الصين : (أمل ....... صدمة)


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 16-12-2005, 05:36 PM
  #1
مخاوي سهيل

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية مخاوي سهيل
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,500
مخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond repute
افتراضي الصين : (أمل ....... صدمة)

صدق القائل : هي الأيام كما شاهدتها دول .... من سره زمن ساءته أزمان.
بحمد من الله خُلقت وترعرعت في ظل والدي الذي قدم لنا كل سبل العيش الرغيد منذ أكثر من أربعة عقود ، لم أحتاج أحدا في يوم من الأيام قدر حاجتي لمعونة ربي أولا ثم نصائح والدي (شافاه الله) ظللنا نعيش في كنف أسرة مكونة من والدي ووالدتي و5 أشقاء وشقيقتين في بيتنا المبني من الطين في قرية وادعة هادئة لا يهمها سوى القيام بما فرض الله عليها من طاعات والذهاب إلى الحقل صباحاً والعودة منه مساءً ، كنا نتناوب على رعي عدد لا بأس به من الماشية ووالدتي (ألبسها الله ثياب الصحة) تتعهد بالاهتمام بالمنزل وببقراتنا الاثنتين تحلبها صباحاً ومساء وتخضها في قربة تسقينا من اللبن وتحتفظ بالزبد في أوان حديدية أو العكة التي لا تفارق ذلك الدبب .
مضت السنون وفرقتنا الحياة فالبنات كُتب لهم النصيب واقترن برجال وعشن مع أزواجهم والأخوان منهم من التحق بالقطاعات الأمنية ومنهم من فضل العمل في التعليم وكان نصيبي أنا لأكبر أن التحقت بالتعليم بعد مواصلة دراستي في كلية المعلمين بأبها ، ولحق بي الأوسط والأصغر .
قبل عامين ونصف العام ذهب والدي (أفديه بنفسي ومالي) إلى الرياض ليقضي مع أخوتي علي وعبد الله وأخواتي إجازة العيد وكانت هناك نقطة التحول في صحته حيث تقيء دماً، نقل بعدها إلى مستشفى قوى الأمن الداخلي ومكث هناك قرابة الشهر ، أبلغنا أطبائه أنه يعاني من تليف في الكبد وأن الحالة حرجة وليس هناك من أمل بعد الله سوى محاولة تثبيط عمل الفايروس c ونجح الأطباء بتوفيق من الله في وقف إنتشار المرض وعادت صحة الوالد إلى سابق عهده ولكن عامل تقدم العمر (82 عاماً) كان له أثر .
صام الوالد (أسبغ الله عليه الصحة) مع أخي الأصغر كامل شهر رمضان المنصرم 1426 هـ وكان غذاءه تمراً وماء سحوراً وفطوراً دون أن يشتكي من أي شيء.
وبدت مؤشرات غير مشجعة فبطنه بدأ في الانتفاخ ، حركته أخذت في التباطؤ ، ونقل إلى مستشفى سراة عبيدة حيث تفاعل الأحبة في المستشفى مع حالة الوالد وهيئت له غرفة خاصة وحظي بمتابعة من إدارة المستشفى ومن قبل الدكتور عثمان السوداني وسحبت من بطنة كمية بروتين تقدر باللترين على فترتين من الغشاء البروتيني للمعدة، في تلك الأثناء أصبحنا كأبناء خمسة نبحث عن أمل بعد الله ،زاره صديق لي سبق أن عمل زراعة كبد في الصين ونصح بالاتصال بمنسق عمليات زراعة الكبد المعتمد من السفارة السعودية السيد إبراهيم مومينج (درس وعاش في السعودية 8 سنوات).
بحصولنا على التقارير الطبية من مستشفى القوات المسلحة ومستشفى سراة عبيدة تمت مخاطبة المستشفى المركزي الأول في الصين (تانجين) ورد الرد في أقل من 4 ساعات بقبول الحالة والنسبة المتوقعة للزراعة بين 40-60% وهذه النسبة مشجعة فنحن على استعداد لقبول نسبة أقل في محاولة لفعل شيء للغالي جداً والدنا.
