رحلات الاخ / ماجد الخليفي (( || صور خاصة وحصرية || ))
احتفل المقاتلون الذين يسيطرون على أحد المناطق الجنوبية في ساحل العاج (كوت ديفوار) مؤخراً بوصولي كأول سائح أجنبي يدخل المنطقة في دلالة على عودة الأمن والسلام.
وللمعلومية فأنا أقيم منذ 3 عقود في اليابان و زيارتي لساحل العاج بداية لجولة إفريقية استهليت زيارتي للبلاد بالمرور على العاصمة أبيدجان التي بقيت فيها يومين ثم اتجهت شرقا إلى مدينة اوبينغورو ومن هناك إلى مدينة مان في الغرب الأوسط لزيارة القرى للتعرف على سكانها وعاداتهم.
أهدف من هذه الرحلة الاطلاع على حياة القبائل في المناطق النائية كما هي عادتي في اغلب الرحلات السابقة ..حيث هذه هي الرحلة الحادية عشر لإفريقيا ...
وشملت هذه الرحلة كل من ساحل العاج و بوركينا فاسو و توغو و غانا وتم الغاء جمهورية بنين لعطل بالسيارة ...
ويشكل المسلمون بذلك الجزء من العالم نسبة لا باس بها وللأسف لم يبذل العالم الإسلامي أي جهد للاعتناء بأحوال المسلمين هناك وقبل أن أبدا حديثي أحب أن اذكر بعض المعلومات عن تلك الدول
ساحل العاج
عدد سكانها 17 مليون 40 % مسلمون و35% مسيحيون والبقية وثنيون واللغة الرسمية هي الفرنسية و كل منطقة قبيلة لغة محلية.
غانا
عدد سكانها 20 مليون ، 60 % مسيحيون و 15 % مسلمون والباقي وثنيون واللغة الرسمية الانجليزية بالإضافة الى اللغات المحلية بوركينا فاسو ـ عدد سكانها 12،5 مليون 50 %مسلمون و10 % مسيحيون و40 % وثنيون والغة الرسمية هي الفرنسية والجميع يتكلمون لغاتهم المحلية.
جمهورية توغو
وهي دولة صغيرة عدد سكانها 5.5 مليون 10 % منهم مسلمون و20 % مسيحيون و70 % وثنيون ولغتهم الرسمية الفرنسية بالاضافة الى اللغات المحلية.
بوركينا فاسو ـ
عدد سكانها 12،5 مليون 50 بالمئة مسلمون و10 بالمئة مسيحيون و40 بالمئة وثنيون والغة الرسمية هي الفرنسية والجميع يتكلمون لغاتهم المحلية
الملاحظ على المسلمين في إفريقيا عموما هو جهلهم بأمور الدين فمثلا عندما يصلي احدهم تلاحظ سرعة الركوع والسجود و الالتفات يميناً ويساراً أثناء الصلاة ...
و تعدد الزوجات بأكثر من 5 ظاهرة منتشرة بينهم ...
ويوسفني اني تعرضت للسرقة من قبل سائقي المسلم الذي رافقنا في الجولة لمدة أسبوعين مما أعطى للدليل المرافق المسيحي انطباع سيئ عن المسلمين حيث ذكر لي بالحرف الواحد ـ إن كل المسلمين في بلاده هكذا .
الملاحظ خلال زيارتي القصيرة هذه أن النشاط التنصيري في تلك الدول نشط جدا حيث يقومون بإنشاء المدارس والعيادات الطبية والجمعيات التعاونية لتسويق منتجات القرى وبناء السكن الداخلي لطلاب الثانوية من المناطق البعيدة للسكن قرب المدارس وتوفير الحليب المجفف لحديثي الولادة و توفير الأغذية للقرى عند شح المطر وإرسال المرضى من القرى للمدن الكبيرة للعلاج والكثير من الخدمات الأخرى ... فمثلا عند نفوق الحيوانات كالأبقار والأغنام بسبب عدم توفر المياه تقوم الكنيسة بشراء حيوانات بديلة للعوائل المتضررة ..
