كد أحمد الزهراني والد الطفل مازن الذي قضى أربع ساعات داخل حفرة يبلغ عمقها 12 مترا بعرض لا يتجاوز 30 سم، أكد للزميل إبراهيم علوي ونشر اليوم في "عكاظ" أن الساعات التي انتظر فيها خروج ولده من الحفرة كانت من أكثر الساعات مرارة في حياته وأطولها، لكن فرحته لحظة خروجه من الحفرة لا يمكن أن تقدر بثمن .

من المسؤول ؟
وتساءل والد الطفل مازن البالغ من العمر سنتين وتسعة أشهر عن الاهمال الواضح في ترك مثل هذه الحفرة وفي هذا الموقع الحساس الذي يرتاده الصغار قبل الكبار، مطالبا بمحاسبة المقصرين كي يكونوا عبرة لغيرهم كي لا يكون هناك ضحايا غير مازن.

نزهة أليمة
وحول تفاصيل الحادثة قال الوالد الزهراني : كنا في نزهة نقضيها غرب جدة، وجلسنا في حديقة عائلية وكان مازن يلعب حولي ثم غفلت عيناي عنه، حيث ذهب لأرض مجاورة للحديقة التي جلسنا فيها، لألاحظ غيابه عند الساعة العاشرة والنصف مساء، فقمت للبحث عنه بجوار المتنزهين ولم أعثر عليه وانتقلت للأرض المجاورة حيث كنت أسمع صوت بكاء وصراخ، فتوجهت نحوه بعد تردد لكن ما ان اقتربت حتى ازدادت قوة الصوت المكتومة وكأنها قادمة من مكان بعيد، وبدأت اقترب أكثر وأنا اسأل الله عز وجل ان لا يكون حدث لمازن أي مكروه، لكن مع وصولي الى قرب الموقع وجدت حفرة سحيقة، وصوت الصراخ يخرج منها وميزت الصوت لأتيقن منه فإذا به صوت مازن ولدي، فقمت بالصراخ لمن حولي علني أجد مساعدة منهم، فتم الاتصال بغرفة عمليات الدفاع المدني التي سارعت فرقها بالحضور وليصبح ذلك الموقع خلية نحل تبحث عن مخرج لانقاذ مازن.

4 ساعات داخل حفرة
وتابع أحمد بتنهيدة قوية ان مازن قبع في الحفرة على عمق سبعة أمتار، لمدة أربع ساعات، حيث لم يتمكن جسده رغم نحالته من السقوط لقاع الحفرة وذلك لضيق محيطها فكان كالمعلق في وسطها، واضاف كانت لحظات مؤلمة انتهت بفضل الله عز وجل وجهود الدفاع المدني بعودة الابتسامة على وجوهنا جميعا، حيث شاهدت مدير الدفاع المدني العميد محمد الغامدي يحمل ولدي مازن بين يديه متوجها به نحو سيارة الاسعاف لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

شكرا لسمو محافظ جدة
وقال الزهراني إن لساني يعجز عن شكر سمو الأمير مشعل بن ماجد الذي كان يتابع حالة انقاذ ولدي كما لا أستطيع ان أنسى الجهود الكبيرة التي قام بها رجال الدفاع المدني وعلى رأسهم العميد محمد الغامدي الذي حضر من منزله ليصدر تعليماته بحفر الموقع الذي أنقذ من خلاله مازن.
كما أشكر العقيد عبدالله الجداوي رئيس شعبة العمليات والمقدم دخيل الله السلمي اللذين باشرا الحادثة ميدانيا والملازم علي القرني من قسم التحقيقات الذي شرع في فتح ملف للتحقيق في القضية.

استنفار الجهود
من جانبه قال العميد محمد الغامدي ان الدفاع المدني استنفر كل الجهود والطاقات لاخراج الطفل مازن، حيث تم احضار آلية حفر وبدأت بشكل رأسي الى عمق أكثر من 8 أمتار ثم بدأ الحفر بالأيدي للوصول الى موقع الطفل من الأسفل لمنعه من السقوط الى أسفل الحفرة التي يزيد عمقها على 12 مترا. واضاف: انه كان من ضمن فريق الدفاع المدني مختصون لتسلية الطفل والتحدث معه كي لا يخاف أو يتحرك.
التحقيق في الحفر
واشار العميد الغامدي الى ان سمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة كان على اطلاع بكل تفاصيل عملية الانقاذ، ووجه سموه بتسخير كافة الامكانيات لاخراج الطفل وقال إنه تم طلب مسؤول الشركة للتحقيق في اسباب ترك هذه الحفرة دون طمر خصوصا وانه يوجد بجانبها 4 حفر اخرى، وسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحقه.