الصحراء والمطر ( الجزء الرابع ) وزالا خير


تلقى فارس الر سالة وزادت من قيمة مريم لديه فقد بدت رغم فشلها، كريمة مخلصة لم تلمه ولم تلق عليه بالمسئولية بل راحت تعدد وتذكر محا سنه ومزا ياه وسمو اخلا قه فقد تحمل التضحية الجسيمة في ارضا ء ربه ثم اهله و لكن فارس ـ رغم تسا مح مريم ا وتحملها نتيجة الفشل ـ لم يعف نفسه من المسئو لية. ذلك انه لم يقدر ولم يحسب حساب البيئة وتقاليدالبا دية ونعرتها وتهيبها من كل غريب وحديث بل غمرته الطبيعة الجغرافية والانسانية والثقافية والعلمية بل العاطفية وانسته واقعه لذلك فهاهو يدفع الثمن وهذا الثمن كان يمكن ان يحمله ويتحمل نتا ئجه مهما كانت قاسية و مؤلمة ولكن ما يزيده إ يلا ما هو ان هناك انسا ناً آ خر يدفع اضعا ف ما يدفع.كان فارس يعذب نفسه ويلومها بتلك العبار ات القاسية فلعلها تخفف من شعوره بمسئو ليته تجاه هذه الخطوة التى خطاها بدون حساب . لكن هذا الشعور المكبوت بقي يعذبه حتى ارتد الى حا لته الصحية الا مر الذى جعل والدته ــ وهي اكثر الناس اهتماما وعناية به ـ جعلها تلاحظ شيئاً من التغير على صحته وقلة اقباله على الطعام فقا لت له : يا ولدى ان صحتك لا تعجبني. هل تشعر با ى أ لم ؟ او ان طعامنا لم يعد يطيب لك ؟ قال فارس : لا يا أمى لا اشعر بأ لم ولله الحمد وطعا مك يا والدتى عندى مثل العسل انما كثر العمل والارهاق فانا اعمل في اكثر من مستشفى وعندى عيادة ولى عملا ء ولا استطيع الانقطاع عنهم وهكذا فسر و برر همومه لوالدته.
مضت ثلاث سنوات وفارس يعمل في حقل مهنته وهى محا ربة الا مراض وخدمة المواطنين والعناية بصحتهم وقد وجد تكريما من الدولة على جهوده لكن مشكلته النفسية لاتزال تؤ رقه ، ولم يفكر ابدا في الزواج ،حتى والده لم يعد يحدثه في هذا الشأ ن لا نه يعلم بقراره ولا يريد ان يثير اشجانه، وبقي عا ئشا على ذكر ياته تلك البعيدة وعلى بعض الر سائل التى تا تى اليه من مريم و يروى بها جفاف مشا عره، ولكن يبدو ان القدر قد تذكر فارساً ودبر له صدفة لم تكن في حسبانه فقد كان والد فارس الشيخ ظا فر قد بلغ السبعين من عمره وهو يعانى من بعض الا مراض المستعصية وقد بذل فارس كطبيب كل الجهود وعرضه على مجموعة من الا ختصا صيين وقد نصحه احد الاطباء ان يعالج والده في الخارج وقد ذكر له طبيبا مشهورا فى لبنان ولكن الشيخ ضجر وتململ وترددعن الذهاب الى لبنان وذ لك من منطلق عقيدته وتوكله بان ما يصيبه الا ما كتب له وكذلك بعد الشقة والمسا فة ولكن الا سرة تكا ثرت عليه واقنعته بالسفرفماكا ن منه الا ان يقبل بالسفر.
وصل الشيخ ظافر الى لبنان ير افقه الدكتور فارس وبعد الكشف والتحليل ادخل الى المستشفى ورقد على احد الا سرة البيضا ء تحت معا ملة وعناية فا ئقة من قبل الطبيب المتخصص الدكتور منيب شهيد ومن المفا رقة ان تكون الدكتورة مريم هي المشرفة المباشرة على الشيخ ظا فر بصفتها المساعدة الاولى للدكتور منيب بالطبع هناك سر بين فارس ومريم لم يكشف لاحد. وقد كانت مناسبة وقدراً مكتوباً ان يلتقيا ثانية وان تقوم الدكتورة مريم بالمعا لجة والعناية الفائقة بالشخصية المعارضة الر ئيسية لزوا جها من فارس دون ان يعرف من هي وما علا قتها بفارس استمرت مريم بالا شراف على علا جه وتقديم الادوية والحقن اللازمة ـ متخطية وظيفة الممرضة ـ وتقوم بتقديم الطعا م المخصص والنصا ئح الطبية الاخرى وعاملته بلطف ورقة وشفافية وقد تا ثر الشيخ بهذه المعاملة وانفر دت اسا رير ه وانشرح صدره وقال لفارس: يا ولدى ما شفت مثل هذه الدكتوره من حسن الا خلاق والمعا ملة الطيبة قال فارس: يا والدى هذه طبيعة هذا البلد واهله كما ان هذا واجب كل طبيب لاو الله يا ولدى ماشفت مثل هذه المعا ملة عند دكتوراتنا كانت مريم بمعا ملتها تلك تنطلق من منطلقين الاو ل واجبها الطبى والا نسانى والثانى لانه والد فارس الذى تحتفظ بر باطها معه ولو بدون امل انهى الشيخ فترة العلا ج السر يرية واقتر ح عليه فارس ان يقضى فترة نقا هة وراحة ولم يمانع الشيخ واختار فارس منزلا ريفيامناسبا واقا ما فيه كان فارس قد رتب بعض الامور مع اسرة ـ ال منير ـ واخبر والده بان له صديقا يود السلا م عليه وجا ء منير وقد اعتمر الكو فية والعقا ل كما هي عادة الفلاحين استقبله الشيخ ورحب به وقال: لقد اخبرنى فارس بانكم من اعز اصدقائه وانكم على خلق كريم قال منير: يا أبا فارس لقد تعرفنا على فارس وحبيناه واحترمناه لانه رجل صالح ومحترم ولانه من اصول عربية فنحن يا شيخ ظافر من اصول عربية نحن من عرب الغساسنةواضاف ياا با فارس لقد اتينا لندعوكم لزيارة منزلنا وتناول طعام الغداء نهار الغد فنرجو قبول دعوتناقال الشيخ: والله يا...... (قال فارس: ابو يوسف ) يا ابا يوسف انت تعرف وضعى الصحى وانه لابد لى من طعام خاص لذا فاننى ارجو ان تعذرنا قال منير: ياشيخ ان لدينا علما بنوع الطعام الذى تتناوله وان عندنا طبيبة متخصصة تستطيع اعدادالطعام المناسب. قال الشيخ: هذا فارس ما ذا تقول يا فارس؟واصغى فارس الى والده ها مسا وقال:لا بأ س من تلبية طلبه ذلك ان من تقا ليدهم ان عدم تلبية دعوتهم يعتبر ونه اها نة لهم كان فارس قد اشرف على اعداد الوليمة لتتناسب مع رؤ ية والده. فقد ذبح ذبيحة ووضعها فوق صحن كبير مملوء بالرز مثلما هو متعود عليه وذلك ليوحى الى والده بان لهم عادات عربية

