أوروبا تخشى انقطاع الغاز الروسي
[frame="2 80"]
أوروبا تخشى انقطاع الغاز الروسي
الأربعاء 23, يونيو 2010
لجينيات ـ أبدت أوروبا قلقها من احتمال تعرضها لأزمة طاقة جديدة بعد تهديد روسيا البيضاء بوقف صادرات الغاز الروسي التي تعبر أراضيها ردا على تقليص روسيا الكميات المصدرة إلى جارتها الشرقية بسبب نزاع يشمل خلافا ماليا.
ومع أن الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا لا يمر كله عبر خط الأنابيب الذي يشق روسيا البيضاء, أثار الخلاف المستفحل بين الجارتين خشية لدى الأوروبيين من انقطاع جزئي, ولكنه مؤثر, للغاز الروسي.
وعبرت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مارلين هولزنر عن قلق الاتحاد الأوروبي من إمكانية أن تتأثر إمدادات الغاز الروسية لأوروبا بسبب الأزمة بين موسكو ومينسك بشأن أسعار الغاز الروسي إلى روسيا البيضاء, ورسوم عبوره إلى أوروبا عبر هذا البلد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا الثلاثاء موسكو ومينسك إلى أن تفيا بالتزاماتهما المتبادلة في ما يتعلق بإمدادات الغاز الروسي, سواء منها الموجهة إلى روسيا البيضاء أو إلى أوروبا عبر أراضي تلك الدولة.
جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشنكو الثلاثاء أنه أمر بتعليق الصادرات الروسية إلى أوروبا من خلال خط أنابيب يعبر أراضي بلاده, بعدما تحدث في وقت سابق عن احتمال نشوب حرب غاز مع روسيا.
وقال لوكاشنكو إنه أمر الحكومة بتعليق عبور الغاز إلى أوروبا ما لم تدفع غازبروم لبلاده رسوم عبور مستحقة على روسيا بقيمة 217 مليون دولار.
بيد أن الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية ألكسندر ميلر قال الأربعاء إن الغاز المصدر إلى أوروبا عبر روسيا البيضاء لا يزال يتدفق بالكميات المعتادة.
وأعلن ميلر في الأثناء أن غازبروم رفعت بدءا من صباح اليوم إلى 60% نسبة تقليص الكميات المصدرة إلى روسيا البيضاء.
وكان خفض كميات الغاز المخصصة للاستهلاك المحلي في روسيا البيضاء قد بدأ صباح الاثنين بأمر من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في خطوة تهدف إلى حمل مينسك على سداد ديون بقيمة 192 مليون دولار, تقول موسكو إنها قيمة ما استهلكته روسيا البيضاء.
وفي حال لم تتوصل الجارتان إلى تسوية للخلاف المالي, ستخفض صادرات الغاز الروسي إلى روسيا البيضاء في نهاية المطاف إلى 85%, حيث ستكفي الـ15% المتبقية بالكاد لتشغيل شبكة الغاز في ذلك البلد الذي يفتقر إلى موارد طبيعية على خلاف روسيا.
وكانت موسكو قالت إنها ستضطر إلى تحويل الكميات المصدرة إلى أوروبا عبر روسيا البيضاء إلى شبكة التصدير التي تشق أراضي أوكرانيا بعد تصاعد الخلاف بينها وبين مينسك, الذي يعزوه مراقبون إلى أسباب أخرى غير النزاعات المالية.
ومن أسباب الخلاف التي تُورد في هذا الإطار منح رئيس روسيا البيضاء لرئيس قرغيزيا المعزول كرمان باكاييف, وانسحابه في آخر لحظة من مشروع اتفاقية لاتحاد جمركي كان سيضم بلاده وروسيا وكزاخستان, فضلا عن ميله إلى توطيد العلاقة بين بلاده والاتحاد الأوروبي على حساب موسكو.
وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام إن بلاده يمكن أن تزيد كميات الغاز المصدرة عبر أوكرانيا إلى نحو 130 مليار متر مكعب سنويا من 105 مليارات حاليا لتغطية النقص الذي سيسببه قطع محتمل للإمدادات عبر روسيا البيضاء.
وأعلنت أوكرانيا -التي يمر قسم كبير من صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها- أنها تقف على الحياد في الأزمة الراهنة.
وكان خلاف مماثل بين روسيا وأوكرانيا قد تسبب مطلع العام الماضي في قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا لمدة أسبوعين, وكان ذلك في ذروة الشتاء مما سبب أزمة طاقة من بين أسوأ ما تحدث في القارة الأوروبية منذ سنوات طويلة.
المصدر: وكالات [/frame]