بسم الله الرحمن الرحيم
نظرا" لوجود ارتباط بين وقعتي (الحشرج) و (العين) فقد قمت بطرحهما في موضوع واحد حتى لايحدث انفصال في تسلسل الاحداث او تكرار للموضوع نفسه... وسأبدأ بالحادثة الاولى (هيةالشرج) ثم (هية العين) التي وقعت بسبب الاولى.
هيـــــة الحـشـــرج
موقع الحـــدث : ماء الحـشـرج - بــــــلاد يــــام
اطراف القضية : ال سعد قحطان
× ال فطيح يام
النتيجــــــــــة : انتصار ال سـعـد قحطـــــــــان
التفاصيل:
بدأت تفاصيل هذه الوقعة عندما نزل كلا" من:
الشــيخ الفارس/علي بن شــديـد (اميرال مخثله) ال سعد ومعه جماعته كلهـــــم
والشيخ الفارس/ ذفـيـل بن ســـحيـم ومعه بعض من جماعته ال سلعان ال سعد
والشيخ الفارس/عبدالله بن شعفه ومعه بعض من ال خميسه وال شايب ال سعد
في علو (الغـرّ) في رأس (الرهوة) مابين (العلم الجنوبي) و (العلم الشمالي).. وبعدما نزلوا ذهب الشيخ الفارس/علي بن شديد ال مخثله إلى (سويد الشهري آل فهاد) وطلب منه ان يقصّر آل مخثله ومن معهم من آل سعد... فقصرهم ،
ثم ذهب – سويد – إلى الشيخ الفارس/ ذيب المهان واخبره بأن آل سعد عنّـزوا عليه وانه قصرهم...
لكن (المهان) رفض ولم يستجب لذلك...بل اخذ مشط رصاص "طلقات" واعطاها (سويد الشهري) ثم قال له ((
عطها عمي علي))!! _ وهي اشارة متعارف عليها تعني تحدي الخصم والرغبه في دخول حرب معه _
المهم رجع (سويد) واخبر الشيخ الفارس/علي بن شديد آل مخثله بالحاصل..
فقام الشيخ/علي بن شديد واجتمع بكبار ال سعد اللي معه واخبرهم بماحصل ، فدارت بينهم المشورة ، واجمع رأيهم على غـزو (المهان) وربعه ال فطيح..
ولكن قبل ذلك لابد من الرجوع والنزول داخل حدود قحطان حتى لاتؤخذ ابلهم في غيابهم..
فشدوا ونزلوا في اسفل وادي (خيّور) وتجهزوا للمغـزى ثم غـزوا ، وقد انضم معهم رجلين من العطافا آل عاطف وهما (وعلان بن علي بن راجح – ومعدي بن طحشل بن راجح)
ثم دخلوا بلاد يام حتى اقتربوا وتحظوا الماء المسمى (ماء الحشرج) وكانوا على علم بأن ابل ال فطيح ومن ضمنها ابل المهان بتورد على الماء في صباح اليوم الثاني.
وقبل غروب الشمس ارسلوا ال سعد رجلين "سبور" للاستطلاع والتعرف على الطرق المؤدية للماء فقاموا بمهمتهم ثم رجعوا إلى جماعتهم.
وقد كانوا آل فطيح متوقعين ذلك.. فقد بلغهم خبر مسبق عن نية آل سعد لغزوهم.. ولذلك ارسلوا "سبور" يستطلعون حول الماء للتأكد من خلوّ المنطقة.. لكنهم وجدوا اثر الرجلين "سبور ال سعد" فرجعوا إلى جماعتهم ال فطيح واخبروهم.. فتجمعوا آل فطيح استعداداً لمواجهة ال سعد في الصباح
وعند الصباح الباكر قام الشيخ الفارس/ ذيب المهان وقسم آل فطيح نصفين:
النصف الاول: يوردون الابل على الماء ويسقونها.. ومن ابرزهم:
مسعود بن حمد المهان ، الهتيمي بن حمد المهان ، محمد بن فلاح بن الشدقاء ، بلال بن مهدي بن محيي ال طحفل ، رجاء بن علي بن وعله آل صالح بن مرعي ، شيبان بن محمد بن محيي ال شهوان ، سعيدان بلال ال شهوان.
