مـــاذا فــي عـــشـــر ذي الـــحـــجـــة (3)؟!


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 06-11-2010, 05:54 PM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مـــاذا فــي عـــشـــر ذي الـــحـــجـــة (3)؟!

(( 3 ))
العمل الصالح ميدانه واسع , ومفهومه شامل , فيشمل الظاهر والباطن
وإن من الأعمال الصالحة ما يمتد إلى ما بعد الممات ، تأمل في قول
الحبيب ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ وهو يقول:
" إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقه جارية , أو علم
ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له "
فما هو نصيبك من هذه الثلاثة؟؟
وها نحن في هذه الحياة نعمل أعمالا يومية معتادة , بل منها ما هو من
لوازم بناء الحياة وخدمة المجتمع , فتكون أعمالا صالحة محسوبة في ميزان
العبد بشرط إذا صحت بها النوايا , وكان عنوانها الصدق والإخلاص , وطريقتها
الاستقامة والمنهجية السليمة
أخي المسلم: إن كل عمل في الإسلام معتبر وله مكانته وأجره مهما قل أو
كثر صغر أو كبر { فمن يعمل مثقال ذرة خيراَ يره } وفي المقابل كل عمل قل
أو كثر صغر أو كبر لكنه شر على البلاد والعباد فهو في الإسلام غير مقبول بل
هو وبال على صاحبة وتبقى تبعاته تعد عليه بالسيئات , بل يجازي به صاحبه
ويحمل وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة
أخي المسلم: إن شريف النفس وعظيم الهمة هو من يعظم شعائر الله
من أحب ما يحبه الله ، ومن اغتنم الفرص واستبق الخيرات وسارع وبادر وعمل
ما أروع صورة البيت الذي يتبارى فيه الزوجان في المسارعة للخيرات ،فزوجة
تعين زوجها ، وزوج يعين زوجته ، وولد يعين والده ، وبنت تعين والدتها
فكلهم يترسمون خطى ذلك البيت النبوي الذي جعله الله نبراسا لكل زوجين
فأين المقتدون بزكريا ـ عليه الصلاة والسلام ـ وزوجته
{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
عش في رحاب هذه الآية وتأملها بكلماتها وتصور معانيها , واربطها بقوله
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزولا خالدين فيها
لا يبغون عنها حولا } وهل تبقى الغاية عند هذا الخلود؟
كلا بل إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يبعثون عن جنات الفردوس بديلا
ولا يرغبون في غيرها ، فإذا كانت هذه نتيجة الإيمان والعمل الصالح في
سائر الأوقات ، فكيف به إذا كان في زمن ووقت له شرفه ومكانته مثل عشر
ذي الحجة! إنه موسم الاكتتاب والمساهمة والإيداع للأعمال الصالحة
ولا شك أن مؤشر الأسهم في الحسنات سيرتفع , وطريقة الربح فيها بزيادة
لكنها زيادة بلا ربا , فإذا كان سهم الحسنة الواحدة بعشرة أسهم , ثم
يتضاعف إلى سبعمائة ضعف
{ إن تكن حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجرا عظيما }
فما بقي إلا أن نجاهد أنفسنا في فعل الحسنات ، فإن صاحب الحسنة يأتي
يوم القيامة وهو آمن يرى أرصدته قد رفعته وارتفعت به إلى الدرجات العلى
أما من فرط في الحسنات وارتكب السيئات فكبت وجوههم في النار جزاء
كسبهم الفاسد { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون
ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون }
أخي المسلم: إننا الآن على بوابة العشر وقد سمعنا وقرأنا وعرفنا وأطلعنا
ما للعمل الصالح فيها إن له خصوصيته عند الله , العمل الصالح أفضل من
الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال , إلا إذا خرج بنفسه وماله من ذلك
شي ثم لم يعود من ذلك بشيء ، لذا فهم السلف هذا الكلام فكان لهم مع
عشر ذي الحجة حال آخر ، فقد روي عن أنس بن مالك أنه قال:
كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم
ويوم عرفه بعشرة آلاف يوم يعني في الفضل
وروي عن الأوزاعي أنه قال
( بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله , يصام
في نهارها , ويحرس ليلها , إلا أن يختص امرؤ بالشهادة )
وهذا سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ كان إذا دخلت العشر أجتهد اجتهاداً حتى
ما يكاد يقدر عليه سبحان الله!!
ألا نستطيع أن نكن قريب من مستوى هؤلاء الرجال؟!
إن لم نستطع فلنشبه ، إن من الشيء الملموس أن كلا منا يملك في
نفسه قوة وشجاعة وهمة وإقبالا ، ترى الواحد منا يعمل ويفكر ويخطط
ويذهب هنا وهناك ويقرأ ويسمع ويشاهد , لكن وللأسف الشديد أن هذه
الطاقات تذهب عند الكثير منا في غير محلها ، وقد تكون هذه الطاقات
وتلك الأعمال تعود على صاحبها بالحسرة والندامة في الدنيا والآخرة
{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم }
هذه القلة هي التي تستغل المواسم وتستبق الخيرات وتعظم ما يعظمه
الله ويجاهد كل منهم نفسه في جمع الحسنات والتقليل من السيئات
مع هذه القلة يتحقق الأمن , ويدحر الله مكر الماكرين بدعواتهم وصلاحهم
واستقامتهم , مع هذه القلة يقام الدين , ويؤمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ولو استحضرت قليلا حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:
" أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين , وأقلهم من يجوز ذلك "
رواه الترمذي وغيره , ولو استحضر كل منا هذا الحديث وقمنا بقسمة عمر
من بلغ الستين , وجعلنا له من نومه ما يقارب سبع ساعات يأخذها في النوم
فسيصبح ثلث الستين نوماً , وما يعادل سنتين تقريبا سيكون لتناول الطعام
والتزيين في اللباس , ناهيك أن هناك ما يقارب خمس عشرة سنة يكون
سن طفولة و صبوة دون تكليف , فقل لي بربك كم يبقى له من الستين
سنة؟َ! سيبقى له ثلاثا وعشرين سنة , كل هذا يؤكد للمرء العاقل أنه
أحوج ما يكون للمبادرة كل المبادرة للعمل الصالح خصوصاً في المواسم
والأيام والليالي والأشهر التي لها ميزة وخصوصه على تميزها لتضاعف
الأجر فيها , فدونك الفرص والفضائل فاغتنمها ، وإيانا من التسويف
والتواني والكسل , ولتعلم أن لله نفحات في أيامه , فلنستبق ولنغتنم
الفرصة ولنستكثر من الصالحات
{ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة }
هذا وإلى لقاء قادم ـ إن شاء الله ـ .
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مـــاذا فــي عـــشـــر ذي الـــحـــجـــة (1)؟! سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 3 10-11-2010 10:56 AM
مـــاذا فــي عـــشـــر ذي الـــحـــجـــة (2)؟! سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 06-11-2010 05:25 PM
: ذو القرنين : أذكر ما تعرفه عنه ؟ فيصل عبدالله فراج لعلياني مجلس الإسلام والحياة 8 01-06-2010 08:18 AM
العشر الأول من شهر ذي الحجه علي الفهد مجلس الإسلام والحياة 2 18-12-2006 06:30 AM


الساعة الآن 07:32 PM

سناب المشاهير