ا لمفاجأة امام الشيخ
وصل الشيخ الى منزل الا ستاذ منير وكانت الا سرة كلها في استقباله وسلمو عليه واحدا وحدا وقد فوجىء الشيخ بوجود الدكتورة مريم وقال: محييا ومثنيا عليها السلا م. قال اهلا بالد كتورة الطيبة المخلصة وخا طب منير بقوله: هذه هي التى تعرف الطعام الخاص بي لقد احسنتم بإحضار الدكتورة مريم التي تعرف نوع طعامي وان كان طعا مى بسيطا. اذ يكفينى قليل من الفا كهة او المسلوقات قال منير: يا ابا فارس ان الدكتورة مريم هي ابنتى وقد اخبرتنى بانها كانت تشرف على علا جك كما انها طمأ نتنى عن صحتك قال الشيخ ما شا ء الله اننى اهنئك على ابتك هذه التى تتمتع بخلق عال كما ان هذا الخلق يدل على حسن النشأ ة والتربية وايضا يعطى دليلا بانكم من اصول عربية كما ذكرت شاهد الشيخ الوليمة ـ التى لن يتناول منها شيئا لان له طعا ما خاصا ـ وقال في نفسه صحيح هذه عادات العرب وولا ئمهمبعد الانتهاء من الطعام جلس الشيخ لتناول المر طبات ومال الشيخ الى فارس وقال: هذه العائلة الكريمة ما ذا تر ى لنرد على كرامتهم ؟ هل نقدم لهم هدية او ماهو الواجب قال فارس يمكن فقط ان ندعوهم الى عزيمة في احد المطاعموبعد عودتنا سنرى الشيء المناسب ونقدمه لهم قال الشيخ ولابد ان نقد م للد كتورة هدية خاصة لانها تستاهل مقابل خدمتها واخلا قها العا لية اثناء الحديث مع الا سرة قال الشيخ : يا فارس الا تستطيع اقنا ع الدكتورة مريم لان تعمل في بلا دنا السعودية ؟ ان دولتنا فيهاخير وتحرص على منفعة بلدها وشعبها يا والدى الدكتورة تعمل هنا في مستشفى كبير ومدير المستشفى متمسك بها ولايمكن ان يفرط بها لانها متخصصة في الا مراض المستعصية ولكن يا والدى من يد رى عن علم الغيب فقد يأ تى يوم نرى فيه الدكتورة وقد جا ءت تعمل في بلا دنا طيب يافارس بلد نا فيها خير و واسعه وهي محتاجة للدكتور والدكتورة فانت اعمل خير واذكرهم للمسئولين عن الصحة في بلا دنا لعلهم يطمعونهم ويجيبو نهم للمملكة
يكوخير يا والدى سوف اعرض عن هذاالموضوع لوزارة الصحة
امضى الشيخ قرابة شهر في لبنان وقد اعجبته اجواء لبنان ومناظره الطبيعية وتحسنت صحنه كما ان فكرته عن لبنان قد تغيرت لانه لم يشا هد الا امورا مريحة ومعا ملة طيبة عاد فارس ووالده الى بلا دهم السعودية وهما في حالة من الا رتيا ح فالشيخ تحسنت صحته اما فارس فقد نبت زرع في بستان ذكرياته حين شاهد وعاش حول مريم لمدة شهر ونصف كما ان املا قد راوده حين ساقت الصدفة والده ليكون تحت معالجة وعناية مريم ويبلغ الاعجاب منه بها وبا خلا قها واسرتها مبلغا لاحدود له ويجلس الشيخ ظافر مع ام فارس وهو يحس بالراحة والعا فية ويحدثها ويروى لها كل ما شا هده في لبنان جوه واشجاره وخضرته وفوا كهه واهله وحسن معاملتهم اما الدكتورة مريم فقد حدث عنها ولم يتوقف وصف اخلا قها وحسن معا ملتها له وانها طبيبة ممتازة وذكر اهلها وما قاموبه من تكريم لهم
وقال اما جمالها يا ا م فارس فلا وصيف له وضحكت ام فارس كثيرا وقالت
: الكلا م الذى قلته يا ابا فارس كنه شعر ومدحك للدكتوره خلا نى اغير منها حتى وانا في هذه السن وقالت ـ مازحة ـ مدحك هذا ماهوب طبيعىعسى ماخطر في بالك شيء من الامور؟! ! وضحك ابو فارس كثيرا وقال:
ــ يا معوده ــ انت تعرفين البير وغطاها الا فكار هذى خليها للدكتور فارس ياليته يحصل على مثل الدكتورة مريم
قالت ام فارس: لو حصل مثلها في الخارج بتو افق عليه ؟
قال ابوفارس: يعنى ما يمكن نلقى مثلها في بلدنا ؟
اشوفك رجعت يا ا با فارس, قبل شوى تقول ياليته يلقى مثل مريم وها لحين تقول كلام ثانى.
قال ابو فارس: يا ام فارس خلينا نفكر ونتشا ور وعسى الله يكتب اللى فيه الخير.
قالت ام فارس: هذا البلد اللى مدحته والد كتورة اللى تهولت في مدحها. لازم تاخذنى انت والدكتور فارس اروح اشوفها. وان كنت ما احب الاسفار.لكن مدحك ما خلا ني اصبر.
قال ابو فارس: ان شاء الله نشوف الدكتور فارس متى يجى عنده اجاره ونسافر سوى.