اما النصف الثاني: فوزعهم إلى مجموعات في المنطقة المحيطة بالماء ، كل مجموعة مكلفة بجهة معينة:
المجموعة الاولى: من ضمنهم/ مسفر بن حمد المهان الملقب (بريش) ، سعد بن علي بن فجيحه ، ومهدي بن فهيد ابن مريحة وغيرهم.
المجموعة الثانية: من ضمنهم: حمـد بن فلاح ابن الشدقاء ، ومحمد بن قيم بن علي ال طحفل وغيــــرهم
المجموعة الثالثة: ذيب المهــان ، ومهـدي بن ســمحة ال عازب ال فطيــــــح (نسيب الشيخ ذيب المهان).
وفي هذا التوقيت كانوا ال سعد قد تجهزوا وتحركوا بسرعة لبدء الهجوم وفق خطة محكمة ايضاً.. حيث انقسموا إلى قسمين:
القسم الاول: اهل الجيش.. يسندون مع وادي الحشرج باتجاه الماء.
القسم الثاني: الرجلية المبندقة.. يجنبون الماء ويتعدون وراءه حتى يحولون عليه من علوّ الوادي من جهة الجنوب.
وكانوا ال سعد قبل ذلك قد ارسلوا رجلين "سبور" مع جهة اخرى وهما ( عديل بن هادي آل سلعان ، و رشيد بن عايض بن سحيم آل سلعان)
فشاءت الاقدار والصدف ان يتقابل فجأة (ذيب المهان وابن سمحه) مع (عديل ورشيد) .. فلما تقابلوا تخالفوا اطلاق النار ،
فقتل عديل ابن سمحه، وكوّن رشيد ذيب المهان في ساقه بطلقة خلاجة (اخترقت اللحم ولم تصب العظم).. ثم اخترقت رجل الشداد وقتلت الذلول.. (ذكر لي الراوي ان الشداد نفسه لايزال موجود إلى الآن عند الشيخ/ محمد بن ذيب المهان وأثر الطلقة موجود فيه)
وفي هذه الاثناء سمع ذيب المهان ان اطلاق النار عند الابل ، فعرف ان لقوم غاروا على الابل واهلها.. فقام فحزم (لفّ) على ساقه المصاب ورجع صوب الابل لعله يتداركها قبل يأخذونها القوم...
فلما اشرف على وادي الحشرج شاهد الابل "ثايرة عجتها" مع الوادي والطراد قايم.. ال سعد متقفين الابل مع بطن الوادي ، وال فطيح يبرون لهم مع الجبل ويتبادلون معهم اطلاق النار!!
فقام المهان يبرى لهم ايضا"على الجبل من جهته.. واستمر الطرد وتبادل اطلاق النار لفترة طويلة.. لكن ال سعد تمكنوا من اخذ الابل كلها واقفوا بها..
وقد قتل من ال فطيح ثلاثة وهم:
1- مهدي بن ســمحة ال عازب ال فطيح (قتله عديل بن هادي ال سلعان ال سعد)
2- رجــاء بن علي بن وعـلــه ال صـالح بن مـرعـي (قتل في المواجهة عند الابل)
3- شيبـان بن محمد بن محيي ال طحفل ال شهوان (قتل في المواجهة عند الابل)
وجرح منهم عدد كثير من بينهم:
1- ذيب المهان
2- بلال بن مهدي بن محيي ال طحفل ال شهوان
3- سعيدان بن مهدي بن محيي ال طحفل ال شهوان
اما
آل سعد فلم يقتل منهم احد ، إلا انه حصل فيهم بعض الاصابات وبعض العقاير في جيشهم.
فقد أصيب كل من:
1- محماس بن علي بن شديد ال مخثله
2- حنيان ال خميسه
يقول/محمد بن شديد بن دهيم ال مخثله ال سعد
[poem=font="Simplified Arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يوم على (المهـان) مافيـه خيـره=يوم (ابن سمحه) طايح باسفل الريع
إلى ان قال:
والبل من (الحشرج) خذوها المغيره=سعدية) في الحرب قـوم قواطيـع
يتلون (اخو حمسا) زبون النحيرة=لما ادركتها مرخيات المصاريع[/poem]
يقول احد الرواة نقلاً عن شايب من ال طحفل ال فطيح: انه بعدما حصل الحاصل واقفوا ال سعد بالابل ورجعوا ال فطيح لاهاليهم ، واقبل الشيخ ذيب المهان على امه قالت له:
اين البل تكفى ياذيب؟
قال: البل خذوها صبيان قحطان
.