حفل شعبي لاحد القبائل في منطقة قبائل سينوفو
إما المسلمون فلم أرى احد يهتم بأحوالهم عدا مشاهداتي في جمهورية توغو فهناك الكثير من المساجد الصغيرة التي تتسع لحوالي 50 شخص من تبرعات المواطنين الكويتيين وفي غانا رأيت مسجد واحد بناه الكويتيين .
اما في بوركينا فاسو و ساحل العاج فلم أرى سوى مساجد صغيرة مبنية من الصفيح او الطين و بجهود محلية..
ويلاحظ انعدام أي جهود للعالم الاسلامي لتعليم الناس هناك أمور دينهم أو أي اهتمام بهم من العالم الإسلامي مما يسهل على المنصرين نشر النصرانية بكافة مذاهبها وطوائفها.
شمال ساحل العاج تسيطر عليه القوات المعارضة للحكومة المركزية .و بعد جهد من وكالة السفر المحلية حصلوا على موافقة الثوار لدخول مناطقهم ... وكانت رحلة ممتعة رغم ما يعتريها من مخاطر ...
بدات الرحلة من مطار هانيدا في طوكيو ـ دبي ـ اكرا ـ ابيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج وهي مدينة جميلة منسقة ومرتبة ونظيفة وتختلف كثيرا عن المدن الافريقية.. حيث ترى النظام ولا وجود فوضى السيارات المعتاد في افريقيا و الغريب العجيب انني لم ارى اي شخص يشحذ في الشوارع كما هو الحال في جميع انحاء العالم ...
وهي البلد الوحيد في العالم الثالث الذي ترى الناس يصفون في طابور عند مواقف الباص ....
صورة نادرة لاحتفال يقام كل سنتين مرة
في احد قرى قبائل التامبيرما شمال جمهورية توغو
صورة أخرى لنفس الاحتفال
مطار ابيدجان هو اجمل وانظم و ارقى مطار في افريقيا رغم صغر حجمه ...حيث الخدمات والنظافة والتنظيم وحسن المعاملة ... ويكفي انك لاتجد سواقين التكسي يزاحمون الركاب عند الوصول ...
و كانك في احد مطارات اوربا ولولا دمار الحرب يمكن اعتبار ساحل العاج اغنى دول افريقيا ..
يسكنها الكثير من الفرنسيين واللبنانيين حيث يسيطر الفرنسيين على قطاع الصناعة ويملكون المناطق الساحلية بفنادقها اما اللبنانيون يسيطرون على التجارة و المقاولات ...فعندما بدات الحرب قبل 4 سنوات قامت فرنسا بانزال الجيش الفرنسي لحماية الفرنسيين ومصالحهم اما اللبنانيين فهربوا مشيا الى غانا المجاورة ...
مدخل احد الغرف في مساكن قرية تابييلة في جنوب شرق بوركينا فاسو
بدات من ابيدجان مع دليل مسيحي وسائق مسلم اتجهنا الى العاصمة العاجية ياماسوكرو 400 كيلو شمال ابيدجان من اهم معالم ياماسوكو هو تخطيطها المستقبلي حيث الشوارع العريضة جدا والخالية من السيارات و بها اكبر كنيسة في افريقيا وهي نسخة مكبرة من الفاتيكان بناها الرئيس العاجي السابق هدية لنصارى المدينة كما بنى وسط المدينة مسجد اهداه لمسلمي المدينة ...
دخول البيت زحفا وداخل البيت مظلم حيث لا توجد اي فتحات به
ولاحظت انه في ساحل العاج و بوكينافاسو المساجد الصغيرة كثيرة اغلبها مبني من قبل الاهالي .
اما في غانا فنادرا ما رايك مسجد ...
و في جمهورية توغو ما شاء الله على طول الطريق من الشمال الى الجنوب مسافة 500 كيلو في كل قرية هناك مسجد صغير من تبرعات الكويتيين ...