وجها لوجه امل وحمدان

وحتى يحين وقت الاجازة للدكتور فارس نعود ونتذكر شخصية حيوية ولها حضور في المشاهد الماضية فقد سافر حمدان لبلاد ه في الخليج تاركا صديقه فارس ليكمل دراسته وقد احتل حمدان مكا نته الطبية في مستشفى ابو ظبي في وقت كانت بلا ده احوج ما تكون اليه وكان لا زال مضربا عن الزوا ج كما قال لصديقه فارس لكن الضغوط تكثفت عليه لاسيما ومحيطه العائلى ملتزم ومتدين وقد لفت نظره لموقع عمله الذى يعج بالنساء وحذروه من الفتنة وحاول المقا ومة لكن مقا ومته انهارت لان اسرته استعانت عليه بشخصية كبيرة وثقيلة الوزن وتزوج بفتاة تم اختيارها ووافق عليها ومضى له بعد الزوا ج ثلا ث سنوات كانت الفتات طيبة ومحترمه لكن مشكلة صحية رافقت مسيرتهما الزوجية وادخلت عليهما شيئا من القلق لان فاطمة ـ وهي زوجة حمدان ـ لاتنجب وقد حاول حمدان وراجع بها العديد من الا ختصا صيين لكن لا جدوى وقد مضى على زواجهما ثلاث سنوات حتى فاطمة بد ات تشعر بالا لم النفسي والصحي وذلك لا حساسها بانها السبب وكان حمدان يتعاطف معها ويحاول عدم مس شعورها وا حسا سها وكان يتلو عليها احيانا الآ ية التى تقول ( وان من اموالكم واولادكم اعداء لكم فا حذروهم ) ويزيد على ذلك بقوله:ربما اراد الله ذلك ـ وهويعلم الغيب ـ ليكون خيرا لنا لكن فاطمة تلمح احيانا لحمدان وتقول انها لاتريد ان تكون سببا في قطع نسله ويبقى حمدان محتارا ومترددا. ويخشى لو تزوج ان تستا ء فاطمة وهولايريد ذلك.
الد كتور حمدان تقدم وظيفيا فقد اصبح مديرا لقسم البا طنية وذلك بعد حصوله على درجة الما جستير تخصص جراحة ومع اعماله الادارية هنا ك له برنا مج عمليات جراحية منتظم
في احد الايام وكان الدكتور حمدان في مكتبه و منشغلا في اعداد تقارير طبية هامة طرق بابه ودخل منه شخصية نسائية ويبدو للوهلة الاولى انها ليست من موظفي المستشفىونظرا لانغماس الدكتور في العمل الذى بين يد يه لم يعط ذهنه فرصة لينظر اوليعرف من دخل وفجأ ة رفع نظره الى المر أة التى تقف امام مكتبه ولم يصدق عينيه ولم يتمالك نفسه ونهظ واقفا وقال: ما ذا ارى ؟ امل امل ؟ هل انا في حلم ام حقيقة ؟ كانت امل قد وصلت الى الاما رات متعا اقدة كطبيبة وحين وصلت الى المستشفى الموجهة اليه كان عليها ان تتوجه الى المدير المسئول عن عملها وذهبت الى مكتب المديروليس بالضرورة ان تعرف من هو المدير وماهو اسمه وحين دخلت مكتب الدكتور حمدان لم يخطر ببالها انه ذلك الشاب الذى تحاورت معه واعجبت به هي لم تتعرف عليه منذ اللحظة الا ولى عند دخولها لان شيئا من التغييرات قدحدثت لحمدان فهو الآ ن يلبس نظارة ولديه لحية صغيرة عند ما سمعت امل حمدان يهتف باسمها اصدرت ـ رغما عنهاـ شهقة وصوتا عاليا بعض الشيء وتذكرت بسرعة ذلك الصوت الذى تختزنه ذاكرتها وقالت : الدكتورحمدان هذا غيرمعقول لست انت الذى يحلم بل انا التى تحلم كيف صا غ القدرهذة الصدفة المذهلة تناول حمدان عقد العمل وحياها بحرارة واجلسها على احدالمقاعد وقال انها فعلا فرصة مذهلة ولكنها سعيدة وبعد ان انهى اجراءات الدكتورة امل قام با ستدعا ء مدير الخدمات وامره باعداد سكن ممتاز للدكتورة امل لكن الدكتورة قالت : ان والدى ووالدتى يقيمان هنا
فوالدى يعمل خبير ا ما ليا لدى الدولة فا ذا كانت التعليمات تجيز لى ان اسكن مع والدى فاننى افضل ذلك قال الدكتور حمدان: ليس هنا ك مايمنع الا قا مة مع اسرتك ولكن من الا فضل ان يحجز لك سكنا فلر بما يسافر اهلك في اجازة اوغيرها با شرت امل عملها وقدشعرت بالا طمئنان والراحة لاسيما وهي تحت ادارة الدكتور حمدان وكان كل من حمدان وامل يود ان يستعيد تلك الذكريات التى قضوها زملا ء في الجامعة بلبنان وليتجنب الحساسية ومراقبة الآ خرين وربماا لاخريات فلم يجد مكانا انسب من منزل اسرة امل لذا فقد اتصل بوالد امل وتعرف عليه وقال له انه يود زيارته في منزله لمزيد من التعارف وبمناسبة وصول الدكتورة امل التى هي زميلة له الآن وزميلة ايضا اثناء الدراسة قال الا ستاذ كمال والد امل: نحييك وعلى الرحب والسعة
وكان هناك جلسة استعيدت خلا لها الذكريات وكانت امل هي البا دئة قالت: لقدكانت اياما حلوة ولذيذة ايام الدراسة ياحمدان ــ لندع الا لقاب ونتحدث كزملا ء دراسة ــ حمدان انت تعلم اننى تخرجت طبيبة عامة و اشتغلت بعض الوقت ثم درست دراسات عليا وحصلت على درجة الما جستير تخصص جراحة ثم عملت في مستشفى خاص وبعد سنتين جاء النصيب وتزوجت بمهندس شاب وكان هذا له نشاطات سياسية وجهادية وبعد زواجنا بشهرين استشهد في حوادث الحدود وعندها اصبت بصدمة عنيفة واختلت حالتى وانهارت معنوياتى وتعطلت عن العمل لمد ة ستت شهور ولما كان والدى يعمل هنا بالا مارات وهو على اطلاع على حالتى فقد اقترح ان يسعى لايجاد عمل لى بالا مارات ورأ يت انه حل مناسب ليخرجنى من دائر ة الحزن التى اعيشها وهكذا ياحمدان اراد الله وقدر ان نلتقى ثا نية ونجدد ذكرياتنا وانا في الحقيقة قد شعرت منذ لمست اقدامى ارض هذه البلا د الكريمة شعر ت ان الهدوء والراحة قد حلت على جوارحى وشعرت ان ذلك الحزن قد بدأ با لا نسلاخ تلك يا حمدان قصة مسيرتى وسيرتى كان حمدان يستمع الى امل وينصت في تلذذ ذهنى ثم قال: لقد سعدنا بقدومك ومشاركتك لنا بالعمل ونرجو كما قلت ان يذهب الالم والحزن الى الابد كانت امل لاتريد ان تدخل الى خصوصيات حمدان وتود ان يكون هو من يبدأ ولاسيما انها قد علمت انه قد تزوج لذا فانها قد تجنبت ذلك وقالت : الا تخبرنى عن صديقنا الدكتور فارس وماهي احواله ؟ قال حمدان الدكتور فارس له قصة طويلة وله ملحمة مثيرة تحتاج الى ايام وليالى لر وايتها مثل ايام الف ليله وليله فلندع فارس وقصته اذ ربما نسمعها منه شخصيا فقد وعد نى بزيارة لم يحدد زمنها ولنستمع الى قصة اخرى هي قصة صديقه حمد ان الاتريدين سماعها ؟ قالت امل انني اترقبها بشوق كبير فهل لديك ماهواكثر اثارة من قصة فارس ؟ قال حمدان : ربما ولكن بشكل ونوع آخر له إيلا م سببته مأ سا ة ا عيشها بل نعيشها انك تقلقنى ياحمدان بهذه الا شارة التشاؤمية وانا على مدى رؤيتى لا ارى سببا لذلك نعم انت لا ترين ولكن هناك ما لاترينه من الاسباب المقلقة انك تزيد من ايها مى في حين اننى ارى واقعك لا يطاله احد شباب وشها دات عليا وعمل متقدم وزواج ناجح فما ذا ينقصك ؟ سؤ ال منطقى ولكنان لكل نجاح ضريبة والضريبة تكون احيانا عن تصرف عفوى وغير مقصود ما ذا تقصد يا حمدان ؟ لقد اجهدت ذهنى ماذا تريد ان تقول؟ان ما اريد قوله هو الاجهاد نفسه والذى سأ فصح عنه لك فلعلك تشا ركينى في تحمل المعضلة التى اعا نى منها افصح ياا خى حمدان واننى على استعداد للمشاركة اذاامكننى ذلك اسمعى اخت امل: حين عدت بعد تخرجى كنت متشوقا ومقبلا على العمل لارد جميل بلادى هذا ما يخص العمل ونجحت بحمد الله اما الجانب الآ خر الشخصى ( الزواج ) فله تفا صيل اخرى فقد كان بينى وبين اسرتى جدل حوله هم لهم رأى وانا لى رأى وبقي هذا الجدل مستمرا لفترة لكن الا سرة نجحت في التغلب على ارادتى فقد خططت بنجاح حيث استعا نت بشخصية وطتية كبيرة وباسلوبها الا دبى ومكانتها الا جتما عية اقنعتنى ـ الشخصية ـ بالزواج وكان الا ختيار موفقا فقد رضيت به وقبلته وتم ذلك في هدوء وسلا سة وعشنا عيشة هنية ومحترمة غير ان مشكلة لادخل لاحد منا في وجودها ـ ـقد حد ثت ـ وهى ان فاطمة التى اخترتها لم يكتب لها ان تنجب وقد امضينا ثلا ث سنوات ونحن نحاول ولكن لاجدوى تلك هي مشكلتى والمشكلة الا هم ان فاطمة قد حملت نفسها كل المسئو لية وانا في الحقيقة متعاطف معها ودائما احاول ان اخفف عنها وحتى اذكرها ببعض الآ يات التى تهون عليها الحر مان من الخلف وتصورى يا امل انها تلح على با ن ارى حلا وتقول اننى لا يمكن ان احكم عليك بقطع النسل لكننى احتراما لها وحفاظا على مشاعرها اقف مترددا جدا أ ليست هذه مشكلة مقلقة يا امل ؟؟ يا حمدا ن لقد جعلت قلبى يكاد يقفز من مكانه أ لما فانت انسان تبدو فوق ها ما ت السمو و نبل الا خلا ق وتتمتع بطا قة عالية من الا حتمال والشعور الا نسا نى اما هي فانها انسانة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من خلق وتضحية فهى وقد قدر الله لها هذا الا مر تسمو عن الا نانية وتدعو من احبها واحبته ان يخطو خطوة هي له ضرورية اما لها ففيه أ لم لاتستطيع ردعه ولكنها مقدمة على تحمله
ماهو الحل ؟ ماذا ترين يا اامل ؟
انها معضلة ومشكلة ياحمدان و هي اكبر من قدرتى وامكانياتى
أ لم تستعدى بالمشاركة يا امل ؟
نعم و لكن ألا ترى اننا في حاجة الى شر كاء ليساهمو في حل هذه الشكلة 8 مثل صديقنا الدكتور فارس ؟ ان لك عنده سابقة في حل مشاكله
قولك هذا منطقى وسو ف استعجل حضوره
وصل فارس الى الامارات وحل ضيفا على الدكتور حمدان وكان لقا ء وديا وشوقا عارما بين الصديقين المخلصين الذين مضى لهما فترة طويلة لم يلنقيا فيها وكان حمدان قد اخبر فارسا عن قدوم امل وعملها تحت ادارته وضحك فارس وعلق بقوله: أ رأيت ؟ هذه امل التى كنت تحاورها واعجب كل منكما بالآ خر ها هى قد جا ءت اليك فما ذا يا ترى سيكزن الحوار حوله هذه المرة دعك يا فارس من هذا القول المزا حى ودعنا نتكلم في الجد يات ما شا ء الله ياحمدان اراك قد تنازلت عن شخصيتك (الكوميد دية ) التى كنت متسلطا علينا بها في لبنا ن.
يبدو ان الامور منفرجة عند ك يا فارس فا نت تتحدث من منطلق مر يح نعم صديقى حمدان فقد حدث تطورات مهمة ومشجعة فلا بد انك علمت بسفرنا الى لبنان لمعا لجة الوالد وقد لا تتصور المفا جأ ة التى حدثت هناك فقد كان بالصد فة ان المستشفى الذى تعالج به الوالد كانت الدكتورة مريم هي الطبيبة المباشرة والمشرفة على علا جه بالطبع هو لا يعرفها ولايدرى عن علا قتنا وقد قا مت الدكتورة بواجبها خير قيام وقد بالغت في العناية به لدرجة انه احس بفارق العناية وراح يكيل لها المديح ويوصينى بان اقدم لها هدية وليس ذ لك فقط فقد اقامت اسرة منير وليمة كبيرة لوالدى وكنت قد رتبت شكل الوليمة لتتناسب مع رؤيته وقد فو جىء الوالد بوجود مريم وظن انهم قد جا ئو بها لتشر ف وتعد طعامه الخاص الذ ى وصفته له قبل خروجه من المستشفى لكنه علم انها ابنة الاستاذ منيرفتعجب وزاد سرورا وشكر وهنأ منير على ابته التى تتمتع بالا خلا ق العالية والمهارة الطبية ولم يكتف الوالد بذلك بل طلب منى وأ لح ان اطلب من وزارة الصحة ان تسنقدم الدكتورة مريم ما شاء الله يا دكتور فارس ما هذه الخطة وما هذا التوافق ؟ هل هذا من تدبيرك ام انها مجرد الصدفة ؟ لا والله يلحمدان انها الصدفة او لعله من تدبير القنر أ لم نكن تردد علينا نظرياتك في لبنا ن عن القدر
انك يا فارس تكاد تنهى مشكلتك لكننا قد استدعيناك لحل مشكلة قائمة وتتطلب الحل تقول استدعيناك تتحدث عن من عيرك انها هي امل هي التى اقترحت مشا ركتك في الحل وقالت ان لك عنده سابقة في حل مشاكله اذا انت وهي تريدان استيفا ء الدين او السلف ؟!
نعم هل لديك مانع ؟! لا ابدا ومن يستطيع ان يعصى امرك
اخى فارس انت تعرف ظرو في انا وفاطمة فنحن الاثنين نعانى من وضعنا وهي الاشد وقد بلغ الامر بها لان تدفع بي الى الخطوة الثانية وانا مترددجدا تعا طفا معها وحماية لمشاعرها وقد اتينا بك لنعقد جلسة مشتركة مع امل وربما نشر ك فاطمة فيها فما ذا ترى ؟؟ يا صديقي فارس ؟
اننى بكل احا سيسي اشا ر كك في همومك وهي في الواقع محرجة ومؤلمة ولكن الا لم لابد له من دواء واحيانا يكون الدوا ء عملية جراحية وانني مقدر لسمو اخلا قك وتحملك اعباء مشاعر زوجتك الكريمة فاطمة فهي ايضا بلغت درجة من عدم الا نانية ورا عت مشا عرك وعدم حرمانك من النسل.
لذا صديقي سوف نعقد جلسة خاصة مع فا طمة ونتحاور معها لنتعر ف على رأ يها كما ترى صديقي فارس. في منزل حمدان كان هناك جلسة تضم الصديقين وفاطمة. وكانت فاطمة قد شعرت بما وراء هذه الجلسة فا ستبقت الحديث وقالت: اوجه اولا شكرى وتقديرى الواسع لزوجى الدكتور حمدان الذى احبنى واحببته وكلينا في قمة الاخلاص لبعضنا فقد عزنى وكرمنى ولم يدع وسيلة لحل مشكلتي الصحية الا وفعلهاواننى شاعرة بتعا طفه معى وتمسكه بى وتصميمه على ان يتقبل ما قسمه الله لي وليس له وهو عدم الا نجاب لذا وتقديرا وحبا وتظا منا مع زوجى العزيز فإ نني
لا اود ان يحرم من النسل واننى بكل اقتنا ع ورضا ء ا دعو زوجى الدكتور حمدان با ن يتزوج ولسوف اتحمل النتيجة لما بعدذلكهذا كما قلت اولا اما ثانيا فا ننى اشكر الدكتور فارس على اهتمامه بشأ نى و شأ ن صديقه حمدان، وبعد ما استمع الد كتوران الى ما قالته فاطمة شعرا ان معظم المشكلة قد حسمت ولكن هناك لها بقية
قال الدكتور فارس: يااخت فاطمة لقد تكلمت بما يشبه الجواهر من القول وكنت في قمة الاخلاق العالية ومع ان الدكتور حمدان يعتبر نفسه مدفوعا من قبلك وليس رغبة منه لانه حريص على مشاعرك والا ستمرار معك فان لى رجا ء ا بل طلبا وامنية وهى ان تبقى علا قتك متصلة مع حمدان وتعيشين معه اذا ما حدثت الخطوة الثانية فهل تلبين رجا ئى ؟؟
يا دكتور فارس ان اغلى اما نى ان اعيش بقرب حمدان الذى أ لفته وأ لفنى وامتزج روحى بروحه ولكن ولكن لانى احبه وا تمنى له حياة سعيدة فاننى اعتقد ان وجودى في حياته ربما يسبب له عدم الار تياح ، ذلك لاننى اتصور ان لاترتاح امراة مع زوجها اذا كان هناك امرأ ة اخرى ولم يتمالك حمدان نفسه اما م هذا الموقف وسالت دموعه على خديه ونهظ قائما وقال: اقسم بالله اننى لن اتزوج ولم يكن الموقف اهون على فاطمة فقد غادرت المكان وهي في حالة هيجان وبكاء ، وبقي الدكتور فارس في حيرة ما ذا عليه ان يعمل ؟ ولم يكن امام الدكتور فار س الا ا ن يلجأ الى الدكتورة امل ، فلعلهما يجدان حلا لمعضلة صديقهما حمدا ن.
قابل فارس الدكتورة امل وحيا ها بحرارة وهنأ ها على عملها الجديد و فارس يقدر امل وخاصة ثقافتها الدينية فقد كان له معها تجربة اثناء الدراسةفارس يحس ان حمدان اذا كان لديه عزيمة على الزواج فان اقرب ما يميل اليه هو الدكتورة امل لذا فان فارس يريد ان يمهد لذلك وليعرف موقف امل
قال فارس: يا امل ان صديقنا حمدان يمرـ ومعه زو جته ـ با زمة خانقة والا مر يتطلب منا انا وانت ان نسعى لايجاد حل لمعضلتهما فهل انت على استعداد للمشا ركة في هذا الحل ؟؟ قالت امل: يا دكتور فارس اننى لم اتعرف ا واتشرف على افضل واشرف منكما انت وحمدان وما دام الا مر يخص حمدان وزوجته فاننى سأ بذ ل كل جهدى وطا قتى لخدمتهما يا امل اشكرك على هذا الشعور ولكن الامر قد يتطلب تعا ونا شخصيا وربما تضحية، لا افهم ماتقصد يا فارس؟.
يا أمل ان حمدان وزوجته قررا بل اتفقا على امر فيه تضحية من كليهما حمدان قرر ان يتزوج ، بل زوجته هي التى قررت زواجه. لكن شحنة من ا لعواطف حدثت اوقفت هذا القرار ولوقت لاحق كما اعتقد. لان الخطوة لابد ان تتم وذلك بنا ء على اصر ار فاطمة لكن المشكلة التى تؤرقهما وتؤرقنى معهما ان حمدان يصر على بقاء العلا قة مع فاطمة والا لن يتزوج وفاطمة تضحية منها وحفاظا على استقراره بعد زواجه تود ان تبتعد فماذا ترين ؟ قبل ان تردى اود ان تعرفي ان حمدان كان قد وضعك موضع اختياره حين كنا هناك في لبنان وانه لو استطاع الانفلات من قيود اسرته لما توجه لغيرك واعتقد انك لمست ذلك اثناء حوا ركما فهل يا امل نطمع ونا مل ان تنقذى صديقنا حمدان ؟
