَيْرِهِ وَالَّتِي تَجْلِبُ لَنَا الْمَصْلَحَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة( فَعَلَيْنَا اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ اَنْ نُعَالِجَ الْمَفَاسِدَ مِنَ الْاَزَمَاتِ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَالرُّكُودِ الِاقْتِصَادِيِّ وَالْبَطَالَةِ وَالْفَقْرِ وَالْجُوعِ وَالْمَرَضِ اَوْ قِلَّةِ الدَّوَاءِ وَالْغِذَاءِ وَاللّبَاسِ وَالتَّشَرُّدِ وَالضَّيَاع ِوَنَمْنَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَنِ النَّاسِ قَبْلَ اَنْ نُفَكِّرَ فِي اِقَامَةِ حُدُودِ اللهِ؟ بدليل قول الامام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه وسلام الله عليه[لو كان الفقر رجلا او تمثل الفقر رجلا لقتلته بسيفي( فماذا ستقول ياامير المؤمنين عن هؤلاء الذين يقفون متفرجين شامتين ولايحركون ساكنا ولديهم من الاموال الهائلة الا يستحق هؤلاء المجرمون القتل ايضا ياامير المؤمنين وقد تمثلوا الفقر بكل صوره واشكاله وجعلوه سيفا مسلطا على رقاب الناس حينما حبسوا حقوق الناس في اموالهم ولم يؤدوها لهم كما امر الله بل صرفوها على هوليوود وبوليوود وسوبر ستار وستار اكاديمي والشرمطة والتعريص والدعارة والاستعباد الجنسي والفني بكل اشكاله ولم يكتفوا بذلك بل رقصوا شامتين على جثث الذين يموتون جوعا في مخيم اليرموك ماذا اقول وقد تقرحت عيني من كثرة البكاء على السوريين والفلسطينيين ولكن لاحياة لمن تنادي فهل يقوم احد من نجوم هوليوود هؤلاء بالتبرع ولو بجزء بسيط من امواله ام ان معبود الجماهير نسي انه لايستطيع استعباد قلوب الفقراء والمساكين لله الذي يحبه ويلقي المحبة له في قلوبهم الا بالاحسان اليهم ماذا دهاك يامعبود الجماهير هل انت من اهل قوله تعالى{واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه(ووالله الذي لاله الا هو انها كلمة حق يقولها هؤلاء الكفار ولكنهم لايقولونها الا اذا كان الحق معهم واما اذا كان الحق ضدهم وهو قوله تعالى{انفقوا مما رزقكم الله{ قاتلوا في سبيل الله{جاهدوا باموالكم وانفسكم{ترى الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظر المغشي عليه من الموت فاولى لهم طاعة وقول معروف{ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى{فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم{هاانتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا( أي تنصرفوا عن الجهاد باموالكم وانفسكم في سبيل الله{يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم{صرف الله قلوبهم بانهم قوم لايفقهون( نعم ايها الاخوة انتم لاتفقهون الى الآن حجم المصيبة التي نحن فيها بسبب انصرافنا عن الجهاد بالمال قبل الانفس لان الذي يجاهد بنفسه فقط قد لايدفع شيئا من جيبه بل ياخذ راتبا شهريا على جهاده ولكن المحظوظ الاكبر سعيد الحظ عند الله هو الذي يجاهد بماله لانه يصبر على فراق امواله بلوعة لامثيل لها ولذلك سيعوضه الله بنعيم مقيم لامثيل له في قلبه وجسده وروحه) نعم اخي فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْحُدُودُ تَجْلِبُ الْمَصْلَحَةَ لَنَا فَاِنَّ هُنَاكَ مَاهُوَ اَوْلَى مِنْهَا وَهُوَ اَنْ نَمْنَعَ الْمَفَاسِدَ اَوّلاً وَعَلَى رَاْسِهَا هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ بِاَمْوَالِهِمْ اِلَى الْبُنُوكِ فِي الْخَارِجِ وَيَحْرِمُونَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الِاسْتِفَادَةِ مِنْهَا وَلَايَقُومُونَ بِتَجْفِيفِ مَنَابِعِ الْفَقْرِ وَالْبَطَالَةِ وَالرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ الَّتِي تَحْكُمُنَا بِهَا لُقْمَةُ الْعَيْشِ فِي اَيَّامِنَا فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِين؟ بَلْ لَاهَمَّ لَهُمْ اِلَّا صِنَاعَةَ الْمَجْدِ وَالْحَضَارَةِ وَالرَّفَاهِيَةِ وَالنَّعِيمِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْمُسْلِمِينَ وَبُؤْسِهِمْ وَشَقَائِهِمْ؟ بَلْ رُبَّمَا يُحَارِبُونَهُمْ وَيَسْتَعْبِدُونَهُمْ وَيُذِلُّونَهُمْ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ وَفِي اَعْرَاضِهِمْ اَيْضاً؟ نعم اخي وَقَدِ انْتَهَى عَهْدُ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ فِي زَمَانِ السُّلْطَانِ الْعُثْمَانِيِّ مُحَمَّد الْفَاتِح بِفَضْلِ الْاِسْلَامِ الَّذِي قَامَ بِتَجْفِيفِ مَنَابِعِ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ بَلْ وَاَنْهَارِهَا وَبِحَارِهَا اَيْضاً بِمَا فَرَضَهُ مِنْ كَفَّارَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي الْقُرْآنِ جَعَلَ فِيهَا الْاَوْلَوِيَّةَ لِتَحْرِيرِ رِقَابِ هَؤُلَاءِ الرَّقِيق؟ وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَف وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ بَدَاَ عَهْدٌ جَدِيدٌ مِنِ اسْتِعْبَادِ النَّاسِ بِلُقْمَةِ الْعَيْشِ سَاهَمَ فِيهِ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَامِ اِلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ اَجْلِ دَعْمِ عُلُوِّهِمْ فِي الْاَرْضِ وَاسْتِكْبَارِهِمْ وَفَسَادِهِمْ وَاسْتِعْبَادِهِمْ لِلنَّاسِ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْتَدِي عَبَاءَةَ الْاِسْلَامِ مَعَ الْاَسَفِ الشَّدِيد؟ وَاللهِ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَمَا تَخْشَوْنَ الله؟ اَمَا تَتَّقُونَ اللهَ وَخَاصَّةً فِي دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ وَاِيرَان الَّتِي رَزَقَهَا اللُهُ مِنَ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَة ماشاء الله لاقوة الا بالله وتبارك الله احسن الخالقين؟ مَاذَا سَتَقُولُونَ لِرَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ اَصْبَحَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ يَبْحَثُ عَمَّنْ يَنْكِحُهُ كَمَا تُنْكَحُ الْمَرْاَة؟ بَلْ وَيَبْحَثُ اَيْضاً عَمَّنْ يَسْتَعْبِدُهُ جِنْسِيّاً بِفَاحِشَةِ اللّوَاطِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا الْمُقْرِفَةِ الْفَمَوِيَّةِ وَالشَّرْجِيَّةِ وَالسَّادِيَّةِ الَّتِي لَا تَخْطُرُ عَلَى بَالِ الشَّيْطَانِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ لَهُ وَلِزَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ الَّذِينَ يَتَضَوَّرُونَ جُوعاً؟ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل؟ اِنَّا لِلهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُون؟ شَكَوْنَاكُمْ اِلَى الله؟ وَنُفَوِّضُ اَمْرَنَا اِلَى اللهِ فِيكُمْ وَاللُهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد؟ وَسَامِحْنِي يَااَخِي فَقَدْ ظَلَمَنَا الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ بِرُمَّتِهِ قَبْلَ اَنْ نَظْلِمَ اَنْفُسَنَا وَنَظْلِمَ غَيْرَنَا؟ نَعَمْ اَخِي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ اِذَا تَوَفَّرَتْ كُلُّ هَذِهِ الشُّرُوطِ عَلَى اِنْسَانٍ مَا سَارِق؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اِذَا قُطِعَتْ يَدٌ وَاحِدَة؟ كَانَتْ تَرْبِيَةً لِلْجَمِيعِ؟ حَتَّى لَايَتَجَرَّؤُوا عَلَى السَّرِقَةِ مَرَّةً اُخْرَى؟ وَحَتَّى لَايَتَجَرَّؤُوا اَيْضاً عَلَى مَاهُوَ اَخْطَرُ مِنَ السَّرِقَةِ وَهُوَ الْقَتْلُ بِدَافِعِ السَّرِقَة؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(أيْ نَجَاةٌ مِنْ شَرِّ السَّارِقِينَ وَالْقَتَلَةِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ بِدَافِعِ السَّرِقَة{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(شَرَّهُمْ؟ فَلَوْ اَدْرَكَ السَّارِقُ قَبْلَ اَنْ يَسْرِقَ اَنَّهُ سَتُقْطَعُ يَدُهُ لَامَحَالَة؟ فَاِنَّهُ يَمْتَنِعُ عَنِ السَّرِقَةِ؟ وَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ اَنَا يَدِي غَالِيَة وَعَزِيزَة عَلَيّ؟ وَلَايُمْكِنُنِي اَنْ اَسْتَغْنِيَ عَنْهَا؟ وَسَاَكُونُ بِحَاجَتِهَا وَلَوْ كُنْتُ اَقْضِي حَاجَتِي فِي الْمِرْحَاض؟ نَعَمْ اخي وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْفُقَهَاء؟ اَلْيَدُ كَانَتْ مُحْتَرَمَةً حِينَمَا كَانَتْ اَمِينَة؟ فَلَمَّا سَرَقَتْ هَانَتْ فَاسْتَحَقَّتِ الْقَطْعَ؟ وَفِي بَعْضِ اَقْوَالِ الْفُقَهَاء؟ فَلَمَّا خَانَتْ هَانَتْ؟ وَاِنْ كُنْتُ لَااُحَبِّذُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ؟ لِاَنَّهَا لَيْسَتْ دَقِيقَةً فِي الْمَعْنَى؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْاَيَادِي الْخَائِنَةِ مَنْ تَنْجُو مِنْ عُقُوبَةِ الْقَطْعِ كَالْمُخْتَلِسِ مَثَلاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنَ الصَّوَابِ اَنْ نَقُول؟ فَلَمَّا سَرَقَتْ هَانَتْ؟ لِاَنَّ الْيَدَ السَّارِقَةَ هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّ الْقَطْعَ؟ وَلَاتَنْجُو اِلَّا بِالشُّبْهَة؟ وَهِيَ قَوْلُكَ اَخِي لِلشُّرْطَة وَالنِّيَابَة وَالْقَاضِي فُلَانٌ اَخَذَ مِنِّي؟ وَلَاتَقُلْ فُلَانٌ سَرَقَ مِنِّي؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ مِنَ الْقَطْعِ اِذَا تَوَافَرَتِ الشُّرُوطُ الْمَطْلُوبَة؟ نَعَمْ اَخِي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ حَدَّ السَّرِقَةِ لَوْ طُبِّقَ بِحَذَافِيرِهِ وَبِشُرُوطِهِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ؟ فَاِنَّهُ مُفِيدٌ جِدّاً فِي التَّخْفِيفِ مِنْ حِدَّةِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تَحْصَلُ فِيهَا؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْجَرَائِمَ سَتَنْتَهِي مِنَ الْمُجْتَمَعِ نِهَائِيّاً وَاَنَّ الشَّرَّ سَيَخْتَفِي وَيَزُولُ نِهَائِيّاً؟ لَا يَااَخِي لَااُرِيدُ اَنْ اَضْحَكَ عَلَيْكَ وَلَا اَنْ اَغُشَّكَ وَلَا اَنْ اُعْطِيَكَ اَمَلاً كَاذِباً؟ لِاَنَّ اللهَ اَعْطَى حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ تَتَحَقَّقَ هَذِهِ الْحُرِّيَّةُ الَّتِي اَرَادَهَا اللهُ تَعَالَى بِاخْتِفَاءِ الشَّرِّ نِهَائِيّاً وَزَوَالِهِ مِنَ الْاَرْضِ؟ فَلَوْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَقْضِيَ عَلَى الشَّرِّ نِهَائِيّاً؟ لَفَعَلَ ذَلِكَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ؟ حِينَمَا خَلَقَ آدَمَ؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ وَاِنَّمَا اَمْهَلَ زَعِيمَ الشَّرِّ اِبْلِيسَ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون؟ ثُمَّ بَعَثَ الْاَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ الَّذِينَ نَبَّهُوا النَّاسَ عَلَى خُطُورَةِ هَذَا الشَّرِّ وَعَوَاقِبِهِ الْوَخِيمَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ؟ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ؟ اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا{اِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اِنَّا لُانَضِيعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلَا؟ اُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّات} نَعَمْ اَخِي وَيَبْقَى الْاَمَلُ كَبِيراً وَمَعْقُوداً بِهَذَا الْقِصَاصِ الْعَادِلِ؟ وَتَبْقَى الْفَائِدَةُ الْكُبْرَى الَّتِي تَحْصَلُ بِبَرَكَتِهِ؟ وَهِيَ اَنَّ الْجَرَائِمَ تَخِفُّ حِدَّتُهَا؟ فَبَدَلَ اَنْ تَكُونَ بِنِسْبَةِ 99 بِالْمِائَة؟ تُصْبِحُ بِنِسْبَةٍ ضَعِيفَةٍ جِدّاً وَهِيَ وَاحِد فِي الْمِائَة؟ نَعَمْ اَخِي {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْقِصَاصِ الِانْتِقَام؟ وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ التَّشَفّي؟ وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ هُوَ الْاِصْلاحُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِي؟ وَاَحْيَاناً لَايَكُونُ الْاِصْلَاحُ اِلَّا بِالْقِصَاصِ الْعَادِلِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ وَالتَّنْكِيلِ الْعَادِلِ بِهِمْ كَمَا هُمْ اَيْضاً يُنَكِّلُونَ بِالْاَبْرِيَاءِ وَالضُّعَفَاءِ مِنَ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمْا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ الله{اِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً(بِاِهْلَاكِهِمْ لِلْحَرْثِ وَالنَّسْل؟ وَكَلِمَةُ النَّسْلِ بِمَعْنَى الْاَطْفَالُ وَالْاَبْرِيَاءُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ؟ وَدَلِيلِي عَلَى اَنَّ الْفَسَادَ الْمَقْصُودَ هُوَ اِجْرَامُهُمْ؟ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ؟ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد(وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَنْ يُقَتَّلُوا؟ اَوْ يُصَلَّبُوا؟ اَوْ تُقَطَّعَ اَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ؟ اَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْاَرْض( فَالْقَتْلُ لِمَنْ قَتَلَ؟ وَالصَّلْبُ لِمَنْ قَتَلَ وَاَخَذَ الْمَال؟ وَتَقْطِيعُ الْاَيْدِي وَالْاَرْجُلِ مِنْ خِلَافٍ لِعَصَابَاتِ السَّرِقَةِ وَ تِجَارَةِ الْمُخَدِّرَاتِ وَقَطْع ِالطّرِيقِ وَغَصْبِ الْمَال؟ وَالنَّفْيُ مِنَ الْاَرْضِ لِمَنْ يُرَوِّعُ النَّاسَ وَيُخِيفُهُمْ مِنْ هَؤُلَاء؟ فَاِذَا لَمْ نَفْعَلْ كَمَا اَمَرَ الله؟ فَاِنَّهُمْ سَوْفَ يُنَكِّلُونَ بِنَا كَمَا كَانَ يَفْعَلُ فِرْعَوْنُ بِبَنِي اِسْرَائِيلَ{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ؟ اِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِين{وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِين(وَكَلِمَة يَسْتَحْيِي لَيْسَتْ بِالْمَعْنَى الْقَاصِر الَّذِي يَفْهَمُهُ الْجُهَّالُ وَهُوَ اَنَّهُ يُبْقِيهِنَّ اَحْيَاء لَا؟ وَاِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُذِلُّ نِسَاءَهُمْ وَيَهْتِكُ اَعْرَاضَهُنَّ كَمَا يَحْصَلُ فِي اَيَّامِنَا؟؟ نَعَمْ اَخِي اِجْتَمَعَ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَامِ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي؟ مِنْ اَجْلِ وَضْعِ حَدٍّ لِلْمَافْيَا مِنْ عِصَابَاتِ الْاِجْرَامِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْقَتْلِ وَالسَّرِقَة؟ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِعُقُوبَةٍ لَمْ تُعْجِبْ اَحَداً مِنْهُمْ وَلَمْ تَشْفِ غَلِيلَهُمْ مِنْ اَجْلِ الْحَدِّ مِنْ نَشَاطِ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ وَتَجْفِيفِ مَنَابِعِ تَمْوِيلِهَا وَدَعْمِهَا؟ فَاحْتَارُوا وَقَالُوا مَاالْعَمَلُ الْآن؟ وَظَلُّوا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ سَاعَةً كَامِلَة؟ وفَجْاَةً خَطَرَتْ بِبَالِ اَحَدِهِمْ فِكْرَة؟ فَقَالَ لَهُمْ سَاَشْرَحُ لَكُمْ عَنْ عُقُوبَةٍ رَادِعَةٍ رَائِعَةٍ تُلَقِّنُ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ مِنْ عِصَابَاتِ الْمَافْيَا دَرْساً لَنْ يَنْسَوْهُ فِي حَيَاتِهِمْ؟ فَقَالُوا لَهُ وَمَاهِيَ؟ فَاَخَذَ يَشْرَحُ لَهُمْ هَذِهِ الْعُقُوبَة مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنْ يُقَتَّلُوا؟ اَوْ يُصَلَّبُوا؟ اَوْ تُقَطَّعَ اَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ؟ اَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْاَرْض(نَعَمْ اَخِي فَاِذَا بِالْحَاضِرِينَ لِهَذَا الِاجْتِمَاعِ الطَّارِىءِ يُصَفّقُونَ جَمِيعاً فَرَحاً وَابْتِهَاجاً بِهَذِهِ الْعُقُوبَة؟ وَلَمْ يَبْقَ اَحَدٌ مِنْهُمْ اِلَّا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَاحْتَضَنَهُ وَقَبَّلَهُ وَرَفَعُوهُ عَالِياً عَلَى اَكْتَافِهِمْ وَرِقَابِهِمْ وَهُمْ يَطِيرُونَ مِنَ الْفَرَحِ بِهَذِهِ الْعُقُوبَةِ الرَّائِعَةِ الرَّادِعَةِ لِاَمْثَالِ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الْاِرْهَابِيَّةِ الْمُجْرِمَة؟ ثُمَّ اَنْزَلُوهُ وَاَجْلَسُوهُ عَلَى كُرْسِيِّ رَئِيسِ الْمَجْلِسِ الْمُحْتَرَمِ الْمُوَقّر؟ فَنَزَعَ الرَّئِيسُ مِنْ صَدْرِهِ صَلِيباً ذَهَبِيّاً وَقَامَ بِتَقْبِيلِهِ ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى صَدْرِ هَذَا الْاِنْسَانِ وَقَامَ بِتَقْبِيلِهِ وَاحْتِضَانِهِ هُوَ وَالصَّلِيب لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة؟ ثُمَّ خَلَعَ لَهُ لِبَاساً فَخْماً كَانَ يَلْبَسُهُ وَاَلْبَسَهُ اِيَّاهُ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ اَنْتَ عَبْقَرِيّ بَلْ اَنْتَ تَسْتَحِقُّ اَنْ تَجْلِسَ فِي الْبَيْتِ الْاَبْيَضِ عَلَى كُرْسِيِّ رَئِيسِ الْبِلَاد؟ لَكِنَّهُمْ فَجْاَةً سَاَلُوه؟ مِنْ اَيْنَ اَتَيْتَ بِهَذِهِ الْعُقُوبَةِ الرَّادِعَةِ الرَّائِعَة؟ فَقَالَ اَتَيْتُ بِهَا مِنْ قُرْآنِ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي فَمَا كَانَ مِنْ رَئِيسِ الْمَجْلِسِ اِلَّا اَنِ انْقَضَّ عَلَى رَقَبَتِهِ وَنَزَعَ الصَّلِيبَ مِنْ عَلَى صَدْرِهِ بِقُوَّةٍ وَعُنْفٍ ثُمَّ دَاسَ عَلَيْهِ بِرِجْلَيْهِ غَيْظاً وَحِقْداً عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ ثُمَّ الْتَقَطَهُ وَضَرَبَ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ وَلَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ اَقَامَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَفَسَهُ بِرِجْلَيْهِ عَلَى مُؤَخِّرَتِهِ وَقَالَ لَهُ اَمَا وَجَدْتَّ غَيْرَ قُرْآنِ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُمْ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ كَانُوا وَمَازَالُوا مِنْ اَكْبَرِ اَسْبَابِ شَقَاءِ هَذَا الْعَالَمِ وَتَعَاسَتِهِ وَبُؤْسِهِ وَدَمَارِه؟ نَعَمْ اَخِي وَكَمْ مِنَ النَّاسِ الْحَاقِدِينَ والْجَاهِلِينَ الَّذِينَ يَشُنُّونَ عَلَى الْاِسْلَامِ الْهَجَمَاتِ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ؟ وَمَعَ الْاَسَفِ الشَّدِيدِ فَاِنَّ مِنْهُمْ اَيْضاً مُسْلِمِينَ مَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَام؟ فَلَايُوجَدُ فِي الْاِسْلَامِ بِزَعْمِ هَؤُلَاءِ اِلَّا الْعُقُوبَاتُ الْوَحْشِيَّةُ مِنَ الْقَتْلِ وَالْقَطْعِ وَالْجَلْدِ وَالصَّلْبِ وَالنَّفْيِ مِنَ الْاَرْضِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْاُمُورِ الَّتِي تَتَنَافَى مَعَ الْكَرَامَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ فِي زَعْمِهِمْ؟ فَهَؤُلَاءِ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا حَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونُوا جَاهِلِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْحَقِيقَةِ وَالْعَدْلِ وَالْاِنْصَافِ اِلَى الْاِسْلَامِ الَّذِي وَضَعَ شُرُوطاً صَعْبَةً مِنْ اَجْلِ قَطْعِ يَدِ السَّارِق؟ فَاِذَا تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الشُّرُوط؟ فَلَابُدَّ مِنْ قَطْعِ يَدِ السَّارِقِ؟ وَلَاشَفَاعَةَ لَهُ عِنْدَ الْقَاضِي؟ وَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفَّعَ لَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَجْعَلَ السَّارِقَ يَنْجُو مِنْ هَذَا الْحَدِّ بِكُلِّ سُهُولَةٍ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شُبْهَةٌ فِي كَلَامِ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالسَّرِقَةِ عِنْدَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ قَبْلَ اَنْ تَرْفَعَ اَمْرَهُ اِلَى الْقَضَاء؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللَّوْمَ فِي قَطْعِ يَدِ السَّارِقِ لَايَقَعُ عَلَى دِينِ الْاِسْلَام؟ وَاِنَّمَا يَقَعُ عَلَى مَنْ يَتَّهِمُ السَّارِق؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَتَّهِمَ مَنْ سَرَقَكَ؟ فَلَا تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي الْمَال؟ وَاِنَّمَا قُلْ اَخَذَ مِنِّي الْمَال؟ وَبِذَلِكَ يَنْجُو السَّارِقُ بِكُلِّ سُهُولَةٍ مِنْ قَطْعِ يَدِهِ حَتَّى وَلَوْ تَوَافَرَتْ جَمِيعُ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ؟ لِوُجُودِ الشُّبْهَة؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ اَخَذَ مِنِّي تَخْتَلِفُ فِي مَعْنَاهَا عَنْ كَلِمَةِ سَرَقَ مِنِّي؟ وَلَكِنَّهُ لَايَنْجُو مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ بِدَلِيلِ حَدِيثِ صَفْوَانَ الَّذِي ذَكَرْنَاه؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَام يَنْظُرُونَ اِلَى وَحْشِيَّةِ الْاِسْلَامِ بِزَعْمِهِمْ حِينَمَا اَمَرَ بِقَطْعِ يَدِ السَّارِقِ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اِلَى وَحْشِيَّةِ السَّارِقِ حِينَمَا يَقْطَعُ اَنْفَاسَ ضَحِيَّتِهِ خَنْقاً حَتَّى الْمَوْتِ بِدَافِعِ السَّرِقَة؟ فَاَيْنَ وَحْشِيَّةُ الْاِسْلَامِ عَلَى السَّارِقِ الَّذِي يَبْقَى حَيّاً بَعْدَ الْقَطْعِ؟ وَاَيْنَ وَحْشِيَّةُ الْاِسْلَامِ بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ ضَحِيَّةِ السَّارِقِ الَّتِي تَمُوتُ خَنْقاً بَعْدَ قَطْعِ اَنْفَاسِهَا وَبِدَمٍ بِارِدٍ مُسْتَهْتِرٍ لَاهَمَّ لِصَاحِبِهِ اِلَّا اَنْ يَسْرِقَ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ اَرْوَاحِ النَّاس؟ نَعَمْ اَخِي وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اَيْضاً اِلَى السَّارِقِ الَّذِي يَقْطَعُ عُضْواً مِنْ اَعْضَاءِ ضَحِيَّتِهِ وَقَدْ يَقْطَعُ اِحْدَى يَدَيْهَا اَوْ اُذُنَيْهَا مِنْ اَجْلِ السُّرْعَةِ فِي سَرِقَةِ اَسَاوِرِهَا اَوْ قُرْطَيْهَا قَبْلَ اَنْ يَكْتَشِفَ اَحَدٌ اَمْرَهُ وَيَقْبِضَ عَلَيْه؟ نعم اخي وَلَكِنَّهُمْ اَيْضاً لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَّا اِلَى الْاِسْلَامِ صَاحِبِ الْقِصَاصِ الْعَادِل؟ وَلَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اَبَداً اِلَى عِصَابَاتِ السَّرِقَةِ الَّتِي تَسْطُوعَلَى الْبُنُوكِ ثُمَّ تَقْتُلُ كَثِيراً مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ وَالشَّرِطَةِ الَّذِينَ يُلَاحِقُونَهَا بِدَمٍ بَارِد؟ نَعَمْ اَخِي لَايُوجَدُ اِلَّا الْوَحْشِيَّةُ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ فِي حَدِّ الزِّنَى رَجْماً وَجَلْداً بِزَعْمِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اِلَى اَنَّ حَدَّ الزِّنَى بَقِيَ حِبْراً عَلَى وَرَقِ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا بِالْاِقْرَارِ وَهُوَ اعْتِرَافُ الزَّانِي عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى؟ فَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى الْبَيِّنةِ وَهِيَ اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهُودِ رَاَوْا بِاُمِّ اَعْيُنِهِمُ الزِّنَى وَالْعَمَلِيَّةَ الْجِنْسِيَّةَ كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَة بِمَعْنَى كَلَى كَلَى بِلَهْجَةِ اَهْلِ الشَّام وَهِيَ النِّيَاكَةُ الْمَعْرُوفَةُ اَوِ الْاِيلَاج؟ فَمِنْ اَيْنَ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْتِيَ بِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ يَااَخِي؟ بَلْ اِنَّ الْاَمْرَ اَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرّ؟ فَاِذَا شَهِدَ ثَلَاثَةٌ فَقَطْ عَلَى الْعَمَلِيَّةِ الْجِنْسِيَّة؟ فَعَلَى الْقَاضِي اَنْ يَاْمُرَ فَوْراً بِجَلْدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدَّ الْقَذْفِ اَوِ الرَّمْيِ اَوِ الِافْتِرَاء وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَة؟ بَلْ اِنَّ الْاَمْرَ اَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرُّ اَيْضاً؟ فَاِذَا شَهِدَ اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهُودِ بِاَقْوَالٍ مُتَطَابِقَةٍ لَاَشَكَّ فِيهَا وَلَاشُبْهَة ثُمَّ تَرَاجَعَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَقَطْ عَنْ اَقْوَالِهِ؟ فَعَلَى الْقَاضِي الشَّرْعِي هُنَا اَنْ يَاْمُرَ بِجَلْدِ الْجَمِيعِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ فِي نَظَرِ النَّاسِ؟ حَتَّى وَلَوْ تَاَكَّدَ الْقَاضِي مِنْ صِدْقِهِمْ؟ فَهُمْ عِنْدَ اللهِ كَاذِبُون بدليل قوله تعالى في سورة النور{لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم ياتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون(وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ صَادِقُونَ فِي قَوْلِهِمْ فِيمَا سَيَاْتِي مِنَ الْآيَاتِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُمْ عِنْدَ اللهِ كَاذِبُون{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ(مِنَ الدِّينِ الصَّحِيح{وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْء{وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدَا مَالَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ مَا يَقُولُونَ اِلَّا كَذِبَا{اِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ اِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ؟ وَاللهُ يَعْلَمُ اِنَّكَ لَرَسُولُهُ؟ وَاللهُ يَشْهَدُ اِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون(لِاَنَّهُمْ يَقُولُونَهَا نِفَاقاً وَلَيْسَتْ خَارِجَةً مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ(لَاحِظْ مَعِي مُلَاحَظَةً مُهِمَّة جِدّاً يَااَخِي؟ وَهِيَ اَنَّ اللهَ طَلَبَ فِي عَقْدِ الزَّوَاجِ شَاهِدَيْنِ فَقَطْ وَاكْتَفَى بِهِمَا مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ عَقْدِ الزَّوَاجِ وَهُوَ نِصْفُ الدِّينِ عِنْدَ الله؟ لَكِنَّهُ حِينَمَا جَاءَ اِلَى التَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ بِالثَّرْثَرَةِ عَلَيْهَا وَاتِّهَامِهَا بِالزِّنَى اَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ لَمْ يَرْضَ بِاَقَلَّ مِنْ اَرْبَعَةِ شُهُودٍ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ لَاشَكَّ فِيهَا وَلَاشُبْهَة؟ مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ صِيَانَةَ اَعْرَاضِ النَّاسِ مِنَ الْهَتْكِ وَلَوْ بِالثَّرْثَرَةِ عَلَيْهَا هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ عِنْدَ الله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{اَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ هُوَ التَّطَاوُلُ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاس(سَوَاءٌ بِاللِّسَانِ اَوْ بِالِاغْتِصَابِ وَاسْتِعْبَادِ النَّاسِ جِنْسِيّاً وَبِلُقْمَةِ الْعَيْشِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ اِنْ كَانَتِ الثَّوْرَةُ السُّورِيَّةُ لَمْ تَخْرُجْ اِلَّا مِنْ اَجْلِ صِيَانَةِ هَذِهِ الْاَعْرَاض فَكَفَى بِهَا مَفْخَرَةً لِدِينِ الْاِسْلَامِ عِنْدَ الله) نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ حَدَّ الزِّنَى مَاثَبَتَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ وَمَا بَعْدَهُ اِلَّا بِالْاِقْرَار؟ حَتَّى وَلَوْ قَامَ الزَّوْجُ بِالْمُلَاعَنَةِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ فَلَايَسْتَطِيعُ اَنْ يُثْبِتَ عَلَيْهَا شَيْئاً مِنْ خِيَانَتِهَا الزَّوْجِيَّةِ لَهُ اِلَّا بِسُكُوتِهَا الَّذِي يُعْتَبَرُ اِقْرَاراً مِنْهَا لِمَا يُلَاعِنُهَا بِهِ زَوْجُهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهَا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ زَوْجُهَا صَادِقاً فِيمَا يَتَّهِمُهَا بِهِ لَايَقِلُّ شَاْناً عَنْ لَعْنَةِ زَوْجِهَا لِنَفْسِهِ اِنْ كَانَ يَفْتَرِي عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى هَذَا الْاِقْرَارُ؟ فَاِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْاِكْرَاهِ؟ وَاِنَّمَا كَانَ دَافِعُهُ قُوَّةُ الْاِيمَانِ؟ حِينَمَا يُخْطِىءُ صَاحِبُهُ فَيَعْلَمُ اَنَّهُ اَخْطَا؟ وَلَوْ تَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ قَبِلَ اللهُ تَوْبَتَه؟ لَكِنْ لَا؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يُطَبَّقَ عَلَيْهِ حُكْمُ الله؟ لَكِنْ لَا لِاَنَّ ضَرْبَ الْحَبِيبِ زَبِيب؟ وَالْحَبِيبُ هُوَ الله؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ جَاءَ مِاعِزٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ يَارَسُولَ اللهِ زَنَيْت؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ؟ لَعَلَّكَ لَمَسْتَ؟ لَعَلَّكَ كَذَا وَكَذَا؟ فَانْصَرِفْ عَنِّي؟ فَقَالَ لَا يَارَسُولَ اللهِ لَقَدْ زَنَيْتُ زِنىً حَقِيقِيّاً؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ اَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَكّاً مِنْ صُكُوكِ الْغُفْرَانِ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَتُوبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله؟ وَلَكِنَّهُ قَالَ لَهُ انْصَرِفْ عَنِّي؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَشْهَدَ عَلَى نَفْسِكَ اَمَامِي اَرْبَعَ مَرَّاتٍ؟ وَاِلَّا فَلَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْمَوْت؟ فَانْصَرَفَ عَنْهُ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاث؟ ثُمَّ جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ وَاعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ؟ فَاَصْبَحَ مَجْمُوعُ اعْتِرَافَاتِهِ عَلَى نَفْسِهِ اَرْبَعَةَ اعْتِرَافَاتٍ اَوْ اِقْرَارَات؟ وَكُلُّ اِقْرَارٍ اَوِ اعْتِرَافٍ هُوَ بِمَثَابَةِ شَاهِدٍ مِنَ الشُّهُودِ الْاَرْبَعَةِ الَّذِينَ اَمَرَ اللهُ بِنَصَابِهِمْ مُكْتَمِلاً عَدَداً وَمُتَطَابِقاً قَوْلاً وَاحِداً لَارُجُوعَ عَنْهُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ عَمَلِيَّةِ الزِّنَى؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ وَرَجَمَهُ حَتَّى الْمَوْتِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ قَاضِي؟ فَاِذَا وَصَلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّفَاعَةَ لَاتَكُونُ مَشْرُوعَة اِلَّا قَبْلَ اَنْ يَصِلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ عِنْدَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ بِقَوْلِهِمْ لِلزَّانِي وَالزَّانِيَةِ تُوبَا بَيْنَكُمَا وَبَيْنَ اللهِ وَلَاتَعُودَا اِلَى ذَلِكَ مَرَّةً اُخْرَى وَاِلَّا سَنُضْطَّرُّ آسِفِينَ اِلَى اَنْ نَفْرِضُ عَلَيْكُمَا حَجْراً صِحِّيّاً بِسَبَبِ اَمْرَاضِ الزِّنَا الْمُعْدِيَة الْقَاتِلَة؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى وَلَوْ وَصَلَ الاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ فِي مَوْضُوعِ الزِّنَى؟ فَاِنَّ الشَّفَاعَةَ تَبْقَى قَائِمَةً بِالشُّبْهَةِ مِنَ اللَّمْسِ وَالتَّقْبِيلِ وَاللَّمَمِ وَمُقَدِّمَاتِ الزِّنَى؟ فَاِذَا اعْتَرَفَ الزَّانِي عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى الْحَقِيقِي مِنَ الْاِيلَاج؟ فَاِنَّ الشَّفَاعَةَ تَبْقَى قَائِمَةً اَيْضاً بِشَرْط؟ اَلَّا يَتَكَرَّر مِنْهُ ذَلِكَ الِاعْتِرَافُ اَرْبَعَ مَرَّات؟ فَاِذَا تَكَرَّرَ مِنْهُ ذَلِكَ؟ اَوْ شَهِدَ عَلَيْهِ اَرْبَعَةٌ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ لَاشُبْهَةَ فِيهَا وَلَاشَكّ؟ فَعَلَى الْقَاضِي اَنْ يَاْمُرَ هَؤُلَاءِ الْاَرْبَعَة حَصْراً بِرَجْمِهِ حَتَّى الْمَوْتِ اِنْ سَبَقَ لَهُ الزَّوَاج؟ اَوْ جَلْدِهِ 25 جَلْدَة لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَتَّى يُصْبِحَ الْمَجْمُوعُ مِائَة اِنْ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ الزَّوَاج؟ وَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ اَبَداً لِمَاذَا؟ حَتَّى تَبْقَى هَيْبَةُ الْقَضَاءِ مَحْفُوظَةً فِي اَعْيُنِ النَّاسِ وَلَايَتَجَرَّؤُوا عَلَى حُدُودِ اللهِ وَانْتِهَاكِ مَحَارِمِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْفَوْضَى وَالِاسْتِهْتَارَ فِي الْقَضَاء؟ يَجْلُبَانِ مَعَهُمَا فَوْضَى وَاسْتِهْتَاراً اَكْبَرَ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ بِرُمَّتِه؟ فَاِذَا فَسَدَ الْقَضَاء؟ فَسَدَ النَّاسُ جَمِيعاً؟ فَاِذَا تَمَكَّنَ الْاَشْرَارُ مِنَ الِاسْتِيلَاءِ عَلَى اَجْهِزَةِ الْقَضَاء؟ فَعَلَى الدُّنْيَا السَّلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَمَّا بَعْدُ؟ فَاِنَّمَا اَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؟ اَنَّهُمْ كَانُوا اِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوه(وَالشَّرِيفُ هُوَ صَاحِبُ الْمَكَانَةِ وَالْوَجَاهَةِ وَالْقُوَّةِ وَالْمَرْكَزِ الْحَسَّاسِ فِي قَوْمِهِ[وَاِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ اَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ؟ وَاِنِّي وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؟ لَوْ اَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ؟ لَقَطَعْتُ يَدَهَا(نَعَمْ هَكَذَا كَانَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ الَّذِينَ تَكْرَهُونَهُمْ اَيُّهَا الشِّيعَة؟ كَانُوا يَضْرِبُونَ اَنْفُسَهُمْ وَيَبْحَثُونَ عَمَّنْ يَرْجُمُهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ مِنْ اَجْلِ اللهِ وَحْدَهُ لَا مِنْ اَجْلِ ثَارَاتِ الْحُسَيْنِ؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ عَاشُورَاءَ؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَفْدُوا خَطَايَا الْبَشَرِ عَلَى الصَّلِيبِ كَمَا يَزْعُمُ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ الله؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَفْدُوا خَطَايَا اَنْفُسِهِمْ بِمَزِيدٍ مِنَ التَّقَرُّبِ اِلَى اللهِ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْء؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَسِيحُ مَهْمَا كَانَ مُتَسَامِحاً وَرَحِيماً اَنْ يَتَغَلَّبَ بِرَحْمَتِهِ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ اسْتَطَاعَ بِرَحْمَتِهِ اَنْ يَفْدِيَ جَمِيعَ خَطَايَا الْبَشَرِ عَلَى الصَّلِيبِ الْمَزْعُوم؟ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ اِذَا كَانَ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ بِحَاجَةٍ اِلَى رَحْمَةِ اللهِ لَهُ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَحَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ حَتَّى تَرْقُدَ رُوحُهُ بِسَلَامِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ اَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّا} نَعَمْ اَخِي بَقِيَ شَيْءٌ وَاحِدٌ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ يَجِبُ اَنْ نُنَبِّهَ لَهُ؟ وَهُوَ اَنَّهُ لَمْ تَكُنْ عُقُوبَةُ السَّارِقِ فِي عَهْدِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْقَطْعِ كَمَا فِي شَرِيعَتِنَا الْاِسْلَامِيَّة؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ بِالرِّقِّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ السَّارِقَ يُصْبِحُ رَقِيقاً عَبْداً مَمْلُوكاً لِمَنْ سَرَقَ مِنْهُ رَغْماً عَنْهُ؟ نَعَمْ اَخِي وَهُنَاكَ شَيْءٌ آخَرُ اَيْضاً؟ وَهُوَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ حِينَمَا جَاءَ اِلَى مَجْلِسِهِ رَجُلٌ؟ وَقَالَ لَهُ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ هَلْ لِقَاتِلِ النَّفْسِ تَوْبَة؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَلَايَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اَثَامَا؟ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ~ مُهَانَا؟ اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا}ثُمَّ جَاءَ اِلَيْهِ رَجُلٌ آخَر؟ فَقَالَ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ هَلْ لِقَاتِلِ النَّفْسِ تَوْبَة؟ فَقَالَ لَهُ لَا لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمَا}فَتَعَجَّبَ الْحَاضِرُونَ وَقُالُوا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ لِمَاذَا فَتَحْتَ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِ الْاَوَّلِ وَاَغْلَقْتَهُ فِي وَجْهِ الثَّانِي؟ فَقَالَ اِنَّ الْاَوَّلَ جَاءَنِي مُتَلَطّخاً بِدِمَاءِ ضَحِيَّتِهِ الَّتِي قَامَ بِقَتْلِهَا؟ فَخَشِيتُ اِنْ اَغْلَقْتُ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِهِ؟ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى ضَحِيَّةٍ اُخْرَى وَيَقْتُلَهَا؟ وَاَمَّا الثَّانِي فَاِنَّهُ لَمْ يَتَلَطَّخْ بِدِمَاءِ ضَحِيَّتِهِ بَعْدُ؟ فَخَشِيتُ اِنْ فَتَحْتُ لَهُ بَابَ التَّوْبَةِ؟ اَنْ يَطْمَعَ بِرَحْمَةِ اللهِ كما طمع فرعون فِي التَّوْقِيتِ الْخَاطِىءِ مِنْ قوله تعالى{وليستِ التوبة للذين يعملون السيآت حتى اذا حَضَرَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قال اني تبتُ الآن ولا الذين يموتون وهم كفار اُولَئِكَ اَعْتَدْنَا لهم عذابا اليما( وَقَدْ يَاْتِيهِ الْاَجَلُ قَبْلَ اَنْ يَتُوبَ؟ فَيَبُوءُ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ اللهِ؟ لِاَنَّهُ سَيَسْتَصْغِرُ حَجْمَ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ الَّتِي هُوَ مُقْدِمٌ عَلَيْهَا اَمَامَ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي رُبَّمَا لَنْ تَسَعَهُ وَلَوْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا(فَكَيْفَ سَتَسَعُ رَحْمَةُ اللهِ مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ جَمِيعاً فِي مِيزَانِ اللهِ حِينَمَا قَامَ بِقَتْلِهِمْ جَمِيعاً بِنَفْسِ وَاحِدَةٍ فَقَطْ قَتَلَهَا؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ وَجَعَلَهُ بَيْنَنَا مُحَرَّماً؟ فَلَوْ كَانَتْ رَحْمَةُ اللهِ تَسَعُهُ مَا جَعَلَ قَتْلَ النَّفْسِ الْوَاحِدَةِ يُعَادِلُ قَتْلَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ بَلْ اِنَّ هَدْمَ الْكَعْبَةِ حَجَراً حَجَراً اَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ اِنْسَانٍ بَرِيء؟ فَكَيْفَ سَتَسَعُ رَحْمَةُ اللهِ مَن كَانَ{جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمَا(فَقَالُوا يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَه؟ فَقَالَ لَهُمْ نَعَمْ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ لَمْ تَغْلِبْ غَضَبَه؟ فَلَوْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ غَلَبَتْ غَضَبَهُ مَاقَالَ اللهُ تَعَالَى{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْاَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّا؟ اَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدَا؟ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ اَنْ يَتَّخِذَ وَلَدَا( فَكَيْفَ يَكُونُ رَحْمَاناً رَحِيماً سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْمَعْرِضِ الْكَوْنِيِّ مِنَ الزَّلَازِلِ وَالْاَحْدَاثِ الْمُرْعِبَة؟ مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ رَحْمَتَهُ لَاتَتَغَلَّبُ عَلَى غَضَبِهِ اَحْيَاناً؟ فَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ رَحْمَاناً رَحِيماً حَلِيماً؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَّقِيَ غَضَبَ الْحَلِيمِ رَغْماً عَنِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَخُزَعْبَلَاتِهِمْ وَضَلَالَاتِهِمْ وَاَبَاطِيلِهُمُ الَّتِي يُجِيبُونَ فِيهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَاغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم(فَيَقُولُ الْمُتَصَوِّفَةُ الْجُهَّال غَرَّنَا يَارَبُّ رَحْمَتُكَ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايُكْمِلُونَ بَقِيَّةَ الْآيَة{اَلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك؟ فِي أيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَك(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يُجِيبُ هَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفَةَ رَدّاً عَلَى جَوَابِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{كَلَّا بَلْ تُكَذّبُونَ بِالدِّين؟ وَاِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَاتَفْعَلُون} نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَرُبَّمَا لَايَنْفَعُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَاتَنْفَعُ حِكْمَتُهُ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُجْرِمِين؟ وَلِذَلِكَ اَقُولَ لَكَ اَخِي؟ لَنْ يَنْفَعَ التَّعَامُلُ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ فِي اَيَّامِنَا اِلَّا بِقَوْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اِنَّ اللهَ يَزَعُ بِالسُّلْطَانِ مَالَايَزَعُ بِالْقُرْآن؟ وَلَااَدْرِي اَخِي اِنْ كَانَ لَكَ رَاْيٌ آخَرُ فَلَا تَبْخَلْ بِهِ عَلَيْنَا فِي رُدُودِكَ وَمُشَارَكَاتِكَ الْقَيِّمَةِ فَاَتْحِفْنَا بِهِ وَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً وَزَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ فَاِنَّهُ مِنْ اَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ اِلَى الله؟اِنَّهُ نُورُ الْعِلْمِ الَّذِي يَرْضَى عَنْكَ سُبْحَانَهُ بِبَرَكَتِهِ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ لَايَسْخَطُ عَلَيْكَ بَعْدَ ذَلِكَ اَبَداً بِشَرْط؟ اَنْ تَصْبِرَ مِنْ اَجْلِ التَّرْكِيزِ عَلَى فَهْمِهِ وَاسْتِيعَابِهِ وَحِفْظِهِ اِلَى اَنْ تَحْصَلَ عَلَى بَرَكَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار} وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين


رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم علي مشبب الجابري مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 0 20-02-2010 09:15 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
صور من حياة الصحابه ناصر السنحاني المجلس الـــــعــــــــام 15 15-09-2007 04:46 PM
لا تولّوهم الأدبار... وانتصروا لنبيّكم...، تفلحوا... مصطفى بنعدادة مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 1 16-04-2006 04:34 PM


الساعة الآن 07:39 AM

سناب المشاهير