احدى عادات تهامة قحطان في الأفراح
لكن الحقيقة تقول إن هذه ما هي إلا احد عادات الزفاف وتحديدا للأبناء تهامة قحطا ن في الجزيرة العربي ..!
وحقيقة يعتز أبناء تهامة قحطان بموروثهم الشعبي وحق لهم ان يفخرو ولعل أسلوبهم في تغطية السيارات التي تستخدم في زفة العروس أبلغ دليل على ذلك حيث يعملون على كساء السيارات بأنواع فاخرة من الجلود يحاكون بذلك عصرا قديما كانت فيه الجمال الوسيلة الوحيدة للتنقل حيث كانت تركب العروس في الهودج على ظهر الجمل وقد غطي بأنواع من تلك الجلود يقول مداوي مسفر الحياني وهو معلم مهتم بتراث تلك المنطقة إن كساء تلك السيارات بالجلود يتطلب مرورها بمراحل قبل أن تكون الجلود جاهزة للكساء المرحلة الأولى تبدأ بالدباغة بعدها يسلخ الجلد ويضاف إليه الملح لإزالة رائحته وتستغرق عملية التخمير تلك يوماً أو يومين ومن ثم تقوم السيدة التي عهد إليها القيام بالدباغة بإزالة الشعر من الجلد إذا أرادته بدون شعر وإن لم تكن تريد فتبقي الشعر لاستخدامه في مجالات أخرى.
ولإتمام عملية الدباغة يتطلب وجود خامات بيئية من أهمها "الشث" و"العتم" وغيرها من أنواع الأشجار التي ترى الدابغة أنها مناسبة وتضفي لونا ورائحة جميلين إلى الجلد وتقوم السيدة بتجفيف تلك المواد وتطحنها بما يسمى "المد قة" وهي آلة بدائية مصنوعة من الخشب تشبه المطرقة وهي أكبر حجما من المطرقة وأخف وزنا ثم يتم تجميع تلك الخلطة لتحشو بها الجلد مع قليل من الماء ليساعد في سرعة الانتشار ولتخفيف اللون يضاف الماء ويوضع الجلد بعد ذلك في "الصور" وهو عبارة عن حفرة في الأرض تشبه المحنذ "الفرن" حيث يترك لمدة أسبوعين أو أكثر مع القيام بالدباغة كل ثلاثة أيام و تقوم السيدة التي تقوم بالعملية بإخراج الحشو الأول وتبدله بحشو آخر جديد مع تقلب الجلد وإعادته إلى مكانه ويمكث المدة نفسها بعد ذلك تقوم السيدة باستخراج تلك الجلود وتشطفها بالماء أما إذا أرادت عمل "غرب" وهو قربة الماء وتكون بمثابة خزان ماء صغير في المنزل تحفظ به الماء وتحضره من أماكن قد تكون بعيدة على ظهرها.
ويتغير حجم الغرب تبعا لطريقة حمله على جمل أو خلافه ليتناسب مع حجم الدابة التي تحمله وقد يصل وزنه إلى الثلاثين كيلو جراما وأحيانا يصل إلى الخمسين كيلو ويمتاز "الغرب" بأنه يحتفظ ببرودة الماء أثناء الصيف فكلما تعرض خارجيا للرياح والشمس يعمل الترشيح الخارجي للماء على زيادة برودة الماء في الداخل ويضيف الحياني " من تلك الجلود أيضا تصنع "العكة" وهي وعاء مخصص لحفظ السمن البلدي ليبقيه طازجا ونظيفا ويعطيه نكهة خاصة كذلك يصنع "المسب" من الجلود وهو يشبه الغرب ولكنه أخف وزنا وأصغر حجما ويتراوح وزنه بين 15 كيلو و 10 كيلو جرامات ويستخدمه الرعاة اثناء رعيهم للغنم في الحقل كما يستخدمه المسافرون لمسافات طويلة في حفظ الماء"
ويشير الحياني إلى أنه من الممكن باستخدام الجلود أن تصنع السيدة ما يشبه "السيور" التي تستخدم لعمل بكرات من الجلود على شكل الحبال لاستخدامها في ربط المؤن على ظهور الجمال أثناء حمل البضائع من الأسواق كما يمكن استخدام الجلود في صنع مفارش وأدوات خاصة من زينة وغير ذلك أما الفرو فيصنع منه ألبسة جميلة تستخدمها البدويات للوقاية من الشمس صيفا والبرد شتاءً في أردية تشبه العباءة ولكنها تكون مفتوحة من الأمام بالكامل وقد يستخدمنه ألحفة أثناء البرد ويكون أشبه بالبطانية في الوقت الحالي أما "الحسكول" فهو كيس من الجلد لحفظ أدوات القهوة ويكون صغير الحجم ويزين بالخرز والأصداف البحرية التي تسمى الودع ومن الأدوات التي تصنع من الجلد أيضا "الشت" لحفظ فناجيل القهوة أما "الممطرة" فتتكون من أكثر من أديم (دون فرو) وتستخدم داخل المنزل ولها ميزة "الغرب" في إكساب الماء خاصية البرودة صيفا ومن الجلد أيضا تصنع "الحسلة" وهي بمثابة الحقيبة لحفظ الأغراض المنزلية كما تستخدم كوعاء لحفظ المحاصيل الزراعية أما "النطع" فيصنع من عدة جلود ليحل محل الخيام والأشرعة وفي تهامة تزود العشش بالنطع ليقيها من المطر وحرارة الشمس.
ويقول الحياني " يزين البعض سياراتهم بالجلود فتوضع "المخطمة" في مقدمة السيارة و"الجراب" على جوانب السيارة و"النطع" في حوض السيارة و"الممطرة" على سقف السيارة وفوق غطاء الموتور وتضاف إلى مؤخرة السيارة معلقات جميلة منها ما يسمونه "المعلاق" و"الكعدهدة" و"المصبع", و"الحسكول" ومعظم هذه الإكسسوارات الجلدية تقوم ربة المنزل بعملها لكي تزين بها بيت ابنتها عند الزواج كما تقوم باستخدامها في تزيين السيارات التي تنقلها من منزلها إلى منزل زوجها حيث تتباهى العروس بذلك بين أقرانها ومن المعروف أن الأم التي تضفي على فرح ابنتها تلك الوسائل تدلل بذلك على أنها والدة لبنت متميزة وبعض النساء يرفضن أن تذهب ابنتها إلى بيت زوجها دون ذلك وتعتبر عدم وجوده انتقاصا من حقها وعيبا ويشير مداوي الحياني إلى أن هذه العادة بدأت في الانقراض من المنطقة والكثير من القبائل اتفقت على منع هذه المظاهر التي ترهق كاهل العروسين إضافة إلى عدم وجود فائدة تذكر منها بل تسبب للأسر متاعب مالية وتصل تكلفتها في بعض الأحيان إلى ما يقارب40 ألف ريال.