مهلا مهلا اخى فارس فقد فاجأتنى بهذا الموقف الذى لم اتصوره ولم يخطر ببالى ، يا فارس لقد كنت عازفة عن الزواج بعد استشهاد زوجى ،ولكن اذا كان فى الا مر انقاذ لحمدان وتضحية من اجله ، فا ننى سا فكر بالموضوع واتشاور مع اهلى،يحدو نى ويدفعنى ذلك الواقع المؤ لم ،الذى يعيشه حمدان وزوجته ، وايضا استجابة وتقديرا لر جاؤك واملك بى ،كل ذلك جعلنى اتوقف وارا جع قرارى، يا فارس انه لم يخطر ببالى يوما ان اكون ثانية عند رجل لكن هذه حالة استثنائية انسانية بل اعتبرها تضحية وتقديرا لصديقين عزيزين وايضا من اجل انسانة اراد الله لها هذا الامتحا ن ، ولكن يا فارس وقبل كل شىء لابد من ان اتقابل مع فا طمة واتفهم موقفها ،وهى ايضا تتفهم موقفى ، وهكذا نجحت سفارة فارس وقبلت امل الا قتران بحمدان وبوجود فاطمة، كما قبلت فاطمة البقاء مع حمدان وبوجود امل ،، وعادت الفرحة والابتسامة الى حمدان وقدر لصديقه فارس تلك الجهود النا جحة
بقى فارس منتظرا ما يأ تي به المستقبل فقد كانت والدته تسأ له كل يوم عن موعد الاجاز ة التى وعدوها بها وليأ خذوها الى لبنان لترى خضرته واشجاره بل لتشاهد الدكتورة مريم التى فتنت ابا فارس وكان ابو فارس ايضا ينتظر الا جازة والسفر ذلك ان الدكتورة مريم قد اوصته بإن يراجع المستشفى بعد ستت شهور وها هي الستة قد انتهت حصل فارس على الاجازة وسافر مع والديه الى لبنان وكان ابو فارس وام فارس يحملا ن الكثير من الهدايا للدكتورة واهلها وقد اختار فارس منزلا قريبا من قرية ـ ال منير ـ وكان اول رغبة لأم فارس ان ترى الدكتورة مريم ولم تلفت نظرها المناظر الطبيعية والمتغيرات الا خرى وهنا ك في المستشفى حيث تجرى الفحو صات لإبى فارس قا بلت ام فارس الدكتورة وحيتها بحرارة والتفتت الى ابي فارس وقالت صحيح يا ابا فارس مريم جميله وحلوه ما شا ء الله عليها ما شا ءالله عليها عينى عليها با ردة وكان فارس يقف غير بعيد ولا حظ ان الدكتورة لم تفهم كيثرا مما قالته ام فارس فقا م فارس بتوضيح ما قالته والدته وقال لمريم ان الوالدة معجبة بك وانك كما اخبرها ابو فارس ذلك انه قد تحدث لها كثيرا عنك. قالت مريم اشكرك ياأم فارس. وحين غادرت الغرفة مريم قالت ام فارس لابنها ويش رأ يك يا فارس في هذه البنت الدكتورة ياليتك تخلينا نخطبها لك. بس عساها ماهيب متزوجه. لا ياوالدتي هى لم تتزوج بعد. لان اهل هذه الديارماتجوز البنت عندهم الا بعد ما تتخرج من الجا معه اما شورك من ناحية الخطبه فا نا ما عندى مانع ورأ يك سديد بس الوالد هل سيوافق؟ اتركه لى وانا بتكلم معه يكفيه فرضه الحصار عليك هذه المدة الطويلة واعد ت ام فارس العدة لموا جهة ابو فارس وفي منزلهم بالقرية قالت ام فارس: شو ف يا ا با فارس ولدنا فارس دكتور وناجح ومشهور ولانا قصه الا الزوجة الصالحة وانت حاجر عليه ماخليته يتزوج حسب رعبته وهالحين له مدة طويلة من يوم تخرج وهو صابر وحارم نفسه احترا ما لك لانك منعته من الزواج من البنت اللى تعرف عليها واختارها وهذا فيه ظلم لو لدنا وهالحين بعد ما جينا الى لبنان وشفنا بعض اهله الطيبين مثل الدكتورة مريم واهلها فانا مع فارس في رأ يه وانا اشوف ان مريم مناسبه وفيها كل المواصفات اللى يبيها فارس وقد شاورته و لقيت ما عنده مانع واقول لك سران البنت اللى اختا ر ها فارس هي مريم بالذات مريم اللى انت تمدحها وتمدح اخلا قها ..قال ابو فارس: هالحين دريت ليش فارس جا بنا الى لبنان وبالذات على المستشفى اللى تشتغل فيه الدكتورة مريم لاجل يخلينا نشوفها و نقتنع بها البنت صحيح ما عليها قاصراخلاق وعلم واد ب واصل لكن هناك امر ماتعرفينه وهو المشكله
يا ابا فارس هذاك (لله الحمد)قد ذكرتها بالعلم الطيب وما دام ان فا رس مقتنع ور اض بها فلا لك حق تمنعه ويكفيه حجرك عليه فيما مضى ..يا بنت الحلا ل هناك امر مهم ولا نقدر على الاقدام عليه او قبوله وهو الدين دينها يختلف عن دينا يعتى ما تصلى مثلنا ولا تصوم مثلنا ..يا أبا فارس المشكله بسيطة نعلمها على الصلاة والصيام وما دامت عندنا فهى بتعمل مثل ما نعمل صلا ة وصيام وحشمة البنت مثل ماشفت حتى ملا بسها تختلف عن ملابس اختها وترى وجودها عندنا من صالحك انت فهى الدكتورة اللى عالجتك وتعرف مرضك وعلا جك وبيصير عندنا في البيت دكتورين ولله الحمد فانت اترك عنك العراقيل وخلنى ارو ح اهرجها هى قبل واشوف رأيها ..انا اشوف السانك ا نطلق في لبنان وصار عندك حجج وقوة شخصية. نعم يا أبا فارس الحق ورفع الظلم هو اللى قوى حجتى و أطلق لساني. ..على كل حال انا ما عندى مانع فإنتى هدى من خيلك سبقها عسّي وشوفي ويش رأ ى البنت وترا نى ودى اجلس مع مريم واتفاهم معها حول الدين ...طلبت ام فارس من ابنها بعد ان بشرته بموا فقة والده ان يذهب بها الى بيت ال منيروهنا ك اخذ ت مريم على انفراد بحجة انها تريد من الدكتورة ان تكتب لها ورقة بطريقة اعداد طعام ابو فارس ولانها تريد الحصول على رأ ى مريم فقد حرصت على ان لا يلا حظ اهلها ما تريده من مريملذلك فقد طلبت ام فارس من مريم ان تا خذها الى الحديقة لتشم الهوى وفي الحديقة قالت ام فارس يا مريم يابنتى و الله اني من يوم شفتك وحتى قبل ما ا شوفك وعلى ما ذكره ابوفارس اننى قد احببتك وزاد حبى لك بعد ما لا قيتك واليوم انا ودى احكى معك في موضوع مهم حبيت آ خذ رأ يك فيه قبل غيرك ..الت مريم : كرك يا خالتى على هذا التكريم الذى سمعته على لسانك الكريم وانا على استعداد لسماع ماتريدين قوله ..شوفي يابنتى ولد ناالدكتور فارس من يوم تخرج وحنا نلح عليه ان يتزوج ولكن لم يستجب لنا ويقول انه تعرف على بنت لبنا نية عربية وانه لايريد الزواج من غيرها ومن ا لصد ف الحميد ة انك قد قمت بمعالجة والد ه وعا د والدة بانطباع جيد عن معاملتك واخلاقك وكان يردد دائما ياليت يحصل لفارس زوجة مثل مريم وفي الحقيقة لا انا ولا والده ماكنا نعرف انك كنت التى تعرف عليها وبعد وصولنا الى لبنان ورأ يتك اعجبت بك من كل ناحية وقرر ت ان اشير على فارس ا ن نخطبك له، وقد فا جأ نى بالقول : لقد اصبت ياامى فمريم هى المقصودة دائما وابدا ، وعلى هذا الاساس توجهت الى والده الذى هوالمعارض على الدوام ، واقنعته ووافق على ا ن نتقد م لخطبتك لولدنا فارس فما ذا تقولين ..يا خالتى ام فارس لقد سر نى هذا الخبر وفرحت به جدا ، ان فارسا رجل ولا ككل الرجال ، فقد كان ولازال يتمتع بالا خلاق والا دب ، ولقد نذرت نفسى له ولا لغيره لذلك فقد صددت كل من تقدم لى ، اذ كان حدسى يحدثنى بان فارس قادم ولامحالة طال الزمان ام قصروها هوالقدر ينصفنا انا وفارس، ياخالتى اننى بكل ارتياح اوافق على طلبك بل طلب فارس الذى انتظر كل ذلك الزمن ، وهذا دليل على وفائه ورجولته
اشكرك يابنتى وارجو ان افهم منك كيفية الا تصال با هلك ومتى ..سوف اتحدث مع اهلى حول الموضوع وسأخبركم بما يجب.
عادت مريم الى اهلها وهى تتوقع ان يكون هنا ك اعترا ض وليس معارضة وكان اول من صارحته والدتها فهى التى تحمل هم زواجها ولا تدرى سر امتناعها عن كل من تقدم لها وكانت اجابة والدتها لاتحمل اعتراضا ولا معارضة وقالت: انت ابنتى صاحبة الشأ ن وما دمت واثقة به ولديك رغبة في الا قتران به فاننى ارجو لك التوفيقولكن ماذا عن الد ين؟ انت مسيحية وهو مسلم قالت مريم ياوالدتي الا سلا م لايشترط على المسيحية التى تتزوج مسلما ان تغير دينها اما وا لدها فقد ابدى شيئا من المعارضة اللينة لانه يدرك ان القرار النهائى بيد مريم لكنه ايضا سأ ل عن الدين فقالت له مريم مثل ما قالت لوا لدتها واضافت ان الدين حالة بين الا نسان وربه وان كل الاديان تتوجه الى الله وكل على طريقته ثم اننى فهمت من فارس عن الدين الا سلا مى ما لم افهمه من قبل ففيه عبادات وفيه انظمة وقوانين إ لهية تنظم حياة الناس وصل ابو فارس وام فارس الى منزل الا ستاذ منير ليطلبو يد مريم. ..قال ابو فارس يا ا ستاذ منير لقد اتيناك طالبين طلبا غاليا عليك وعلينا ونحن نستحق الاستجابة اتيناك طالبين بنت العز والشر ف ، الدكتورة مريم لتكون زوجة لو لدنا الدكتور فارس فما ذا تقول؟
قال منير: اهلا وسهلا بك يا شيخ ظا فر، الحقيقة الدكتور فارس كما عرفنا ه رجل محترم وذو كفا ءة وكريم من بيت الكرم ، الواقع ان مريم قد اخبرتنى برغبتكم هذه وموافقتها هي على ذلك ايضا ونحن هنا نحترم الر أى و الرغبة فىاوساط عا ئلتنا ، لذا فاننى ارحب بكم وبرغبتكم. واوافق عليها ولكن لى بعض الا ستفهامات التى اود اطرحها عليكم مثل اختلاف الدين وما موقف الاسلام منه وهل ستبقى مريم على دينها ام انه يلزمها التحول عنه.
قال ابو فارس نشكرك يا ا با يوسف علىتكريمنا وتشريفنا بالهدية النادرة الكريمه الدكتوره مريم اما عن موقف الاسلام من زواج المسلم بالمسيحية فانه يجيزه وقد سبق لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تزوج مسيحية. والا سلام لايجبرالمسيحية لان تتحول عن دينها بل يترك لها الحرية والا ختيارثم ياا با يوسف اريد ان اتحدث اليك حديثا اخويا حول الدين انكم انتم من اصل عربي والاسلام قد نزل على العرب. اما المسيحية فهي تا بعة او جزء من الديانة اليهودية العنصرية. وعيسى وامه من اليهود ولكن الا سلام كرم عيسى وامه وتردد ذكرهم في القرآن الكريم وان من شروط الايمان في الاسلام الايمان بعيسى وموسى والا نجيل والتورات ولكنه الا نجيل والتوارت الذين لم يجر تحريفهما وتغيير مفاهيمها. هذا ما احببت ان اقوله وارجو عدم المؤ اخذة ان كنت قد اخطأ ت.
قال منيرابدا ان ما قلته قول طيب وكما قال فارس ذا ت يوم ان الدين والعبادة امر بين العبد وربه. ونحن نقدر للدكتور هذا الر أى العقلا نى.
غاد رت الا سرة لبنان وام فارس تحتظن معها الدكتورة مريم. وكان كما توقع فارس وامه فقد انسجمت مريم مع طبيعة البلا د وتقاليدها. وبا قتناع منها ورضاء. دخلت في الاسلام الا مر الذى اراح ابا فارس. كما ان الدكتورة قد انظمت وساهمت بعلمها وخبرتها في برامج النهضة الصحية السعونية.

انتهت هذه الرواية وانا ارجو واتمنى ان يكون القارىء قد استخلص منها شيئا مفيدا وان يكون قد مر بتأ ن ـ وتعرف على الر سائل والا هداف الواردة بالقصة وان يضع لها تقييما سلبا او ايجابا لا فرق المهم انه قد شر فنى بقر اءتها. وهذا يكفى. مع احترامى.

هاتف00 6937جده ص ب 114982 جده 21381 جوال 0504598277


سعد محمد ابو حيمد
ا

قلم رائع نعتز به,,

جزاك الله الف خير,,

سجلني من المتابعين لإبداعاتك,,

اول شي الحمد لله إنها أسلمت مريم . .


لكن كيف الإسلام يجيز الزواج من مسيحيه ! ! !


وماهو المثبت بأن الرسول تزوج مسيحيه أعوذ بالله قد تكون أنها كانت مسيحيه واسلمت وتزوج بها الرسول . .

كلام غير معقول ! ! !




تحياتي , , ,

__________________



اللهم أنصر أخواننا المضطهدين في سوريا أدعو لهم فلا نملك إلا الدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل .


..
.. أجملُ هندسةٍ في الحياة ْ..
.. أنْ ترسُم جِسراً من الأملْ .. فوق بحيرةٍ من اليأسْ ..

الا خ الكريم محمد السحيمى اشكرك جدا على قرائتك لروا ياتى التى انشرها فى المنتدى .. وهذا يدل على ثقافتك . والا قبال على القراءة التى هى عنصر مهم ومفيد زز ارجولك التوفيق وشكرا

اخوك : سعد ابو حيمد

الا خ عبد الله على الفهرى السلام عليكم وبعد اولا اشكرك على قرائتك لرواية الصحراء والمطر وارجو انك قد استكتعت بها .. ثانيا لى عليك عتب اخوى فانت لم تطرح السلام كعادة اخوانك المشاركين .. ثالثا انت تقول من يثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج مسيحية .. انهذا ثابت وعليك ان تقر أ التا ريخ او تسأ ل احد العلماء .. وانكنت لا تدرى فان الر سول قد تزوج يهودية ايضا .. ان الا سلام كما اعرف يجيز الزواج من الكتابية ولا يرغمها على ان تسلم .. ولكن المسيخية او اليهودية عندما تقترب من الا سلام وتعرف عدالته وسماحته فانهن يبادرن الى الا سلام طوعا واختيارا وذلك كما فعلت مريم .. هذا ما عندى .. وقد اكون مخطئا . وما عليك الا ان تسأ ل عالما اكثر منى علما وشكرا
اخوك : سعد ابو حيمد

كلامك صحيح,,ويجوز للمسلم الزواج من الكتابيه,,

اخوي عبدالله الفهري,,اذا لم تكن من المحبين لقرأة الكتب الاسلاميه,,فسير على العم قوقل ويعلمك,,

هلا اخوي سعد ابو حيمد

مبدع كالعادة

والله انا فتحت مجلد لك على سطح المكتب

واسميته بأسمك وهو خاص لروايتك


واعتقد ان المسلم يجوز له ان يتزوج بغير المسلمه كما ورد في القران

وهذا بالنسبه للرجل فقط


شكرا يابو محمد

روائي من النوع النادر

قلم ذهبي من النوع الفريد

هنيئا لك بقلمك

هنيئا لك بفكرك

هنيئا لنا بك

------------------------------------------------------------------------

رعاك الله وحفظك وسدد خطاك

اخوك / منصور العبدالله ( وادي الغلا (

__________________



اللهم أرحم والدتي ..وأجعل قبرها روضه من رياض الجنه..واسكنها جناتك

حياك أخوي . .


صحيح قرئت عن هذا الأمر . . وسألت عن ذالك ولكني لم أستند إلى الآن على أمر واضح ومستند واضح
لهذا الشي وكنت ابي واحد منكم يعطيني دليل واضح . .وانت شككتني بذالك وانت تقول قد أكون مخطئاً . .


لكن سألت أناس من حولي وقالو يجوز للمسلم الرجل الزواج من غير المسلمه أما المرأه فلا يجوز لأن الرجل
يستطيع التغلب على المرأه في دخولها للإسلام ..



أنا آسف اخوي أبو حميد فأنا لا أعلم بذالك . . وأعتبر ردي ردة فعل فقط لا غير . .



* * *

أخوي السحيمي أتعجب من ردك الإسطوري .. . لكن أريد أن أسئلك . .
هل رئيت مركبه تسير من دون وقــود ! ! !
أشكرك على وقتك الثمين الذي قضيته في ردك . .





ودي وتقديري . .

__________________



اللهم أنصر أخواننا المضطهدين في سوريا أدعو لهم فلا نملك إلا الدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل .


..
.. أجملُ هندسةٍ في الحياة ْ..
.. أنْ ترسُم جِسراً من الأملْ .. فوق بحيرةٍ من اليأسْ ..

الاخ عبد الله اشكرك على اعتذارك و هذا دليل على عقلك وفهمك الرزين .. ياخ عبد الله خينما قلت قد اكون مخطئا كان قصدى ان لا تعتمد على را يى فقط . لا نه فوق كل ذى علم عليم .. وما قلته انت انه لا يجوز للمرأ ة المسلمة ان تتزوج من غير المسلم صحيح تحياتى

اخوك : سعد ابو حيمد

أخي الحبيب / سعد

نرى أن الغربة تغير مفهيم الشخص

ولكن أعتقد أنه يمكن وصل فارس للمبتغاه وهو حصوله على شهادة الدكتواره من جه ومن جه أخرى نجد أنه دخل في

في محاورة مع الديانة المسحية مع مريم وفي محاورة في الديانة الاسلامية على المذهب السني والشيعي مع أمل

بارك الله فيك يالغالي

__________________

أجمل شي في ألانسان قلب صافي يدعو لك