قالت: فين شجاعتك اعقب ياذيب؟
قال: وهم شـجعـان.
.
وكان عندهم شخص يدعى (دوحان) قام يضحك يوم سمع مادار بين المهان وامه..
فقال الشيخ ذيب المهان قصيدة منها هذا البيت:
هني (دوحان) بضحك في الفهانـي = ما شاف وبل الماو يوم أسبل عليه
---------
ماذ حصل بعد ذلك؟
حصل ان "يـام" ارادوا أخذ ثأر (هية الحشرج) فوقعت (هية العين)!!!
هيـــة العـيــن
موقع الحـــدث : ماء العـيـن -بلاد قحطـــان
اطراف القضية : ست قبائل من يام
× مجموعة من ال سويدان قحطان
النتيجــــــــــة : انتصار ال سويدان قحطان
التفاصيل:
بعد هزيمة ال فطيح يام في (هية الحشرج) على يد ال سعد قحطان..تحمس (المهان) لأخذ الثأر منهم.. فاستحمى بقبايل يام واستنجد بهم لغزو (ال سعد)..
وبعد فترة قصيرة دارت المشورة بينهم وقرروا ان يرصدون لهم على (ماء العين) وقد بلغهم خبر: ان وردة ال سعد على ماء العين اليوم الفلاني...
فاجتمع ست قبائل من يام وهم:
- آل فطيح
- آل رشيد
- آل مخلص
- آل عامر
- آل رزق
- آل ذيبان .
على راس عدد من كبارهم
- ابراهيـم لسـلومي
- ذيـب المـهــــــان
- منير بن نهايــــة
- الطشلي ال عامر
ثم زحفت تلك الجموع الهائلة صوب العين.. وفي الليلة الثانية تقـربـوا من ماء العين بانتظار قدوم ال سعد للماء في صباح اليوم الثاني..
إلا وردة ذلك اليوم المنتظر لم يكن (لآل سعد) كما كان يظن اليامية وانما هو (لآل سويدان).. ومع طلوع الشمس كانت ذيدان ال سويدان على الماء..
فصبحتهم قبائل يـام التي لايحصى عددها... وكان عدد ال سويدان سبعة (7 رجال) وثامنهم من آل مريتع الجحادر وهم:
1- هاجس بن المطوع ال سويدان
2- معيض بن نــوره ال سويدان
3- مـتـعـب الجنيبي ال سويدان
4- شــويع الذريـر ال سويدان
5- ماجـد بن ريفـه ال سويدان
6- نبجان بن العير ال سويدان
7- فهد بن هاجس ال سويدان
8- سعد بن بــلاع ال مريتــع
فدبروا اليامية بالابل مع نجد قريب من الماء يعرف الآن باسم (نجد ابن نوره) حيث قتل فيه..
لكن ال سويدان عانقوهم ودخلوا وسط الابل وقتلوا من اليامية عدد كثير ، وافتكوا ابلهم إلا قليل منها استخفت في نحور اليامية.
