رحلة إلى المانيا الاتحادية
لا اجمل من الاستمتاع بالرحلات والسفر واقتناص كل فرصة متاحة لزيارة مدينة او معلم او متحف ولا تحلى وتروق الا بوجود صحبة اخيار على قدر من الاخلاق واجادة فن معرفة الآخر وأسوء ما في السفر والرحلات عندما يكون الرفقاء غير متفاهمين بل انني اسميها رحلة تعاسة . واحمد الله ان هذه الرحلة إلى المانيا جمعتني بمجموعة من الزملاء يحتار المرء ايهم اطيب .
كانت البداية من الرياض في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباحاً وكان الوصول الى مطار فرانفورت في حوالي الساعة الخامسة وخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي لفرانكفورت . المطار بحد ذاته مدينة متكاملة من كثرة الاسواق والمطاعم والفنادق وشبكات القطار الدولية والمحلية . دقة متناهية في المواعيد وسرعة عجيبة في انهاء اجراءات السفر لآلاف المسافرين يومياُ. والمطار عبارة عن مجموعة من الصالات المتباعدة تربطها شبكة من المسارات الارضية والمعلقة وتربط الصالات شبكة قطارات سريعة معلقة يطلق عليها سكاي لاين أي الخط الجوي. وتخيلوا لو ان جميع مطارات المملكة والخليج باستثناء الامارات جمعت في مكان واحد فلن تكون بروعة وتصميم ودقة مطار فرانكفورت.
ما ان وصلنا الى فرانكفورت حتى استقلينا طيران يورو فلاير في رحلة اخرى الى مدينة مونستر شمال المانيا ولست بحاجة الى اعلامكم عن الفرق بين خطوطنا السعودية وباقي الخطوط العالمية فالفرق شاسع.
كانت آخر زيارة لي الى المانيا في عام 1984م . كل شي هنا تغير الى الافضل الا الاسعار فقد تغيرت الى لاسوء فكوب من القهوة العادية في حدود 3.5 يورو أي ما يوازي ستة عشر يريال سعودي وعلبة الكوكا او البيبسي بقيمة يورو ونصف في مكائن الخدمة الذاتية أي حوالي سبعة ريالات ونصف . من الملفت للنظر ايضاً التحول الكبير في اخلاق وتعامل الالمان مع الاجانب فقد كانوا في الماضي شديدي التشدد بلغتهم ويرفضون التعامل بغيرها أما الآن فقد تغير الوضع كلياً ولعل السبب في ذلك هوالسوق الاوربية المشتركة .
الاجواء هذه الايام متقلبة في المانيا فتارة تمطر وبعدها بدقائق تشمس اما درجة الحرارة فتتراوح بين 8 درجات و18 درجة في مكان اقامتنا . في مونستر سوف تكون الاقامة لمدة خمسة ايام في رحلة عمل يعقبها زيارات خاصة لمدينتي دوزولدرف وفرانكفورت .
ومدن المانيا المعروفة متقاربة من ناحية المساحة والسكان وطبيعة الارض باستثنار برلين وميونخ وفرانكفورت اما المدن الاخرى فتتوزع عليها المصانع والشركات والخدمات بالتساوي وقد كان هذا القرار من اهم القرارات التي اتخذها الالمان بعد تدمير مدنهم اثناء الحرب العالمية الثانية .
كل شي في هذه الرحلة مر على مايرام باستثناء الصيام في هذا البلد ولهذا موضوع آخر ان شاء الله .
مدن المانيا
غالبية المدن الالمانية على ظفاف الانهار وبين الغابات واكثر المدن تخصص ممرات جميلة مشجرة ومرصوفة لهواةالمشي ولسائقي الدراجات وغالما ما تنطلق هذه الممرات من وسط المدينة الى اطرافها وقد تكون على شكل دائري حول المدينة كما في مونستر . الذوق العام هنا عاليا جداُ في كل شي ابتداء من الدراجة النارية حتى السيارة والملبس والمسكن وغير ذلك يساعدهم في ذالك الدخل المرتفع للشخص الواحد. وكما يتضح من الصور لن ترى العين ما يسوؤها من ناحية النظافة العامة .
الدرجات الهوائية.
اذا كانت المانيا هي بلد الموسيديس بنز والاودي والفلكسفاقن وغيرها فان الدراجات من ضروريات الحياة هنا حتى وان كان يملك افخم السيارات على الاطلاق. فالكثير من المدن لا تسمح بدخول السيارات الى وسط المدينة اضافة الى ندرة مواقف السيارات وارتفاع سعرها ان وجدت.
هنا في مونستر بني موقف خاص متعدد الادوار للدراجات الهوائية ويعتبر التجربة الاولى والوحيدة في المانيا كما ذكر لنا ذلك المرشد السياحي الا ان التجربة نجحت في هولندا حسب كلامه ايضاً. وقد بني هذا الموقف بالقرب من محطة القطار الرئيسية واسعاره ميسرة جداً .
دوزلدرف
تشتهر دزلدرف بمعارضها التي تقام في مجال الطباعة والملتيميديا واشهر معارضها هو معرض دروبا للطباعة الذي يقام كل اربع سنوات وتشترك فيه جميع دول العالم المنتجة والمستهلكة لاجهزة الطباعة وملحقاتها وكثرة المصانع حول محيطها الخارجي وتشتهر ايضاً ببرجها الشهير الذي يطل على جميع احياء المدينة وبه طابقان مخصصان للجمهور احدهما مطعماً راقياً والآخر بمثابة مطل للمدينة وبه مقهى للمشروبات . ويقع هذا البرج على طرف نهر الراين الشهير الذي يقسم هذه المدينة .
اترككم مع الصور فتعبيرها ادق واجمل:
برج دوزلدرف تصميم رائع يمكنك من الاطلاع على كل المدينه
ارتفاعه حوالي مئتين متر وفي اعلاه طابقين مخصصين للجمهور احدهما مطعم
والآخر مطل ومقهى.
في كل مدن المانيا لابد من وجود ممرات للمشاة وبجانبها ممرات للهواة الدراجات النارية
تحيط بها الاشجار من جميع الجوانب وغالباً ما تكون على حافة الانهر او البحيرات
صورة لنهر الراين وجزء من مدينة دوزلدرف التقطت من اعلى برج دوزلدرف
تكاسي ولكن آخر موديل ومرسيدس فياقرا
مدينة فرانكفورت من فوق احد البنايات
اول موقف متعدد الادوار للدراجات الهوائية في المانيا بمدينة مونستر
وكل طابق يتكون ايضاً من دورين من الحديد للدرجات الهوائية.
اذا كبرت الجزء العلوي من هذه الكنيسة التي تقع في مدينة مونستر سوف
ترى ثلاثة مستطيلات من الحديد عملت في اواخر القرون الوسطى ومهمتها هي
ان يوضع فيها مخالفي انظمة الكنيسة ويتركون فيها حتى الموت.
فرع نهر من النهر الذي يخترق مونستر وقد صرف صناعياً ليمر على اكبر جزء من المدينة
جانب من نهر الراين في مدينة دوزلدرف وتظهر الكثير من الجسور المعلقة التي تربط المدينه
عمائر القصدير بمدينة دوزلدرف .تصميم فريد وشكل جذاب وغريب
تنتشر الارانب بشكل كبير حول المدن نظراً لكثرة الغابات والمناطق المحمية
ولا يستطيع احد النيل منها او اصطيادها فالعقوبة قد تصل الى السجن سنه
كامله مع التغريم
21-10-2005, 03:47 AM
تعليمات المشاركة
العرض العادي