ولم ارى اي شيء يدل على اي عمل قد قامت به دولة اخرى عدا المدارس التي انشاتها دول اوربا
بعد مغادرة ياماسوكرو تعطات السيارة وخسرنا يومين من الرحلة واستاجرنا سيارة اخرى واتجهنا شمالا 20 كبلو عن باماسوكرو حيث تبدا مناطق سيطرة الثوار التي تفصلهم بينهم وبين القوات الحكومية قوات الامم المتحدة حيث عند اول نقطة تفتش للامم المتحدة تم تصويرنا مع السيارة ـ لتوثيق الداخلين لمناطق الثوار لتفيد الامم المتحدة للتحقيق باي اختراق مستقبلا ـ ثم قامت قوات الامم المتحدة بارسال رسلة لاسلكية لنقطة تفتش الثوار ..
وبعد اكمال الاجراءات توجهنا الى مدينة بواكيه التي يتخذها الثوار عاصمة لهم حيث يسيطرون على النصف الشمالي للبلاد ....
مدخل احد الغرف الداخلية لمساكن تابييلة في جنوب بوركينا فاسو
ومن بواكيه سرنا شمالا الى مقصدنا ـ مدينة كرهوغو ـ في شمال ساحل العاج والتي تسكن حولها قبائل سينوفو ذات التراث والعادات المتميزة حيث قام سكان احد القرى باحياء حفل تراثي جميل .. وهناك كل قرية متخصصة بحرفة من الحرف ..فهناك الرسامين وهناك النحاتين وهناك الفخاريات والحقيقة قرى جميلة والناس هناك طيبون جدا .
يظهر السائق والدليل وهم حذرين من تواجد التماسيح
ثم غادرنا اراضي سينوفو العاجية الى اراضي سينوفو في جنوب جمهورية بوركينا فاسو الى مدينة بانفورا ...
عند مغادرة ساحل العاج لم يسالنا احد عن جوازي ..لكني طلبت من المسؤل ان يختم الجواز فقال لا حاجة ولكني اصررت فاخرج ختم لقوات الثوار فختم على جريدة فقال هل تريد هذا فقلت نعم فختم مبسوطا ......
على فكرة هناك ـ في اتحاد غرب افريقيا 14 دولة ـ الناس يتنقلون بالبطاقة وخلال زيارتي هذه لم ارى احد يسال السائق او الدليل عن هويته حتى في نقاط الحدود ـ عسى مجلس التعاون الخليجي ان يتعلم من دول افريقيا ـ
صورة قبر في احد القرى الوثنية في شمال جمهورية توغو
في بانفورا في جنوب غرب بوركينا فاسو زرنا بعض القرى واحد المساجد القديمة هناك حيث لم تعجبني صلاة امام المسجد الذي كان وحيدا بالمسجد حيث انه يتلفت كثيرااثناء الصلاة ..... وقطع صلاته بمنتصفها ... لا ادري لماذا وبدا يشحذ ..
بعد بانفورا توجهنا الى مدينة غاووا التي يسكن حولها قبائل لوبي حيث زرنا سوقهم الشعبي الاسبوعي والعديد من القرى التي تتميز بطريقة بناء مساكنهم الطينية الجميلة وكذلك طريقة بناء مخازن المحاصيل الزراعية.
تجفيف الحبوب في قرية فركيسه دوغو في شمال ساحل العاج
لقطة تذكارية مع الثوار
وكان الدليل والسائق خائفين حتى من الترجل من السيارة خوفا من وجود حيوانات مفترسة بين الادغال حيث انه هناك اثار ارجل حيوانات لشرب الماء ... فنزلت اولا و تبعوني ...ونزلوا بالنهر وكتنوا خائفين من وجد اي تماسيح والحمد لله كان عمق النهر حوالي نصف متر ..فتوكلت على الله وعبرنا بسلام ...ووصلنا وجهتنا بعد 10 ساعات من العناء والتعب
مسجد في مدينة سوكودة في شمال توغو
وفي اراضي قبائل غورونسوي قرب مدينة ـ بو ـ جنوب بوركينا فاسو زرنا احد القرى الجميلة التي تحافظ عليها اليونسكو لطرازها المعماري اسم القرية ـ تايبيله ـ حيث تنقش النساء البيوت باشكال هندسية ورسوم جميلة كما ان مداخل البيوت صغيرة جدا ليسهل الدفاع عنها وتدخل البيت زحفا وعادتا ما يتكون البيت من ثلاث غرف الواحدة داخل الاخرى بمداخل صغيرة جدا ..والغرف مظلمة حيث لا توجد اى فتحات لدخول النور...