وقد قتل اربعة من هؤلاء الثمانية وهم:
1- معيض بن نوره ال سويدان
2 - هاجس المطوع ال سويدان
3 - متعب الجنيبي ال سويدان
4 - سعد بن بلاع ال مريتع
اما اليامية فقتل منهم _ حسب الروايات _ اكثر من خمسة عشر.. منهم سبعة قتلوا على يد (معيض ابن نوره) قبل ان يقتله (ذيب المهان)
وفيمايلي اسماء بعض منهم:
1 - ابراهيم بن جـابــر ابو ســاق
2 - هويج بن شثران ال صليع لسلوم
3 - ابن جـخـــوان ال عــــامـــر
4 - هادي بن سراج بن رفعان ال مخلص
5 - هادي بن جـــروان ال مخلص
6 - هادي بن فـايقـه ال مخلص
7 - دواس بن علي بن مسفر ال مخلص
8 - محمـــد بن قــذلـــه ال مخلص
9- علي بن ملـحــــه ال مطلق
10- رمان ال ناهض من ال شهوان
11- همـلان من ال عازب ال فطيح
12- حمــــدان بن حلفـه
والمصابين في اليامية تؤكد الروايات ان عددهم اكثر من (20)
يقول المرحوم/ حسن بن رقيمان ال سويدان.. عندما علم بالوقعة وعلم ان بني عمه ال سويدان وقفوا وقفة تجملهم وتبيض وجيههم كماهي عادتهم:
ارهبت من علم لفاني فالضحى = وهذي قسمت الوالي وحن راضينها
من مـــات منهم قـدس الله روحـــه = في جنـة الفـردوس يـا باغينهـــا
كله لعـينــا العـرب شـمـخ الـذرا = يوم ان شعب العيـن لـج بحنينهـا
ضراك (يابراهيم) لقاطقك الهمـل = وابلنا (؟؟؟؟؟؟؟؟) ومانعينهـا
غراك (رسام) جعلـه فـدوة لهـا = واللـي يبيهـا رمتـه تاربينـهـا
من غاب منا سد عنـه الحاضـر = لو كبـرت القـالات متنطحينهـا
والنعم ياربـع حضـور عندهـا = وتجملـوا لعيونهـا فـي حينهـا
ونعم يا(خو ليلى) لوكـان فالبـلا = ستر العذارى لا اعتـرى جبينهـا
عاده سبع عند الرجـال وفالخـلا = وان وزنت الافعال فعله رزينهـا
شبعت طيور الهواء وسبع الخـلا = والضبعة العرجاء هـي وجنينهـا
(خمسه وعشرين) عـداد بالكمـل = من وقع ربعي فاللحم حافظينهـا
(ابن ســـويدان) مضــرا باللحــم = وهـذي عوايدهـم ومتعهدينـهـا
اما الشاعر الكبير/ الــدويخ بن وفرا ال غيث ال عاطف فيقول:
ياالله اليوم ياجلاي خسف الغمـام=ترحم اللي تجمل يوم جات الوفـاه
سـبعة وقفوا للمــوت ورجـال يـــام = ليــن كل تـفـقـد لـه حبيـب وبكـاه
شبع ذيب العلم وذياب شرق وشام = من حضر في المعوثة بيتزود عشاه
سبعة عند (ابن نوره) عـداه المـلام = ذي فعايل (معيض) ليت كل فـداه
فلما سمع (ذيب المهان) هذه القصيدة وسمع هذا البيت:
سبعة عند (ابن نوره) عداه الملام = ذي فعايل (معيض) ليت كل فداه
قال ((
يامال العوق ياالدويخ ))
قالوا ليه؟
قال ((
اللي ذبحهم ابن نوره فوق السبعة ))!!!
*ومثل هذا الاعتراف من (المهان) لايستغـرب... لأن الصدق وقول الحقيقة والاعتراف بالواقع وعدم انكار شجاعة الشجاع اوالتقليل من شأنه حتى ولو كان عدو...من شيم العرب ومن سمات الشجعان والشيوخ والفرسان الصناديد امثال (ذيب المهان)!!
*يقول الشيخ/عايض بن محمد بن كعده (شيخ ال مسفّـر من ال مسعود) رحمه الله.. انه في سنة من السنين قابل الشيخ الفارس/ ذيب المهان فسأله
يقول الشيخ ابن كعده: سألت (المهان) من هم اشجع قبيلة من قحطان من اللي قد حصل بينه وبينهم حرب؟
يقول انا سألته هذا السؤال لأني متنومس بفعلنا فيهم في (هية المسمر) وانتصارنا عليهم.
يقول فقال المهان ((
يارجال كل فيه حقه من الظفر..كل قبايل قحطان ظفرين وفيهم شر))
يقول فكررت عليه وذممته ان يسمي قبيلة باسمها!!
فقال المهان (( قبيلتين.. واحدة من الجحادر والاخرى من الحباب والله انهم اشجع واشـر من قابلت وعرفت من القبايل من قحطان وغير قحطان.. وهم (
ال سعد) من الجحادر و (
ال العبد) من الحباب))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسأل الله ان يعفو عنهم ويرحمهم بواسع رحمته وجميع اموات المسلمين.. ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.
شكر خاص للأخ/سنحان بن عامر..على تزويدي ببعض الأسماء
شكر خاص للمشرف/محمد السويداني لتزويدي بقصيدة ان رقيمان