تولى شقيقي "علي" مسألة الحجز وعمل التأشيرات اللازمة لدخول الصين فهي تفرض على الغير الحصول على تأشيرة دخول محددة بشهر ثم تجدد 3 أشهر.
أخذت الوالد من مطار أبها في رحلة بعد المغرب ووصلنا الرياض حيث استقبلنا أرحامنا وجماعتنا ومحبي الوالد من القرى المجاورة وهم كثر ومكثنا في المطار إلى ما قبل الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل كان الوالد خلالها في مستوصف المطار.
الحجز مؤكدا على القطرية حيث تغادر إلى الدوحة ومنها إلى بكين مباشرة ولكن موظفوها في صالة الرحلات الدولية يتعاملون بفوقية ، طالبونا بتقرير عن حالة الوالد وعما إذا كان يتحمل الضغط الجوي في الأجواء بالطائرة ، أبرزت لهم التقرير المصدق من مستشفيات سعودية وحاولنا إقناعهم أننا وصلنا على السعودية هذا اليوم وأن الحالة تتحمل وفق التقارير الطبية ، حضر مدير القطرية في الرياض بعد أن تعالت الأصوات وأصر على موقف موظف الكاونتر بعدم قبول الحالة إلا بموافقة صريحة من الدسك الطبي في طيران قطر بالدوحة ، الوقت متأخراً والمحاولات بالإقناع باءت بالفشل وسط تعنت المدير وموظفوه بعدم اعترافهم بالتقارير الصادرة عن مستشفيات سعودية.
عدنا إلى منزل شقيقي علي وذهب ابو محمد إلى مكتب المؤيد للطيران وطلب أقرب رحلة إلى بكين على أي طيران كان ، تفاعل الشيخ المؤيد مع ظرفنا وحجز موظفوه لنا على طيران هونج كونج (كاثي باسفيك) في رحلة من الرياض بعد منتصف الليل حيث وصلنا إلى جزيرة هونج كونج الصينية بعد 9 ساعات طيران متواصلة خصص خلالها 5 مقاعد للوالد حيث دخل في نوم عميق خلال الرحلة التي مررنا خلالها من فوق الأجواء القطرية والبحرينية والإماراتية والعمانية والأراضي الباكستانية والهندية حتي وصلنا هونج كونج في الرابعة عصراً .
وفي تلك الجزيرة الهادئة وفي مطارها الكبير جداً الذي يعج بالمسافرين من وإلى دول الشرق الأقصى استقبلنا موظفو شركة الطيران حيث استلموا الوالد وأقنعونا أنه ضيفهم (وأثبتت لنا تلك الشركة أنها أفضل من القطرية بألف مرة وأكثر).
عامل كرسي متحرك وممرضة خصصتهما الكاثي باسفيك للوالد خلال أربع ساعات كان الوالد خلالها في ضيافتهم بمستوصف كبير وأخذنا موظف آخر إلى سوق المطار الكبير في جولة تعريفية ، لكن القلب والعقل مع الوالد في المستوصف ، يتحدث عن تلك المستعمرة الانجليزية سابقا وكيف هي الحياة هناك وعن الغلاء الفاحش ونحن نجامله بهز رؤوسنا دون أنطق ببنت شفة .
غادرنا بعدها مطار هونج كونج على طائرة من نفس الشركة إلى العاصمة الصينية بكين حيث استغرق سفرنا 4.30 ساعة وما إن هبطت الطائرة وتوقفت محركاتها وفتحت الأبواب حتى فجئت بالعزيز المسئول الإعلامي مندوب السفارة السعودية الأخ محمد بن عبد الله الشهري الذي سهل مهمتنا (كان هناك تنسيق مسبق مع السفارةالسعودية) وخرجنا من بوابة الدبلوماسيين برفقة المندوب الشهري حيث استقبلنا في الصالة الداخلية الأخ والزميل العزيز معلم اللغة الانجليزية والحاسب الآلي عبدالله محمد آل عندوس وعند بوابة الصالة كانت سيارة إسعاف مجهزة بها طبيب وممرض والمترجم في انتظارنا حيث مكثنا في طريق مزدوج من بكين إلى تانجين ساعتين ونصف الساعة ووصلنا المستشفى قبل منتصف الليل حيث أخضع الوالد لفحوص طبية مبدئية وطلب منا منسق الزراعة الأستاذ إبراهيم مومنج العودة إلى الفندق الذي سبق أن حجز لنا به .