صيدلية في مدينة كوماسي في وسط غانا حيث تباع الادوية تحت الشمس
وبعد خروجنا من مدية بو في بوركينا فاسو وجدنا في احد القرى اصوات طبول وغناء و بكاء فتوقفنا للاطلاع حيث قيل لنا ان احد رجال القرية توفى... ومن عادات تلك القبيلة انه اذا توفى الرجل تقوم بعض زوجاته بالبكاء والاخريات بالغناء والرقص والرجال يشربون الخمر ...في هذه القبيلة يتم الدفن انفرادا بينما القبائل الاخرى تعمل قبر دائري يتسع لعشرة افراد جلوسا وكلما يتوفى شخص يحفر القبر و يعاد ردمه مرة اخرى ويصف الموتى جلوسا على شكل دائري .
غادرنا جنوب بوركينا فاسو الى شمال جمهورية توغو ..وكان احد الجسور منهارا فاضطررنا ان اخذ طريق بديل بزيادة 200 كيلو ...
مخازن الحبوب والمحاصيل الزراعية
وتوقفتا في مدينة دابونغ وهي مدينة هادئة وقضينا الليل هناك وفي اليوم التالي توجهنا الى الى مدينة سوكوده في وسط توغو مسافة 250 كيلو جنوبا
مرورا بقرى قبائل التامبيرما في منطقة تسمى كارا حيث توقفنا لزيارة احدها هنا المساكن مبنية بطريقة محصنة ويسهل الدفاع عنها واشكال الغرف دائرية لا يوجد بها شبابيك ومداخل الغرف صغيرة جدا ..
ومنظر البيت الخارجي جميل غريب ...
مدرسة في احد قرى شمال بوركينا
وقرب مدينة سوكوده في وسط توغو وفي احد قرى التامبيرما كان هناك احتفال يقام كل سنتين مرة وهو احتفال سن بلوغ الرجولة ... حيث يحضر الشباب ممن بلغوا 18 سنة ويقومون بضرب بعضهم البعض باسواط من الجلد على ان لا يظهر اي من الشباب اي علامة الم .. ومن يتالم لا يعتبر رجل ...ويتباهى الرجال باثار وندبات الاسواط التي تبقى طول العمر ..
ويستمر الحفل من الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا بحضور وجهاء القرى وملك التامبيرما ....
مسجد كاوارا التاريخي جنوب غرب بوركينا فاسو
وبعد مدينة سوكودة بدانا بالاتجاة جنوبا حيث بدات اثار الحضارة واضحة واصبحت القرى مبنية من الصفيح ولا يوجد شيئ غريب او مهم ... ومن مدينة كابليمة في توغو عبرنا الحدود الى دولة غانا وكانت غانا هي اسوا دول تلك المنطقة بعد نيجيربا ولم يعجبني فيها شيئ فاختصرت رحلة غانا الى 3 ايام حيث زرت منطقة كوماسي وسط غانا وهي عاصمة مملكة اشانتي الغانية والمدينة هي مركز غانا السياحي وبها اكبر سوق شعبي في افريقيا والمدينة مزدحمة بالسكان والسيارت و مغبرة وشوارعها سيئة والناس سيؤون ...
ومنهاعدت الى ابيدجان في ساحل العاج للعودة الى اليابان
التعديل الأخير تم بواسطة @ابوريان@ ; 12-03-2008 الساعة 12:30 AM
19-06-2006, 12:25 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري