الديموقراطية التي تريدها امريكا...( 3 )


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 25-10-2007, 02:37 PM
  #1
ابو سعد القحطاني
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,381
ابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond repute
افتراضي الديموقراطية التي تريدها امريكا...( 3 )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تكملة للحلقات السابقة هذه الحلقة الأخيرة لهذا الموضوع .

الحوار مع الإسلاميين لاستغلالهم : ـ

نجد أن الولايات المتحدة تريد تغير المنطقة وتعلم مكانة القوى الإسلامية ، ومن ثم لا يمكن القيام بأي تغير يحظى

بالمصداقية والاستمرارية لا يوافق عليها الإسلاميون ، وبناء على ذلك فأمريكا تحاول استغلال من تدعوهم بـ "

المعتدلين " من أجل تمرير مخططاتها .

ومن هذا المنطلق فقد طرحت الإدارة الأمريكية منذ مدة ليست ببعيدة موضوع الحوار مع الإسلاميين على طاولة البحث

والتمحيص ، وتناول العديد من مراكز الدراسات والفكر الأمريكية هذا الموضوع ، كل من وجهة نظره الخاصة ، بينما لم

تقف الإدارة الأمريكية عند هذا الحد ، بل تعدته لفتح قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة مع شرائح من المسلمين .

فإذا كان هناك حوار وتقارب بن أمريكا والإسلاميين ، فما هو الهدف منه ؟ ولصالح من هذا الحوار والتقارب وعلى

حساب ماذا ؟ وماذا سيحقق في النهاية ؟ .

في إطار الإجابة عن هذه التساؤلات ، نستعين بأهم دراستين أمريكيتين نشرتا في هذا المضمار وجاءتا على شكل

توصيات للإدارة الأمريكية وللسياسة الخارجية فيها حول العلاقة مع المسلمين ، وكيف يمكن استغلال من يسمون "

بالمسلمين المعتدلين " لخدمة المشروع الأمريكي في المنطقة ، وتخليص أمريكا من ورطتها ومن المستنقع الذي زجت

نفسها فيه .

1 ) الدراسة الأولى ( عن مركز راند ) : ــ

مؤسسة (راند ) هي مؤسسة نشأت بصفتها مركزاً للبحوث الإستراتيجية لسلاح الجو الأمريكي ، ثم تحولت بعد ذلك إلى

مركز عام للدراسات الإستراتيجية الشاملة ويعدها المحللون السياسيون بمثابة " العقل الإستراتيجي الأمريكي " .

وهي مؤسسة تأسست عام 1948م ولها نفذ كبير وتأثير عال على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية ، ولها

علاقات وروابط مع وزارة الدفاع الأمريكي ، فهي تشرف على ثلاث مراكز أبحاث تمولها وزارة الدفاع ، إذ غالبا ما يتم

العمل بتوجيهاتها بناءً على التقارير والأبحاث التي تقدمها للإدارة الأمريكية .

المهم هناك تقرير لــ " راند " الصادر في شباط 2004م ويعتبر بمثابة إستراتيجية أمريكية للتعامل مع المسلمين وهو

على درجة عالية من الأهمية وفيه الكثير من الإجابات عن خفايا التوجهات الأمريكية تجاه المسلمين والتقرير بعنوان "

الإسلام المدني الديمقراطي : الشركاء والموارد والإستراتيجيات " .

ويرى التقرير أنه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دون فهم طبيعة الإسلام في المنطقة الذي يقف سداً منيعاً أمام

محاولات التغير المشبوهة ، وأن الحل ليمكن في النظر إلى المسلمين عبر ( 4 ) فئات هي : مسلمون أصوليون ، مسلمون

تقليديون ، مسلمون حداثيون ، مسلمون علمانيون .

ــ فيما يتعلق بالأصوليين : ـ تقول ( راند ) يجب محاربتهم واستغلالهم والقضاء عليهم ، لأنهم

يعادون الديمقراطية والغرب ، ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتغير الدقيق للقرآن وأنهم يريدون الخلافة الإسلامية ،

ويجب الحذر منهم ، لأنهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم وهم قويون الحجة

والمجادلة .

ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة وأتباع تنظيم القاعدة والموالون لهم والمتعاطون معهم و " الوهابيون " كما يقول

التقرير .

والغريب أنهم أدرجوا أيضاً حزب التحرير الإسلامي فقط . لأنه يسعى في أدبياته لإقامة الخلافة الإسلامية من جديد ،

على الرغم من أنه لم نرى أعمال عنف أرتكبها ، وعلى الرغم من أنه يكاد الفصيل الوحيد الذي يمتلك منهاجاً سياسياً

واضحاً ، ودستوراً قائماً على الإسلام " رغم مآخذ الكثيرين علية " .

ــ فيما يتعلق بالتقليدين : ــ تقول ( راند ) يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ،

ويجب دعمهم وتثقيفهم ليشككوا بمباديء الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجة والمجادلة ، وفي هذا الإطار يجب

تشجيع الاتجاهات لصوفية [ ومن ثم الشيعة " يقول ابن خلدون : لولا التشيع لما كان التصوف " ] ويجب دعم ونشر

الفتاوى " الحنفية " لتقف في مقابل " الحنبلية " التي ترتكز عليها " الوهابية " وأفكار القاعدة وغبرها ، مع التشديد

على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين .

ويدخل في هذا الباب بطبيعة الحال الصوفية والشيعة ومن يراهم الأمريكيين ( المعتدلين الآخرين ) الذي يقبلون الحوار

والتقارب ، على اعتبار أن التقرير يعرف التقليديين والإسلام التقليدي بأنه يتضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلالها

مواجهة وصد " الإسلام الأصولي " ولكنهم لا يمثلون وسيلة ملائمة أو دافعاً لتحقيق " الإسلام الديمقراطي " على اعتبار

أن هذا الدور يجب أن يقع على عاتق وكاهل الإسلاميون العصرانيين " الحداثيين " الذي يعترض طريقهم وفعاليتهم

عوائق وقيود كثيرة تحد من تأثيرهم .

ونستطيع أن نرى نحن من خلال الإستراتيجية الأمريكية التي عرضناها بأن الهدف من هذا الحوار بكل اختصار هو

استخدام هؤلاء المسلمين لضرب " الأصوليين " والاستغناء عنهم فيما بعد نجاح المهمة لصالح الحداثيين والعلمانيين أو ما

يمكن تسميه بالإسلام الليبرالي الأمريكي وهذا من شأنه أن يوسع خيارات الولايات المتحدة في التعامل الإسلامي واللعب

على التناقضات دون أن ننسى ابتزازهم لأصدقائهم من الديكتاتوريات العربية بالتلويح بورقة الإسلاميين المعتدلين

كبديل لهم لتقديم المزيد التنازلات .

وقد نجحت تجربة الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن في الحوار مع الشيعة سواء من فوق الطاولة أومن تحتها . وذلك

واضح في العراق وله ذيول في إيران ولبنان أيضاً تتكشف بين الحين والآخر . أما المتصوفة فكانت البداية مذهلة معهم

في تركيا .

2 ) الدراسة الثانية عن ( مركز راند ) أيضاً : ــ

وهي أيضاً صادرة عن مركز " راند " وهي بعنوان ( العالم الإسلامي بعد 11 / 9 ) ونشرت في ديسمبر أول عام 2004 م

ثم تم تحديثها ونشر ملخص عنها بعنوان " الإستراتيجية الأمريكية في العالم الإسلامي " وذلك في آذار من 2005 م .

وأكثر ما تشدد عليه هذه الدراسة هو ما تسميه ( ظاهرة انتشار التفسيرات الراديكالية حول الإسلام ، وتمكنها من

العقول المسلمة ) .

وهي ظاهرة بالطبع تزعج الإدارة الأمريكية التي ستجد صعوبة شديدة في إقناع العقول المسلمة بأفكارها الليبرالية

المناهضة ( للراديكالية ) مما سيعني تعطيل المصالح الأمريكية في العالم المسلم .

ومن هذا المنطلق تطرح هذه الدراسة ما تراه خطوات ضرورية تمكن الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها في المنطقة ،

ومنها : ــ

1 ) العمل على تدمير الشبكات " الراديكالية " : -

حيث تدعوا الدراسة إلى أتباع إستراتيجية الإتلاف لكل الشبكات المعارضة لتسلطهم ، ويتطلب ذلك قدراً كبيراً من الجهد

من الإدارة الأمريكية لكي تتفحص من خلاله أصول الشبكات الإسلامية الموجودة على الساحة .

