الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
أغضب وأذهل إسرائيل مرات عدة، في دعواته بمسحها عن وجه الأرض، وأنكر ما يسمى المحرقة جملة وتفصيلا، لكن المذهل أكثر من ذلك ما ذكرته صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ينتمي إلى أصول يهودية، حيث عرضت صورته ممسكا ببطاقته الشخصية خلال إحدى الحملات الانتخابية في مارس من العام الماضي، وتظهر البطاقة أن عائلته تنحدر من أصول يهودية.
وبنظرة قريبة من الوثيقة، يتضح أن اسمه كان يعرف في السابق باسم «صابورجان»، وهو لقب يهودي يعني «حياكة الملابس». وهناك ملاحظة على البطاقة تؤكد أن اسم العائلة تغير إلى اسم أحمدي نجاد، بعد اعتناقها الإسلام بعد ميلاد نجاد.
ويقطن «الصابورجانيون» تقليديا في منطقة أرادان، وهي محل ميلاد نجاد، ويعني الاسم هنا «حياكو الصابور»، وهو ذلك الشال الذي يلبسه اليهود في إيران. كما أن اسم نجاد مدرج في قائمة الإيرانيين اليهود التي تحتفظ بها وزارة الداخلية الإيرانية، ويقول أحد الخبراء باليهود الإيرانيين في لندن إن أي اسم ينتهي بعبارة «جيان» يؤكد أن العائلة كانت تمارس الشعائر اليهودية. لا ينكر الزعيم الإيراني، البالغ 52 عاما، أن اسمه تغير عندما ارتحلت العائلة إلى العاصمة طهران في خمسينات القرن الماضي، لكنه لم يفصح عن أسباب التغيير. ويقول أقارب إن خليطا من الأسباب الدينية والاقتصادية هي التي أجبرت والد نجاد الذي يمتهن مهنة الحدادة، على تغيير اسم العائلة عندما كان ابنه في سن الرابعة. ونشأ نجاد ليصبح مهندسا مؤهلا حائزا درجة الدكتوراه في إدارة المرور، وخدم في الحرس الثوري، قبل أن ينضم إلى خطه السياسي الحالي، وفي حوار تلفزيوني خلال حملاته الانتخابية في وقت مبكر من العام الجاري، أجبره مقدم البرامج على الإقرار بأن اسمه تغير، لكنه تجاهل السخرية. ويبدو أن أحد مدوني الإنترنت، ويدعى مهدي غزالي، والذي دعا للتحقيق في أصول نجاد، تعرض للاعتقال هذا الصيف. وكثيرا ما يهاجم نجاد إسرائيل، ويتساءل عن حقها في الوجود، وينكر «المحرقة»، وكان دبلوماسيون بريطانيون قاطعوا إحدى جلسات الأمم المتحدة الشهر الماضي، بعد أن شجب نجاد «التطهير العرقي والبربرية والعنصرية» التي تمارسها إسرائيل. وشجب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نجاد أيضا في المناسبة نفسها.
يشار إلي أن إيران تعتبر من أكبر المناطق في الشرق الأوسط التي ينتمي إليها اليهود خارج إسرائيل. وفي الوقت الذي تواجه فيه الطائفة اليهودية في إيران تمييزا محدودا جدا فإنها تتمتع بمطلق الحرية في ممارسة شعائرها الدينية مثلها مثل بقية المسلمين في إيران.