الأخ محمد الشهري ينهي إجراءات القدوم لمطار بكين

الفندق لا يبعد سوى عشر دقائق سيراً على الأقدام ولكن سيارتهم أوصلتنا إلى هناك ، غرفة بها سريرين وصالة صغيرة ومطبخ ودورتي مياه وأثاث فاخر يعادل في السعودية فتدق 5 نجوم وبقيمة لاتتعد 120 ريالاً سعودي ، موظفو الفندق والسواق المركزية والبنوك وحتى المستشفيات لا يتحدثون سوى الصينية (قليل من الأطباء يتقن اللغة الانجليزية) وعليك أن تتصل بأحد المترجمون الصينيون من جوالك الصيني لتطلب منه أن يترجم للموظف أو الموظفة ما تريد (كم هي صعبة الغربة هناك).

إبراهيم مومينج منسق العمليات والمترجم الخاص

في صباح اليوم التالي أخبرنا الاستشاري الأول في زراعة وجراحة الأعضاء في الصين البروفيسور جو جي جن أن النتائج المخبرية والأشعة فوق الصوتية والأشعة المقطعية لن تظهر نتائجها قبل 5 أيام ، خلال تلك الفترة كانت الدقيقة بيوم في لحظات ترقب وأمل أن تكون النتائج مثلما كان ردهم الأول عبر الفاكس ، لم يكن هناك بد من أن يلازم كل منا (أنا وشقيقي) الوالد على مدار الساعة رغما أن الزيارة في غرفة العناية مرتين صباحا ومساء ولكن تعاطف الممرضين والأطباء جعلنا نتمكن من زيارته أي وقت نشاء .

رجل الأعمال المصري طارق الطافش "أبونور"

مرت الأيام وعقدنا اجتماعا مصغراً مع البروفسور جو ومنسق العمليات إبراهيم والأخ مهدي القحطاني (يرافق والدته في زراعة كبد ناجحة) ورجل الأعمال المصري طارق الطافش (يرافق والدته في زراعة كبد ناجحة ولكنه يعاني حاليا من التهاب رئوي) أسأل الله له الشفاء ، الدكتور جو يقرأ النتائج والتقارير وإنما أقرأ عيناه التي تختزل شيئاً ما لا يود أن يبوح به ، لكن آداب مهنته تقتضي أن يحيط المريض أو مرافقوه بالحالة نظر إلي وقال : (no way) أي لا أمل ! .

البروفيسور جو جي جن

نزل الخبر علينا كالصاعقة ولكنها إرادة الله وما شاء فعل ، بدأت الصدمة تتلاشى عقب ساعة من الزمن عدنا بعدها إلى الدكتور وأصررنا على طلب (كونسلتو) استشاريين لتقيم الحالة ، فتمت تلبية طلبنا وعقد عشرة أطباء في تخصصات القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والباطنية والكلى والمخ والأعصاب والأشعة والتخدير اجتماعا استغرق قرابة الساعة خرجوا بنسبة 80% يؤيدون ما قاله دكتور جو بأن تقدم الوالد في السن يحول دون إجراء عملية الزراعة ، التفت إلى ابراهيم مومنج وسألته عن أقرب رحلة إلى السعودية قال الساعة الخامسة فجرا من بكين ، غادرنا تانجين حوالي الثانية بعد منتصف الليل في جو بارد (- 5 درجات ) مع وجود ثلوج تتساقط فتؤثر على تسارع سيارة الإسعاف التي وصلت بنا في الموعد ، غادرنا بكين إلى هونج كونج ومكثنا هناك 5 ساعات لنستقل طائرة أخرى إلى البحرين في رحلة مملة دامت 10 ساعات وفي المناامة مكثنا ساعة واحدة ووصلن الرياض عند الحادية عشرة مساءً ، وبعد استراحة يوم في الرياض استشرنا الوالد هل يريد مواصلة العلاج في التخصصي (هناك موافقة مسبقة) أو مستشفى الأمن العام أو القوات المسلحة (لديه ملف في كل منهما) فقال (فديته بالنفس والمال) الديييييييييرة! قلت له أبشر وغدرنا الرياض في اليوم التالي ليبقى في منزلي تحت نظر المولى ثم مراقبة الأسرة له على مدار الساعة.

مهدي القحخطاني يسار الصورة وطارق الطافش في استراحة المستشفى


جزء من مطار هونج كونج الأكبر مطاراً بعد هيثرو في لندن


جزيرة هونج كونج لاترى الأرض إلى في المطار


أحد أقسام مستشفى تانجين


السوق الحرة في مطار هونج كونج


أحد أحياء تانجين



اسأل الله أن يسبغ عليه شأبيب العفو والعافية
__________________
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه.
وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها.
هذه قناعاتي .. وهذه أفكاري
وهذه كتاباتي بين أيديكم
أكتب ما أشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به
أنقل هموم غيري بطرق مختلفة
وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية
هي في النهاية .. مجرد رؤى لأفكاري.
مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً
يجبر قلمي على أن يحترمه
مخاوي سهيل غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 AM

سناب المشاهير