ومثل هذه الخطوة ستصب بالتأكيد في دعم ( المعتدلين ) وتقوية شوكتهم كما تقول الدراسة .

2 ) إيجاد شبكات إسلامية " معتدلة " : -

تدعوا الدراسة إلى مساعدة ودعم واحتضان المسلمين ( المعتدلين ) و ( الليبراليين ) على توصيل أصواتهم إلى بقية

المجتمعات المسلمة من خلال خلق شبكات ضخمة تتحدث بلسانهم وتعبر عن أفكارهم . وتقول في هذه النقطة " إن الحرب

من أجل الإسلام سوف تتطلب صنع جماعات ليبرالية بهدف إنقاذ الإسلام من خاطفيه " .

3 ) دعم الإسلام المدني : -

تقول الدراسة إن دعم العلاقات مع جماعات المجتمع الإسلامي المدني التي تسعى إلى تطبيق الاعتدال والحداثة تمثل

مكوناً فعالاً في السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي .

لذا تضع الدراسة هذا الهدف على سلم الأوليات عبر المشاركة الأمريكية في تنمية وتطوير المؤسسات المدنية الديمقراطية

التي لم تر النور حتى الآن .

4 ) إدماج الإسلاميين في السياسة العامة : -

تدعوا الدراسة صراحة إلى النظر في إدماج الإسلاميين في السلطة لتحقيق الديمقراطية المطلوبة ومن ثم تحقيق المصالح

الأمريكية ، وبالطبع فإن الإشارة إلى الإسلاميين هنا تستهدف شريحة معينة تحقق للأمريكيين الغرض النهائي بطريقة

مباشرة .

أما تحديث الدراسة والتي جاءت بعنوان " الإستراتيجية الأمريكية في العالم الإسلامي " فقد احتوت على ما قيل في

الدراسة الأساسية نفسها ، ولكن تم التشديد على النقاط التي شرحها بشكل أكبر كما أنها جاءت هذه المرة على شكل

توصيات نهائية للإدارة الأمريكية .

ومن هذه التوصيات قد تم تنفيذه ومنها : -

1 ) الانفتاح على الشيعة والمتصوفة على حساب السنة " الين أصبحوا يعتبرون متطرفين لاعتراضهم على التدخلات

الأمريكية " كما أوصت الدراسة بذلك ؛ وهذا واضح جلي سواء في العراق أو في غيرها من المناطق .

2 ) إجراء اتصالات سرية وعلنية مع من يسمون " المعتدلين " أو في الحقيقة هم " الإسلاميين الليبراليين " وذلك في مصر

ولبنان والخليج للعمل على أجندة مشتركة .

3 ) دعم ما يمكن تسميته بـ ( الإسلام الأمريكي ) وكافة أشكاله وتفرعاته مما يسمى ( الإسلام المعتدل ) أو ( المتفهم ) أو

( الليبرالي ) وحصل أن تمت الدعوة لعدم تطبيق الحدود ومثل الدعوة لإمامة المرأة للصلاة ، أو قبول التطبيع مع الصهاينة

أو الحوار على أساس المصالح .

4 ) قطع التمويل عن الجمعيات الخيرية بحجة تورطها في دعم الإرهاب ، وهو مطابق لما أوصت به الدراسة .


أخيراً : هذه ما كانت تريده أمريكا في الشرق الأوسط وجعل كل هذه الدول تخضع لنظامها وسياستها وليس الهدف من

وراء تصديرها للشرق الأوسط هو الحرص على أن تعم شعوب هذه المنطقة بفضائل الديموقراطية بل هو بدون موارية

هي حماية أمن اسرائيل والحفاظ على مصالحها .



أخوكم ابمصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله

" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)

"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "
ابو سعد القحطاني غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاخطبوط الشيعي في العالم؟؟ ادخل ولن تندم ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 20 26-10-2008 08:14 PM
لقاء بمداد الذهب ... مع د. ابراهيم الشمري .. الناطق الرسمي للجيش الاسلامي بالعراق ،،، نسناس مجلس الإسلام والحياة 10 06-10-2008 07:54 AM
ما الواجب نحو المكتبات المدرسية يحيى أبن عبدالله ملتقى الكتاب والمؤلفين 3 15-08-2007 11:13 AM


الساعة الآن 08:55 AM

سناب المشاهير