فقدت ساحة الشعر فارساً من فرسانها وعلم من أعلامها له بصمات قوية وواضحة وعطاءات جميلة توشحت بالإبداع والتميز والجزالة ووصلت إلى جميع الأقطار العربية.
صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي أثرى ساحة الشعر بالطرح الجميل والمتجدد في مجال الشعر الفصيح والشعبي.. وكان الفقيد - رحمه الله - قد أحب الشعر وكتبه بروح الصدق والبوح المؤثر في النفوس ولذا اطلق على نفسه لقباً أحبه واشتهر به لقب (محروم).
أنا وياك يالحرمان في الدنيا غدينا اخوان
مسيرتنا في كل حاضرنا.. وماضينا
وقد أصدر الفقيد الراحل ثلاثة دواوين ورقية مشهورة (محروم) و(وحي الحرمان) و(مشاعري) شعبي.
وقد تحدث شاعرنا في قصائده بالمشاعر الصادقة عن الوطن والفروسية والشهامة والجود كما قال في هذه الأيات التي تدل على أسلوبه المميز وطرحه الجميل حيث تحدث عن الجود بأحاسيس جميلة لا يجيدها سوى الشاعر المتمكن فقال:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الجود ما به يا سنادي خطيا
ترى الخطى يا بوي ترك المواجيب
أعدت يدينك من كرمها يديا
واعديتني بالطيب يا حايش الطيب
ومن جود جودك صرت مشهور طيا
ولولاك ما وقفت علي المراكيب
لا قيل أبوه اللي على الجود عيا
قالوا يجي مثله ولو مثلك صعيب
ماللردى يا بوي درب عليا
لا صار جدي مشبع الطير والذيب
من نسل قوم مجدهم بالثريا
ماقول قول ما يقال أنه مصيب [/poem]
ودائماً نجد شاعرنا الراحل عبدالله الفيصل يسعى لاسعاد جمهوره ومحبيه وذلك من خلال أشعاره التي تغنى بها الكثير من نجوم الطرب. ولم يكن محروم المشاعر والأحاسيس بل صاغ لنا الكلمة الرقيقة والمشاعر الجياشة بفلسفة خاصة ونكهة وذوق رفيع ومن تلك القصائد الشهيرة قصيدة الحرمان:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
انا وياك يالحرمان في الدنيا غدينا اخوان
مسيرتنا سوا في كل حاضرنا وماضينا
مشينا فوق درب السهر والآلام والأحزان
حيارى في خضم التيه ما ترسي مراسينا
تباشير السعادة عن نظرنا لفها النسيان
وفوق اهدابنا ماتت من الحسرة امانينا
على درب الألم تمشي مواطينا على النيران
ظلام الياس ينشرنا على حبله ويطوينا
ترانيم الهنا في يوم مولدنا غدت صلبان
صلبنا فوقها من غير ما تجني ايادينا [/poem]
وعن الوداع والرحيل رسم لنا شاعرنا الفقيد هذه اللوحة التي تفنن في رسمها بالمعاني الجميلة والبوح والشجن:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قرب الرحيل.. وخاطري منك ما طاب
يا واحدٍ عندك.. حياتي رهانه
تدري.. بعله واحد منك.. منصاب
اللي بقلبه لك.. يقوله لسانه
بك طيب لو ماحط بك.. زين الاطياب
يا غصن بان ناعم به.. ليانه
ياليتهم.. سموك يازين معطاب
حيث ان حبك.. بالضماير.. مكانه
كلن عذلني فيك عدوان.. واصحاب
واقول خلوني وكلن وشانه
وان قيل.. الابدل احباب باحباب
قلت آه.. لكن من يسد بمكانه [/poem]
ومن المشاعر الجميلة التي تميز بها الفقيد عبدالله الفيصل صدق البوح والمعاناة فقد أعطى الشعر حقه فقال:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ليتني ما شفت في عينك دموع
منظر الدمعه على خدك هلاك
يامضوي في دجى عمري شموع
الحزن ما خلق لعيون الملاك
اتحمل عنك كل أمر يروع
خذ هنا قلبي وخلف لي عناك
واتقدم لك بقلبي في خضوع
ضح به في هيكل الحب لهواك
أو تلطف به وضمه في الضلوع
علها تورق غصونه في حماك [/poem]
وقد ساهم شاعرنا بخدمة الأدب حيث قدم للموروث الشعبي العديد من القصائد التي تستحق البقاء وترديدها لأنها توقظ مشاعر الناس وتلهب الحنين وتضمد جراح الفراق كما قال في هذه القصيدة المعبرة والحزينة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الاوشيب عيني.. يوم قالوا لي فمان الله
وحققت انهم من عقب.. جمعاهم مقفيني
تخايالي.. خيال الموت يومه مد لي يمناه
ولد بعينه الخرسا.. عقب ما قفى يراعيني
نهت وقلت مما جال بالصندوق.. وعزاه
سراب اللآل باكر. يطرد ما بينه وبيني
حلفت برب خلقه.. لو يطول البعد انا منساه
انا وشلون ابيع اللي.. من العربان شاريني
تصبر.. ياخفوق صار داه اليوم.. وسط ارداه
على رجوى أن رب العرش.. يدنيهم ويدنيني [/poem]
وقد جسد الراحل الأحاسيس التي تتحدث عن الصد والحرمان ومرارة الغدر وكل إنسان يتحسف عندما يصدم بأفعال الآخرين بعدم اخلاصهم له بعد الصفاء والمحبة حيث أبدع (محروم) وتحدث عن هذا الشأن بقوله:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ابتعد عني ما حبك وش تبيبي
قدرك العالي رميته في الثرى
واحسايف قوليتي لك ياحبيبي
يوم قلبي مولع بك مادرى
إنك الغادر وقصدك تلتهي بي
وان عاطفتك تباع وتشترى
إنس وقت فات مالك به نصيب
لا تذكر، لا تذكر ما جرى
يوم هفت شمس حبك للمغيب
استرحت وعاد لي طيف الكرى [/poem]
أخيراً نتوقف عند هذه القصيدة النادرة والفريدة لشاعرنا الفقيد والأديب الراحل عبدالله الفيصل وهي من أشهر ابداعاته الشعرية بعنوان (من أجل عينيك) والتي يعجز القلم عن الحديث عنها وعن شاعرها الذي أعطى كل ما يملك من الابداع لمحبيه وجماهيره الذين فقدوه.
وهذه القصيدة امتزجت بالتعبير الصادق والحب والحنين وأجمل اللحظات التي تمر على الإنسان والآمال والأفراح كما أيقظت مشاعر الألم حتى سقطت دمعة الحزن:
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلي
واصبحت عيناي بعد الكرى
تقول للتسهيد : لا ترحل
وكنت لا ألوي على فتنة
يحملها غض الصبا المقبل
حتى إذا طارحتني نظرة
حالمة من طرفك الاكحل
أحسست وقد النار في أضلعي
كأنها قامت علي مرجل
وجمل الدنيا علي ما بها
دفق سني من حسنك الأمثل
يافاتنا لولاه ماهزني
وجد.. ولا طعم الهوى طاب لي
يامن على أقدامه بعثرت
غلائل من ظلمه المخملي
إذا رنا فالزهر من حوله
مرج طيوب سال كالجداول
وإن شدا أصغت اليه الدنا
إصغاءه الاصباح للبلبل
وإن مشى كان السها ركبه
عبر نجوم شعشعت من عل
هذا فؤداي فامتلك أمره
واظلمه. إن احببت.. او فاعدل
رابط الخبر :
http://www.alriyadh.com/2007/05/11/article248774.html