فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم؟


مجلس الترحيب للترحيب بالأعضاء الجدد

إضافة رد
قديم 23-03-2013, 03:48 AM
  #1
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِالرَّحِيم قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَة اَرْجُو الضَّغْط فِي لَوْحَةِ الْمَفَاتِيح عَلَى مِفْتَاحctrlزَائِد+ اَوْنَاقِصْ- اَوْعَجَلَة الْفَاْرَة الْمَاوْس مِنْ اَجْلِ التَّحَكُّمِ بِحَجْمِ خَطّ الْمُشَارَكَةِ كَمَا يَحْلُو لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ كَمَا وَاُؤَكِّدُ عَلَى اَنَّنِي غَيْرُ مُلْزَمَةٍ بِحَجْمِ اَيِّ خَطّ اِلَّا اِذَا اَعْلَنَ الْمُنْتَدَى عَنْ رَغْبَتِهِ بِذَلِكَ بِوُضُوحٍ مَكْتُوبٍ عَلَى صَفْحَةِ اِرْسَالِ الْمَوْضُوع؟ وَالْمُشَارَكَة سَتَكُونُ طَوِيلَةً جِدّاً؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِي اَخِي اَنْ تَقْرَاَهَا دَفْعَةً وَاحِدَة؟ بَلْ بِاِمْكَانِكَ قِرَاءَتَهَا عَلَى دَفَعَات؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تُصَوِّرَ صَفْحَةَ الْمُشَارَكَة مِنْ اَجْلِ قِرَاءَتِهَا مِنْ دَونِ اتِّصَالٍ بِالْاِنْتِرْنِتّ؟ وَذَلِكَ بِالضَّغْط عَلَى مِفْتَاحctrl وَالْحَرْفِ الْاَجْنَبِيّ s؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَتَبِعَهُمِ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين اَمَّا بَعْدَ عِبَادَ الله؟ فَالْاِنْسَانُ مِنَّا فِي هَذَا الْكَوْنِ حَرَكَتُهُ حَرَكَةٌ اِرَادِيَّةٌ اخْتِيَارِيَّة؟ وَاَمَّا حَرَكَةُ الْكَوْنِ كُلّهَا فَهِيَ حَرَكَةٌ جَبْرِيَّةٌ مُسَيَّرَة وَلَايَسْتَطِيعُ الْكَوْنُ اَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْهَا اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ لِلسَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ {ائْتِيَا طَوْعاً اَوْ كَرْهاً؟ قَالَتَا اَتَيْنَا طَائِعِين(هَلْ سَمِعْتَ اَخِي يَوْماً اَنَّ الشَّمْسَ قَالَتْ لَنْ اُشْرِق اَوْ قَالَتْ لَنْ اَغِيب؟ اَوْ اَنَّ الْقَمَرَ قَالَ لَنْ اَظْهَر؟ اَوْ قَالَتِ الْاَرْضُ لَنْ اَتَحَرَّك؟ فَكُلُّ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ مُسَيَّرَةٌ غَيْرُ مُخَيَّرَةٍ كَالْاِنْسَانِ الَّذِي كَرَّمَهُ اللهُ عَلَيْهَا جَمِيعاً وَجَعَلَهُ بِعَكْسِهَا مُخَيَّراً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الْهَائِلَةِ اَشْفَقَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَاَنْقَذَتْهَا مِنْ تَحَمُّلِ الْاَمَانَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّا عَرَضْنَا الْاَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَاَبَيْنَ اَنْ يَحْمِلْنَهَا وَاَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْاِنْسَانُ اِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولَا(وَاَحْسَنُ مَاقِيلَ فِي الْاَمَانَةِ هُنَا هُوَ حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَار؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَكَ اَخِي حُرّاً تَخْتَارُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ اَوِ الْعَمَلَ السَّيِّءَ؟ فَاَنْتَ مَثَلاً اَخِي مَعَكَ اَلْفُ لَيْرَةٍ سُورِيَّة وَتَسْتَطِيعُ اَنْ تُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى وَالِدَيْكَ اَوْاَهْلِكَ اَوْ اَبْنَائِكَ مَثَلاً اَوْاَرْحَامِكَ اَوِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَصْحَابِ الْحُقُوقِ عَلَيْك؟ وَلِكِنَّكَ اَخِي تَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ تُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ الشَّيْطَان عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَصْحَابِ السُّوءِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَحَرَكَتُكَ اَخِي هُنَا لَيْسَتْ كَحَرَكَةِ الْكَوْنِ فِيهَا اِجْبَار؟ وَاِنَّمَا هِيَ حَرَكَةٌ فِيهَا اخْتِيَارٌ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي تَسْتَطِيعُ بِرِجْلَيْكَ اَنْ تَحْضُرَ اِلَى الْمَسْجِدِ؟ اَوْ اِلَى مَكَانٍ يُعْصَى فِيهِ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْاِنْسَانَ فِي دَائِرَةِ الِاخْتِيَار؟ فَاِنِ احْتَجَّ الْكَافِرُ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ يَارَبّ لَااُنْكِرُ اَنَّكَ جَعَلْتَنِي فِي دَائِرَةِ اخْتِيَار؟ وَلِكِنَّكَ جَعَلْتَ دَائِرَةَ اخْتِيَارِي مَحْصُورَةً رَغْماً عَنْهَا وَعَنِّي فِي دَائِرَةٍ اُخْرَى مِنَ الْقَهْرِ وَالْاِجْبَار؟ وَهِيَ اَكْبَرُ مِنْ دَائِرَةِ الِاخْتِيَاِر الَّتِي اَعْطَيْتَنِي اِيَّاهَا بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً اِلَى مَالَانِهَايَة؟ بَلْ اِنَّهَا تُحِيطُ بِهَا اِحَاطَةَ السُّوَارِ بِالْمِعْصَمِ عَلَى يَدِي؟ فَيَقُولُ الله تَعَالَى نَعَمْ وَلَكِنِّي لَمْ اَجْعَلْ دَائِرَةَ الْاِجْبَارِ الَّتِي فَرَضْتُّهَا عَلَيْكَ وَاَلْزَمْتُكَ بِهَا تَعِيشُ عَلَى حِسَابِ دَائِرَةِ الِاخْتِيَارِ عِنْدَك؟ وَمِنْ تَمَامِ عَدْلِي اَيْضاً اَنِّي لَمْ اَجْعَلْ دَائِرَةَ الِاخْتِيَارِ لَدَيْكَ تَعِيشُ عَلَى حِسَابِ دَائِرَةِ الْاِجْبَار؟ وَاِنَّمَا تَجَاوَزْتُ عَدْلِي اِلَى اِحْسَانِي اِلَيْكَ؟ فَجَعَلْتُ اَكْبَرَ مَسَاحَةٍ مُمْكِنَةٍ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ الْكَوْنِيَّةِ مَقْهُورَةً وَمَجْبُورَةً مِنْ اَجْلِكَ وَمِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ بِمَا فِيهَا مِنْ شَمْسٍ وَقَمَرٍ وَنُجُومٍ وَنَهَارٍ وَلَيْلٍ وَجِبَالٍ وَبِحَارٍ وَاَنْهَارٍ وَاَنْعَامٍ وَاَرْضٍ تَعِيشُ عَلَيْهَا وَمَجَرَّاتٍ هَائِلَةٍ لَانِهَايَةَ لَهَا وَلَاحَصْرَ وَاَسْهَرُ دَائِماً عَلَى حِمَايَتِكَ مِنْ خَطَرِ نَيَازِكِهَا وَشُهُبِهَا{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ(الْمُسَخَّرَةِ لَكَ وَمِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ{لَاتُحْصُوهَا(بَلْ اِنِّي اَنَا اللهُ بِذَاتِي اَسْهَرُ عَلَى رَاحَتِكَ وَصِحَّتِكَ وَرِزْقِكَ وَخِدْمَتِكَ وَحِمَايَتِك؟ نَعَم اَنَا اللهُ جَلَّ جَلَالِي الَّذِي{لَاتَاْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَانَوْمٌ(مِنْ اَجْلِكَ وَحِرْصاً عَلَى سَلَامَتِك؟ فَاِذَا رَمَيْتَنِي وَرَمَيْتَ مَعِي مَا اَنْعَمْتُ عَلَيْكَ مِنَ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ وَرَاءَ ظَهْرِك؟ فَاِنِّي سَاَرْمِيكَ فِي جَحِيمِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَااُبَالِي؟ لِاَنِّي اَعْطَيْتُكَ دَائِرَةَ الِاخْتِيَارِ كَامِلَةً بِمَا فِيهَا وَلَمْ اَبْخَسْ مِنْهَا شَيْئاً؟ وَلَمْ اَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ اَعْطَيْتُكَ اَكْبَرَ مَسَاحَةٍ مُمْكِنَةٍ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْجَبَّارَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي جَعَلْتُهَا مَجْبُورَةً وَمَقْهُورَةً مِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ وَرَاحَتِك؟ وَلَكِنِّي اَبْقَيْتُ لِنَفْسِي مَسَاحَةً صَغِيرَةً خَاصَّةً بِي مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ هَذِهِ اَحْتَفِظُ بِحَقِّي فِي امْتِلَاكِهَا وَاَتَصَرَّفُ بِهَا كَيْفَمَا اَشَاء؟ وَقَدْ تَرَكْتُ لَكَ الْمَسَاحَةَ الْاَكْبَرَ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَار الْكَوْنِيَّةِ الْقَهْرِيَّة وَسَخَّرْتُهَا لَك؟ لَكِنِّي لَمْ اَجْعَلْ لِلشَّرِّ سَبِيلاً عَلَيْهَا بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَجَرَّاتِ وَالْكَوَاكِبِ الْهَائِلَة؟ اِلَّا الْاَرْضَ الَّتِي تَعِيشُ عَلَيْهَا وَاِلَّا فَمَا مَعْنَى وَمَا فَائِدَةُ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَيْتُكَ اِيَّاهَا؟ هَلْ تُرِيدُ اِلَهاً يَعْبَثُ مَعَكَ وَيُلَاعِبُك؟وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ سَتُسْاَلُ عَنْ اَعْمَالِكَ فِي دَائِرَةِ اخْتِيَارِكَ؟ وَلَيْسَ فِي دَائِرَةِ اضْطّرَارِكَ وَاِجْبَارِك؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاُمُورَ الَّتِي لَااخْتِيَارَ لَكَ فِيهَا؟ فَاللهُ تَعَالَى لَايَسْاَلُكَ عَنْهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَسْاَلُكَ لِمَاذَا خُلِقْتَ ذَكَراً اَوْ اُنْثَى؟ لِمَاذَا خُلِقْتَ اَبْيَضَ اَوْ اَسْوَدَ اَوْ اَحْمَرَ اَوْ اَصْفَرَ؟ لِمَاذَا كُنْتَ عَرَبِيّاً وَلَمْ تَكُنْ اَعْجَمِيّاً وَالْعَكْسُ صَحِيح؟ لِمَاذَا اَنْتَ قَصِيرُالْقَامَةِ؟ وَلَسْتَ بِالْمُتَوَسِّطِ اَوِ الطَّوِيل؟ فَهَذِهِ اُمُورٌ لَاقُدْرَةَ وَلَااخْتِيَارَ وَلَااِرَادَةَ لَكَ اَخِي بِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّاسَ يَنْشَغِلُونَ كَثِيراً بِهَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ هَلِ الْاِنْسَانُ مُسَيَّرٌ اَوْ مُخَيَّر؟ وَكَمْ يَتَكَرَّرُ هَذَا السُّؤَال؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ مُخَيَّرٌ فِي اُمُورٍ؟ وَمِنْهَا حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؟ اَوْ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ وَلَكِنَّهُ اَيْضاً مُسَيَّر؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ مَجْبُورٌ رَغْماً عَنْهُ فِي اُمُورٍ اُخْرَى؟ فَاَنْتَ اَخِي مَثَلاً مُسَيَّرٌ فِي وُجُودِك؟ وَمُسَيَّرٌ فِي مَوْتِك؟ وَمُسَيَّرٌ فِي اَنَّكَ تَتَدَرَّجُ مِنْ طُفُولَةٍ اِلَى شَبَابٍ اِلَى هَرَمٍ اِلَى شَيْخُوخَة{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ اِلَى اَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئَا(فَهَذِهِ اُمُورٌ لَاطَاقَةَ لَكَ اَخِي وَلَااِرَادَةَ لَكَ فِيهَا؟ وَلَنْ يُحَاسِبَكَ اللهُ بِسَبَبِهَا اِلَّا عَلَى عَدَمِ شُكْرِ نَعْمَائِهِ وَسَرَّائِهِ فِيهَا؟ وَاِلَّا عَلَى عَدَمِ الصَّبْرِ وَتَحَمُّلِ ضَرَّائِهِ سُبْحانه بِسَبَبِهَا؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّهُ مَهْمَا اَصَابَكَ مِنْ ضَرَّاءَ مِنَ الله؟ فَهُوَ لَايُسَاوِي شَيْئاً يُذْكَرُ اَبَداً فِي مُقَابَلَةِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الضَّخْمَةِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيْكَ سُبْحَانَه؟ وَعَلَى رَاْسِهَا نِعْمَةُ التَّوْحِيد وَالَّتِي لَنْ تَسْتَطِيعَ مَهْمَا فَعَلْتَ مِنَ الطّاعَات؟ وَمَهْمَا اَصَابَكَ مِنَ الضَّرَّاءِ وَالْبَلِيَّات؟ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْ هَذِهِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الْجَبَّارَةِ لِخَاطِرِك؟ وَالَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ بَلْ اِنَّ الضَّرَّاءَ الَّتِي يُصِيبُكَ بِهَا اللهُ سُبْحَانَه؟ قَدْ تَكُونُ فِي حَقِيقَتِهَا نِعْمَةً كَبِيرَة؟ وَرَحْمَةً حَنُونَةً؟ وَمِنَّةً عَظِيمَةً مِنَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَاَنْتَ لَاتَشْعُرُ بِذَلِكَ اَخِي؟ نَعَمْ اَخِي هَذَا الْاِلَهُ الْعَظِيمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ اَنْ تُحْرِقَ قَلْبَكَ مِنْ نَارِ حُبِّه؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ نُورِ حُبِّكَ لَهُ وَرِضَاكَ عَنْه؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّكَ مَهْمَا اَحْبَبْتَه؟ فَلَنْ تُحِبَّهُ بِمْقَدَارِ شَعْرَةٍ مِنْ حُبِّهِ لَك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الْكُبْرَى عَلَيْنَا وَحُبِّهِ لَنَا؟ اَنَّ هُنَاكَ قَاعِدَةً شَرْعِيَّة اُصُولِيَّةً فِقْهِيَّةً تَقُول؟ اَلْمَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ فَمَا مَعْنَى كَلِمَة قَاعِدَة؟ وَنَحْنُ نَسْمَعُ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ الْمُثَقَّفِينَ يَقُولُونَ مَثَلاً؟ قَاعِدَة فِقْهِيَّة؟ قَاعِدَة اُصُولِيَّة؟ قَاعِدَة نَحْوِيَّة لُغَوِيَّة عَرَبِيَّة اَوْ اَجْنَبِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ الْقَاعِدَةَ هِيَ الشَّيْءُ الَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ الْاَشْيَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقَاعِدَةَ هِيَ الْاَسَاس؟ فَحِينَمَا نَرْمِي الْاَسَاسَ وَنَبْنِي فَوْقَه؟ فَهَذَا الْاَسَاسُ يُسَمَّى قَاعِدَة؟ وَلِذَلِكَ{وَاِذْ يَرْفَعُ اِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ( أيْ يَرْفَعُ الْاَسَاسَ مِنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ الشَّرِيفَة؟ فَالْقَاعِدَةُ اِذاً هِيَ الْاَسَاس؟ فَكَيْفَ تُؤْخَذُ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ فِي دِينِنَا الْاِسْلَامِيّ؟ وَالْجَوَابُ اَنَّهَا تُؤْخَذُ مِنْ مُجْمَلِ نُصُوصِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي مَوْضُوعٍ مَا؟ فَوَصَلُوا اِلَى هَذِهِ النَّتَائِجِ الرَّائِعَةِ مِنَ الْقَوَاعِدِ الشَّرْعِيّة الْكَثِيرَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمُ اسْتَقْرَؤُوا وَاسْتَقْصَوْا وَتَحَرَّوْا نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّة؟ وَنَظَرُوا اِلَيْهَا وَفَهِمُوا مَعَانِيَهَا؟ ثُمَّ اتَّخَذُوا قَاعِدَةً تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا وَتَتَفَرَّعُ مِنْهَا اُمُورٌ اُخْرَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا تُسَمَّى قَاعِدَة؟ وَاَمَّا الِاسْتِقْرَاءُ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّ فُلَاناً اسْتَقْرَاَ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ تَتَبَّعَ الْاَخْبَار؟ وَتَتَبَّعَ كُلَّ مَا يُوجَدُ وَيَحُومُ حَوْلَ الْمَوْضُوعِ الَّذِي يَبْحَثُ فِيهِ وَيَدُلُّ عَلَيْه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا مَثَلاً؟ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِذَا تَابَ الْمُؤْمِنُ تَوْبَةً نَصُوحاً لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا أيْ تَتَبَّعُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ فَوَجَدُوا مِنْ اِجْمَالِ هَذِهِ النُّصُوصِ؟ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَتَفَضَّلُ بِكَرَمِهِ وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ يَشَاء؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَشَقَّةِ الَّتِي تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ فَقَدِ اسْتَقْرَؤُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ فَاسْتَنْبَطُوا؟ بِمَعْنَى فَهِمُوا اَنَّ هُنَالِكَ مَشَقَّاتٍ تَكُونُ عَادَةً فَوْقَ قُدْرَةِ الْاِنْسَان؟ وَقَدْ تُؤَدِّي اِلَى اُمُورٍ تَعْسِيرِيَّةٍ جِدّاً؟ وَقَدْ لَاتَتَحَمَّلُهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ؟ لِاَنَّهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا غَالِباً؟ وَلَكِنَّ الْاِسْلَامَ جَعَلَهَا تُؤَدِّي اِلَى اُمُورٍ تَيْسِيرِيَّة؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ رَؤُوفٌ بِعِبَادِه؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَتِ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ مَوْضُوعاً لِلْمُشَارَكَة؟ وَهِيَ اَنَّ الْمَشَقَّةَ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ وَلَكِنَّ الْمَشَقَّةَ نَوْعَان؟ مَشَقَّةٌ عَادِيَّة يَسْتَطِيعُ الْاِنْسَانُ اَنْ يَتَحَمَّلَهَا؟ وَاَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي فَهِيَ الْمَشَقَّةُ الَّتِي تَكُونُ فَوْقَ طَاقَتِه؟ فَحِينَمَا نَقُولُ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ رَفَعَ عَنَّا الْمَشَقَّةَ؟ فَالْمَقْصُودُ بِالْمَشَقَّةِ هُنَا هِيَ النَّوْعُ الثَّانِي الَّذِي لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَحَمَّلَه؟ وَاِلَّا فَاِنَّ كُلَّ عِبَادَةٍ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَعَمَلٍ مِنَ الْاَعْمَالِ لَايَخْلُو مِنْ مَشَقَّاتٍ يَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهَا الْاِنْسَانُ السَّلِيم؟ فَمَثَلاً اَخِي حِينَمَا تُرِيدُ اَنْ تُصَلّيَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً؟ فَاِنَّكَ تَشْعُرُ بِمَشَقَّةٍ تَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهَا؟ حِينَمَا تَقُومُ مِنَ النَّوْمِ اللَّذِيذ؟ اِلَى الْعِبَادَةِ الْاَلَذّ؟ اِلَى الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنَ النَّوْم؟ ثُمَّ تَتَوَضَّاُ وَتَذْهَبُ اِلَى الْمَسْجِد؟ وَكُلُّ ذَلِكَ فِيهِ مَشَقَّةٌ؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي هُنَا؟ هَلْ تَحْتَمِلُهَا اَوْلَاتَحْتَمِلُهَا؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي تَحْتَمِلُهَا اِنْ لَمْ تَكُنْ مَرِيضاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمَشَقَّاتِ الَّتِي نَحْتَمِلُهَا لَيْسَتْ مَرْفُوعَةً عَنَّا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايُعْفِينَا مِنْهَا؟ لِاَنَّ فِيهَا فَائِدَةً لَنَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَرَكَةَ الرِّيَاضِيَّةَ لِاَجْسَامِنَا مَثَلاً؟ فِيهَا تَعَبٌ وَمَشَقَّة؟ وَلِكِنَّ هَذِهِ الْمَشَقّةَ؟ هَلْ فِيهَا مَنْفَعَةٌ لَنَا اَوْ مَضَرَّةٌ اَخِي؟ طَبْعاً فِيهَا مَنْفَعَة؟ فَلَوْ قَالَ لَكَ خُبَرَاءُ التَّرْبِيَةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّة؟ عَلَيْكَ اَنْ تَمْشِيَ كُلَّ يَوْمٍ لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَة؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْرِقَ السُّكَّرَ وَالشُّحُومَ وَالدُّهُونَ فِي جِسْمِكَ وَالْوَزْنَ الزَّائِدَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْفَوَائِد؟ فَهَذَا الْمَشْيُ فِيهِ تَعَبٌ وَمَشَقَّة؟ لَكِنْ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ وَيَنْتُجُ عَنْهُ فَائِدَة؟ وَاَمَّا لَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي؟ اِصْعَدْ اِلَى مِئْذَنَةٍ اَوْ بُرْجٍ اَوْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ؟ وَاَلْقِ بِنَفْسِكَ اِلَى الْاَرْض؟ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ اَخِي احْتِمَالَ هَذِهِ الْمَشَقَّة؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ اَحْمَقَ كَبِير؟ فَهَذِهِ الْمَشَقَّةُ الْحَمْقَاء؟ قَدْ رَفَعَهَا اللهُ عَنْكَ وَعَنَّا وَاَعْفَانَا مِنْهَا؟ لِاَنَّهَا لَاتَجْلِبُ لَكَ اِلَّا الضَّرَرَ الْكَبِيرَ الَّذِي قَدْ يُؤَدِّي اِلَى الْمَوْت؟ وَالْاِنْسَانُ مِنَّا اَخِي فِي الْاَحْوَالِ الْعَادِيَّة؟ تَخْتَلِفُ اَحَاسِيسُهُ وَمَشَاعِرُهُ؟ عَنْ اُمُورٍ يَقَعُ فِيهَا فِي اَحْوَالٍ اضْطِّرَارِيَّة؟ فَمَثَلاً اَلْآنَ وَنَحْنُ قَادِمُونَ اِلَى بُيُوتِ الله؟ نُرِيدُ الْوُضُوءَ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاة؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَشْعُرُ بِالشِّبَعِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟ وَهَذِهِ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ الْكُبْرَى؟ فَلَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي اَنَّ الْاِنْسَانَ مِنَّا يُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ الْمَيْتَةَ؟ وَيُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ الْخِنْزِير؟ وَيُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ الْمُنْخَنِقَةَ؟ وَالْمَوْقُوذَةَ؟ وَالْمُتَرَدِّيَةَ؟ وَالنَّطِيحَةَ؟ وَغَيْرَهَا فِي حَالَةِ الضَّرُورَة؟ فَانْظُرْ اِلَى نَفْسِكَ اَخِي كَيْفَ تَتَاَفَّفُ؟ وَتَمْتَعِضُ؟ وَتَتَقَزَّزُ؟ وَتَشْمَئِزُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ ثُمَّ تَقُول؟ كَيْفَ لِي اَنْ آكُلَ مِنْ هَذِهِ الْاَشْيَاء؟ كَيْفَ لِي اَنْ آكُلَ الْمَيْتَة وَلَحْمَ الْخِنْزِير؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَقَعُ فِي الْمَجَاعَة؟ فَهَلْ تَمِيلُ نَفْسُكَ اِلَى اَكْلِ الْمَيْتَةِ اَوْ لَاتَمِيل؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ مَجَاعَتُكَ شَدِيدَة؟ طَبْعاً سَتَمِيلُ نَفْسُكَ رَغْماً عَنْكَ؟ لِمَاذَا سَتَمِيلُ نَفْسُكَ اِلَى اَكْلِ الْمَيْتَةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْمَجَاعَةِ الشَّدِيدَة؟ لِاَنَّكَ اِنْسَانٌ عِنْدَكَ غَرِيزَةٌ قَوِيَّةٌ جِدّاً؟ وَسَيَرْحَمُكَ اللهُ بِسَبَبِهَا؟ وَهِيَ غَرِيزَةُ حُبِّ الْبَقَاء؟ بِدَلِيلِ اَنَّ اَبَاكَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَكَلَ مِنَ الشَّجَرَة؟ بِسَبَبِ نُقْطَةِ ضَعْفِهِ الْكُبْرَى؟ وَهِي حُبُّ الْبَقَاءِ الَّذِي ضَحِكَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ فِيهِ وَاسْتَغَلَّهُ بِسَبَبِهِ اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ فَاِذَا لَمْ تَاْكُلْ اَخِي مِنَ الْمَيْتَة؟ فَاِنَّكَ سَتَهْلِكُ مِنَ الْجُوع؟ وَقَدْ تَمُوتُ اِذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ اَحَدٌ مِنْ اِسْعَافِكَ وَاِنْقَاذِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ لَاتَشْمَئِزُّ نَفْسُكَ رَغْماً عَنْكَ اَنْ تَاْكُلَ مِنْ هَذِهِ الْاَشْيَاء؟ وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً آخَرَ اَخِي؟ اِذَا كُنْتَ شَبْعَاناً مَعَ اَهْلِ بَيْتِك؟ ثُمَّ قُلْتَ لِاَهْلِكَ مَاذَا سَنَصْنَعُ طَعَاماً غَداً؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ اَهْلِكَ وَاَفْرَادِ اُسْرَتِكَ سَيَقُولُ لَكَ؟ لَيْسَ لَدَيَّ رَغْبَةٌ فِي تَنَاوُل ِالطَّعَام؟ مَاجَايِي عَلَى بَالِي اِشِي؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اَيْضاً شَبْعَان؟ وَاَمَّا اَخِي لَوْ كُنْتَ جَائِعاً فَدَخَلْتَ اِلَى الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ بِكَ الْجُوع؟ وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لَمْ يَنْضُجْ بَعْدُ عَلَى النَّارِ وَلَمْ يَسْتَوِي؟ فَرُبَّمَا تَفْتَحُ الْبَرَّادَ وَتَاْكُلُ مِنْهُ أيَّ شَيْءٍ بِسَبَبِ جُوعِكَ الشَّدِيد؟ وَلَكِنَّكَ فِي الْاَحْوَالِ الْعَادِيَّةِ مِنَ الشِّبَعِ لَاتَاْكُلُ مِنْهُ؟ بَلْ قَدْ تَشْمَئِزُّ مِنْ اَكْلِ طَعَامٍ تَكْرَهُهُ؟ وَاِنْ كَانَ لَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تَعِيبَ عَلَى أيِّ طَعَامٍ مِنْ نِعْمَةِ الله؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّنَا مَعَكَ نَشْمَئِزُّ مِنْ اَكْلِ الْمَيْتَة؟ لِاَنَّنَا فِي حَالَةِ شِبَع؟ بَلْ قَدْ تَتَقَزَّزُ اَنْفُسُنَا مِنْ ذَلِك؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَقَعُ فِي مَجَاعَة؟ فَاِنَّ غَرِيزَةَ حُبِّ الْبَقَاءِ سَتَتَغَلَّبُ عَلَى قَرَفِكَ وَتَقَزُّزِكَ وَاشْمِئْزَازِكَ مِنْ اَكْلِ الْمَيْتَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ؟ لِاَنَّ اللهَ قَدْ سَمَحَ لَكَ بِذَلِكَ؟ فِي آخِرِآيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ؟ فِي سُورَةِ الْمَائِدَة؟ وَلِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَشْمَئِزُّ مِنْكَ؟ وَلَاتَتَقَزَّزُ نَفْسُهُ مِنْ رَائِحَةِ فَمِكَ الْجِيفَةِ وَهِيَ كَرَائِحَةِ الْمَيْتَةِ الْجِيفَةِ وَاَنْتَ صَائِم؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ رَائِحَةَ فَمِكَ وَاَنْتَ صَائِم؟ اَطْيَبُ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؟ فَكَيْفَ تَتَقَزَّزُ اَخِي الْمُؤْمِنُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ مِنَ الْخِنْزِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَبَقِيَّةِ الْمُحَرَّمَات؟ وَاَنْتَ مَخْلُوقٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَلَايَتَقَزَّزُ مِنْكَ سُبْحَانَه؟ وَقَدْ سَمَحَ لَكَ سُبْحَانَهُ بِاَكْلِ حَاجَتِكَ مِنْهَا فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى فَقَطْ؟ وَعَلَى اَطْهَرِ مَائِدَة؟ وَفِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ اَيْضاً حِينَمَا{قَالَ اللهُ اِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ؟ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَاِنِّي اُعَذِّبُهُ عَذَاباً لَااُعَذِّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين( وَقَدْ اَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ اَخِي فِي الْقُرْآنِ اِبَاحَةَ الْاَكْلِ مِنْهَا؟ فَاِيَّاكَ اَخِي مِنْ هَذَا التَّنَطُّعِ الْمَلْعُونِ فِي الدِّينِ؟ وَهُوَ عَدَمُ اَكْلِ حَاجَتِكَ مِنْهَا مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِك؟ وَقَدْ هَلَكَ الْمُتَنَطّعُون؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَاْكُلُ مِنْ هَذِهِ الْخَبَائِثِ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِك؟ وَقَدْ كَانَ الْكِبَارُ فِي السِّنِّ يُخْبِرُونَنَا عَمَّا يُسَمَّى اَيَّامَ سَفَرْ بَرْلِك فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الْاُولَى سَنَة 1914 مُنْذُ حَوَالَيْ 99 سَنَة؟ حِينَمَا كَانَ النَّاسُ فِي مَجَاعَات؟ وَكَانَتْ اِذَا مَاتَتِ الْمَيْتَةُ اَكَلُوا مِنْهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي عَلَى حَالَتِكَ الْعَادِيَّةِ مِنَ الشِّبَعِ وَلِغَيْرِ ضَرُورَة لَاتَاْكُلُ الْمَيْتَةَ؟ لَكِنَّكَ اِذَا وَقَعْتَ فِي مَجَاعَةٍ شَدِيدَة؟ فَاِنَّ نَفْسَكَ تَمِيلُ اِلَى اَنْ تَاْكُلَ مِنْ هَذِهِ الْخَبَائِث؟ وَلَكِنَّ النُّصُوصَ الشَّرْعِيَّةَ لَاتَسْمَحُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ؟ اِلَّا بِقَدْرِ الضَّرُورَة؟ وَهِيَ مَايَسُدُّ الرَّمَقَ وَيُنْقِذُكَ مِنَ الْمَوْتِ جُوعاً؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ تَاْنَفُ نَفْسُهُ اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْمَيْتَة؟ لَكِنْ حِينَمَا يَقَعُ فِي الْمَجَاعَة؟ فَاِنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَاْكُلَ مَايَسُدُّ رَمَقَهُ؟ فَاِنَّهُ قَدْ يُعَاوِدُهُ الشُّعُورُ مُجَدَّداً بِالتَّقَزُّزِ وَالِاشْمِئْزَازِ وَالْقَرَف؟ لِاَنَّ نَفْسَهُ تَاْنَفُ وَتَسْتَنْكِفُ اَنْ تَاْكُلَ الْمَيْتَة؟ حَتَّى اَنَّ الْخُبَرَاءَ فِي فِيزْيُولُوجِيَّةِ الْاَجْسَامِ يَقُولُونَ؟ اِنَّ التَّفَاعُلَ الْكِيمَيَائِيَّ فِي النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ يَخْتَلِفُ مِنْ حَالٍ اِلَى حَال؟ فَحِينَمَا تَكُونُ الْمَجَاعَةُ الشَّدِيدَة؟ فَاِنَّ النَّفْسَ تَتَقَبَّلُ الْخَبِيثَ وَلَاتَتَضَرَّرُ مِنْهُ؟ اَمَّا حِينَمَا يَزُولُ الِاضْطّرَارُ وَالْحَاجَةُ؟ فَاِنَّهُ يَتَضَرَّرُ اِلَى دَرَجَةِ الْغَثَيَانِ وَالْاِقْيَاء؟ لِاَنَّ نَفْسَهُ تَاْنَفَ مِنْ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ الَّذِي اَنْزَلَهُ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ الْاَدْرَى بِمَشَاعِرِ الْاِنْسَانِ وَاَحَاسِيسِهِ وَمَا يَتَقَبَّلُهُ وَمَا يَنْفِرُ مِنْهُ؟فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ شِفَاءَ هَذَا الْاِنْسَانِ فِيمَا يَكْرَهُهُ اَحْيَاناً كَثِيرَة؟ حِينَمَا جَعَلَهُ يَتَقَبَّلُهُ وَلَوْ كَانَ دَوَاءً مُرّاً مِنَ الطَّاعَات؟ وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ شَقَاءَ هَذَا الْاِنْسَانِ وَمَرَضَهُ اَيْضاً فِيمَا يُحِبُّهُ اَحْيَاناً كَثِيرَةً مِنَ الْمُنْكَرَات؟ وَلِكِنَّهُ اَمَرَهُ بِالنُّفُورِ مِنْهُ وَلَوْ كَانَ مَذَاقُهُ عَسَلاً حُلْواً لَذِيذاً؟ لِاَنَّهُ مَدْسُوسٌ بِسُمُومٍ مِنَ الْمُنَغِّصَاتِ الْهَائِلَةِ؟ وَالْآهَاتِ وَالْوَيْلَاتِ مِنْ نَقْمَةِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِه؟ وَكَمْ مِنْ شَهْوَةٍ اِلَى الْحَرَامِ اَنْتَجَتْ حُزْناً طَوِيلاً وَمَآسِيَ اَلِيمَة؟ اِنْ لَمْ يُنْقِذِ الْاِنْسَانُ نَفْسَهُ باِلتُّرْيَاقِ الشَّافِي مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ وَالِاسْتِغْفَار{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ؟ وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْمَرَضَ الْقَاتِلَ لِغَيْرِ الْمُضْطَرّ؟ وَالدَّوَاءَ الْمُنْجِيَ الَّذِي يُبْقِي عَلَى حَيَاةِ الْمُضْطَّرِّ؟ سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ مُشْتَرَكٍ مِنْ بَعْضِ الْمُحَرَّمَات؟ وَسُبْحَانَ مَنْ غَضِبَ بِزِيَادَةِ الْمَرَضِ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ عَلَى الَّذِينَ{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا{لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ{كَفَرَ بِاللهِ بَعْدَ اِيمَانِهِ وَ{شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَا{ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَة(وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ مَخْرَجاً شَافِياً مِنَ الْكُفْرِلِمَنْ{اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْاِيمَان(رُخْصَةً وَاِبْقَاءً عَلَى حَيَاتِهِ وَلَوْ كَانَ مَوْتُهُ اَفْضَلَ؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ يَاسِر وَسُمَيَّة وَعَمَّارَ؟ وَلَااِثْمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً كَمَا سَيَاْتِي؟ وَلَكِنَّ الْاِثْمَ الْعَظِيمَ عَلَى مَنْ لَايَاْكُلُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَغَيْرِهَا اِبْقَاءً عَلَى حَيَاتِه{اَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ اِلَّا مَااضْطّرِرْتُمْ اِلَيْه(وَكَلِمَة فَصَّلَ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ بَيَّنَ ذَلِكَ بَيَاناً وَاضِحاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَة {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ؟ وَالدَّمُ؟ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ؟ وَمَا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ؟ وَالْمُنْخَنِقَةُ؟ وَالْمَوْقُوذَةُ؟ وَالْمُتَرَدِّيَةُ؟ وَالنَّطِيحَةُ؟ وَمَااَكَلَ السَّبُعُ؟ اِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ؟؟؟؟؟؟ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ؟ وَاَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْاَزْلَامِ؟ ذَلِكُمْ فِسْق؟ اَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي؟ اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاِسْلَامَ دِينَا؟ فَمَنِ اضْطّرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ التَّفْصِيلُ الْكَامِلُ مِنَ الرَّبِّ الْكَامِلِ لِلدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ التَّامِّ الْكَامِلِ وَمِنَ السُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ الْكَامِلِ الَّذِي يُبَيِّنُ لَنَا اَنْوَاعَ هَذِهِ الْمُحَرَّمَات{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ اِلَّا مَااضْطُّرِرْتُمْ اِلَيْه(نَعَمْ اَخِي وَهُنَاكَ فِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مَايُسَمَّى بِالضَّرُورَات؟ وَالْحَاجِيَّات؟ وَالتَّحْسِينَات؟ اَمَّا الضَّرُورَاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ اِذَا لَمْ يَفْعَلْ مَايُسَاعِدُهُ مِنْهَا اُصِيبَ بِالْهَلَاكِ حِينَمَا يَكُونُ مُضْطَّرّاً اِلَى اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْمُحَرَّم؟ فَاِذَا لَمْ يَاْكُلْ قَدْرَ حَاجَتِهِ فَاِنَّهُ يَهْلَكُ وَيَاْثَم؟ وَاَمَّا الْحَاجِيَّاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُبْقِيَ عَلَى حَيَاتِهِ بِمُسَاعَدَتِهَا؟ وَلَكِنْ يُصَابُ بِمَشَقَّةٍ كَبِيرَةٍ وَحَرَجٍ كَبِير؟ فَمَثَلاً اَلْاِيجَار؟ بِمَعْنَى تَاْجِيرُ الْبُيُوتِ وَالْعَقَارَاتِ وَالْمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ فَهَلْ هَذَا الْاِيجَارُ هُوَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ اَوْ مِنَ الْحَاجِيَّات؟ طَبْعاً اَخِي هُوَ مِنَ الْحَاجِيَّات؟ لِاَنَّ انْعِدَامَ الْاِيجَارِ فِي مُجْتَمَعٍ مَا لَايَجْعَلُ النَّاسَ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوع؟ وَلَكِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِي الْحَرَجِ الشَّدِيد؟ وَلَذَلِكَ فَاِنَّهُمْ مُحْتَاجُونَ اِلَى هَذَا التَّاْجِيرِ اَوِ الْاِيجَار؟ وَاَمَّا التَّحْسِينَاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى الْمَنْدُوبَاتِ اَوِالْمُسْتَحَبَّات؟ فَمَثَلاً بِالنِّسْبَةِ لِعَقْدِ الزَّوَاج؟ هُنَاكَ اَرْكَانٌ وَشُرُوطٌ مِنْ اَجْلِ صِحَّةِ عَقْدِ الزَّوَاجِ؟ وَمِنْهَا وُجُودُ شَاهِدَيْن؟ وَمِنْهَا اَيْضاً وُجُودُ وَلِيِّ اَمْرِهَا رَاضِياً وَمُشْرِفاً عَلَى زَوَاجِهَا؟ فَلَوْ اَنَّ امْرَاَةً مَا زَوَّجَتْ نَفْسَهَا بِرِضَا وَلِيِّ اَمْرِهَا وَاِذْنِهِ؟ لَكِنْ مِنْ دُونِ اِشْرَافِهِ عَلَى عَقْدِ الزَّوَاج؟ ثُمَّ قَالَتْ لِاِنْسَانٍ مَا زَوَّجْتُكَ نَفْسِي؟ صَحَّ الْعَقْد؟ لَكِنْ مِنْ بَابِ الْاَدَبِ التَّحْسِينِيِّ؟ اَنَّ الْمَرَاَةَ يَنْبَغِي عَلَيْهَا اَنْ تُوَكِّلَ مَنْ يَقُومُ بِعَقْدِ الزَّوَاجِ كَوَالِدِهَا اَوْ وَلَدِهَا اَوْ عَمِّهَا اَوْ خَالِهَا؟ فَهَذَا التَّوْكِيلُ هَلْ اِذَا لَمْ تَفْعَلْهُ الْمَرْاَةُ تَمُوت؟ طَبْعاً لَا؟ وَلَكِنَّهَا تَقَعُ فِي الْحَرَج؟ لِاَنَّهَا يَنْبَغِي عَلَيْهَا اَنْ تَشْعُرَ بِالْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ اِذَا كَانَتْ تَرْبِيَتُهَا سَلِيمَةً فِي بَيْتِ اَهْلِهَا؟ فَدَفْعاً لِلْحَيَاءِ شُرِعَ التَّوْكِيلُ فِي الزَّوَاج؟ فَحِينَمَا يَبْلُغُ اِنْسَانٌ مَا دَرَجَةَ الضَّرُورِيَّاتِ؟ وَلَمْ يَجِدْ اَمَامَهُ اِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَل؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَاْخُذَ مِنْهُ حَاجَتَهُ فَقَطْ دُونَ زِيَادَة؟ وَبِقَدْرِ مَايَدْفَعُ عَنْهُ الْهَلَاكَ اَوِ الضَّرَرَ اَوِ الْحَاجَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا اِلَى اَنْ قَالَ سُبْحَانَهُ فَمَنِ اضْطُّرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(اِيَّاكَ اَخِي وَاَنْتَ تَحْضُرُ دُرُوسَ الْعِلْمِ فِي الْمَسَاجِدِ؟ اَنْ تَجْعَلَ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سَبِيلاً؟ حَتَّى لَايُدَاعِبَ اَجْفَانَكَ بِالنُّعَاس؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ يَاْتِي اِلَى طُلَّابِ الْعِلْمِ؟ وَيَتَلَاعَبُ بِرُمُوشِ اَعْيُنِهِمْ؟ وَيَجْعَلُهُمْ يَضْجَرُونَ؟ وَيَشْعُرُونَ بِالنُّعَاس؟ وَاَمَّا رُوَّادُهُ وَخَنَازِيرُهُ فِي الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي؟ فَاِنَّهُ لَايَتَلَاعَبُ بِرُمُوشِ اَعْيُنِهِمْ اَبَداً؟ بَلْ يَجْعَلُهُمْ صَاحِينَ تَمَاماً؟ لَاتَرِفُّ لَهُمْ رُمُوشُ عَيْنٍ اَبَداً؟ وَلَايَغْمَضُ لَهُمْ جِفْنٌ وَهُمْ يُشَاهِدُونَ مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَم؟ وَلَكِنَّهُ يَتَلَاعَبُ بِاَعْصَابِهِمْ؟ حَتَّى يَسْمَعَ مِنْ خَنَازِيرِهِ وَكِلَابِهِ الْبَشَرِيَّةِ؟ مَايُطْرِبُ اُذُنَيْهِ وَيُثْلِجُ صَدْرَهُ وَيَحْلُو اِلَى قَلْبِهِ؟ مِنْ شَتْمِ اللهِ وَلَعْنِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله{قُتِلَ الْاِنْسَانُ مَا اَكْفَرَه(فَهَذِهِ هِيَ التَّنْشِيطَاتُ الشَّيْطَانِيَّة؟ واَمَّا التَّنْشِيطَاتُ الرَّبَّانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تُحِبُّ الْعِلْمَ؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ حَثَّ عَلَيْهِ وَالسُّنَّة؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ لَاتَتَضَجَّرُ اَبَداً؟ بَلْ تَشْعُرُ دَائِماً بِالنَّشَاطِ؟ وَاَنْتَ تَسْتَمِعُ اَوْ تَقْرَاُ الْعِلْمَ اَوْ تَكْتُبُه؟ وَاَمَّا التَّنْشِيطَاتُ الشَّيْطَانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُهَا وَبِقُوَّةٍ عِنْدَ الْمُقَامِرِين؟ حِينَمَا تَرَى اَحَدَهُمْ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالشَّدَّةِ اَوِ الضَّامَا اَوِ النَّرْدَشِير اَرْبَعَ اَوْ خَمْسَ سَاعَاتٍ؟ دُونَ اَنْ يَشْعُرَ بِكَلَلٍ اَوْ مَلَل؟ بَلْ هُوَ مُسْتَغْرِقٌ فِي حُبِّ عَدُوِّهِ الْاَكْبَرِ الشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر؟ وَقَدْ تَتَّصِلُ بِهِ زَوْجَتَهُ؟ مِنْ اَجْلِ تَنَاوُلِ طَعَامِ الْغَدَاءِ اَوِ الْعَشَاءِ وَحُضُورِهِ اِلَى الْبَيْتِ؟ لِيَجْلِسَ مَعَ اَوْلَادِهِ الْمَسَاكِين؟ لِيَشْعُرُوا بِحَنَانِهِ وَاُبُوَّتِه؟ وَحَتَّى وَلَوْ جَاءَ اَخِيراً؟ وَبَعْدَ طُولِ انْتِظَارٍ طَوِيلٍ جِدّاً اِلَى بَيْتِه؟ فَاِنَّهُ يَجْعَلُ زَوْجَتَهُ وَاَوْلَادَهُ؟ يَنْتَقِلُونَ فَوْراً وَعَلَى وَجْهِ السُّرْعَةِ وَالْعَجَلَة وَالضَّرُورَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْقُصْوَى؟ مِنْ سَقْفٍ يَدْلِفُ عَلَيْهِمْ فِي حَالَةِ غِيَابِهِ الْمَشْؤُومِ؟ اِلَى سَقْفٍ آخَرَ مِنْ حَنَانِ زَوْجِيَّتِهِ وَاُبُوَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِه{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون(وَعَفْواً وَمَعَاذَ الله؟ اَقْصِدُ اِلَى سَقْفٍ آخَرَ مَلِيءٍ بِمَزَارِيبَ مِنْ لَعْنَةِ خَمْرِهِ وَقِمَارِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ فِي حَالَةِ حُضُورِهِ الْمَشْؤُومِ اَكْثَرَ مِنْ غِيَابِهِ بِكَثِير؟ وَقَدْ تَجْلِبُ لَهُ زَوْجَتُهُ الطَّعَامَ اِلَى مَائِدَةِ الْقِمَارِ؟ فَيَقُولُ لَهَا ضَعِي الطَّعَامَ جَانِباً؟ دُونَ اَنْ يَاْكُلَ شَيْئاً؟ وَقَدْ يَحْتَرِقُ بَيْتُهُ؟ وَقَدْ تَخْرُجُ رُوحُهُ؟ وَتَنْتَهِي حَيَاتُهُ عَلَى مَائِدَةِ الْقِمَارِ؟ وَلَكِنْ لَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي؟ وَقَدِ اتَّصَلَتْ بِي زَوْجَةُ اَحَدِ هَؤُلَاءِ الْمُقَامِرِينَ وَقَالَتْ؟ اَشْكُو اَمْرِي اِلَى الله اَيَّتُهَا الْاُخْت سُنْدُس؟ وَكَمَا يَقُولُونَ فِي الْاَمْثَالِ الشَّعْبِيَّةِ عِنْدَنَا؟ اَلرَّجُلُ فِي الْبَيْتِ رَحْمَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ فَحْمَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اَوْلَادِي يَسْاَلُونَنِي دَائِماً؟ اَيْنَ اَبُونَا؟ نُرِيدُ اَنْ يُقَبِّلَنَا؟ وَنُقَبِّلَه؟ نُرِيدُ اَنْ يُعَانِقَنَا؟ وَنُعَانِقَه؟ نُرِيدُ اَنْ يَحْتَضِنَنَا اِلَى صَدْرِهِ الْحَنُونِ؟ وَنَحْتَضِنَه؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَعُدْ نَشْعُرُ بِالْاَمَانِ؟ اِلَّا فِي اَحْضَانِ اَبِينَا؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ لَقَدْ اَحْرَقْتِ قَلْبِي بِكَلَامِكِ؟ وَاَخْوَفُ مَااَخَافُهُ عَلَى اَوْلَادِكِ؟ اَنْ يَلْجَؤُوا فِي الْمُسْتَقْبَلِ؟ اِلَى اَحْضَانِ الذّئَابِ الْبَشَرِيَّةِ؟ الَّتِي تَقُومُ بِاسْتِغْلَالِهِمْ اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ بِالشُّذُوذِ مِنَ الْعَلَاقَاتِ الْجِنْسِيَّة؟ فَيَااَللهُ؟ كَمْ نَحْنُ نَظْلِمُ اَوْلَادَنَا؟ فَلَذَاتِ اَكْبَادِنَا؟ بِاللَّوْعَةِ؟ وَالْجُوعِ الْقَاتِلِ؟ اِلَى حَنَانِنَا؟ وَرَحْمَتِنَا؟ وَقُبُلَاتِنَا؟ وَضَمَّاتِهِمْ اِلَى صُدُورِنَا؟ وَضَمِّهِمْ لَنَا اِلَى صُدُورِهِمْ اَيْضاً؟ وَلَكِنَّنَا جَلَبْنَا اِلَيْهِمْ مِنْ الْهَمِّ؟ وَالِاكْتِئَابِ الدَّاخِلِيِّ الْحَادِّ الْقَاتِلِ؟ وَالِاضْطّرَابَاتِ الشَّخْصِيَّةِ الْهَائِلَةِ السُّلُوكِيَّة؟ وَاضْطّرَابَاتِ النَّوْمِ؟ وَالْيَقَظَة؟ وَمَا يُرَافِقُهُمَا مِنَ الْاَحْلَامِ الْمُزْعِجَةِ وَالْمُخِيفَةِ الْمُرْعِبَة؟ وَالِاخْتِلَالِ فِي الشَّخْصِيَّة؟ وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ يَقُودُهُمْ اِلَى الْقَتْلِ وَ الْاِجْرَامِ وَظُلْمِ الْبَشَرِيَّة؟ بَلْ وَظُلْمِ اَوْلَادِهِمْ اَيْضاً كَمَا ظَلَمْنَاهُمْ؟ لِاَنَّ فَاقِدَ الْحَنَانِ فِي الْمَاضِي مِنْ وَالِدَيْه؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يُعْطِيَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِاَوْلَادِه؟ اِلّا بِصُعُوبَةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً وَجَهْدٍ وَمَشَقّة؟ وَقَدْ لَايَكُونُ نَابِعاً مِنْ قَلْبِهِ مَعَ الْاَسَف؟ اِلَّا اِذَا تَدَارَكَتْهُ رَحْمَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيّ لِلْعَالَمِين؟ كُلُّ هَذِهِ الْمَآسِي تَحْدُث؟ وَنَحْنُ نَشْرَبُ الْخَمْر؟ وَنَلْعَبُ بِالْقِمَار؟ وَلَايَهُمُّنَا اِذَا نَجَحَ اَوْلَادُنَا فِي الْمَدَارِسِ اَوْ لَمْ يَنْجَحُوا؟ وَكُلُّ مَا يَهُمُّنَا هُوَ شَيْءٌ وَاحِدٌ فَقَطْ؟ وَهُوَ اَنْ نَشْتُمَ اللهَ اِذَا لَمْ تَفُزْ بَرْشَلُونَة فِي مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَم؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ الْاَرْضَ تَسْتَغِيثُ اِلَى اللهِ مِنْ قُوَّةِ غَيْظِهَا وَحِقْدِهَا الشَّدِيدِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْخَنَازِيرِ الْكِلَاب؟ بَلْ اِنَّهَا تَدْعُو اللهَ يَوْمِيّاً اَنْ يَاْذَنَ لَهَا حَتَّى تَنْشَقَّ وَتَبْلَعَهُمْ اِلَى جَحِيمِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَايَتَحَكُّمُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ الْاَرْضِيَّةِ اَوِ السَّمَاوِيَّةِ اَبَداً؟ وَلَايَفْعَلُ اِلَّا مَا يَحْلُو لَهُ سُبْحَانَهُ؟ مُنْتَظِراً مِنْهُمُ التَّوْبَةَ؟ حَتَّى لَايَقَعُوا فِي فَخِّ جَهَنَّمَ؟ الَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ اَيْضاً عَلَى اَحَرِّ مِنَ جَمْرِهَا؟ وَتَكَادُ تَنْفَجِرُ مِنْ غَيْظِهَا مِنْهُمْ؟ وَمِنْ تَجَرُّئِهِمْ عَلَى الله؟ وَلَنْ يَشْفِيَ غَلِيلَهَا اَبَداً؟ اِلَّا اَنْ تَقُومَ بِنَفْسِهَا بِحَرْقِهِمْ؟ وَتَعْذِيبِهِمْ؟ وَاِهَانَتِهِمْ؟ وَاُقْسِمْ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ شَدِيدَ الْعِقَابِ؟ لَنْ يَنْصُرَ اَهْلَ السُّنَّةِ عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يُرَبِّيَ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ بِبَشَّارَ وَزُمْرَتِه؟ لِاَنَّ عَدَدَ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة؟ اَكْثَرُ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنْ عَدَدِ قَوْمِي الْعَلَوِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟ وَلِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْخَنَازِير؟ لَايَجِدُونَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة مَنْ يَرْدَعُهُمْ؟ وَيُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَلَايَجِدُ اللهُ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ؟ اِلَّا الدَّيُّوثِينَ الَّذِينَ لَايَغَارُونَ عَلَى دِينِهِمْ اَبَداً؟ اِيَّاكُمْ يَا اَهْلَ السُّنَّةِ؟ اَنْ تَحْلُمُوا بِالنَّصْرِ مُجَرَّدَ حُلْمٍ؟ اِذَا كَانَ بَيْنَكُمْ وَاحِدٌ فَقَطْ مِمَّنْ يَشْتُمُ اللهَ وَيَلْعَنُه؟ اِلَّا اِذَا كُنْتُمْ مِنْ اَهْلِ هَذِهِ الْآيَة{اِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ(وَلَيْسَ مِنْ نَصْرِ اللهِ اَنْ نَقُومَ بِشَتْمِهِ وَسَبِّه؟ بَلْ اِنَّهُ سَيَنْصُرُ الشَّيْطَانَ عَلَيْنَا بِمَزِيدٍ مِنْ غَضَبِهِ وَلَعْنَتِهِ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنَّ نَصْرَ اللهِ لَايَكُونُ؟ اِلّا بِاِيقَافِ هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةِ الْاَنْجَاسِ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَاَنْ تَبْصُقُوا فِي وُجُوهِهِمْ؟ اَوْتَكْسِرُوا لَهُمْ سِنَّاً مِنْ اَسْنَانِهِمْ؟ حَتَّى يَبْصُقُوا شَيْئاً وَلَوْ قَلِيلاً؟ مِنْ دِمَائِهِمْ النَّجِسَةِ وَيَتَطَهَّرُوا مِنْهَا؟ نَعَمْ وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا؟ هَلْ نَحْنُ نَسْتَحِقُّ اَنْ يَدْعُوَ لَنَا اَوْلَادُنَا بِقَوْلِهِمْ{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا(وَهَلْ رَحِمْنَا اَوْلَادَنَا حَتَّى يَرْحَمَنَا اللهُ بِدَعْوَتِهِمُ الَّتِي لَايَنْفَعُنَا بَعْدَ مَمَاتِنَا غَيْرَهَا مِنْ عَمَلِنَا الصَّالِحِ اِذَا قُمْنَا بِتَرْبِيَتِهِمْ بِمَا يُرْضِي الله؟ هَلْ سَنَجِدُ مَنْ يَتَصَدَّقُ مِنْ اَجْلِنَا؟ اَوْ يَنْفَعُ عِبَادَ اللهِ بِعِلْمِنَا بَعْدَ مَمَاتِنَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَحْضُرَ دُرُوسَ الْعِلْمِ؟ بِتَحْرِيضٍ مِنَ التَّنْشِيطَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَجَوَائِزِهَا الثَّمِينَةِ؟ وَالَّتِي لَايُمْكِنُ اَنْ تَحْصَلَ عَلَيْهَا؟ اِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى التَّعَبِ الذّهْنِيِّ؟ وَالْمَشَقَّةِ الْعَسِيرَةِ الَّتِي يُهَوِّنُهَا اللهُ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ{فَاِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً؟ اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَا{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ اَجْرَكَ عِنْدَ اللهِ؟ بِسَبَبِ اسْتِمَاعِكَ اَوْ قِرَاءَتِكَ لِدُرُوسِ الْعِلْمِ وَكِتَابَتِهَا؟ يَفُوقُ اَجْرَ الشُّهَدَاءِ بِكَثِير؟ لِاَنَّ مُعَانَاتَكَ وَتَعَبَكَ لَايَنْقَطِعُ اَبَداً؟ مَعَ مَزِيدٍ مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي تَتَصَاعَدُ مِنْ جِسْمِكَ اِلَى عَقْلِكَ؟ لِتَكُونَ وَقُوداً لِتَفْكِيرِك؟ وَاَمَّا الشَّهِيدُ؟ فَاِنَّ مُعَانَاتَهُ تَتَوَقّفُ فَوْراً؟ اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ؟ بِمُجَرَّدِ نُزُولِ اَوَّل ِقَطْرَةٍ مِنْ دَمِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَجْرَكَ عِنْدَ اللهِ يَفُوقُ اَجْرَهُ بِكَثِيرِ هَائِلٍ جِدّاً؟ لِاَنَّ الْاَجْرَ لَايَاْتِي اِلَّا عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ بِشَرْط؟ اَنْ تَبْدَاَ اَوَّلاً بِفِقْهِ الْاَسَاسِ الَّذِي سَتَبْنِي عَلَيْهِ مِنَ الْاَرْكَانِ وَالْاَخْلَاقِ وَالْاَحْكَامِ وَالْمُعَامَلَاتِ؟ وَهُوَ عَقِيدَةُ التَّوْحِيد؟ وَاِلَّا فَلَنْ تَحْصَلَ اِلَّا عَلَى اَجْرٍ ضَعِيفٍ جِدّاً؟ لَايُضَاعِفُهُ اللهُ لَكَ؟ اِذَا كَانَ اَسَاسُكَ ضَعِيفاً فِي فِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى بَشَائِرِ الْخَيْرِ الْعَظِيمَة[مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً؟ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً اِلَى الْجَنَّة(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّنْشِيطِ الْعَظِيم[وَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ اَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ؟ رِضاً بِمَا طَلَب(نَعَمْ هَذِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّتِي اقْتَلَعَتْ بِاَجْنِحَتِهَا قُرَى الْمُؤْتَفِكَاتِ اللُّوَاطِيَّةِ مِنْ اَسَاسِهَا؟ اِنَّهَا الْيَوْمَ تَفْرِشُ اَجْنِحَتَهَا؟ بِاَحْلَى وَاَجْمَلِ مِنْ فَرْشِ الطَّاوُوسِ؟ لِطَالِبِ الْعِلْمِ؟ وَتَنْحَنِي اَمَامَهُ؟ اسْتِبْشَاراً بِهِ؟ وَمَحَبَّةً لَهُ؟ وَرِضاً بِمَا طَلَب؟ كَمَا سَجَدَتْ مِنْ قَبْلُ لِاَبِينَا آدَمَ؟ رِضاً بِمَا تَفَوَّقَ بِهِ عَلَيْهَا؟ بَعْدَ الْمُنَافَسَةِ الشَّرِيفَةِ مَعَهَا؟ حِينَمَا عَلَّمَهُ رَبُّهُ مِنَ الْاَسْمَاءِ كُلّهَا؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ اَنَّ آدَمَ سَبَّحَ بِحَمْدِ رَبِّهِ؟ وَقدَسَّ لَهُ سُبْحَانَهُ؟ بِجَمِيعِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى؟ الَّتِي عَلَّمَهُ رَبُّهُ اِيَّاهَا؟ وَالَّتِي كَانَ الْمَلَائِكَةُ يَعْجَزُونَ عَنِ الْاِحَاطَةِ بِعِلْمِهَا مِنْ اَجْلِ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ بِهَا؟ اِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ رَبُّهُمْ مِنْهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ{سُبْحَانَكَ رَبَّنَا لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا(وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْتَرِضُونَ عَلَى اللهِ كَمَا يَفْهَمُ بَعْضُ الْجُهَّال؟ وَاِنَّمَا كَانُوا يَسْتَغْرِبُونَ كَثِيراً؟ وَيَنْدَهِشُونَ مِنْ حِكْمَةِ اللهِ؟ فَقَالُوا يَارَبّ{اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ؟ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك؟ قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون}وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ جَمَاعَةً[فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَافِي الصُّبْحِ وَعَتَمَةِ الْعِشَاءِ(مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْهَائِلِ( لَاَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً(اِلَى الْمَسَاجِدِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ الله؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ اَنَّ اَكْثَرَ النَّاسِ يَتَكَاسَلُونَ عِنْدَ عَتَمَةِ الْعِشَاءِ وَالصُّبْح؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَى جَوَائِزَ عَظِيمَةٍ وَحَوَافِزَ حَتَّى يَنْشَطُوا؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ الثَّوَابَ وَالْاَجْرَ الْهَائِلَ الْعَظِيمَ يَزْدَادُ عِنْدَ اللهِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ؟ اِذَا اَخَّرَ النَّاسُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ جَمَاعَةً؟ اِلَى مَاقَبْلَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل؟ لِاَنَّ ظَلَامَ اللَّيْلِ وَعَتَمَتَهُ؟ تَزْدَادُ فِي هَذَا الْوَقْت؟ وَكُلَّمَا زَادَتْ عَتَمَةُ اللَّيْلِ وَظَلَامُهُ؟ زَادَ مَعَهَا الثَّوَابُ الْهَائِلُ عِنْدَ اللهِ اَكثَرَ وَاَكْثَر؟ وَلَكِنَّ النَّاسَ مَعَ الْاَسَف؟ لَايَطْمَعُونَ بِمَا عِنْدَ اللهِ مِنْ ثَوَابٍ اَبَداً؟ وَلَكِنَّهُمْ يَطْمَعُونَ بِمَا عِنْدَ عَدُوِّهِمُ الشَّيْطَانِ مِنْ ثَوَابٍ زَائِفٍ؟ كَالْعَسَلِ الَّذِي يَدُسُّهُ الْخَبِيثُ سُمّاً؟ حِينَمَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُ بِشَغَفٍ شَدِيد؟ وَهُوَ يُزَيِّنُ لَهُمْ زَخَارِفَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَاعَهَا وَزِينَتَهَا الْمُحَرَّمَةِ غَيْرِ الْحَلَالِ الْمُعْتَدِل؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي لَوْ تَعْلَمُ مَافِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ مِنَ الثَّوَابِ الْعَظِيم؟ فَاِنَّكَ لَاتَقُولُ بَيْتِي بَعِيدٌ اَبَداً؟ فَلَوْ جَاءَ اِنْسَانٌ مَا فَرَضاً؟ وَقَالَ لَكَ سَاَضَعُ فِي طَرِيقِكَ؟ وَعَلَى كُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا؟ لَيْرَةً مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِص؟ فَاِنَّكَ تَدْعُو اللهَ وَتَقُول؟ اَللَّهُمَّ بِاعِدِ الْمَسَافَاتِ؟ حَتَّى اَحْصَلَ عَلَى اَكْبَرِ قَدْرٍ مُمْكِنٍ؟ مِنَ اللَّيْرَاتِ الذَّهَبِيَّة؟ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَخِي؟ اَنَّكَ مَهْمَا جَمَعْتَ مِنْ حُطَامِ الْحَيَاةِ الدَّنْيَا؟ فَاِنَّ الذَّهَبَ سَيَذْهَب؟ وَالْفِضَّةَ سَتَنْفَضُّ عَنْك؟ وَالْمَالُ سَيَمِيلُ عَنْكَ اَوْ عَلَيْك؟ اَوْ تَمِيلُ عَنْهُ اِلَى حِطَامِ عِظَامِكَ؟ وَنَهْشِ لَحْمِكَ بِشَرَاهَةٍ كَبِيرَةٍ؟ فِي الْقَبْرِ وَالدُّود؟ وَلَايَبْقَى لَكَ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِكَ وَلَا اَمْوَالِك؟ وَلَايَبْقَى لَكَ اِلَّا رُوحَك؟ وَلَايَبْقَى لِرُوحِكَ اِلّا هَذِهِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ مِنْ كَلَامِ التَّوْحِيدِ الطَّيِّبِ الْخَالِصِ لِرَبِّكَ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ وَصَلَوَاتِكَ الْخَمْس؟ وَالزَّكَوَات؟ وَالصِّيَام؟ وَالْحَجّ؟ وَغَيْرَهَا مِنْ وُجُوهِ الْخَيْرِ الْكَثِيرَةِ وَالْاَخْلَاق؟ وَاَمَّا اِذَا قَالَ لَكَ سُبْحَانَهُ؟ سَاَضَعُ فِي طَرِيقِكَ؟ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا حَسَنَة؟ وَسَاَمْحُو عَنْكَ سَيِّئَةً؟ عِنْدَ خُرُوجِكَ اِلَى كُلِّ صَلَاةِ جَمَاعَة؟ فَلِمَاذَا اَخِي لَاتَقُولُ هُنَا؟ اَللَّهُمَّ بَاعِدِ الْمَسَافَات؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّنْشِيطِ الرَّبَّانِيّ؟ وَكَمْ هُوَ ضَعِيفُ التَّاْثِيرِ عَلَيْنَا؟ بِسَبَبِ ضَعْفِ اِيمَانِنَا بِالْغَيْب؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى النَّاسَ قَدِ انْكَمَشُوا عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ جَمَاعَةً فِي الْمَسَاجِدِ؟ بِمُجَرَّدِ الْبَرْدِ اَوِ الشِّتَاءِ الْخَفِيف؟ فَاِذَا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ لَايَحْلُو لَهُ اِلَّا اَنْ يُصَلّيَ فِي بَيْتِه؟ فَلِمَاذَا لَانَقُومُ بِاِقْفَالِ الْمَسَاجِدِ اِلَى الْاَبَد؟ لِمَاذَا لَانُلْغِي الصَّلَاةَ نِهَائِيّاً{فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه(نَعَمْ اِنَّ الْاِسْلَامَ سَمَحَ لَنَا اَنْ نُصَلّيَ فِي بُيُوتِنَا؟ فِي حَالَةِ الْمَطَرِ الْغَزِيرِ جِدّاً؟ وَلَكِنْ اَنْ نَتَّخِذَ مِنْ ذَلِكَ عَادَةً؟ لَانَتَخَلَّى عَنْهَا اَبَداً؟ لِعُذْرٍ اَوْ لِغَيْرِ عُذْر؟ فَهَذَا مَا لَايَسْمَحُ بِهِ الْاِسْلَامُ اَبَداً؟ وَلَولَا رَحْمَةُ اللهِ وَعِنَايَتُهُ؟ لَكَادَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ وَبِاَمْرٍ مِنَ اللهِ؟ اَنْ يُحْرِقَ بُيُوتَ مَنْ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ اَدَاءِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ لِغَيْرِ عُذْر؟ فَلِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَة هَذَا التَّفْرِيطُ اللَّئِيمُ فِي جَنْبِ الله؟ لِمَاذَا نَرَى بَعْضَ النَّاسِ يَتَحَجَّجُ بِالْخَوْفِ؟ اَوْ قَدْ يَتَخَيَّلُ اَوْيَتَوَهَّمُ الْخَوْفَ؟ مِنَ الْاَوْضَاعِ الْاَمْنِيَّةِ الْمُرْعِبَةِ عِنْدَنَا فِي سُورِيَا؟ وَالَّذِي يَمْنَعُهُ مِنَ الذَّهَابِ اِلَى الْمَسَاجِدِ؟ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْح؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي لَاتَرَاهُ يَخَافُ اَبَداً؟ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَشْتَرِيَ رَبْطَةً مِنَ الْخُبْزِ؟ فِي ظَلَامٍ شَدِيد؟ وَقَبْلَ اَذَانِ الصُّبْحِ بِسَاعَة؟ لِمَاذَا تَخَافُ اَيُّهَا اللَّئِيمُ عِنْدَ طَاعَةِ اللهِ؟ وَالصَّلَاةِ فِي بَيْتِهِ؟ وَلَاتَخَافُ عِنْدَ شِرَاءِ الْخُبْز؟ فَهَذِهِ التَّنْشِيطَاتُ الرَّحْمَانِيَّةُ؟ يَجِبُ عَلَيْنَا اَنْ نَسْتَشْعِرَعَظَمَتَهَا؟ وَخَاصَّةً مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْم؟ لِاَنَّ الْعِلْمَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ هُوَ اَسَاسُ كُلِّ شَيْءٍ فِي دِينِنَا؟ حَتَّى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَرَادَ مِنْكَ اَخِي؟ اَلَّا تَكَلَّ وَلَاتَمَلَّ؟ مِنْ عِلْمِهِ اللَّامَحْدُودِ؟ وَلَوْ كَانَ فِي اَعَالِي السَّمَاءِ وَالْاَرْضِ وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ اَوْ فِي دَاخِلِهَا؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ يَتَعَلَّقُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ اللَّامَحْدُودَةِ سُبْحَانَه وَالَّتِي لَاتُدْرِكُهَا الْاَبْصَار؟ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَطْلُبُ مِنْكَ؟ اَلَّا تَيْاَسَ مِنْ ذَلِكَ اَبَداً اَخِي؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلرَّحْمَنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرَا(حَتَّى وَلَوْ كَانَ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ لَامُتَنَاهِياً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ عِلْمُهُ لَايَنْفَدُ؟ وَلَايَكْفِيهِ الْحِبْرُ وَالْمَدَد؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحِبْرُ الْمَطْلُوبُ مِنْ اَجْلِ كِتَابَةِ عِلْمِهِ الَّلَامَحْدُودِ سُبْحَانَهُ بِحَجْمِ{الْبَحْرِ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُر( وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ اَخِي؟ اَنْ تَصْطَادَ مِنْ بَحْرِ صَيْدَلِيَّتِهِ الْهَائِلَةِ؟مِنَ السَّعَادَةِ الْكُبْرَى مِنْ اَحْسَنِ الْاَدْوِيَةِ الْمُرَّةِ اَوِ الْحُلْوَةِ اَوِالْوِقَائِيَّةِ اَوِالْعِلَاجِيَّةِ مِنَ الْاَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي؟ حَتَّى لَاتَقَعَ صَيْداً سَهْلاً؟ وَفَرِيسَةً ضَعِيفَةً؟ فِي فَخِّ الشَّيْطَان؟ وَحَتَّى تُعَالِجَ نَفْسَكَ بَعْدَ الْوُقُوعِ اَيْضاً؟ اِذَا تَمَكَّنَ مِنْكَ الشَّيْطَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَااُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْآيَاتِ؟ هِيَ اَحْسَنُ مَا اُنْزِلَ اِلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا؟ وَلَيْسَ كَمَا يَفْهَمُهُ بَعْضُ الْجَهَلَةِ؟ مِنْ اَنَّ هُنَاكَ آيَةً اَحْسَنُ مِنْ آيَة؟ وَاَمَّا السُّنَّةُ؟ فَفِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَوَاتِر؟ وَفِيهَا حَدِيثٌ اَحْسَنُ وَاَقْوَى تَوَاتُراً؟ وَفِيهَا الْقَوِيُّ؟ وَفِيهَا الضَّعِيفُ؟ وَفِيهَا الْمَوْضُوعُ؟ وَفِيهَا الْمُرْسَلُ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ اِلَّا اِذَا كَانَ مُرَادُ اللهِ مِنْ هَذِهِ الْاَحْسَنِيَّةِ بِالنِّسْبَةِ لِقُرْآنِهِ الشَّرِيف؟ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{مَانَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ اَوْ نُنْسِهَا نَاْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا اَوْ مِثْلِهَا(بِمَعْنَى اَنَّ الْآيَةَ الْمَنْسُوخَةَ هِيَ شَيْءٌ حَسَن؟ وَلَكِنَّ الْآيَةَ الْمُحْكَمَةَ هِيَ شَيْءٌ اَحْسَن؟ وَهَذَا الْمَعْنَى يُخَالِفُ رَاْيَ الَّذِينَ لَايَقُولُونَ بِالنَّسْخ؟ اَوْ بِمَعْنَى اَنَّ الْعَدْلَ الَّذِي اَمَرَ بِهِ سُبْحَانَهُ هُوَ شَيْءٌ حَسَنٌ اَنْزَلَهُ الله؟ وَعَلَيْكُمْ اَيُّهَا النَّاسُ اَنْ تَتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَااُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ؟ وَهُوَ الْاِحْسَان؟ لِاَنَّ الْعَدْلَ حَسَن؟ وَالْاِحْسَانُ اَحْسَنُ مِنَ الْعَدْل؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ؟ فَاِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ؟ كَاَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم(وَهَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ عَلَى الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُسَالِمَة؟ اَمَّا اِذَا كَانَتِ الْمُجْتَمَعَاتُ مُجْرِمَة؟ فَاِنَّ الْعَدْلَ يَكُونُ اَحْسَنَ مِنَ الْاِحْسَانِ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِحْسَانَ يَكُونُ شَيْئاً حَسَناً؟ وَلِكِنَّ الْعَدْلَ يَكُونُ اَحْسَنَ مِنْه؟ وَالْعَدْلُ الْمَطْلُوبُ مَعَ الْمُجْرِمِينَ هُنَا؟ هُوَ الْقِصَاص؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَتْرُكُوا لِاَهْلِ السُّنَّةِ؟ أيَّ خَيَارٍ مِنْ خَيَارَاتِ الْاِحْسَانِ وَالْوُدِّ وَالتَّفَاهُمِ وَالسِّلْمِيَّةِ؟ كَمَا يَحْصَلُ عِنْدَنَا فِي سُورِيَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَمَنِ انْتَصَرَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ؟ فَاُولَئِكَ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل؟ اِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ(وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَى الْاِحْسَانُ مَطْلُوباً شَرْعاً فِي كُلِّ شَيءْ؟ وَخَاصَّةً فِي مُعَامَلَةِ الْاَسْرَى مِنَ الْاَعْدَاء؟ وَفِي الِاحْتِرَاسِ مِنْ قَتْلِ الْاَبْرِيَاءِ قَدْرَ الْاِمْكَان؟ وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي دِرَاسَةُ خَرِيطَةِ الْمِنَطْقَةِ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الْقِتَال؟ وَدِرَاسَةُ مَوْقِعِهَا الْجُغْرَافِيِّ اَيْضاً جَيِّداً؟ وَكَثَافَةُ عَدَدِ السُّكَّانِ فِيهَا؟ وَتَاْمِينُ الْمَلَاجِىءِ وَالتَّحْصِينَاتِ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ الْاَبْرِيَاءِ؟ وَتَاْمِينُ مَمَرَّاتٍ سِرِّيَّةٍ آمِنَةٍ اَيْضاً؟ مِنْ اَجْلِ هُرُوبِهِمْ اِلَى مَنَاطِقَ اَكْثَرِ اَمْناً؟ وَمِنْ اَجْلِ اِيصَالِ الْمُسَاعَدَاتِ الدَّوَائِيَّةِ وَالْغِذَائِيَّةِ وَالْوِقَائِيَّةِ وَالْعِلَاجِيَّةِ اِلَيْهِمْ؟ قَبْلَ الْقِيَامِ بِاَيِّ قِتَال؟ وَعَلَى الْمُقَاتِلِينَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ؟ اَنْ يَقُومُوا بِاِعْلَامِهِمْ وَاِنْذَارِهِمْ قَبْلَ تَوْجِيهِ اَيَّةِ ضَرْبَةٍ اِلَى اَرَاضِيهِمْ؟ وَذَلِكَ حَتَّى يَقُومُوا بالِاحْتِمَاءِ اَوِ الِاخْتِبَاءِ اَوِ الْهَرَبِ؟ وَذَلِكَ حَتَّى لَايَقَعُوا جَمِيعاً؟ بِسَبَبِ اسْتِهْتَارِهِمْ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ؟ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِاَيْدِيهِمْ وَاَيْدِي الْمُؤْمِنِين؟ فَاعْتَبِرُوا يَا اُولِي الْاَبْصَار{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ اَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى اُصُولِهَا؟ فَبِاِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِين(لِاَنَّ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ؟ اَنْ يَاْخُذُوا حِذْرَهُمْ؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْعِصَابَاتِ الْاِرْهَابِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِالْمَجَازِرِ وَالْقَتْلِ وَالتَّشْبِيحِ وَالسَّرِقَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَااَجِدُ حَلّاً لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ الَّتِي يَخْتَلِطُ بِهَا الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ اِلَّا فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَلَيْسَ مِنَّا(لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءَ الضُّعَفَاءَ اِذَا وَقَعُوا ضَحِيَّةَ الْمَجَازِرِ وَالْقَتْلِ وَالتَّشْبِيحِ؟ فَلَا يَلُومُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاء؟ اَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنِّي؟ وَلَسْتُ مِنْهُمْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَتَبَرَّاُ اِلَى اللهِ مِنْهُمْ وَمِنَ الْمُجَاهِدِينَ الْقَادِمِينَ مِنْ خَارِجِ سُورِيَّا لِمُسَاعَدَةِ اِخْوَانِهِمْ فِي سوريا؟ لِاَنَّهُمُ اسْتَهْتَرُوا فِي تَعَلُّمِ الرَّمْيِ وَتَعْلِيمِهِ لِضُعَفَائِهِمْ مِنْ الْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَكِبَارِ السِّنّ؟ لِاَنَّ الرَّمْيَ لَا يَحْتَاجُ اِلَّا اِلَى قُوَّةِ قَلْبٍ فَقَطْ؟ وَلَايَحْتَاجُ اِلَى اَنْ يَسْتَغِيثَ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءُ مِنْ تَمَارِينَ رِيَاضِيَّةٍ صَعْبَةٍ شَاقَّةٍ هَائِلَةٍ جَبَّارَة؟ فَلَا حُجَّةَ لِهَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ اَبَداً فِي الْجَهْلِ بِالْعُلُومِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَعَلَى رَاْسِهَا الرَّمْيُ وَاِصَابَةُ الْهَدَفِ بِدِقَّةٍ مُمْتَازَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْكِيمْيَائِيَّةِ الْفَتَّاكَةِ وَالْجُرْثُومِيَّةِ الَّتِي يَمْلِكُهَا الْعَدُوُّ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ الْوِقَايَةُ مِنْهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَجِبُ الِاسْتِيلَاءُ عَلَيْهَا مَهْمَا كَانَ الثَّمَن؟ وَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُه سَيُحَاسِبُنَا اللهُ حِسَاباً اَلِيماً وَعَذَاباً مُهِيناً هَائِلاً شَدِيداً جِدّاً؟ لِاَنَّ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ هِيَ الْاُمَّةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ مَالَمْ يُعْطِ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ مِنَ امْتِلَاكِ غَنَائِمِ هَذِهِ الْاَسْلِحَة؟ لِاَنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْخِيَانَةِ عِنْدَ اللهِ هِيَ خِيَانَةُ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ حِينَمَا تَتْرُكُ هَذِهِ الدُّنْيَا لِلْاَشَرَارِ؟ حَتَّى يُفْسِدُوا فِيهَا بِهَذِهِ الْاَسْلِحَةِ الْخَطِيرَة؟ نَعَمْ اِنَّهَا الْخِيَانَةُ الْعُظْمَى اَيْضاً؟ حِينَمَا نَتْرُكُ هَذِهِ الْاَسْلِحَةَ الْقَاتِلَةَ فِي اَيْدِي الْاَعْدَاءِ وَلَانَسْتَوْلِي عَلَيْهَا مِنْ اَجْلِ حَظْرِ استعمالها على الطرفين المتقاتلين؟ لِاَنَّهَا مِنَ الْغَنَائِمِ الْمَشْرُوعَةِ الْحَلَال لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَحْدَهَا؟ بَلْ هِيَ مِنْ اَحَلِّ الْحَلَالِ عِنْدَ الله؟ بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَحَلَّ الْغَنَائِمَ وَاَعْطَاهَا لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَحْدَهَا فَقَطْ؟ وَلَمْ يَسْمَحْ لِبَقِيَّةِ الْاُمَمِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَنَا بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهَا؟ بَلْ كَانَ سُبْحَانَهُ يَاْمُرُهُمْ بِحَرْقِهَا؟ كَمَا اَمَرَ بَنِي اِسْرَائِيلَ بِحَرْقِ الْغَنَائِمِ مِنْ مُجْوْهَرَاتِ فِرْعَوْنَ وَاَمْوَالِهِ وَحُلِيِّهِ؟ حَتَّى صَنَعُوا مِنْهَا عِجْلاً مَعْبُوداً مِنْ دُونِ الله؟ فَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ؟ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَةَ الطَّاغُوت؟ وَلِذَلِكَ سَيُدْخِلُنَا اللهُ فِي اَشَدِّ الْعَذَابِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ بِسَبَبِ مَااَعْطَانَا مِنْ هَذِهِ الْخُصُوصِيَّاتِ مِنْ مَشْرُوعِيَّةِ امْتِلَاكِ الْغَنَائِمِ مِنَ الْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْخَفِيفَةِ وَالْكِيمْيَائِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِهَا قَهْراً مِنَ الْعَدُوّ؟ لِاَنَّهَا كَالْاَرْضِ وَالْعِرْضِ؟ حَقٌّ مُغْتَصَبٌ مَشْرُوعٌ لَنَا؟ تَرَكْنَاهُ لِاَعْدَائِنَا؟ وَلَمْ نَنْتَزِعْهَا مِنْهُمْ بِالْقُوَّةِ وَرَغْماً عَنْهُمْ؟ حَتَّى نَحْمِيَ مِنْهَا عَدُوَّنَا وَ اَنْفُسَنَا وَضُعَفَائَنَا مِمَّا يَعُودُ بِالْخَيْرِ عَلَى الْجَمِيع؟ بَلْ تَرَكْنَاهَا لِعَدُوِّنَا يَفْعَلُ بِهَا مِنَ الْمَجَازِرِالْوَحْشِيَّةِ الشَّنِيعَةِ؟ مَا يَنْدَى لَهُ جَبِينُنَا؟ دُونَ اَنْ نُحَرِّكَ نَخْوَتَنَا الْاِسْلَامِيَّةَ؟ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ اَهْلِنَا وَنَاسِنَا وَاَحْبَابِنَا وَاِخْوَتِنَا وَقُرَّةِ اَعْيُنِنَا وَاَبْنَائِنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ اَشْرَافِنَا غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ الْمُسَالِمِين؟ وَلِذَلِكَ لَااَجِدُ مَانِعاً شَرْعِيّاً بَعْدَ هَذِهِ الْمَجَازِرِ الشَّنِيعَةِ؟ مِنْ سِبَاقِ الدُّوَلِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْمَحْمُومِ اِلَى التَّسَلُّح؟ بِمُخْتَلَفِ اَنْوَاعِ الْاَسْلِحَةِ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نَوَوِيَّةً كِيمْيَائِيَّة؟ وَلَكِنْ مَاذَا يَنْفَعُ هَذَا السِّبَاقُ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَحْمُوماً؟ اِذَا لَمْ يَحْصَلْ تَدْرِيبٌ؟ مِنْ اَجْلِ اكْتِسَابِ الْمَهَارَةِ الْمُمْتَازَةِ؟ فِي الرَّمْيِ بِهَذِهِ الْاَسْلِحَةِ كَمَا اَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِذَلِك؟ وَلِذَلِكَ وَكَمَا قُلْتُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنَّ الْعِلْمَ هُوَ اَسَاسُ كُلِّ شَيْءٍ؟ بِمَا فِيهِ مِنَ الْعُلُومِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ عِنْدَ الله؟ بَلْ اِنَّ اللهَ بِذَاتِهِ يَتَدَرَّبُ عَلَيْهَا؟ بِمَا يُقَدِّرُهُ تَقْدِيراً صَائِباً يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سبحانه؟ قَبْلَ اَنْ يُصِيبَ الْهَدَفَ؟ وَيَرْمِيَهُ فِي مَقْتَل؟ وَاللهُ تَعَالَى لَايَحْتَاجُ اِلَى هَذَا التَّدْرِيب؟ وَلَكِنْ لِيُعَلّمَ مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ مِنَّا اِلَيْهِ سُبْحَانَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرَا{وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ؟ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى(فَلِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانَتَخَلَّقُ بِاَخْلَاقِ الرُّبُوبِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ؟ مِنْ هَذَا الرَّمْيِ الْمُقَدَّسِ عِنْدَ اللهِ؟ الَّذِي يَاْمُرُنَا بِقَوْلِهِ{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ؟ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ؟ وَبِمَا كُنْتُم تَدْرُسُونَ(مِنَ الْعُلُومِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ لِمَاذَا لَانُقَدِّرُ الرَّمْيَ تَقْدِيراً كَمَا اَمَرَنَا سُبْحَانَهُ حَتَّى نَصِيبَ الْهَدَفَ بِدِقَّةٍ مُمْتَازَةٍ تَحْمِي الْاَبْرِيَاءَ مِنَ الْاَعْدَاءِ قَدْرَ الْاِمْكَان؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ فَاِنَّ عَدَمَ الْعِلْمِ؟ وَهُوَ الْجَهْلُ؟ يُوقِعُكَ اَخِي فِي الْمَتَاعِبِ وَالْمَشَاكِلِ وَالْمُنَغِّصَاتِ وَالْهَلَاكِ وَالْوَيْلَات؟ وَمِنْهَا مَا حَصَلَ مَعَ اَحَدِ الْاِخْوَةِ؟ وَقَدِ اتَّصَلَ بِي عَلَى الْهَاتِفِ يَسْاَلُنِي قَائِلاً؟ لَقَدْ حَصَلَتْ مُعَاشَرَةٌ زَوْجِيَّةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجَتِي؟ فَقُلْتُ لَهُ رَجَاءً اَنْتَ تَعْلَمُ اَنِّي اُنْثَى؟ وَالْحَيَاءُ وَالْخَجَلُ مِنَ اللهِ وَمِنْكَ؟ يَمْنَعُنِي مِنْ اِجَابَتِك؟ فَقَالَ لِي لَقَدْ سَاَلْتُ رَجُلاً عَالِماً فِي الْمَسْجِدِ؟ اَمَامَ جَمْعٍ كَبِيرٍ مِنَ الْمُصَلِّينَ؟ وَقَدْ مَنَعَهُ الْحَيَاءُ وَالْخَجَلُ اَيْضاً مِنَ الْاِجَابَةِ؟ بِسَبَبِ وُجُودِ النِّسَاءِ فِي الطَّابِقِ الْعُلْوِيِّ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ يَسْمَعْنَهُ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ؟ فَمَاذَا اَفْعَل؟ فَقُلْتُ لَهُ هَنِيئاً لِهَذَا الْعَالِمِ الْجَلِيلِ؟ بِهَذَا الْحَيَاءِ مِنَ الله؟ لِمَاذَا لَمْ تَسْاَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَعَلَى انْفِرَاد؟ فَقَالَ لِي لَقَدْ مَنَعَنِي الْحَيَاءُ وَالْخَجَلُ اَيْضاً؟ بَعْدَ امْتِنَاعِهِ عَنْ اِجَابَتِي؟ وَقَامَ بِتَوْبِيخِي قَلِيلاً اَمَامَ النَّاس؟ فَقُلْتُ لَهُ يَنْبَغِي عَلَى الْعَالِمِ اَنْ يَحْفَظَ اَسْرَارَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَعُيُوبَهُمْ عِنْدَهُ؟ حَتَّى وَلَوْ فَضَحُوا اَنْفُسَهُمْ جَهْلاً اَمَامَ النَّاسِ؟ كَمَا يَحْفَظُ الطَّبِيبُ اَسْرَارَ مَرْضَاهُ وَعُيُوبَهُمْ؟ وَاَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ تَاْجِيلَ الْاَسْئِلَةِ الْمُحْرِجَةِ؟ اِلَى مَا بَعْدَ انْتِهَاءِ الدَّرْسِ؟ وَعَلَى انْفِرَاد؟ وَاِذَا سَمَحْتَ؟ اُرِيدُ اَنْ اَتَكَلَّمَ مَعَ زَوْجَتِكَ؟ حَتَّى تَشْرَحَ لِي مَاهِيَ الْمُشْكِلَة؟ فَقَالَتْ لِي زَوْجَتُهُ؟ لَقَدْ قَامَ زَوْجِي بِمُعَاشَرَتِي؟ مِنَ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْجِنْسِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ الْحَلَال؟ وَلَكِنْ فِي حَالَةٍ كُنَّا فِيهَا مُحْرِمِينَ مِنْ اَجْلِ الْحَجّ؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ اَمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اَنَّ ذَلِكَ حَرَاماً؟ فَقَالَتْ لَا مَعَ الْاَسَف؟ فَقُلْتْ لَهَا؟ لِمَاذَا هَذَا الْجَهْلُ فِي اُمُورِ دِينِكُمْ؟ فَسَكَتَتْ وَلَمْ تُجِبْنِي؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ لِاَنَّكُمْ لَاتُحِبُّونَ دُرُوسَ الْعِلْمِ؟ وَلَا التَّفَقُّهَ فِي دِينِ اللهِ؟ وَلَاتُرِيدُونَ اَنْ تَتَعَلَّمُوا شَيْئاً مِنْ اَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّةِ؟ ثُمَّ تَظُنُّونَ اَنَّ ذَلِكَ سَيُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّكُمْ؟ فَقَالَتْ لِي؟ وَاللهِ يَااُخْت سُنْدُس؟ لَقَدْ اَخْبَرَتْنِي اُخْتِي؟ اَنَّ ابْنَهَا ظَلَّ يُصَلّي؟ مِنْ دُونِ اَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الِاحْتِلَامِ؟ وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ حَتَّى صَارَ عُمُرُهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً؟ وَهُوَ لَايَدْرِي شَيْئاً عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا} فَقُلْتُ لَهَا؟ وَهَلْ يَعْذُرُ اللهُ اَحَداً مِنْكُمْ بِجَهْلِه؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْلَمُوا؟ اَنَّ الْجَاهِلَ بِجَهْلِهِ؟ لَاعُذْرَ لَهُ عِنْدَ اللهِ اَبَداً؟ لِاَنَّ اَوَّلَ كَلِمَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْرَاْ( مَاذَا لَوْ قَبَضَ رِجَالُ الشَّرِطَةِ؟ عَلَى وَاحِدٍ مِنْكُمْ مُتَلَبِّساً؟ وَضَبَطُوهُ بِالْجُرْمِ الْمَشْهُودِ؟ بِتُهْمَةِ السَّرِقَةِ مَثَلاً؟ ثُمَّ عَرَضُوهُ اَمَامَ الْقَضَاءِ؟ ثُمَّ سَاَلَهُ الْقَاضِي؟ مَاذَا تَقُولُ فِي هَذِهِ التُّهْمَةِ الْمُوَجَّهَةِ اِلَيْكَ مِنَ السَّرِقَة؟ فَاِذَا دَافَعَ السَّارِقُ عَنْ نَفْسِهِ اَمَامَ الْقَاضِي بِقَوْلِهِ؟ كُنْتُ جَاهِلاً بِالْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ؟ وَلَمْ اَكُنْ اَعْرِفُ اَنَّ السَّرِقَةَ حَرَام؟ فَهَلْ يَقُولُ لَهُ الْقَاضِي مَعَ السَّلَامَة؟ اِذْهَبْ اِلَى حَالِ سَبِيلِك؟ وَسَنَقُومُ بِاعْتِقَالِ مَنِ اتَّهَمَكَ بِالسَّرِقَةِ؟ بِتُهْمَةِ اِزْعَاجِ السَّلُطَات؟ هَلْ يَرْضَى النَّاسُ جَمِيعُهُمْ؟ مِنْ قَاضِي مِنَ الْقُضَاةِ؟ اَنْ يَقُولَ مِثْلَ هَذَا الْكَلَام؟ فَكَيْفَ يَرْضَى النَّاسُ مِنْ قَاضِي الْقُضَاةِ؟ رَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ؟ اَنْ يَقُولَ لِهَذَا الْجَاهِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ مِثْلَ هَذَا الْكَلَام؟ وَكَيْفَ يَرْضَى اللهُ اَصْلاً؟ اَنْ يَسْمَعَ مِنْ هَذَا الْجَاهِلِ؟ مِثْلَ هَذَا الْكَلَام؟ كَلَّا؟ بَلْ يَقُولُ اللهُ لِهَذَا الْجَاهِل؟ اَلَمْ اَجْعَلْ لَكَ عَيْنَيْنِ؟ تَقْرَاُ بِهِمَا دُرُوسَ الْعِلْم؟ اَلَمْ اَجْعَلْ لَكَ اُذُنَيْنِ؟ تَسْتَمِعُ بِهِمَا اِلَى دُرُوسِ الْعِلْم؟ اَلَمْ اَجْعَلْ لَكَ يَدَيْنِ؟ وَقَلَماً تُمْسِكُهُ بِهِمَا؟ مِنْ اَجْلِ كِتَابَةِ دُرُوسِ الْعِلْم؟ اَلَمْ اَجْعَلْ لَكَ لِسَاناً سَؤُولاً؟ تَسْاَلُ بِهِ الْعُلَمَاءَ؟ عَمَّا اَشْكَلَ عَلَيْكَ؟ وَصَعُبَ عَلَيْكَ فَهْمُهُ؟ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْم؟ اَلَمْ آمُرْكَ؟ وَقَوْمَكَ؟ وَالنَّاسَ اَجْمَعِينَ؟ بِقَولِي{فَاسْاَلُوا اَهْلَ الذّكْرِ اِنْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ( وَكَلِمَةُ اَهْلِ الذّكْرِ هُنَا؟ بِمَعْنَى اَهْلَ الْمُذَاكَرَة مِنَ الْعَلَمَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُذَاكِرَ مَعَهُمْ دُرُوسَ الْعِلْمِ؟ فَرْضاً وَاجِباً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَغَيْرِ مُسْلِمٍ؟ ذَكَراً وَاُنْثَى؟ تَرَاهُ يَحُجُّ فِي السَّنَةِ وَيَعْتَمِر؟ وَمَا اَكْثَرَ مَا يَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ مِنَ الحَجَّاتِ وَالْعُمْرَات؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اِذَا سَاَلْتَهُ فِي الدِّينِ؟ عَنْ فِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ؟ وَالْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ؟ وَاَرْكَانِ الْاِيمَانِ؟ وَاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ؟ بَلْ وَفِقْهِ الْحَجِّ الَّذِي يَحُجُّهُ؟ وَالْعُمْرَةِ الَّتِي يَعْتَمِرُهَا؟ فَاِنَّهُ لَايَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ شَيْئاً اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ اَيَّهُا الْاِخْوَة؟ اِنَّ اَعْظَمَ مَا تُصَابُ بِهِ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ مِنَ الْمَصَائِبِ؟ هُوَ اَنْ تَجْهَلَ فِقْهَ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ بِالدَّرَجَةِ الْاُولَى؟ ثُمَّ فِقْهَ الْاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ بِالدَّرَجَةِ الثَّانِية؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى؟ قَدْ يَتَسَامَحُ بِالْجَهْلِ فِي التَّوَسُّعِ وَالِاخْتِصَاصِ فِي فِقْهِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَخَاصَّةً الْفَرْعِيَّةَ مِنْهَا؟ وَاَمَّا فِقْهُ عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ فَلَايَتَسَامَحُ سُبْحَانَهُ اَبَداً بِالتَّقْصِيرِ فِي دِرَاسَتِهَا؟ وَلَا يَتَسَامَحُ بِالْجَهْلِ فِي الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ وَالصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ وَالنَّقِيرِ وَالْقِطْمِيرِ مِنْهَا؟ وَخَاصَّةً اِذَا مَاتَ الْمُسْلِمُ اَوْغَيْرُ الْمُسْلِمِ عَلَى هَذَا الْجَهْل؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايَغْفِرُ اَنْ يُشْرَكَ بِهِ؟ وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء(وَلِذَلِكَ لَايَكُونُ مَعَ الْجَهْلِ عُذْرٌ اَبَداً عِنْدَ اللهِ؟ فِي فِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَشَرْحِهَا وَتَعْلِيمِهَا وَتَعَلُّمِهَا مِنْ كُتُبِ شَيْخِ الْاِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة؟ وَابْنِ الْقَيِّمِ؟ وَالْاِمَامِ الطَّحَاوِي الْحَنَفِي؟ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب؟ وَشَرْحَ كِتَابِ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ لِلشَّهْرَسْتَانِيّ؟ وَغَيْرِهَا مِنَ الْكُتُبِ الْكَثِيرَة؟ وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ؟ اَنْ يُطْلِقُوا الْعَدَدَ الْاَكْبَرَ مِنَ الْفَضَائِيَّاتِ وَالْاِذَاعَاتِ وَمَوَاقِعِ النِّتِّ وَرَسَائِلِ التَّوْعِيَةِ عَلَى الْمُوبَايْلِ وَالْآيْفُونِ؟ وَبِاَشْهَرِ اللُّغَاتِ الْعَالَمِيَّةِ؟ مِنْ اَجْلِ مُنَاقَشَةِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ؟ وَشَرْحِهَا عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ؟ وَبِاُسْلُوبٍ سَهْلٍ مُبَسَّطٍ؟ يَفْهَمُهُ عَوَامُّ النَّاسِ الْجَهَلَة؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ اِنَّهَا لَمَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً اَمَامَ اللهِ؟ لَاتَتَحَمَّلُهَا الْجِبَالُ الرَّاسِيَات؟ فَكَيْفَ نَتَحَمَّلُ نَحْنُ النَّاسُ الضُّعَفَاءُ عَذَابَ اللهِ؟ اِذَا اسْتَهْتَرْنَا بِهَا؟ وَلَمْ نُعْطِهَا حَقَّهَا مِنَ الِاهْتِمَام؟ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذَلِكَ؟ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ مِنْ اَنْبِيَاءِ اللهِ وَلَارَسُولٍ؟ اِلَّا اَرْسَلَهُ اللهُ اِلَى قَوْمِهِ بِقَوْلِهِ لَهُمْ اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْء{يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرُه(وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ؟ سَيُحَاسِبُنَا اللهُ عَلَى الْعُمْيَانِ وَالطّرْشَانِ؟ اِذَا لَمْ نَقُمْ بِاِيصَالِ التَّوْحِيدِ اِلَيْهِمْ؟ عَبْرَ لُغَةِ الْاِشَارَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلصُّمِّ الطّرْشَانِ؟ وَعَبْرَ لُغْةِ الدَّبْلَجَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلْعُمْيَان؟ وَعَبْرَ لُغَةِ التَّرْجَمَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلَّذِينَ لَايَفْهَمُونَ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ مَا تَزَالُ هَذِهِ الزَّوْجَةُ مَعِي عَلَى خَطّ الْهَاتِف؟ فَقُلْتُ لَهَا مَتَى عَاشَرَكِ زَوْجُكِ جِنْسِيّاً؟ رُبَّمَا كَانَ مُحْرِماً بِالْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ؟ ثُمَّ تَحَلَّلَ مِنَ الْعُمْرَةِ وَاَصْبَحَ مُتَمَتِّعاً قَبْلَ الْحَجِّ اَيْضاً؟ فَقَامَ بِمُجَامَعَتِكِ جِنْسِيّاً فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ؟ فَهَذَا لَاشَيْءَ عَلَيْهِ؟ وَلَا اِشْكَالَ فِيهِ؟ وَرُبَّمَا كَانَ مُحْرِماً بِالْحَجِّ فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ؟ وَجَامَعَكِ قَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات؟ اَوْ بَعْدَ الْوُقُوفِ عَلَيْهَا؟ وَلِكُلٍّ حَالَتُهُ الْخَاصَّةُ؟ وَسَيَاْتِي الْجَوَابُ عَنْ هَذَا؟ فِي نِهَايَةِ الْمُشَارَكَةِ؟ اِنْ شَاءَ الله؟ وَاَعُودُ فَاَقُول؟ اِنَّ اَعْظَمَ بَلَاءٍ تُصَابُ بِهِ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟ اَنْ تَجْهَلَ اُمُورَ دِينِهَا وَاَحْكَامَه؟ وَهَذِهِ هِيَ اَعْظَمُ الْمَصَائِبِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ بَلْ هِيَ اَعْظَمُ مِنَ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَحْصَلُ عِنْدَنَا فِي سُورِيّا وَعِنْدَ اِخْوَانِنَا الرُّوهِينْجَا وَغَيْرِهَا مِنْ بَلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَم؟ وَلِذَلِكَ لَايَكُونُ مَعَ الْجَهْلِ عُذْرٌ اَبَداً؟ مَادَامَ هُنَاكَ مَنْ يُعَلّمُ النَّاسَ؟ وَيُفَقّهُهُمْ فِي اُمُورِ دِينِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّنَا نَعُودُ الْآنَ اِلَى قِصَّةِ الضَّرُورِيَّاتِ؟ وَالْحَاجِيَّاتِ؟ وَالتَّحْسِينَاتِ؟ وَالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْاُمُورِ الثَّلَاثَةِ؟ وَهِيَ اَنَّ الْمَشَقَّةَ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَنَّهُ تَفَرَّعَ عَنْ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ مِنَ الْمَشَقَّةِ الَّتِي تَجْلِبُ التَّيسِيرَ؟ مَايُسَمَّى بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْاُخْرَى الْمَعْرُوفَة؟ وَهِيَ اَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَات؟ وَالضَّرُورَاتُ تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ بِسُكُونِ حَرْفِ الدَّالِ؟ وَلَيْسَ بِفَتْحِهَا كَمَا يَنْطِقُهَا بَعْضُ الْجُهَّالِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي؟ اِذَا كُنْتَ جَالِساً عَلَى مَائِدَةِ الطَّعَامِ؟ وَقَدِ اسْتَضَافَكَ اِنْسَانٌ غَيْرُ مُسْلِمٍ فِي بَيْتِه؟ وَفَجْاَةً؟ شَعَرْتَ بِغَصَّةٍ شَدِيدَةٍ وَاَنْتَ تَاْكُل؟ وَكِدْتَّ اَنْ تَخْتَنِقَ حَتَّى الْمَوْتِ بِسَبَبِهَا؟ وَلَمْ تَجِدْ اِلَّا الْخَمْرَ عَلَى مَائِدَةِ الطَّعَام؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ اَنْ تَشْرَبَ مِنَ الْخَمْرِ؟ بِمِقْدَارِ مَا يَحْمِيكَ مِنَ الْمَوْتِ اخْتِنَاقاً فَقَطْ لَاغَيْر؟ وَاَمَّا غَيْرُ الْمُسْلِمِ فَهُوَ حُرٌّ فِي بَيْتِه؟ وَلَاتَسْتَطِيعُ اَخِي اَنْ تَفْرِضَ عَلَيْهِ اِزَالَةَ الْخَمْرِ عَنْ مَائِدَةِ بَيْتِهِ؟ اِلَّا اِذَا رَغِبَ هُوَ بِذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ؟ احْتِرَاماً لِدِينِك؟ وَلَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَحْذَرَ اَخِي؟ مِنْ اَنْ تُفَسِّرَ الضَّرُورَةَ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ هَوَاك؟ كَاَنْ يَسْاَلَكَ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً؟ لِمَاذَا لَاتَصُوم؟ فَتَقُولُ لَااَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ؟ بِسَبَبِ شُعُورِي بِالْجُوع؟ مَاشَاءَ الله عَلَى هَذَا الْمَنْطِقِ الْاَعْوَج؟ هَلْ بِمُجَرَّدِ شُعُورِكَ بِالْجُوع يَحِقُّ لَكَ اَنْ تُفْطِر؟ لِمَاذَا شَرَعَ اللهُ الصِّيَامَ اِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ اَجْلِ الْجُوعِ اِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِكَثْرَةٍ وَرَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَعِتْقِهِ مِنَ النَّارِ وَتَرْكِ قَوْلِ الزُّورِ وَالْعَمَلِ بِهِ وَمَايُرَافِقُهُ مِنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّ الضَّرُورَاتِ الَّتِي تُبِيحُ الْمَحْظُورَاتِ؟ لَيْسَتْ عَلَى اِطْلَاقِهَا؟ بَلْ لَهَا انْضِبَاطٌ شَرْعِيّ صَارِم؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي؟ اَنْ تَاْخُذَ اَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِكَ؟ حِينَمَا تَسْتَعْمِلُ رُخَصَهَا؟ بَلْ بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ؟ تُقَدَّرُ بِقَدْرِ حَاجَتِكَ اِلَيْهَا فَقَطْ دُونَ زِيَادَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الضَّرُورَةَ حِينَمَا اَبَاحَتْ وَسَمَحَتْ لَكَ؟ اَنْ تَاْكُلَ مِنَ الْمَيْتَةِ؟ ثُمَّ اَكَلْتَ مِنْهَا مَايَسُدُّ رَمَقَكَ فَقَطْ دُونَ زِيَادَةٍ؟ لِتَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ؟ فَقِفْ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ؟ وَلَاتَتَعَدَّاه؟ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ يَغْفِرُ لَكَ مَا اَكَلْتَهُ مِنْ هَذِهِ الْمَيْتَةِ مُضْطَّرّاً؟ وَلَوْ كَانَ مُحَرَّماً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً كَانَ مُضْطّرّاً اِلَى اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْمَيْتَةِ؟ اَوْ مِنَ الْخِنْزِير؟ِ اَوْ مِنْ هَذِه الْمُحَرَّمَاتِ؟ فَرَفَضَ اَنْ يَاْكُلَ مِنْهَا حَتَّى مَاتَ؟ فَهَلْ يَكُونُ مُذْنِباً اَوْ آثِماً عِنْدَ الله؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ؟ يَكُونُ مُذْنِباً وَآثِماً؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ حَرَّمَ هَذِهِ الْاَشْيَاءَ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَتِهِ؟ فَاِذَا نَتَجَ اَوْ تَرَتَّبَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ الْاَشْيَاءَ الْمُحَرَّمَةَ اِذَا لَمْ يَاْخُذْ مِنْهَا شَيْئاً مِنْ اَجْلِ الْاِبْقَاءِ عَلَى حَيَاتِهِ وَعَدَمِ هَلَاكِهِ وَمَوْتِه فَاِنَّهُ سَيَمُوتُ حَتْماً؟ فَالْوَاجِبِ عَلَيْهِ هُنَا اَنْ يَاْكُلَ مِنْهَا مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِ نَفْسِهِ مِنَ الْمَوْت؟ كَمَا اَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الطَّبِيبِ اَنْ يُعْطِيَ حُقْنَةً قَلِيلَةً جِدّاً مِنَ الْمُخَدِّرَاتِ الْمُحَرَّمَةِ كَالْمُورْفِينِ مَثَلاً؟ لِمَرِيضٍ اُصِيبَ بِكُسُورٍ وَجُرُوحٍ خَطِيرَةٍ؟ حَتَّى يَحْتَمِلَ الْوَجَعَ وَالْاَلَم؟ وَاِلَّا فَاِنَّ شُعَورَهُ بِالْاَلَمِ وَعَدَمَ احْتِمَالِهِ لَهُ؟ قَدْ يُؤَدِّي اِلَى مُضَاعَفَاتٍ خَطِيرَةٍ؟ قَدْ تُودِي بِحَيَاتِه؟ وَكَذَلِكَ الّذِي يَاْكُلُ مِنَ الْمَيْتَةِ مُضْطّرّاً؟ لِاَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى حَيَاتِكَ اَخِي؟ هُوَ الْهَدَفُ الْاَوَّلُ مِنْ اَهْدَافِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ؟ مِنْ اَجْلِ حِمَايَتِهَا بِالدَّرَجَةِ الْاُولَى؟ اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَة؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَخِي؟ اَنْ تُخَاطِرَ بِحَيَاتِك؟ اِذَا كَانَتْ تِلْكَ الْمُخَاطَرَةُ؟ فِيهَا اِغَاظَةٌ لِاَعْدَاءِ الله؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ؟ وَهُوَ مِنَ الصَّحَابَةِ الْكَرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ؟ حِينَمَا اَسَرَهُ مَلِكُ الرُّوم؟ ثُمَّ وَضَعَهُ فِي سِجْنٍ؟ وَوَضَعَ مَعَهُ لَحْمَ خِنْزِيرٍ مَشْوِيٍّ؟ وَخَمْراً مَمْزُوجاً بِالْمَاء؟ ثُمَّ سَكَتَ عَنْهُ مَلِكُ الرُّومِ ثَلَاثَةَ اَيَّامٍ؟ كَادَ فِيهَا عَبْدُ اللهِ اَنْ يَهْلِكَ مِنَ الْجُوعِ؟ حَتَّى الْتَوَى عُنُقُه؟ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ؟ قَالَ لَهُ لِمَاذَا لَمْ تَاْكُلْ؟ اَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْخَمْرِ؟ وَشَيْءٌ مِنْ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ؟ حَلَالاً فِي دِينِكُمْ؟ لِمَنْ كَانَ مُضْطّرّاً مِثْلَك؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ؟ وَلَكِنْ حَتَّى لَااُظْهِرَ ضَعْفِي اَمَامَكَ يَاعَدُوَّ الله؟ فَقَالَ لَهُ مَلِكُ الرُّوم اَنْتَ جَدِيرٌ حَقّاً بِالِاحْتِرَامِ؟ مَادُمْتَ مُتَمَسِّكاً هَكَذَا بِدِينِكَ؟ وَلَاتُرِيدُ اَنْ تُظْهِرَ ضَعْفَكَ اَمَامَ مَنْ يُخَالِفُكَ فِي دِينِك؟ فَخُذْ مِنِّي هَذِهِ الْجَائِزَةَ؟ وَانْطَلِقْ فَاَنْتَ حُرّ؟ ثُمَّ اَمَرَ مَلِكُ الرُّومِ بِاِطْلَاقِ سَرَاحِهِ وَاِكْرَامِه؟ مَاذَا نَقُولُ عَنْ اَدْعِيَاءِ الْاِسْلَامِ الَّذِينَ مَازَالُوا اِلَى الْآن؟ يَسْتَحُونَ وَيَخْجَلُونَ فِي الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ؟ مِنْ قَوْلِهِمْ اَمَامَ مَنْ يُخَالِفُهُمْ فِي دِينِهْمْ؟ اَنَا مُسْلِم؟ نَحْنُ مُسْلِمُون؟ بَلْ اِنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِالْعَارِ لَعَنَهُمُ الله؟ وَلَايَرْفَعُونَ بِذَلِكَ رَاْساً اَبَداً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَدَائِماً اَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ جَهَنَّمَ تَحْتَاجُ اِلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ وَقُوداً لَهَا؟ وَلَايُمْكِنُهَا اَنْ تَسْتَغْنِيَ عَنْهُمْ اَبَداً؟ وَلَنْ يَشْفِيَ اللهُ غَيْظَهَا اِلَّا مِنْهُمْ؟ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ مَا فَعَلَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ؟ لَمْ يُوَجِّهْ اِلَيْهِ اَيَّةَ مَلَامَةٍ؟ عَلَى مُخَاطَرَتِهِ وَاسْتِهْتَارِهِ بِحَيَاتِه؟ لِاَنَّهُ اَرَادَ بِذَلِكَ اَنْ يُظْهِرَ هَيْبَةَ الْاِسْلَامِ وَ الْمُسْلِمِ؟ وَقُوَّتَهُ اَمَامَ عَدُوِّه؟ وَلِاَنَّهُ لَاشَيْءَ يَغِيظُ الْعَدُوَّ وَفِيهِ انْتِصَارٌ لِلْحَقِّ وَالْاِيمَانِ؟ كَالثَّبَاتِ عَلَى الْعَقِيدَةِ؟ وَالتَّشَبُّثِ بِهَا وَبِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ؟ كَقُوَّةِ ثَبَاتِ الْجَبَلِ فَوْقَ رُؤُوسِ بَنِي اِسْرَائِيل{ وَاِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَاَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا اَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة}وَاَمَّا فِي الْحَالَاتِ الْعَادِيَّةِ؟ فَاِنَّكَ اَخِي اِذَا لَمْ تَاْكُلْ؟ تَكُونُ آثِماً؟ لِاَنَّ عَدَمَ الْاَكْلِ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ؟ يُؤَدِّي اِلَى هَلَاكِك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اُكْرِهَ الْمُسْلِمُ اَوْ اُجْبِرَ عَلَى الْكُفْرِ تَحْتَ التَّعْذِيبِ الشَّدِيدِ حَتَّى الْمَوْت؟ وَاَقُولَ لَكَ اَخِي هُوَ مُخَيَّرٌ بَيْنَ اَمْرَيْن؟ اِمَّا اَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى اِغَاظَتِهِ لِاَعْدَاءِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ وَهَذَا اَفْضَلُ عِنْدَ الله؟ وَاِمَّا اَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقِيَ وَيَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنَ الْهَلَاكِ وَهُوَ مَايُسَمَّى بِالتَّقِيَّةِ غَيْرَ مُنْشَرِحِ الصَّدْرِ بِكُفْرِه؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَاشَرَح بِالْكُفْرِ صَدْراً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ صَدْرَهُ يَنْشَرِحُ بِكُفْرِهِ؟ وَلَكِنَّهُ تَضَايَقَ صَدْرُهُ جِدّاً بِمَا قَالَ؟ وَشَعَرَ بِالْاَلَمِ الشَّدِيد؟ وَهَذَا مَاحَدَثَ فِعْلاً فِي صَدْرِ الْاِسْلَامِ الْاَوَّلِ مَعَ يَاسِرَ الْاَبِ؟ وَسُمَيَّةَ الْاُمِّ؟ وَوَلَدِهِمَا عَمَّارَ؟ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً؟ اَمَّا سُمَيَّةُ وَيَاسِرُ؟ فَاِنَّهُمَا بَقِيَا وَمَا زَالَا عَلَى عَقِيدَتِهِمَا؟ وَلَمْ يَتَلَفَّظَا بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ تَحْتَ التَّعْذِيبِ الشَّدِيدِ حَتَّى مَاتَا؟ وَاَمَّا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرُ؟ فَلَمْ يَسْتَطِعْ تَحَمُّلَ هَذَا الْعَذَابِ؟ حَتَّى صَارَ كَالْمَجْنُونِ؟ لَايَدْرِي مَاذَا يَقُولُ؟ مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ؟ كَمَا هُوَ يَقُولُ ذَلِكَ عَنْ نَفْسِه؟ فَلَمَّا قُلْتُهَا؟ اَطْلَقُوا سَرَاحِي؟ فَقَالَ النَّاسُ لَقَدِ ارْتَدَّ عَمَّارُ عَنْ دِينِه؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؟ اِنَّ عَمَّارَ لَمْ يَرْتَدَّ عَنْ دِينِه؟ وَاِنَّ الْاِيمَانَ مِنْ مَفْرَقِ رَاْسِهِ؟ اِلَى اَخْمَصِ قَدَمَيْهِ؟ وَيَتَرَعْرَعُ فِي صَدْرِهِ؟ وَبَيْنَ اَضْلَاعِهِ وَجَنْبَيْه؟ عَمَّارُ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَة؟ يَدْعُوهُمْ اِلَى الله؟ وَيَدْعُونَهُ اِلَى النَّار؟ ثُمَّ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِلَّا مَنْ اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْاِيمَان(فَنَجَا عَمَّارُ بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ تَدَاعِيَاتِ كَلِمَةِ الْكُفْرِ الْخَطِيرَةِ الَّتِي نَطَقَهَا؟ كَمَا نَجَا اَصْحَابُ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ الَّذِينَ قَتَلُوهُ مِنْ تَدَاعِيَاتِ قَتْلِهِ الْخَطِيرَة؟ حِينَمَا فَاءَتْ هَذِهِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَرَجَعَتْ اِلَى اَمْرِ الله؟ وَاَصْبَحَتْ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ وَمِنْ اَهْلِ الْجَمَاعَةِ مَعَ سَيِّدِ الْجَمَاعَةِ وَسَيِّدِ شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ حِينَمَا خَلَعَ نَفْسَهُ مِنْ خِلَافَةِ الْمُسْلِمِينَ وَبَايَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَقْناً لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِين؟ فَكَانَ الْحَسَنُ بِذَلِكَ اِمَامَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّتِي تَنْبُذُ الْفِرْقَةَ؟ وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ كَانَ لَهُ سَبْقُ الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ فِي تَفْعِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَاَقْسِطُوا اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين؟ اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون؟ يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَايَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى اَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ؟ وَلَانِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى اَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ؟ وَلَاتَلْمِزُوا اَنْفُسَكُمْ؟ وَلَاتَنَابَزُوا بِالْاَلْقَاب؟ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْاِيمَان؟ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَاُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون(وَهَذَا مَافَعَلَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ شِيعَتِهِ الَّذِينَ مَازَالُوا اِلَى الْآنَ يَزْعُمُونَ مَحَبَّةَ آلِ الْبَيْتِ وَالْوَلَاءَ لَهُمْ؟ وَهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ مِنْ اَلَدِّ اَعْدَاءِ آلِ الْبَيْت؟ وَمِنْ اَلَدِّ اَعْدَاءِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة؟ وَمِنْ اَشَدِّ السَّاعِينَ اِلَى الْفُرْقَةِ وَالْفِتْنَة؟ وَقَدْ سَخِرُوا مِنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَمَزُوهُ وَعَابُوهُ بِاَقْبَحِ الْكَلِمَات؟ وَقَدْ نَابَزُوهُ بِاَخَسِّ الْاَلْقَابِ حِينَمَا كَانُوا يُنَادُونَهُ وَيُؤْذُونَهُ بِقَوْلِهِمْ يَامُذِلَّ الْمُؤْمِنِين بَعْدَ اَنْ كَانُوا يُنَادُونَهُ بِيَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ وَظَلَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَتَحَمَّلُ مِنْ اَذَاهُمْ حَتَّى مَاتَ شَهِيداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ وَسِيَادَةِ شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ مَعَ اَخِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ اَجْمَعِين؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُرَجِّحُ اَنْ مَنْ قَامَ بِقَتْلِ عَمَّارَ هُمْ اَحْفَادُ الْمُجُوسِيِّ اَبِي لُؤْلُؤَةَ الْفَارِسِيِّ الَّذِي قَتَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه وَلَيْسَ فِئَةَ مُعَاوِيَةَ التَّائِبَة الَّتِي كَانَتْ بَاغِيَة؟ لِاَنَّ عَمَّارَ كَانَ يَدْعُو اِلَى الْاِصْلَاحِ بَيْنَ الْفِئَتَيْن؟ وَهَذَا هُوَ الذُّلُّ بِعَيْنِهِ عِنْدَ اَحْفَادِ الْمَجُوسِ الَّذِينَ لَايُنَاسِبُهُمْ اَبَداً اَنْ يَكُونَ الْعَرَبُ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِد؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا طَمِعُوا كَثِيراً اِلَى دَرَجَةِ الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ عَلَى الْعَرَب بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ مِنَّا اَهْلَ الْبَيْت(وَكَاَنَّهُمْ ظَنُّوا اَنْفُسَهُمْ كَالْيَهُود اَنَّهُمْ شَعْبُ اللهِ الْمُخْتَارُ بَعْدَمَا سَمِعُوا ثَنَاءَ رَسُولِ اللهِ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ؟ وَاَنَّ الْعَرَبَ يَنْبَغِي اَنْ يَكُونُوا دَوَابَّ وَحَمِيرَ لَهُمْ يَرْكَبُونَ عَلَيْهَا كَيْفَمَا شَاؤُوا؟ وَاَنَّ الَّذِي يَرَى نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَرَبِ يَنْبَغِي اَنْ يُقْتَلَ وَلَوْغَدْراً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّارَ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا كَانَتْ وَمَاتَزَالُ تَلْتَهِبُ فِي قُلُوبِهِمْ وَتَجْعَلُهَا تَغْلِي حَسَداً وَضَغِينَةً وَحِقْداً عَلَى الْعَرَبِ وَدِينِهِمُ الْاِسْلَامِيِّ الَّذِي يَقُول[لَافَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى اَعْجَمِيٍّ وَلَا لِاَبْيَضَ عَلَى اَسْوَدَ اِلَّا بِالتَّقْوَى وَالْعَمَلِ الصَّالِح(وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا وَمَازَالُوا يُرِيدُونَ الْفَضْلَ كُلَّ الْفَضْلِ لَهُمْ عَلَى الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ بِالتَّقْوَى؟عَفْواً اَقْصِدُ بِالتَّقِيَّةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي ظَاهِرُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَبَاطِنُهُ فِيهِ عَذَابُ الْحِقْدِ الدَّفِينِ وَالْحَسَدِ وَالْعَدَاوَةِ الشَّدِيدَةِ لِلْمُسْلِمِينَ وَ لِلْعَرَبِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مِنَ الشِّيعَةِ فَلَايَهْتَمُّونَ اَبَداً اِلَّا بِقَوْمِيَّتِهِمُ الْفَارِسِيَّة؟؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هُنَاكَ ضَرُورَة؟ وَالضَّرُورَةُ فِيهَا مَشَقَّة؟ وَالْمَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كُنَّا نَرْكَبُ فِي الطَّائِرَةِ بِاَمَانِ الله؟ وَفَجْاَةُ وَبِسَبَبِ عُطْلٍ فَنِّيٍّ خَارِجٍ عَنْ اِرَادَتِنَا؟ سَقَطَتْ هَذِهِ الطَّائِرَةُ فِي جَزِيرَةٍ قُطْبِيَّةٍ ثَلْجِيَّةٍ نَائِيَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَعْزُولَةٍ عَنِ الْعَالَمِ الْخَارِجِيّ؟ وَلَاتَصِلُ اِلَيْهَا وَلَيْسَ فِيهَا أيّةُ مُسَاعَدَات؟ وَمَعَ مُرُورِ الْاَيَّامِ لَمْ يَعُدْ لَدَيْنَا مَانَاْكُلُهُ مِنَ الْمُعَلَّبَات؟ وَقَدْ اَكَلْنَاهَا كُلَّهَا بِحَمْدِ الله؟ وَالْآن نَكَادُ نَمُوتُ مِنَ الْجُوع؟فَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُضْطَّرِّ مِنْ رُكَّابِ الطَّائِرَةِ اَنْ يَاْكُلَ مِنْ لَحْمِ الْآدَمِيِّ الْحَيّ؟ وَهَلْ يَجُوزُ اَنْ نَعْمَلَ قُرْعَةً عَلَى الْجَمِيعِ؟ وَمَنْ تَخْرُجُ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ نَذْبَحُهُ وَنَاْكُلُهُ اِذَا كُنَّا عَلَى شَفِيرِ الْمَوْت؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَا يَااَخِي؟ اِمَّا اَنْ يَمُوتَ الْجَمِيعُ شُهَدَاءَ مِنَ الْبَرْد وَالْجُوع؟ وَاِمَّا اَنْ يَسْلَمُوا وَيَصْعَدُوا عَلَى سُلَّمِ النَّجَاةِ جَمِيعُهِمْ؟ لِاَنَّ الْفُقَهَاءَ اتَّفَقُوا عَلَى اَنَّ النَّاسَ لَوْ كَانُوا فِي سَفَرٍ؟ اَوْ بَرِّيَّةٍ مَقْطُوعَةٍ؟ اَوْ فِي الْقُطْبِ الشَّمَالِي؟ اَوْ فِي الْمُحِيطِ الْمُتَجَمِّدِ الشَّمَالِي؟ اَوِ الْجَنُوبِي؟ فَاُصِيبُوا بِمَجَاعَةٍ شَدِيدَةٍ؟ فَلَايَجُوزُ لِاَحَدٍ مِنْهُمْ اَنْ يَقْتُلَ اَحَداً آخَرَ لِيَاْكُلُوا مِنْ لَحْمِه؟ وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاء؟ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِمْ اَنَّهُ لَاتُوجَدُ نَفْسٌ اَفْضَلُ اَوْ اَوْلَى مِنْ نَفْسٍ اُخْرَى بِالنِّسْبَةِ لِحَقِّ الْحَيَاة؟ بِمَعْنَى اَنَّ حَقَّ الْحَيَاةِ مَضْمُونٌ لِلْجَمِيعِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَاذَا عَنِ الْمُحَارِبِينَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ هَلْ لِهَؤُلَاءِ حَقُّ الْحَيَاةِ اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَبْقَى حَقُّ الْحَيَاةِ مَضْمُوناً لَهُمْ؟ اِلَّا اِذَا هَجَمُوا عَلَى دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ؟ وَلَمْ يَتْرُكُوا لِلْمُسْلِمِينَ خَيَاراً سِلْمِيّاً اَبَداً سِوَى قِتَالِهِمْ وَقَتْلِهِمْ؟ وَلَمْ تَنْفَعْ مَعَهُمْ جَمِيعُ مُحَاوَلَاتِ الصُّلْحِ وَالتَّفَاهُمِ مِنْ اَجْلِ حَقْنِ دِمَاءِ الطَّرَفَيْن؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَى حَقُّ الْحَيَاةِ مَضْمُوناً لَهُمْ؟ مِنْ اَجْلِ عِلَاجِهِمْ وَمُعَامَلَتِهِمْ بِاِنْسَانِيَّةِ الرَّحْمَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ؟ اِذَا وَقَعُوا اَسْرَى مُثْخَنِينَ بِالْجِرَاحِ؟ حَتَّى يُحَاكَمُوا مُحَاكَمَةً عَادِلَةً؟ اَوْ يُبَادَلُوا بِاَسْرَى مُسْلِمِينَ؟ اَوْ بِفِدْيَةٍ يَطْلُبُهَا اَهْلُ الْقَتِيل ِالْمُسْلِمِ؟ اَوْ بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ وَالْمَنِّ بِاِحْسَانٍ عَلَيْهِمْ مِنْ دُونِ مُقَابِلٍ؟ اِذَا وَافَقَ اَهْلُ الْقَتِيلِ الْمُسْلِمِ عَلَى ذَلِكَ بِشَرْط؟ وَهُوَ وُجُودُ مَصْلَحَةٍ شَرْعِيَّةٍ قَوِيَّةٍ جِدّاً تَعُودُ بِالْخَيْرِ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ الْعَفْو؟ فَاِنْ لَمْ تُوجَدْ فَالدِّيَةُ اَوْلَى؟ فَاِنْ لَمْ تُوجَدْ فَالْقِصَاصُ اَوْلَى بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلْقِصَاص{فَاِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَاب(وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْعَفْوِ مِنْ دُونِ قِصَاصٍ وَلَادِيَةٍ وَلَافِدْيَةٍ فَالدَّلِيلُ هُوَ{فَاِمَّا مَنَّاً بَعْدُ(وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلدِّيَةِ اَوِ الْفِدْيَةِ اَوْ تَبَادُلِ الْاَسْرَى فَالدَّلِيلُ هوَ{وَاِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ اَوْزَارَهَا}وَاَمَّا الْمُسَالِمُ غَيْرُ الْمُحَارِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ يَعِيشُونَ مَعَنَا اَوْ فِي اَرْضِ اَعْدَائِنَا فَهَلْ يَجُوزُ لَنَا اَنْ نَقْتُلَهُمْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ مَنْ قَتَلَ يَهُودِيّاً مُسَالِماً لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْيَهُودِيُّ مِنْ اَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً لَنَا؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْحِقْدُ يَاْكُلُ قَلْبَهُ؟ وَلِكِنَّهُ يُخْفِي عَدَاوَتَهُ وَلَايُؤْذِينَا وَلَايَظْلِمُنَا؟وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا؟ وَلِي عَتَبٌ كَبِيرٌ جدّاً عَلَى اِخْوَانِنَا الْمِصْرِيِّين؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَلَاتُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(لِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْتُمْ دَائِماً مُصِرُّونَ عَلَى الْقِصَاصِ؟ وَاَنْ يَصِلَ الْقَاتِلُ مِنْكُمْ دَائِماً اِلَى حَبْلِ الْمِشْنَقَة؟ اَلَيْسَ الْعَفْوُ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ كَمَا اَنَّ الْقِصَاصَ مِنْ شَعَائِرِ الله؟ اَلَيْسَتِ الدِّيَةُ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ كَمَا اَنَّ الْقِصَاصَ مِثْلَهَا مِنْ شَعَائِرِ الله؟ فَلِمَاذَا لَاتُعَظِّمُونَ شَعَائِرَ اللهِ بِاَكْمَلِهَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(هَنِيئاً لِمَاعِزَ وَالْغَامِدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَا عَظَّمَا مِنْ شَعَائِرِ اللهِ وَحُدُودِهِ فِي قَلْبَيْهِمَا؟ هَنِيئاً لَهُمَا بِاَعْظَمِ جِنَانِ النَّعِيم؟ هَلْ يَجُوزُ لَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نُعَظّمَ الصَّفَا مِنْ دُونِ الْمَرْوَة وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله(اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِسْتَوْصُوا بِاَهْلِ مِصْرَ خَيْراً فَاِنَّ فِيهِمْ نَسَباً وَصِهْراً(اَلَيْسَ لِرَسُولِ اللهِ وَنَسَبِهِ وَصِهْرِهِ مَعَزَّةٌ وَمَحَبَّةٌ فِي قُلُوبِكُمْ وَقَدْ اَمَرَكُمْ اَنْ تَسْتَوْصُوا بِبَعْضِكُمْ خَيْراً حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِصْرِيّاً مَسِيحِيّاً قِبْطِيّاً؟ اَلَيْسَ مِنْ بَابِ اَوْلَى اَنْ تَسْتَوْصُوا بِالْمِصْرِيِّ الْمُسْلِمِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ قَاتِلاً؟ اَلَيْسَ هَذَا الْقَاتِلُ الْمِصْرِيُّ يَحْمِلُ فِي دَمِهِ مِنْ نَسَبِ الرَّسُولِ وَصِهْرِه؟ فَلِمَاذَا يَصِلُ اِلَيْهِ دَائِماً وَدُونَ اَنْ يُفَارِقَهُ حَبْلُ الْمِشْنَقَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُطَالِبُونَ بِحَقِّكُمْ؟ وَاَنَا لَااَلُومُكُمْ وَهَذَا حَقُّكُمْ؟ وَلَكِنَّ اللهَ اَعْطَاكُمُ الْخَيَارَ بَيْنَ الْقِصَاصِ اَوِالدِّيَةِ اَوِالْعَفْوِ؟ وَلَمْ يُلْزِمْكُمْ بِالْقِصَاصِ لِوَحْدِهِ فَقَطْ؟ فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَلَّا تَكُونَ هُنَاكَ مَصْلَحَةٌ شَرْعِيَّةٌ تَعُودُ بِرَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِهِ عَلَيْكُمْ اِلَّا فِي قِصَاصِ حَبْلِ الْمِشْنَقَةِ فِي كُلِّ مَرَّة؟ كَيْفَ وَقَدْ عَفَا رَسُولُ اللهِ عَمَّنْ قَامَ بِقَتْلِ عَمِّهِ وَاَخِيهِ فِي الرَّضَاعَةِ وَسَيِّدِ الشُّهَدَاءِ حَمْزَة؟ كَيْفَ وَقَدْ عَفَا عَمَّنْ اَجَاعُوهُ وَحَاصَرُوا قَوْمَهُ مِنْ بَنِي هَاشِم حَتَّى مَاتَ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَمِنْهُمْ عَمُّهُ اَبُو طَالِب وَزَوْجَتُهُ خَدِيجَةَ اَحَبُّ النَّاسِ اِلَى قَلْبِه؟ فَلِمَاذَا اَنْتُمْ لَاتَعْفُونَ عَنْ بَعْضِكُمْ اَيْضاً اِذَا كَانَ هُنَاكَ مَصْلَحَةٌ شَرْعِيَّة؟ لِمَاذَا وَالْمُجْتَمَعُ الْمِصْرِيُّ مُجْتَمَعٌ مُسَالِم؟ لِمَاذَا وَدِمَاؤُكُمْ طَاهِرَةٌ غَالِيَةٌ جِدّاً عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ قَاتِلِينَ وَمَقْتُولِين؟ لِمَاذَا وَقَدْ تَشَرَّفَتْ وَامْتَزَجَتْ بِاَطْهَرِ دِمَاءٍ مِنْ نَسَبِ الرَّسُولِ هَاجَرَ اُمِّ اِسْمَاعِيلَ وَصِهْرِهِ مَارِيَّا الْقِبْطِيَّةَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْاِنْسَانِ الْمَيِّت؟ هَلْ يَجُوزُ لَنَا اَنْ نَاْكُلَ مِنْ لَحْمِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ وَنَحْنُ مَازِلْنَا فِي الطَّائِرَةِ الْمَنْكُوبَةِ نُعَانِي وَنَنْتَظِرُ رَحْمَةَ الله؟ فَاِذَا بِرَاكِبٍ مِنْ رُكَّابِ الطَّائِرَةِ يَمُوتُ مُتَاَثّراً بِالْبَرْدِ وَالْجُوعِ وَقِلَّةِ الْاَدْوِيَةِ الْمَطْلُوبَةِ لِعِلَاجِهِ؟ ثُمَّ مَاتَ اِنْسَانٌ آخَرُ حِينَمَا خَرَجَ مِنَ الطَّائِرَةِ يَبْحَثُ عَنِ النَّجْدَةِ؟ فَاِذَا بِالدُّبِّ قَدْ هَجَمَ عَلَيْهِ وَقَتَلَه؟ ثُمَّ تَرَكَهُ جُثَّةً هَامِدَة؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَنَا اَنْ نَاْكُلَ مِنْ لَحْمِهِمَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي رَحِمَ اللهُ فُقَهَاءَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ جَمِيعِهِمْ وَاَسْكَنَهُمْ فَسِيحَ جَنَّاتِه؟ فَلَا تُوجَدُ مَسْاَلَةٌ مِنْ مَسَائِلِ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ اِلَّا وَقَدْ تَعَرَّضُوا لَهَا؟ وَلَمْ يَتْرُكُوا شَارِدَةً وَلَا وَارِدَةً فِي جَوَانِبِ الْحَيَاةِ الْعَمَلِيَّةِ وَالنَّظَرِيَّةِ اِلَّا وَقَدْ تَحَدَّثُوا عَنْهَا؟ فَكَانُوا بِحَقٍّ تَلَامِيذَ الْعَبَاقِرَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ تَخَرَّجُوا مِنْ مَدْرَسَةِ رَسُولِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ اَجْمَعِين؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَنَّ النَّاسَ اسْتَحْدَثُوا اَشْيَاءَ جَدِيدَةً لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ؟ وَلَيْسَ لَهَا حُكْمٌ شَرْعِيٌّ مِنَ الْكِتَابِ اَوِ السُّنَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مُطْمَئِنّاً؟ لِاَنَّ الْفُقَهَاءَ تَوَقَّعُوا ذَلِكَ مُسْبَقاً؟ وَاَنَّهَا سَتَحْصَلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ؟ وَلَمْ تَفُتْهُمْ؟ وَلِذَلِكَ وَضَعُوا لَهَا الْقَوَاعِدَ فَقَالُوا؟ اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْاِنْسَانِ الْحَيِّ فَلَا يَجُوزُ قَتْلُهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُؤْكَلَ لَا لِضَرُورَةٍ وَ لَا لِغَيْرِ ضَرُورَة؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْاِنْسَانِ الْمَيِّت؟ فَاِذَا اُصِيبُوا بِالْمَجَاعَاتِ الشَّدِيَدةِ؟ وَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ صَيْدِ الْحَيَوَانِ لِيَاْكُلُوهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ دُبّاً مُتَوَحِّشاً اَوْ حَشَرَاتٍ خَبِيثَة؟ وَاذا اقْتَضَتِ الضَّرُورَةُ اَنْ يَاْكُلُوا؟ وَاِلَّا هَلَكُوا مَوْتاً مِنَ الْبَرْدِ وَ الْجُوعِ؟ وَلَيْسَ اَمَامَهُمْ اِلَّا اِنْسَانٌ مَيِّتٌ؟ فَمَا هُوَ رَاْيُ الْفُقَهَاءِ فِي ذَلِك؟ ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ اِلَى اَنَّهُ لَايَجُوز؟ وَنَقُولُ لَهُمْ لِمَاذَا؟ قَالُوا لِاَنَّ كَرَامَةَ الْاِنْسَانِ مَحْفُوظَةٌ مَيِّتاً كَانَ اَوْ حَيّاً؟ وَلَيْسَ مِنْ كَرَامَةِ الْاِنْسَانِ اَنْ نَاْخُذَ قِطْعَةً مِنْهُ وَنَاْكُلَهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه(وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ؟ كَكَسْرِ عَظْمِهِ وَهُوَ حَيّ(وَلَافَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْمَيِّتِ وَالْحَيِّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ كَمَا لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَكْسِرَ اَرْجُلَ الْحَيِّ اَوْ يَدَيْهِ اَوْ عِظَامَهُ؟ فَكَذَلِكَ لَايَجُوزُ لَكَ كَسْرُ عِظَامِ الْمَيِّتِ وَلَاتَجْرِيدُهَا مِنْ لَحْمِهِ لِتَاْكُلَهَا حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ مُضْطّرّاً عَلَى رَاْيِ الْحَنَابِلَةِ وَالْمَالِكِيَّة؟ وَنَقُولُ لِلشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّة مَاذَا تَقُولُونَ فِي رَاْيِ خُصُومِكُمْ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ قَالُوا كَلَامُهُمْ صَحِيح اَنَّ اللهَ قَدْ كَرَّمَ الْاِنْسَان؟ وَلَكِنَّهُمْ جَهِلُوا اَوْ تَجَاهَلُوا؟ اَنَّ اللهَ حِينَمَا كَرَّمَ الْاِنْسَانَ؟ قَدْ جَعَلَ حَيَاتَهُ فَوْقَ كُلِّ حَيَاة؟ بَلْ وَفَوْقَ كُلِّ مَوْت؟ نَعَمْ كَلَامُهُمْ صَحِيحٌ اَنَّ الْاَكْلَ مِنْ لَحْمِ الْمَيِّتِ فِيهِ انْتِهَاكٌ لِحُرْمَةِ الْمَيِّت؟ لِكِنَّهُمْ تَجَاهَلُوا اَيْضاً؟ اَنَّ عَدَمَ اَكْلِ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ؟ قَدْ يُؤَدِّي اِلَى مَوْتِ الْحَيِّ مَعَهُ اَيْضاً وَهَلَاكِه؟ وَلَكِنَّهُمْ تَجَاهَلُوا اَيْضاً؟ قَوْلَ الْعَوَامِّ مِنَ النَّاسِ؟ اَنَّ الْحَيَّ اَبْقَى مِنَ الْمَيِّت؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِبْقَاءَ عَلَى حَيَاةِ الْحَيِّ؟ اَوْلَى مِنَ الْاِبْقَاءِ عَلَى رُفَاتِ الْمَيِّتِ وَجُثَّتِهِ؟ اِذَا كَانَ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ لِاَكْلِ لَحْمِ الْمَيِّت؟ وَلَوْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ الْاِبْقَاءَ عَلَى جُثَّةِ الْمَيِّتِ سَلِيمَةً؟ لَاَمَرَ بِتَحْنِيطِهِ؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ اِلَّا مَعَ فِرعَوْن؟ لِيَكُونَ عِبْرَةً لِغَيْرِهِ مِنَ الطّغَاة؟ وَلَكِنَّ الْمَالِكِيَّةَ وَالْحَنَابِلَةَ تَجَاهَلُوا اَيْضاً؟ اَنَّهُ يَجُوزُ التَّضْحِيَةُ بِحَيَاةِ الْحَيِّ؟ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِ الْاُمِّ الْحَيَّةِ؟ اِذَا كَانَ هَذَا الْحَيُّ جَنِيناً فِي بَطْنِ اُمِّهِ؟ فَاِذَا قَرَّرَ الْاَطِبَّاءُ اَنَّهُ يُشَكِّلُ خَطَراً عَلَى حَيَاتِهَا فِي حَالِ اسْتِمْرَارِ حَمْلِهَا؟ فَيَجُوزُ التَّضْحِيَةُ بِحَيَاةِ الْفَرْعِ الْحَيِّ الضَّعِيفِ مِنْ اَجْلِ بَقَاءِ الْحَيِّ الْاَصْلِ الْقَوِيِّ وَهُوَ الْاُمّ؟ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنَّهُ يَجُوزُ التَّضْحِيَةُ بِسَلْخِ شَيْءٍ مِنْ لَحْمِ الْمَيِّتِ وَكَرَامَتِهِ؟ مِنْ اَجْلِ الْاِبْقَاءِ عَلَى حَيَاةِ الْحَيِّ الْمُضْطّرّ؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ اَنَّهُ يَجُوزُ اَنْ يَاْكُلَ الْمُضْطَّرُّ عِنْدَ الِاضْطّرَار مِنْ لَحْمِ اِنْسَانٍ مَيِّت؟ كَمَا يَجُوزُ اَنْ يَاْكُلَ مِنْ لَحْمِ الْمَيْتَةِ؟ وَالْخِنْزِيرِ؟ وَمَا اُهِلِّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَهُوَ الْحَيَوَانُ الَّذِي لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله ِعَلَيْه؟ وَهُوَ اَيْضاً الْحَيَوَانُ الَّذِي ذُكِرَ عَلَيْهِ غَيْرُ اسْمِ الله؟ وَالْمُنْخَنِقَةُ؟ وَهِيَ الْحَيَوَانُ الَّذِي مَاتَ خَنْقاً بِالْحَبْلِ اَوْ بِالْيَدِ اَوْ اخْتِنَاقاً بِالسُّمُومِ وَالْغَازَات؟ وَالْمَوْقُوذَةُ؟ وَهِيَ الْحَيَوَانُ الَّذِي مَاتَ طَعْناً بِالسَّكَاكِين؟ وَالْمُتَرَدِّيَةُ؟ وَهِيَ الْحَيَوَانُ الَّذِي سَقَطَ مِنْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ فَمَات؟ وَالنَّطِيحَةُ؟ وَهِيَ الْحَيَوَانُ الَّذِي نَطَحَهُ حَيَوَانٌ آخَرُ فَمَات؟ وَمَا اَكَلَ السَّبُعُ؟ وَهُوَ الْحَيَوَانُ الَّذِي افْتَرَسَهُ السِّبَاعُ مِنَ الْاُسُودِ وَالنُّمُورِ وَالْفُهُودِ وَالذِّئَابِ وَ الضِّبَاعِ وَالضَّوَارِي وَغَيْرِهَا{اِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ(بِمَعْنَى اِلَّا مَا اَدْرَكْتُمُوهُ وَهُوَ مَا يَزَالُ حَيّاً وَفِيهِ وَلَوْ شَيْءٌ ضَعِيفٌ مِنَ الرُّوحِ ثُمَّ ذَبَحْتُمُوهُ؟ فَاِنَّهُ حَلَالٌ اَكْلُهُ لِغَيْرِ الْمُضْطّرِّ وَلِلْمُضْطّرّ اَيْضاً وَلَوْ زَادَا عَنْ حَاجَتِهِمَا؟ وَكُلُّ ذَلِكَ لَايَكُونُ حَلَالاً اَكْلُهُ لنا الا بِالذَّبْحِ السَّرِيعِ لِمَا اَدْرَكْنَاهُ وَمَا يَزَالُ فِيهِ رَمَقٌ ضَعِيفٌ مِنَ الْحَيَاةِ مِمَّا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟مَاذَا بِالنَّسْبَةِ لِلْمُضْطَرّ؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ هَذَا الذَّبْحُ قَبْلَ طُلُوعِ الرُّوْحِ وَمَاتَ الْحَيَوَانُ مِنْ دُونِ اَنْ يَذْبَحَهُ اَحَد؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَجُوزُ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَمَا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَمَاذُبِحَ على النصب وَلَحْمِ الْمَيْتَةِ مَرَضاً اَوْ خَنْقاً اَوْ وَقِيذَةً اَوْ تَرَدِّياً اَوْ نَطِيحَةً وَلَكِنْ بِمِقْدَارِ حَاجَتِهِ فَقَطْ وَلَايَزِيدُ عَلَى حَاجَتِهِ لُقْمَةً وَاحِدَةً؟ اَللَّهُمَّ اِلَّا اِذَا كَانَ مُضْطّرّاً لِاَنْ يَتَزَوَّدَ مِنْهَا وَيَحْتَفِظَ بِكَمِّيَّاتٍ تَكْفِي لِبَقَائِهِ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ مِنْ اَجْلِ سَدِّ جُوعِهِ لَاحِقاً اَيْضاً فِي الْاَيَّامِ الصَّعْبَةِ الْقَادِمَة حَتَّى يَاْتِيَهُ الْفَرَجُ مِنَ الله؟ وَاَمَّا غَيْرُ الْمُضْطّرِّ فَيَحْرُمُ عَلَيْهِ اَكْلُ الدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَالْمَيْتَةِ مَرَضاً اَوْاِهْلَالاً لِغَيْرِ اللهِ اَوْ خَنْقاً اَوْمَوْقُوذَةً اَوْ مُتَرَدِّيَةً اَوْ نَطِيحَةً اَوْ ذَبْحاً عَلَى النُّصُبِ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ اِلَّا اِذَا كَانَ مُضْطّرّاً كَمَا ذَكَرْنَا؟وَاِلَّا اِذَا اَدْرَكَهَا جَمِيعاً تَقْرِيباً فَذَبَحَهَا قَبْلَ طُلُوعِ رُوحِهَا مُضْطّرّاً وَغَيْرَ مُضْطّرّ؟ حَتَّى وَلَوْ اَدْرَكَ مِنْهَا مَااُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَقَدْ كَادَ الْكُفَّارُ يَذْبَحُونَهُ وَلَكِنَّهُ نَدَّ اَوْ هَرَبَ مِنْهُمْ بَعِيداً عَنْ مَكَانِ ذَبْحِهِمْ وَاَصْنَامِهِمْ وَلَاتَزَالُ فِيهِ الرُّوحُ؟ فَجَاءَ الْمُسْلِمُ فَذَكَرَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَذَبَحَهُ؟ فَاِنَّهُ يَحِلُّ لَهُ اَكْلُهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ بِشَرْط؟ اَنْ يَاْخُذَ الْاِذْنَ مِنْهُمْ وَيَسْمَحُوا لَهُ بِذَلِكَ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُمْ؟ وَاَمَّا الدَّمُ وَالْخِنْزِيرُ فَلَايَجُوزُ اَكْلُهُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ حَتَّى وَلَوْ اَدْرَكَ فِيهِ شَيْئاً مِنَ الرُّوحِ وَقَامَ بِذَبْحِهِ فَلَايَجُوزُ اَكْلُهُ اِلَّا لِلْمُضْطّرّ وَبِمِقْدَارِ ضَرُورَتِهِ فَقَطْ لَاغَيْر؟ وَاَمَّا مَاذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ فَيَحْرُمُ اَكْلُهُ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ اِلَّا لِلْمُضْطّرّ؟ حَتَّى وَلَوْ تَمَّ ذَبْحُهُ وَ سَلْخُهُ عَلَى الطّرِيقَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ حَتَّى وَلَوْ ذَكَرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ؟ فَيَبْقَى اَكْلُهُ حَرَاماً اِلَّا لِلْمُضْطّرِّ بِسَبَبِ وُجُودِ النُّصُبِ وَالْاَصْنَامِ فِي مَكَانِ الذَّبْح؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلسَّمَكِ الْمَيِّت؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَكْلُهُ حَلَال بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا مَعْنَاه حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ اِلّا مَيْتَتَان وَهُمَا السَّمَكُ وَالْجَرَاد؟ وَاِلَّا دَمَانِ وَهُمَا الْكَبِدُ وَالطّحَال؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا تَقُولِينَ يَا اُخْت سُنْدُس فِي اَقْوَالِ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ اَقْوَالِ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْاَكْلِ مِنْ لَحْمِ الْاِنْسَانِ الْمَيِّتِ لِمَنْ كَانَ مُضْطّرّاً؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اُرَجِّحَ رَاْياً عَلَى رَاْيٍ آخَرَ؟ وَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَتَعَصَّبَ لِرَاْيٍ دُونَ آخَرَ؟ فَلِكُلٍّ مِنْهُمْ اَدِلَّتُهُ وَحُجَّتُهُ الْقَوِيَّةُ الَّتِي لَايُمْكِنُ تَجَاهُلُهَا؟ فَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ تَجَاهُلَ آيَةِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ الَّذِي يَحْتَجُّ بِهِمَا الْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَة؟ وَلَكِنِّي اَقُولُ وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَم؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تَتْرُكُوا الْاِنْسَانَ الْمُضْطّرَّ عَلَى رَاحَتِهِ وَحُرِّيَّتِهِ فِي الْاَكْلِ مِنْ لُحُومِ الْاَمْوَاتِ؟ وَلَااِثْمَ عَلَيْهِ اِنْ اَكَلَ اَوْ لَمْ يَاْكُلْ؟ وَلَااِثْمَ عَلَيْهِ اَيْضاً اِنْ مَاتَ وَلَمْ يَاْكُلْ فَاِنَّهُ يَمُوتُ شَهِيداً بِاِذْنِ الله؟ لِاَنَّهُ قَدْ تَتَقَزَّزُ نَفْسُهُ وَلَايَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَ الْاَكْلِ وَيَضِيقُ صَدْرُهُ وَلَايَسَعُهُ اَنْ يَاْكُل{وَلَايُكَلّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا( وَلَكِنَّهُ يَاْثَمُ اِثْماً كَبِيراً جِدّاً عِنْدَ الله اِذَا لَمْ يَاْكُلْ مِنْ مُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ الَّتِي شَرَحْتُهَا لَكُمْ بِالتَّفْصِيل اِلَّا فِي حَالَةِ الصَّحَابِيِّ الْجَلِيل عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَاتِ؟؟ وَالشَّرَابُ الْمُحَرَّمُ كَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ مِنَ الضَّرُورَات؟ وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ؟ وَحَرَّمَ بَيْعَهَا؟ وَشِرَاءَهَا؟ وَصِنَاعَتَهَا؟ وَاِهْدَاءَهَا؟ وَحَرَّمَ كُلَّ شَيْءٍ يَتَّصِلُ بِتَرْوِيجِهَا؟ وَلَكِنْ لِنَفْرِضْ اَنَّ اِنْسَاناً مَا كَانَ يَاْكُلُ ثُمَّ اُصِيبَ بِغَصَّةٍ وَلَمْ يَجِدْ مَاءً قَرِيباً مِنْهُ يُزِيلُ بِهِ الْغَصَّةَ فَمَاذَا يَفْعَلُ هُنَا؟ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ قَالَ يَشْرَبُ مِنْ الْخَمْرِ لِاِزَالَةِ الْغَصَّة؟ وَبَعْضُهُمْ قَالَ لَايَشْرَبُ لِاِزالَةِ الْغَصَّة؟ لِاَنَّ الْخَمْرَ لَايُزِيلُ الْغَصَّة؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِنَّ الْخَمْرَ لَيْسَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ اِزَالَةِ الْغُصَّة؟ فَهُنَاكَ فِعْلاً مِنَ الْخَمْرِ مَالَايُزِيلُ الْغُصَّة؟ وَلَكِنْ هُنَاكَ مَايُزِيلُهَا؟ وَلَذِلِكَ فَاِنَّنَا نَفْهَمُ مِنْ كَلَامِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ اَنَّهُ لَايَجُوزُ الشَّرْبُ اِلَّا مِنَ الْخَمْرِ الَّذِي يُزِيلُ الْغَصَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مَاشِياً فِي بَرِّيَّةٍ وَجَائِعاً جُوعاً شَدِيداً قَدْ يَكُونُ قَاتِلاً؟ ثُمَّ وَجَدْتُّ طَعَاماً فِي بُسْتَانٍ مَا صَاحِبُهُ غَيْرُ مَوْجُود؟ وَاِلَى جَانِب ِالطّعَامِ حَيَوَاناً مَيْتاً؟ هَلْ آكُلُ مِنْ طَعَامِ الْغَيْرِ اَوْ مِنَ الْمَيْتَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بَلْ تَاْكُلُ مِنْ طَعَامِ الْغَيْرِ وَلَاتَاْكُلُ مِنَ الْمَيْتَة؟ فَاِذَا كَانَ صَاحِبُ الطَّعَامِ شَحِيحاً بَخِيلاً؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَضْمَنَ أيْ تَدْفَعَ لَهُ ثَمَنَ الطَّعَامِ الَّذِي اَكَلْتَه؟ لَكِنْ يَنْبَغِي عَلَى النَّاسِ فِي اَحْوَالِ الْمَجَاعَاتِ الشَّدِيدَةِ اَنْ يُطْعِمَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ وَاَنْ يُشْبِعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اِلَى غَيْرِ دَرَجَةِ التُّخْمَة؟ وَهَذَا مِنَ التَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى(وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدَحَ قَبِيلَةَ الْاَشْعَرِيِّينَ وَقَال[اِنَّ الْاَشْعَرِيِّينَ اِذَا اَرْمَلُوا( مِنَ الرَّمَلِ وَهُوَ الْفَقْرُ؟ بِمَعْنَى صَارُوا فُقَرَاءَ وَوَقَعُوا فِي مَجَاعَةٍ[وَكَانُوا فِي سَفَرٍ اَوْ حَضَرٍ؟ جَمَعُوا مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ فِي وِعَاءِ وَاحِدٍ؟ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّة؟ فَهُمْ مِنِّي؟ وَاَنَا مِنْهُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ اَخْلَاقَهُمْ كَاَخْلَاقِي؟ اِنَّهَا اَخْلَاقُ التَّعَاضُد؟ بَلْ اِنَّهَا رُوحُ التَّعَاضُدِ وَالتَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُنِ وَالتَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيّ وَاُخُوَّةِ الْاِيمَانِ الَّتِي يَجِبُ اَنْ تَسُودَ فِي كُلِّ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّة؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الْفَاضِلُ الَّذِي طَالَمَا كَانَ يَحْلُمُ بِهِ اَفْلَاطُون؟ اِنَّهَا اَعْظَمُ جَائِزَةٍ يَاْخُذُهَا هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللهِ حِينَمَا يَاْتِي اَحَدُهُمْ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ مِنْ طَعَامٍ كَثِير؟ثُمَّ يَاْتِي الْآخَرُ بِطَعَامٍ قَلِيلٍ لَايَمْلِكُ غَيْرَهُ؟ ثُمَّ يَاْتِي الثَّالِثُ مِنْهُمْ وَلَايَمْلِكُ اِلَّا تَمْرَةً وَاحِدَة؟ ثُمَّ يَاْتِي مَنْ لَايَمْلِكُ شَيْئاً اَبَداً مِنْ نَقِيرٍ اَوْ قِطْمِير؟ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوا يُطْعِمُونَهُ مَعَهُمْ بَعْدَ اَنْ يَضَعُوا طَعَامَهُمْ جَمِيعاً فِي وِعَاءٍ وَاحِدٍ؟ ثُمَّ يَقْتَسِمُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّة؟ فَمَا جَائِزَةُ هَؤُلَاءِ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ هُمْ مِنِّي؟ وَاَنَا مِنْهُمْ؟ اِنَّهَا الْجَائِزَةُ الْكُبْرَى الَّتِي هِيَ اَعْظَمُ مِنْ جَائِزَةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ عَنْهُ سَلْمَانُ مِنَّا اَهْلَ الْبَيْت؟ وَلَكِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَقُلْ سَلْمَانُ مِنِّي وَاَنَا مِنْه؟ وَاِنَّمَا قَالَ عَنِ الْاَشْعَرِيِّينَ هُمْ مِنِّي وَاَنَا مِنْهُمْ؟ وَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ الصَّحَابِيَّ الْجَلِيلَ اَبُو مُوسَى الْاَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنْتَمِي اِلَى قَبِيلَتِهِمْ؟؟ نَعَمْ اَخِي وَمَا زِلْنَا نُتَابِعُ حَدِيثَنَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّة اَلْمَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ وَقَدْ قُلْنَا اَنَّهُ اِذَا وَقَعَ الْاِنْسَانُ فِي مَجَاعَةٍ فَاِنَّ مَا كَانَ يُعْتَبَرُ بِالنِّسْبَةِ اِلَيْهِ حَرَاماً يَصِيرُ حَلَالاً بِسَبَبِ أيِّ شَيْءٍ اَخِي؟ هَلْ عَقْلُكَ مَايَزَالُ مَعِي اَخِي؟ طَبْعاً بِسَبَبِ الضَّرُورَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَحِلُّ لَهُ مَالَايَحِلُّ لِلْاِنْسَانِ الَّذِي لَمْ يَقَعْ فِي هَذِهِ الْمَجَاعَة اَوْ فِي هَذِهِ الشِّدَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ فِي بَرِّيَّة؟ ثُمَّ مَرَرْتُ عَلَى بُسْتَان؟ وَهَذَا الْبُسْتَانُ مُحَاطٌ بِحَائِطٍ اَوْجُدْرَان اَوْ مَايُسَمَّى بِالسِّيَاج؟ ثُمَّ رَاَيْتُ ثَمَرَةً عَلَى شَجَرَةٍ فِيه؟ فَهَلْ يَجُوزُ لِي فِي حَالَةِ الِاخْتِيَارِ وَعَدَمِ الِاضْطّرَارِ؟ بِمَعْنَى هَلْ يَجُوزُ لِي وَاَنَا فِي حَالَةٍ لَسْتُ مُضْطّرّاً فِيهَا اَنْ آكُلَ مِنْ هَذِهِ الثَّمَرَة اَوْ لَايَجُوز؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي لَايَجُوز بِسَبَبِ وُجُودِ الْجِدَار وَالسِّيَاج؟ لِاَنَّ صَاحِبَ الْبُسْتَانِ الَّذِي بَنَى هَذَا الْجِدَارَ؟ اَرَادَ مِنْ بِنَائِهِ اَلَّا يَاْكُلَ اَحَدٌ غَرِيبٌ عَنْ بَيْتِهِ مِنْ هَذَهِ الثّمَار؟ وَلِذَلِكَ احْتَاطَ لِهَذَا فَصَنَعَ هَذَا الْجِدَار؟ وَهَذَا مَا نَفْهَمُهُ ظَاهِرِيّاً مِنْ وُجُودِ هَذَا الْجِدَار؟ وَاَمَّا بَاطِنُ هَذَا الْاِنْسَان مِنْ اِرَادَتِهِ لِحُبِّ الْخَيْرِ وَاِطْعَامِ الْمَسَاكِينِ فَلَايَعْلَمُ ذَلِكَ اِلَّا الله؟ وَقَدْ يَكُونُ قَدْ صَنَعَ الْجِدَارَ بِنِيَّةِ حِمَايَةِ بَيْتِهِ وَزَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ وَاَرْزَاقِهِ مِنَ اللُّصُوص؟ وَقَدْ يَكُونُ بَخِيلاً وَاللهُ اَعْلَم وَلِذَلِكَ صَنَعَ الْجِدَار؟ قَد يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَكُنْ مَوْجُوداً أيُّ حَائِطٍ وَلَاسِيَاجٍ وَلَاجِدَار؟ ثُمَّ مَرَّ اِنْسَانٌ مَا فَقَطَفَ شَيْئاً يَسِيراً فَاَكَلَهُ بَعْدَ اَنِ اشْتَهَاه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَا اِثْمَ عَلَيْهِ؟ لِاَنَّ عَدَمَ تَسْيِيجِ الْحَدِيقَةِ اَوِ الْبُسْتَانِ اَوِ النَّاعُورَةِ اَوِ الْجُنَيْنَةِ دَلِيلٌ عَلَى اَنَّ صَاحِبَهَا مُتَسَامِحٌ قَدْ تَرَكَ حَدِيقَتَهُ صَدَقَةً جَارِيَةً مُبَاحَةً لِمَنْ يَاْتِي اِلَيْهَا مِنَ الْاَغْرَاب وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ لَهُمْ اَنْتُمْ اَحْرَار فِي الْاَكْلِ اَوْعَدَمِه؟ وَاَمَّا صَاحِبُ السِّيَاجِ فَاِنَّهُ لَايَرْضَى غَالِباً مِنَ الْاَغْرَابِ اَنْ يَاْكُلُوا مِنْ حَدِيقَتِه؟ وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ الْاَكْلِ مِنَ الْحَدِيقَةِ الْمَعْدُومَةِ مِنَ السِّيَاج هُوَ الْحَدِيثُ الّذِي رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَال[اِذَا حُوِّطَ الْبُسْتَانُ بِحَائِطٍ فَلَا تَاْكُلْ؟ وَاِذَا لَمْ يُحَوَّطْ بِحَائِطٍ فَكُلْ وَلَاتَاْخُذْ مَعَكَ شَيْئاً(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ مُضْطّرّاً بِسَبَبِ مَجَاعَةٍ شَدِيدَةٍ يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ بِسَبَبِهَا مِنَ الْمَوْت؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ سَوَاءً كَانَ مُحَاطاً بِجِدَارٍ اَوْ لَمْ يَكُنْ مُحَاطاً بِجِدَار؟ فَاِنْ كُنْتَ ذَا حَاجَةٍ وَفَقْرٍ فَكُلْ مِنْ غَيْرِ خَبِنَة؟ وَالْخَبِنَة هِيَ الْخَبِيئَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تُخَبِّىءَ شَيْئاً فِي جُيُوبِكَ لِتَاْخُذَهُ مَعَكَ اِلَّا اِلَى زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ الَّذِينَ يَتَضَوَّرُونَ مِنَ الْجُوعِ وَلَكِنْ بِمِقْدَارِ مَا يَكْفِيكَ وَيَكْفِيهِمْ فَقَط؟ وَاَنْتَ اَخِي اَيْضاً لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ اِلَّا بِمِقْدَارِ مَايَسُدُّ رَمَقَكَ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ اَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِكَ اَنْتَ وَاَوْلَادُكَ وَزَوْجَتُك؟ لِاَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَات؟ وَالضَّرُورَة تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ الزِّيَادَةَ عَلَى حَاجَتِكَ مِنْ اَجْلِ جُوعِ الْاَيَّامِ الْقَادِمَةِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَاْذِنَ مِنْ صَاحِبِ الطَّعَامِ؟ وَقَدْ يَرْاَفُ بِحَالَتِكَ وَيَسْتَدْعِيكَ لِلْعَمَلِ عِنْدَهُ بِاُجْرَةٍ حَلَال؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلزَّرْعِ الَّذِي لَايُحَاطُ بِجِدَارٍ كَالْقَمْحِ وَغَيْرِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِذَا كُنْتَ فِي مَجَاعَةٍ فَمِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ تَاْخُذَ سُنْبُلَةً مِنَ الْقَمْحِ وَتَاْكُلَ مَافِيهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ الْقَمْحُ غَضّاً طَرِيّاً لَمْ يَيْبَسْ وَنَفْسِي تَمِيلُ اِلَيْهِ وَقَدِ اشْتَهَيْتُهُ بِقُوَّةٍ بِسَبَبِ الْجُوع؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَامَانِعَ اَنْ تَاْخُذَ سُنْبُلَةً مِنْهُ وَتَاْكُلَهَا هَنِيئاً مَرِيئَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ الْقَمْحُ بِالْعَكْسِ يَابِساً وَنَفْسِي لَاتَمِيلُ اِلَيْهِ حَتَّى وَلَوْ كُنْتُ جَائِعاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تُرْغِمَ نَفْسَكَ عَلَى اَكْلِ شَيْءٍ مِنْهُ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِكَ وَاِلَّا فَاِنَّكَ تَتَحَمَّلُ الْمَسْؤُولِيَّةَ كَامِلَةً اَمَامَ الله؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ حَالَةَ الِاضْطّرَارِ تَخْتَلِفُ عَنْ حَالَةِ الِاخْتِيَار؟ فَاِذَا اَخَذْتَ مِنَ الثّمَارِ خِلْسَةً وَمِنْ دُونِ اِذْنِ صَاحِبِهَا وَلَمْ تَكُنْ مُضْطّرّاً؟ فَاِنَّ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ سَرِقَة؟ وَيَامَا نَاس فِي اَيَّامِنَا يَسْرِقُونَ مِنَ الزَّيْتُونِ وَالْاِجَاصِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَزْرُوعَاتِ بِكَثْرَةٍ وَهُمْ غَيْرُ مُضْطّرِّين؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ السَّارِقِين؟ اِنَّ لُحُومَ اَجْسِامِكُمُ الَّتِي تَغَذّتْ عَلَى الْمَالِ الْحَرَام سَتَحْتَرِقُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ لَامَحَالَة اِنْ لَمْ تَحْصَلُوا عَلَى الْعَفْوِ وَالسَّمَاحِ مِمَّنْ سَرَقْتُمْ مِنْهُ اَرْزَاقَه؟ فَاِذَا طَلَبَ مِنْكُمْ ثَمَنَ مَاسَرَقْتُمْ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَدْفَعُوا لَامَحَالَة اَوْ تَعْمَلُوا سُخْرَة اَجِيرِينَ عِنْدَهُ حَتَّى تَقْضُوا لَهُ كَامِلَ حَقّهِ مِنْ تَعَبِكُمْ مُقَابِلَ مَا سَرَقْتُمْ مِنْ اَرْزَاقِه؟ وَهَذَا هُوَ شَرْعُ الله؟ وَهَذِهِ هِيَ جَنَّة الله؟ وَهَذِهِ هِيَ جَهَنَّمُ اللهِ وَجَحِيمُهُ وَعَذَابُه؟ فَاخْتَارُوا مِنْ اِيَّاهَا مَا شِئْتُم؟ وَاَمَّا حَالَةُ الِاضْطّرَارِ فَاِنَّهَا تَخْتَلِفُ عَنْ حَالَةِ عَدَمِ الِاضْطّرَار؟ لِاَنَّ الِاضْطّرَارَ يَجْعَلُ اِرَادَةَ الْاِنْسَانِ مَفْقُودَة؟ لِاَنَّهُ مُضْطّرٌّ اِلَى اَنْ يَاْكُلَ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِه؟ وَلِذَلِكَ اَحَلَّ اللهُ تَعَالَى لِلْمُضْطّرِّ مَا كَانَ مُحَرَّماً عَلَيْهِ حِينَمَا كَانَ غَيْرَ مُضْطّرّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ اِلَّا مَااضْطّرِرْتُمْ اِلَيْه} قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا غَضِبَ اللهُ عَلَى اَصْحَابِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ عِنْدَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا اَصْحَابَ الْجَنَّةِ اِذْ اَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَايَسْتَثْنُون(اِلَى آخِرِ الْآيَات( وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ بِسَبَبِ قَوْلِهِمُ الْاِجْرَامِيَّ الشَّنِيعِ الْبَشِع{اَلَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِين( وَكَانَ اَبُوهُمْ رَجُلاً طَيِّباً صَالِحَاً يُؤْتِي وَيُؤَدِّي وَيُزَكِّي زَكَاةَ الزُّرُوعِ وَالثِّمَار؟ فَاتَّفَقُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَعْدَ اَنْ مَاتَ اَبُوهُمْ وَوَرِثُوا هَذِهِ الْجَنَّةَ وتَعَاهَدُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ سِرّاً{اَلَّايَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِين؟ وَغَدَوْا عَلَى حَرْد قَادِرِين(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ عَزَمُوا عَلَى اَلَّا يُعْطُوا الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ شَيْئاً مِنْ زَكَاةِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ وَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ وَاَرَادُوا اَن يُنَفّذُوا هَذَا فِي اللَّيْلِ حَتَّى لَايَرَاهُمْ اَحَدٌ وَهُمْ يَقْطُفُونَ جَمِيعَ الثِّمَارِ لِيَحْجُبُوهَا عَنِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين فَمَاذَا حَدَثَ لِجَنَّتِهِم{فَاَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَهْلَكَهَا وَجَعَلَهَا كَاَنَّهَا لَمْ تُزْرَعْ مِنْ قَبْلُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ انْتِقَامُ اللهِ وَغَضَبُهُ وَعَذَابُهُ الشَّدِيدُ وَآيَاتُهُ وَمُعْجِزَاتُهُ فِي تِلْكَ الْاَيَّامِ تَظْهَرُ فَوْراً فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُورِ؟ لِاَنَّ الدَّلَائِلَ عَلَى نُبُوَّةِ الرُّسُلِ فِي تِلْكَ الْاَيَّامِ كَانَتْ اَكْثَرُهَا دَلَائِلَ مَادِيَّة كَعَصَا مُوسَى وَاِبْرَاءِ عِيسَى لِلْاَكْمَهِ وَالْاَبْرَصِ وَاِحْيَائِهِ لِلْمَوْتَى عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الرُّسُلِ وَالْاَنْبِيَاءِ اَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَالتَّسْلِيمَاتِ الرَّبَّانِيَّة؟ وَاَمَّا دِينُنَا وَشَرِيعَتُنَا الْاِسْلَامِيَّةُ فَهِيَ غَالِباً مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْعَقْلِ بِالنِّسْبَةِ لِلْاِيمَان وَلَيْسَ عَلَى الْمَادِّيَّات؟ وَهَذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ لِلْعَالَمِينَ بِمَا فِيهِمْ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اِذَا اَنْزَلَ اِلَيْنَا مُعْجِزَةً مَادِّيَةً مَلْمُوسَةً مَحْسُوسَةً كَنَاقَةِ صَالِحٍ مَثَلاً وَلَمْ نُؤْمِنْ بِهَا؟ فَاِنَّهُ حَتْماً سَيُهْلِكُنَا جَمِيعاًعَنْ بَكْرَةِ اَبِينَا لَامَحَالَة؟ اِلّا اِذَا كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ بَيْنَ اَظْهُرِنَا يَعِيشُ مَعَنَا؟ وَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ؟ وَلَمْ يَبْقَ لَنَا اِلَّا الِاسْتِغْفَار؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَاَنْتَ فِيهِمْ؟ وَمَاكَانَ اللهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون( قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا وُجُودُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ نَجَّا قَوْمَهُ وَالْعَالَمِينَ اَجْمَعَ مِنْ عَذَابِ اللهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ وُجُودِ اِخْوَانِهِ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين مَعَ اَقْوَامِهِمُ السَّابِقِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هَذِهِ كَرَامَةٌ كُبْرَى مِنَ اللهِ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين(بِمَعْنَى اَنَّ الْاَقْوَامَ السَّابِقَةَ لَمْ يَكُنْ يُنْجِيهِمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ وُجُودُ رُسُلِ اللهِ بَيْنَهُمْ؟ وَلَمْ يَكُنْ يَنْفَعُهُمْ اِلَّا الِاسْتِغْفَار؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ قَوْمِ يُونُسَ عِنْدَ نَجَاتِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ فِي آخِرِ لَحْظَةٍ بِفَضْلِ اسْتِغْفَارِهِمْ وَقَدْ كَانُوا مَحْظُوظِينَ جِدّاً جِدّاً بِاسْتِغْفَارِهِمْ وَبُكَائِهِمْ؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُ لَوْلَا بُكَاءُ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَعُبَّادِ الصَّلِيبِ الْخَنَازِيرِ وَلَوْ بِدُمُوعِ النِّفَاقِ وَالتَّمَاسِيحِ الْمُفْتَرِسَةِ مُتَضَرِّعِينَ اِلَى الله لَاَهْلَكَهُمْ سُبْحَانَهُ وَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ اَحَداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ اَيْنَمَا ثُقِفُوا اِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ الله{عَسَى رَبُّكُمْ اَنْ يَرْحَمَكُمْ وَاِنْ عُدْتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرَا} قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ التَّدَاوِي بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بَابِ الضَّرُورَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَاُعِيدُ الْكَلَامَ دَائِماً لِاَهَمِّيَّتِهِ وَحَتَّى تَحْفَظَهُ جَيِّداً؟ اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَجَاعَةِ الشَّدِيدَةِ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لِلْاِنْسَانِ اَنْ يَاْكُلَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللهُ بِقَدْرِ مَا يَدْفَعُ حَاجَتَهُ وَضَرُورَتَهُ فَقَطْ؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلدَّوَاءِ وَالْمُعَالَجَةِ فَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ اِلَى رَاْيَيْن؟ رَاْيُ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاء؟ وَرَاْيُ الْاَقَلّيَّة؟ وَ سُبْحَانَ الله اَحْيَاناً يَكُونُ رَاْيُ الْاَقَلِّيَّةِ اَصْلَحَ وَاَيْسَرَ وَاَنْسَبَ؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ دَلِيلُهُ كَذِلِكَ اَقْوَى كَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي مُشَارَكَة بِعُنْوَان هَلِ السُّحُورُ شَرْطٌ لِصِحَّةِ الصِّيَام وَمَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ مَكَّةَ وَبَكَّة؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تَحْصَلَ عَلَى هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ؟ وَقَدْ بَعَثْتُ بِهَا اِلَى مُنْتَدَيَاتٍ كَثِيرَةٍ جِدّاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَاْيَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ يَقُول؟ لَايَجُوزُ التَّدَاوِي بِمَا حَرَّمَ الله؟ وَنَقُولُ لِلْاَكْثَرِيَّةِ مِنَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاء؟ مَاذَا لَوْ كَانَ اِنْسَانٌ مَا مَعْزُولاً عَنِ الْعَالَمِ كُلّهِ فِي صَحْرَاءَ قَاحِلَةٍ شَدِيدَةِ الْحَرِّ؟ اَوْ فِي جَزِيرَةٍ مَهْجُورَةٍ؟ وَكَادَ يَمُوتُ مِنَ الْعَطَشِ؟ وَلَمْ يَجِدْ اَمَامَهُ اِلَّا زُجَاجَةً مِنَ الْخَمْرِ لِيَشْرَبَهَا؟ اَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ لِيَاْكُلَه؟ قَالُوا؟ اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَجَاعَةِ وَالْعَطَشِ؟ فَاِنَّهُ يَجُوز؟ لِاَنَّهُ وَرَدَ فِي النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَاَبَاحَهُ وَسَمَحَ بِهِ؟ وَلَكِنْ بِمِقْدَارِ الْحَاجَةِ فَقَطْ؟ وَلَيْسَ اِلَى دَرَجَةِ التُّخْمَةِ وَ السُّكْرِ وَالثَّمَالَة؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلتَّدَاوِي بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ؟ فَلَايَجُوز؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فِيمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ [مَاجَعَلَ اللهُ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ(قَالُوا؟ وَهَذَا النَّصُّ صَرِيحٌ جِدّاً؟ فِي اَنَّ اللهَ تَعَالَى؟ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَنَا؟ فِيمَا حَرَّمَهُ عَلَيْنَا؟ قَالُوا؟ وَهُنَاكَ حَدِيثٌ آخَرُ اَيْضاً؟ عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ سَاَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صُنْعِ الْخَمْرِ؟ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ يَارَسُولَ الله؟ اَصْنَعُهُ لِلدَّوَاء؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اِنَّهُ دَاءٌ؟ وَلَيْسَ بِدَوَاء(قَالُوا؟ وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ صَرِيحَانِ؟ بِمَا لَايَدَعُ مَجَالاً لِلشَّكِّ؟ عَلَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ التَّدَاوِي بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؟ وَنَقُولُ لِلْاَقَلّيَّةِ مِنَ الْفَرِيقِ الثَّانِي؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي رَاْيِ خُصُومِكُمْ مِنَ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْفَرِيقِ الْاَوَّل؟ قَالُوا؟ يَجُوزُ التَّدَاوِي وَالْعِلَاجُ بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى بِشَرْطَيْن؟ اَلشَّرْطُ الْاَوَّلُ؟ اَن يَكُونَ الطّبِيبُ مُتَدَيِّناً؟ ثِقَةً؟ حَاذِقاً؟ مُؤْتَمَناً؟ وَصَادَفَ وَاتَّفَقَ اَنَّهُ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ هَذَا الدَّوَاءِ الْمُحَرَّمِ؟ بَعْدَ اَنِ اجْتَهَدَ وَتَعِبَ كَثِيراً فِي تَشْخِيصِ الْمَرَضِ وَالْعِلَاج؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي؟ فَهُوَ اَلّا يُوجَدَ دَوَاءٌ حَلَالٌ بَدِيلٌ عَنْ هَذَا الدَّوَاءِ الْمُحَرَّم؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الدَّوَاءَ الْمُحَرَّمَ؟ فَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الطَّبِيبِ وَالْمَرِيضِ قَهْراً وَاِرْغَاماً وَاِلْزَاماً؟ حَتَّى كَانَ هَذَا الدَّوَاءُ الْمُحَرَّمُ؟ هُوَ الْاَمَلُ الْوَحِيدُ الَّذِي لَايُوجَدُ غَيْرُهُ؟ مِنْ اَجْلِ شِفَاءِ الْمَرِيض؟ وَلِاَنَّهُ لَمْ يَحْصَلْ أيُّ اكْتِشَافٍ عِلْمِيٍّ بَعْدُ؟ لِدَوَاءٍ حَلَالٍ بَدِيلٍ عَنْ هَذَا الدَّوَاءِ الْمُحَرَّم؟ وَنَقُولُ لِلْاَقَلّيَّةِ مِنَ الْفَرِيقِ الثَّانِي؟ لَايَهُمُّنَا مَاقُلْتُمُوهُ بِقَدْرِ مَا يَهُمُّنَا؟ اَنْ نَعْرِفَ رَاْيَكُمْ فِيمَا احْتَجَّ بِهِ عَلَيْكُمُ الْفَرِيقُ الْاَوَّلُ مِنَ الْجُمْهُورِ؟ مِنَ الْحَدِيثَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ؟ وَمَا فِيهِمَا مِنْ حُرْمَةِ التَّدَاوِي بِالْمُحَرَّم؟ بَلْ جَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ دَاءً؟ وَلَمْ يَجْعَلْهُ دَوَاءً؟ قَالُوا نَعَمْ؟ هَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَسْرِي مَفْعُولُهُمَا فِي حَالَةِ وُجُودِ الدَّوَاءِ الْحَلَالِ الْبَدِيل؟ وَلَايَسْرِي مَفْعُولُهُمَا فِي حَالَةِ عَدَمِ وُجُودِهِ؟ وَلَايَسْرِي مَفْعُولُهُمَا اَيْضاً فِي حَالَةِ الْقَهْرِ وَالِاضْطّرَارِ اِلَى التَّدَاوِي بِالْمُحَرَّم؟ قَالُوا؟ وَاَحْيَاناً يَكُونُ السُّمُّ الْمُحَرَّمُ دَاءً؟ كَمَا اَنَّ الْخَمْرَ الَّتِي ذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ هِيَ دَاء؟ قَالُوا؟ وَاَحْيَاناً يَكُونُ السُّمُّ الْمُحَرَّمُ دَوَاءً؟ فَلَوْ اَرَادَ رَسُولُ اللهِ حَجْبَ التَّدَاوِي بِالْخَمْرِ عَنِ الْمَرِيضِ فِي كُلِّ الْحَالَات؟ لَحَجَبَ التَّدَاوِي بِالسُّمِّ اَيْضاً؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ التَّدَاوِي بِالْمُحَرَّمِ؟ فِي حَالَةِ عَدَمِ وُجُودِ الدَّوَاءِ الْحَلَالِ الْبَدِيل؟ قَالُوا؟ وَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ السُّمَّ الْمُحَرَّمَ؟ يَدْخُلُ فِي تَرْكِيبِ بَعْضِ الْاَدْوِيَةِ؟ كَسُمِّ الْاَفَاعِي مَثَلاً؟ مَعَ اَنَّ السُّمَّ فِي اَصْلِهِ؟ دَاءٌ مُحَرَّمٌ قَاتِل؟ وَلَيْسَ بِدَوَاء؟ وَمَعَ ذَلِكَ يُبَاحُ اَنْ يُوضَعَ السُّمُّ فِي الدَّوَاءِ؟ بِكَمِّيَّاتٍ مَحْدُودَةٍ يَعْرِفُهَا الصَّيَادِلَةُ؟ وَيَقُومُونَ بِتَرْكِيبِ الْاَدْوِيَةِ وَمَزْجِهَا بِالسُّمّ؟ فَسُبْحَانَ مَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ؟ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ؟ وَسُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ فِي هَذَا السُّمِّ مِنَ التُّرْيَاقِ الشَّافِي لِبَعْضِ الْاَمْرَاض؟ وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ النَّاسَ يَسْتَخْرِجُونَ الْبِنْسِيلِينَ الشَّافِي مِنَ الْعَفَن؟ وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ ضِدَّهُ مِنْ جِنْسِهِ؟ حَتَّى الْحَدِيدُ سَطَا عَلَيْهِ الْمَبْرَدُ؟ قَالُوا؟ وَمَادَامَ الْاِسْلَامُ حَرِيصاً عَلَى حَيَاةِ الْاِنْسَانِ؟ فَاَبَاحَ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ مَا حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى؟ بِقَدْرِ مَايَدْفَعُ عَنْهُ الضَّرَرَ وَالْحَاجَةَ وَالْمَوْتَ؟ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِهِ؟ فَكَذَلِكَ اَبَاحَ لَهُ؟ اَنْ يَتَدَاوَى بِمَا حَرَّمَهُ الله؟ اِذَا لَمْ يُوجَدْ غَيْرُهُ؟ وَتَعَيَّنَ ذَلِكَ عَلَيْهِ؟ وَقَامَ الطَّبِيبُ الْمُخْتَصُّ الْاَمِينُ؟ بِتَعْيِينِهِ كَدَوَاءٍ مُحَرَّمٍ وَحِيدٍ؟ وَلَا اَمَلَ لِلْمَرِيضِ بِالشِّفَاءِ؟ اِلَّا بِالتَّدَاوِي بِه؟ قَالُوا؟ وَاَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ عَنْ عَدَمِ جَوَازِ التَّدَاوِي بِمَا حَرَّمَهُ الله؟ فَهُوَ بِمَعْنَى؟ اَنَّ الْخَمْرَ الْخَالِصَ بِذَاتِهِ؟ يَكُونُ دَاءً؟ وَ لَايَكُونُ دَوَاءً؟ وَلَكِنْ لَامَانِعَ شَرْعاً؟ مِنْ عَجْنِ شَيْءٍ مِنَ الْخَمْرِ؟ وَاِضَافَتِهِ اِلَى مُكَوِّنَاتٍ اُخْرَى؟ حَتَّى يُصْبِحَ دَوَاءً مُرَكَّباً؟ فِيهِ مِنَ التُّرْيَاقِ الشَّافِي لِلْمَرِيضِ بِاِذْنِ الله؟ قَالُوا؟ فَاِذَا كَانَ لَابُدَّ لِلصَّيْدَلِيّ؟ مِنْ اَنْ يَضَعَ فِي الدَّوَاءِ شَيْئاً مِنَ الْخَمْرِ؟ مِنْ اَجْلِ السُّهُولَةِ وَالْيُسْرِ فِي مَزْجِهِ؟ بِمَعْنَى مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْصَلَ الِامْتِزَاجُ وَالتَّفَاعُلُ فِي الدَّوَاءِ؟ وَمِنْ دُونِ مُشَاكِلَ كِيمْيَائِيَّة؟ فَهَذَا يُعْتَبَرُ مِنْ بَابِ الْمُبَاحَاتِ؟ وَلَايُعْتَبَرُ مِنْ بَابِ الْمُحَرَّمَات؟ قَالُوا؟ وَاِنَّ الْحَدِيثَ الْاَوَّلَ؟ يُحَرِّمُ التَّدَاوِي؟ بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى؟ اِذَا كَانَ خَمْراً خَالِصاً؟ مِنْ دُونِ اِضَافَةِ أيِّ دَوَاءٍ اِلَيْه؟ قَالُوا؟ وَلَكِنْ اِذَا كَانَ يُوجَدُ دَوَاءٌ؟ فِيهِ نِسْبَةُ مِنَ الْخَمْرِ اَوِ الْكُحُولِ؟ وَيُوجَدُ غَيْرُهُ بَدِيلاً عَنْهُ؟ فَلَايَجُوزُ اسْتِعْمَالُ الدَّوَاءِ الْمَمْزُوجِ بِالْخَمْرِ اَبَداً؟ قَالُوا؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يُوجَدْ غَيْرُ الدَّوَاءِ الْمَمْزُوجِ بِالْخَمْرِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ الدَّوَاءِ الْمَمْزُوجِ بِالْخَمْر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ التَّدَاوِي بِالْخَمْرِ مِنْ اَجْلِ التَّخْدِير؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ التَّخْدِيرَ لَايَكُونُ بِالْخَمْرِ؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ بِالْبِنْجِ لِضَرُورَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ تَخْفِيفِ آلَامِ الْعَمَلِيَّاتِ الْجِرَاحِيَّةِ عَلَى الْمَرِيض؟ حَتَّى قَالَ الْفُقَهَاء؟ لَايَجُوزُ شُرْبُ الْخَمْرِ وَلَاشُرْبُ الْبِنْجِ وَاَكْلُهُ؟ وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ اَخِي؟ اَنْ تَتَعَاطَى بِنَفْسِكَ التَّخْدِيرَ بِالْبِنْجِ لَضَرُورَةٍ اَوْ لِغَيْرِ ضَرُورَة؟ وَاِنَّمَا عَلَيْكَ اَخِي؟ اَنْ تَخْتَارَ اَمْهَرَ اَطِبَّاءِ التَّخْدِيرِ بِالْبِنْجِ؟ كَمَا اَنَّكَ تَخْتَارُ اَمْهَرَ اَطِبَّاءِ الْجِرَاحَة؟ لِاَنَّ التَّخْدِيرَ بِنِسْبَةٍ مُرْتَفِعَةٍ؟ مِنْ طَبِيبٍ غَيْرِ خَبِيرٍ بِالتَّخْدِيرِ؟ قَدْ يَقْضِي عَلَى حَيَاتِك؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاء؟ عَلَى الْاَطِبَّاءِ اَنْ يَكُونُوا وَرِعِينَ يَخَافُونَ الله؟ فَاِذَا كَانَ مَرِيضُهُمْ يَكْفِيهِ بِنْجٌ مَوْضِعِيّ؟ فَلَايَجُوزُ اللُّجُوءُ اِلَى بِنْجٍ اَوْ تَخْدِيرٍ عَامٍّ عَلَى جَمِيعِ جَسَدِ الْمَرِيض؟ لِاَنَّ اسْتِعْمَالَ الْبِنْجِ شَرَعَهُ اللهُ لِلضَّرُورَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْبِنْجَ فِي الْاَصْلِ هُوَ مُحَرَّمٌ شَرْعاً؟ لِاَنَّهُ يَجْعَلُ الِاِنْسَانَ يَضِيعُ عَقْلُه؟ وَالْاِنْسَانُ حَرِيصٌ عَلَى عَقْلِهِ وَوَعْيِهِ وَاِدْرَاكِه؟ لَكِنْ مِنْ اَجْل الضَّرُورَةِ؟ وَالضَّرُورَةُ تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا وَاللهُ{خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقدَّرَهُ تَقْدِيرَا(وَهَكَذَا نَحْنُ الْبَشَر عَلَيْنَا اَنْ نَكُونَ رَبَّانِيِّين؟ نُقَدِّرُ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيرَا؟ سَوَاءً كُنَّا اَسَاتِذَة نُعَلِّمُ تَلَامِيذَنَا؟ اَوْ تَلَامِيذَ نَدْرُسُ مِنْ عُلُومِ الطِّبِّ وَالشَّرْعِ وَرَمْيِ الْاَسْلِحَةِ مِنْ اَجْلِ اِصَابَةِ الْهَدَف؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلّمُونَ الْكِتَابَ؟ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون( فَاِذَا كَانَ الْبِنْجُ الْمَوْضِعِيُّ؟ يُغْنِي عَنِ الْبِنْجِ الْعَامّ؟ فَلَايَجُوزُ اسْتِعْمَالُ الْبِنْجِ الْعَامّ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ بِمَا اَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَات؟ فَهَلْ يَجُوزُ لِلطَّبِيبِ اَنْ يَنْظُرَ اِلَى عَوْرَةِ الْمَرْاَةِ الَّتِي يُعَالِجُهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّهُ فِي الْاَصْلِ لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَنْظُرَ اِلَى عَوْرَةِ الْمَرْاَةِ؟ وَلَاعَوْرَةِ رَجُلٍ مِثْلِهِ اَيْضاً؟ لَكِنْ عِنْدَ الضَّرُورَةِ يَجُوز؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَعَدَّاهَا اِلَى غَيْرِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ مَثَلاً اِذَا احْتَاجَ اِلَى اَنْ يَنْظُرَ اِلَى صَدْرِ الْمَرْاَةِ؟ مِنْ اَجْلِ التَّشْخِيصِ الْمُبَكِّرِ لِمَرَضِ سَرَطَانِ الثَّدْيِ؟ فَيَجُوزُ لَهُ النَّظَرُ اِلَى صَدْرِهَا؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُ النَّظَرُ؟ اِلَى مَاتَحْتَ سُرَّتِهَا مِنْ اَعْضَائِهَا التَّنَاسُلِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ وَكَذَلِكَ بِالنَّسْبَةِ لِلرَّجُلِ؟ فَاِذَا احْتَاجَ طَبِيبٌ آخَرُ؟ اِلَى النَّظَرِ اِلَى مَاتَحْتَ سُرَّتِهَا؟ مِنْ اَجْلِ التَّشْخِيصِ الْمُبَكِّرِ لِلسَّرَطَانِ فِي عُنُقِ الرَّحِمِ؟ فَيَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُ النَّظَرُ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ كَصَدْرِهَا وَمُؤَخِّرَتِهَا مَثَلاً؟ لِاَنَّهُ لَاشُغْلَ لَهُ فِي صَدْرِهَا وَمُؤَخِّرَتِهَا؟ وَاِنَّمَا يُعَالِجُ مَايَحْتَاجُهُ مِنَ النَّظَرِ اِلَى اَعْضَائِهَا الْمَرِيضَةِ فَقَطْ لَاغَيْر؟ وَلَا نَظَرَ وَلَا عَمَلَ لَهُ فِي اَعْضَائِهَا السَّلِيمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا كَانَ مُضْطّرّاً؟ اَنْ يَنْظُرَ اِلَى جُزْءٍ مِنْ اَجْزَاءِ جِسْمِ الْمَرْاَةِ لِلضَّرُورَة؟ فَلَايَجُوزُ لَهُ اَن يَتَعَدَّى وَيَنْظُرَ؟ اِلَى جُزْءٍ آخَرَ لَيْسَ مُضْطّرّاً اِلَيْه؟ وَهَذَا هُوَ مَعْنَى؟ اَنَّ الضَّرُورَةَ تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ وَبِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَذْهَبُ الرَّجُلُ اِلَى طَبِيبٍ رَجُلٍ مِثْلِه؟ اَوْ اِلَى طَبِيبَة؟ وَهَلْ تَذْهَبُ الْمَرْاَةُ اِلَى طَبِيبَةٍ امْرَاَةٍ مِثْلِهَا؟ اَوْ اِلَى طَبِيب؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَلْاَصْلُ الشَّرْعِيُّ؟ اَنَّ الْمَرْاَةَ الطَّبِيبَةَ؟ هِيَ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى عَوْرَةِ الْمَرْاَة؟ وَاَنَّ الرَّجُلَ الطَّبِيبَ؟ هُوَ الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ؟ اِذَا كَانَ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ مُلِحَّة؟ لَكِنْ اَحْيَاناً نَسْمَعُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ النِّسَاءِ؟ اَنَّهُنَّ لَايَثِقْنَ بِالطَّبِيبَاتِ الْمُوَلّدَاتِ؟ اَوْ مَايُسَمَّى بِالْقَابِلَاتِ الْقَانُونِيَّات؟ بِمَعْنَى اَنَّهُنَّ يَخَفْنَ عَلَى حَيَاتِهِنَّ؟ عِنْدَ وَضْعِ حَمْلِهِنَّ؟ وَلَايَثِقْنَ اِلَّا بِالطَّبِيبِ الرَّجُلِ الْمَاهِرِ؟ مِنْ اَجْلِ اِيلَادِهِنَّ بِسَلَامَةٍ وَاَمَان؟ وَمِنْ دُونِ حُدُوثِ مُضَاعَفَاتٍ خَطِيرَةٍ بَعْدَ الْوِلَادَةِ؟ كَالنِّفَاسِ وَالْحُمَّى وَغَيْرِهَا؟ بِمَعْنَى اَنّهُنَّ يَعْتَبِرْنَ الطَّبِيبَ الْمُوَلّدَ؟ اَمْهَرَ مِنَ الطَّبِيبَةِ الْمُوَلّدَة؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِذَا كَانَتِ الْمَرْاَةُ الطَّبِيبَةُ؟ يُمْكِنُ اَنْ تَقُومَ بِهَذَا الْعَمَلِ؟ عَلَى اَحْسَن ِالْوُجُوهِ الصِّحِّيَّةِ وَاَفْضَلِهَا؟ فَلَايَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ الْمَرِيضَةِ؟ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى طَبِيبٍ؟ مِنْ اَجْلِ الْقِيَامِ بِهَذَا الْعَمَل؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتِ الطَّبِيبَةُ غَيْرَ شَاطِرَة وَغَيْرَ مَاهِرَةٍ فِي مِهْنَتِهَا؟ بِسَبَبِ تَجَارِبَ سَابِقَةٍ غَيْرِ صِحِّيَّةٍ مِنْ وَضْعِ الْحَمْلِ؟ مِمَّا جَعَلَ النَّاسَ يَفْقِدُونَ ثِقَتَهُمْ بِهَا؟ وَلَايُرْسِلُونَ زَوْجَاتِهِمْ اِلَيْهَا؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَجُوزُ الْمُخَالَفَةُ؟ وَذَلِكَ بِاللُّجُوءِ اِلَى طَبِيبٍ مُوَلّد؟ لِاَنَّ الْمَرْاَةَ الْحَامِلَ الَّتِي تُرِيدُ اَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا؟ وَقَدْ جَاءَهَا الطَّلْقُ؟ رُبَّمَا تَكُونُ مُنْفَعِلَة نَفْسِيَّاً انْفِعَالاً شَدِيداً؟ لِاَنَّهَا غَيْرُ مُطْمَئِنَّةٍ اِلَى هَذِهِ الطَّبِيبَةِ الْمُوَلّدَة؟ وَلِاَنَّ الِاطْمِئْنَانَ لَهُ اَثَرٌ كَبِيرٌ فِي تَيْسِيرِ الْمُعَالَجَةِ وَالشِّفَاءِ بِسُرْعَة؟ فَكَمَا اَنَّ اَكْثَرَ الْاَمْرَاضِ مَنْشَؤُهَا اَوْ سَبَبُهَا نَفْسِيٌّ كَمَا يَقُولُ الْفَلَاسِفَة؟ فَكَذَلِكَ الْعِلَاجُ النَّفْسِيُّ بِرَاحَةِ الْبَالِ وَالِاطْمِئْنَانِ وَالْهُدُوءِ وَعَدَمِ الِانْفِعَالِ وَالْخَوْفِ الشَّدِيدِ؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَلْعَبُ دَوْراً كَبِيراً فِي سُرْعَةِ الشِّفَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُلِ؟ فَاِنَّهُ يَذْهَبُ اِلَى طَبِيبٍ رَجُلٍ مِثْلِهِ؟ فَاِذَا لَمْ يُوجَدْ طَبِيبٌ مَاهِرٌ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَبْحَثَ عَنْ طَبِيبٍ مَاهِر؟ وَاِذَا وَجَدَ طَبِيباً مَاهِراً؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى طَبِيبٍ اَمْهَرَ مِنْهُ؟ فَاِذَا احْتَاجَ الْاَمْرُ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى طَبِيبَةٍ اَمْهَرَ مِنَ الْجَمِيع؟ وَلَايَجُوزُ لَهَا شَرْعاً اَنْ تَكْشِفَ عَنْ عَوْرَتِهِ؟ اِلَّا بِمَا تَحْتَاجُهُ فَقَطْ مِنْ تَشْخِيصِ مَرَضِهِ؟ مِنْ اَجْلِ عِلَاجِهِ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَنْ هُنَّ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي سَمَحَ اللهُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تُبْدِيَ زِينَتَهَا اَمَامَهُنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ النُّور{اَوْ نِسَائِهِنَّ(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَايَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ اِبْدَاءُ زِينَتِهَا لِلْمَحَارِمِ وَالنِّسَاءِ؟ اِلَّا اِذَا اَمِنَتِ السَّرِقَةَ وَالْفِتْنَة؟ وَهِيَ عَدَمُ الْوُقُوعِ فِي الْفَاحِشَةِ الْكُبْرَى؟ وَهِيَ نِكَاحُ الْمَحَارِمِ وَالسِّحَاق؟ فَاِذَا اَمِنَتْ عَلَى نَفْسِهَا مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهَا اَنْ تُبِدِيَ زِينَتَهَا لِلْمَحَارِمِ وَالنِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَغَيْرِ الْمُسْلِمَات؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ الطَّبِيبُ مُسْلِماً؟ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُؤْتَمَنٍ عَلَى عَوْرَاتِ النَّاسِ وَاَمْوَالِهِمْ وَصِحَّتِهِمْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ يَامَا فِي اَيَّامِنَا مِنَ الْاَطِبَّاءِ وَغَيْرِهِمْ مَاشَاءَ الله مَنْ يَنْتَسِبُ اِلَى الْاِسْلَامِ؟ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَهُ اَخْلَاقُ الْاِسْلَام؟ وَبِالْعَكْس؟ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِميِنَ؟ الَّذِينَ لَايَنْتَسِبُونَ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَلَكِنْ عِنْدَهُمْ اَخْلَاقُ الْاِسْلَام؟ وَقَدْ كَانَ الْعُلَمَاءُ الْقُدَامَى؟ يَشْتَرِطُونَ عَلَى الطَّبِيبِ اَنْ يَكُونَ مُسْلِماً؟ مِنْ اَجْلِ مُعَالَجَةِ الْمُسْلِمِينَ؟ وَالْكَشْفِ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَقَدْ اَصْبَحُوا يَشْتَرِطُونَ عَلَى الطّبِيبِ؟ اَنْ يَكُونَ ثِقَةً مُؤْتَمَناً؟ وَلَمْ يَعُدْ يَهُمُّهُمْ؟ اِنْ كَانَ مُسْلِماً؟ اَوْ غَيْرَ مُسْلِم؟ اَلْمِهِمُّ عِنْدَهُمْ؟ هُوَ الثِّقَةُ وَالْاَمَانَةُ وَصَحْوَةُ الضَّمِيرِ الْمِهَنِيِّ وَالْاَخْلَاقِيّ؟ لِاَنَّ الْفَسَادَ قَدْ ظَهَرَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ؟ وَمَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَاهُ مُسْلِماً بِالْاِسْمِ فَقَطْ؟ وَ لَيْسَ عِنْدَهُ وَرَعٌ وَلَاتَقْوَى وَلَا َشَيْءٌ مِنْ اَخْلَاقِ الْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَذْهَبَ اِلَى الطَّبِيبِ الثِّقَةِ؟ سَوَاءً كَانَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِم؟ وَالثِّقَةُ هُوَ الطَّبِيبُ الشَّرِيفُ وَالْمَاهِرُ الْمُخْتَصُّ اَيْضاً فِي هَذَا الْعِلَاج؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ؟ اِذَا اَرَادَتْ اَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا؟ اَنْ تَكْشِفَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهَا؟ اَمَامَ طَبِيبَةٍ؟ اَوْ طَبِيبٍ غَيْرِ مُخْتَصٍّ بِالتَّوْلِيد؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَا؟ وَاِنَّمَا كُلُّ مَرِيضٍ؟ يَذْهَبُ اِلَى الطَّبِيبِ الْمُخْتَصِّ؟ بِعِلَاجِ مَرَضِه؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي؟ اَنَّ دِينَ الْاِسْلَامِ؟ يَحْتَوِي عَلَى التَّحْلِيلَاتِ الْمَسْمُوحَاتِ؟ وَالْمُحَرَّمَاتِ الْمَحْظُورَاتِ؟ وَالضَّرُورَاتِ الَّتِي تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ فِي اِبَاحَةِ الْمَحْظُورَاتِ وَالسَّمَاحِ بِهَا؟ فَتَرَى مِنْ ذَلِكَ اَخِي؟ اَنَّ الْاِسْلَامَ هُوَ دِينٌ يَتَمَشَّى مَعَ كُلِّ الظُّرُوفِ؟ وَمَعَ كُلِّ الْاَحْوَال؟ صَحِيحٌ اَنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكَ هَذَه اللُّحُومَ الْحَيَوَانِيَّةَ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَتِكَ اَخِي؟ لَكِنْ اِذَا صَارَتْ مَصْلَحَتُكَ مُرْتَبِطَةً بِهَا؟ صَارَ مُبَاحاً لَك؟ فَاللهُ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْنَا الْمَيْتَةَ وَكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ؟ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَتِنَا؟ لَكِنْ اِذَا خِفْنَا عَلَى حَيَاتِنَا؟ فَمِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ الَّتِي هِيَ اَسْمَى وَاَقْدَسُ شَيْءٍ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَخِي؟ اَنْ تَتَنَاوَلَ شَيْئاً مِنْ هَذَا الْمُحَرَّمِ؟ عِنْدَ الِاضْطّرَارِ؟ مِنْ اَجْلِ مُحَافَظَتِكَ عَلَى حَيَاتِك؟ فَاِذَا كَانَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ؟ قَدْ سَمَحَ لَكَ اَخِي؟ بِتَعَاطِي شَيْءٍ قَلِيلٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ؟ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِ حَيَاتِكَ اَخِي؟ فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِنَفْسِكَ اَخِي؟ اَنْ تُدَمِّرَ حَيَاتَكَ؟ بِتَعَاطِي شَيْءِ كَثِيرٍ هَائِلٍ؟ مِنْ مُحَرَّمَاتِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ؟ وَسِيجَارَة بِطِيزِ السِّيجَارَة؟ وَاَرْكِيلَة رَايْحَة؟ وَاَرْكِيلَة جَايَّا؟ وَمُدَخِّنْ يَجْلِسْ مَعَ مُدَخِّنْ آخَر وَيُسَلِّمُ عَلَيْه؟ ثُمَّ يَاْتِي اَحَدُ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ؟ وَيُلْقِي السَّلَامَ عَلَى زَبَائِنِ الْقَهْوَةِ قَائِلاً؟ مَرْحَباً اَهْلَنَا وَاَحْبَابَنَا فِي اَرْوَاد؟ اَوَلَسْنَا نَحْنُ وَاَنْتُمْ اَوْلَادَ عَمّ؟ اَوَلَسْنَا مِنْكُمْ؟ وَاَنْتُمْ مِنَّا؟ وَدِمَاؤُنَا وَدِمَاؤُكُمْ وَاحِدَة؟ اَبْتِسْقُونَا كَاسِّةْ مَتَّايْ؟ وْاَحْلَى نَفَسْ اَرْكِيلِي مْعَسَّلْ لَعْيُونَّا وِعْيُونْكِين؟ فَمَاذَا يَقُولُ اَرْبَابُ الْمُعَسَّلِ وَالْاَرْكِيلَةِ وَالتَّدْخِين وَالْحَضَارَةِ مِنَ الْاَرْوَادِيِّين؟ يَاعِصَّابِي جَا الْخَرَا تَيْ يْسَلّمَ عَلْبُولُ؟ وْقَلُّو مَرْحَبَا يَا خُالْ؟ رِزْقَ الله عَلَى اَيَّام زَمَان؟ حِينَمَا كُنَّا نَسْتَمِعُ اِلَى نَشْرَةِ اَخْبَار بَشَّار؟ وَلَيْسَ فِيهَا اِلَّا السِّمْفُونِيَّة الْخَالِدَة الْمُمِلَّة اِسْتَقْبَلَ؟ وَوَدَّعَ؟ اِسْتَقْبَلَ؟ وَوَدَّعَ؟ اِسْتَقْبَلَ؟ وَوَدَّع؟ فَلِمَاذَا لَايَسْتَقْبِلُكُمْ وَيُوَدِّعُكُمْ بَشَّار؟ وَيَسْقِيكُمْ فِشْكِ جْحَاشِ مِنِ الْمَتَّاي وَيَضَعُ الْاِبْرِيقَ عَلَى النَّار؟قِرِيدْ بَارِدْ مِتْلِ التَّلِجْ هَلْاَبْرِيقِ الْمَتَّايْ كَمَا تَقْتُلُونَ الشَّعْبَ السُّورِيَّ بِدَمٍ بَارِدٍ جَبَّار؟ وَقَرِيباً سَتُوَدِّعُونَ بَشَّار؟عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ لِمَاذَا لَاتُوَدِّعُ هَذِهِ الْمُنْكَرَات؟ اَرْجُوكَ اَخِي اَنْ تَرْحَمَ نَفْسَكَ؟ وَاَنْتَ بُنْيَانُ الله؟ بَنَاكَ بِحِجَارَةٍ مِنْ طِينِ الصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ وَالْعَافِيَة؟ فَلَعَنَ اللهُ مَنْ هَدَمَ بُنْيَانَه؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْقِلُوا جَيِّداً؟ وَتَفْهَمُوا مِنْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ؟ اَنَّهُ اِذَا كَانَ الْحَرَامُ يُفْعَلُ لِلضَّرُورَةِ؟ وَيُتَدَاوَى بِهِ؟ مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى حَيَاتِكُمْ وَصِحَّتِكُمْ؟ فَلِمَاذَا تُدَمِّرُونَ حَيَاتَكُمْ بِالْمُحَرَّمَاتِ؟ وَاَنْتُمْ غَيْرُ مُضْطّرِّينَ؟ اِلَى اَنْ تُدَمِّرُوا صِحَّتَكُمْ بِالْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِين؟ وَاِذَا كَانَ اللهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ؟ قَدْ اَشْفَقَ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ الِاضْطّرَارِيَّةِ؟ وَالَّتِي اَكْمَلَ اللهُ بِهَا دِينَهُ؟ وَاَتَمَّهُ فِي يَوْمٍ عَظِيمٍ؟ قَالَ عَنْهُ الْيَهُودُ؟ لَوْ نَزَلَتْ عَلَيْنَا آيَةُ الْمُحَرَّمَاتِ هَذِهِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ؟ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيداً وَفَرَحاً وَسُرُوراً عَظِيماً؟ فَلِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَامُ؟ وَاَنْتُمْ اِخْوَانِي وَقُرَّةُ عَيْنِي وَاَحْبَابُ اللهِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ لِمَاذَا لَاتُشْفِقُونَ عَلَى اَنْفُسِكُمْ؟ لِمَاذَا لَاتَرْحَمُونَ اَنْفُسَكُمْ وَصِحَّتَكُمْ مِنْ ضَرَرِالْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ وَالْاَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ جِدّاً وَالنَّاتِجَةِ عَنْهَا؟ لِمَاذَا لَاتَنْتَهُونَ عَنْهَا؟ لِمَاذَا اَنْتُمْ مُصِرُّونَ عَلَى هَذَا الذَّنْبِ الْعَظِيمِ وَالتَّجَاوُبِ مَعَ عَمَلِ الشَّيْطَانِ اِلَى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِكُمْ؟ لِمَاذَا لَاتَسْتَمِعُونَ بِقُلُوبِكُمْ وَعُقُولِكُمْ وَمَشَاعِرِكُمْ وَاَحَاسِيسِكُمْ؟ اِلَى مَا يَقُولُهُ لَكُمُ اللهُ الْمَنَّانُ الْحَنَّانُ عَلَيْكُمْ؟ بِرَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء؟ لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ دَائِماً اِلَى شَيَاطِينِ الْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ وَالْفَوْضَى التَّشْبِيحِيَّةِ وَالْاِبَاحِيَّةِ وَهُمْ يَنْبَحُونَ كَالْكِلَابِ؟ فِي قَوْلِهِمْ لِمَنْ يُرِيدُ اَنْ يَنْصَحَ هَؤُلَاءِ وَيُشْفِقَ عَلَيْهِمْ؟ اُتْرُكُوا هَؤُلَاءِ السُّكَاَرَى وَالْمُدَخِّنِينَ وَغَيْرَهُمْ اَحْرارا؟ً يَتَصَرَّفُونَ كَيْفَمَا يَشَاؤُون؟ لِاَنَّهُمْ لَايَضُرُّونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ؟ وَلَايَضُرُّونَ اَحَداً فِي الْمُجْتَمَع؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ وَاُنَاشِدُكَ اللهَ وَضَمِيرَكَ وَوُجْدَانَك؟ هَلْ اَنْتَ حُرٌّ فِي نَفْسِكَ تَتَصَرَّفُ بِهَا كَيْفَمَا تَشَاءُ وَتُورِدُهَا مَوَارِدَ التَّهْلُكَة؟ هَلْ اَنْتَ حُرٌّ اَنْ تَقْلَعَ عَيْنَك؟ هَلْ اَنْتَ حُرٌّ اَنْ تَقْطَعَ يَدَك؟ هَلْ اَنْتَ حُرٌّ اَنْ تَنْتَحِرَ وَتَقْتُلَ نَفْسَك؟ مَاهَذَا الْكَلَامُ الْخَرْبَطَة وَالْمُفَشْكَل وَالْفَوضَى مِنْ شَيَاطِينِ الْفَوْضَى الِاِبَاحِيَّة وَالْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّة؟ اَمَا عَلِمْتَ اَخِي اَنَّ الَّذِي لَاخَيْرَ فِيهِ لِنَفْسِهِ؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ خَيْرٌ لِغَيْرِهِ وَلَامُجْتَمَعِه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي؟ عَلَيْكَ اَنْ تَنْتَزِعَ مِنْ رَاْسِكَ شَيَاطِينَ الْفَوْضَى الْاِبَاحِيَّةِ وَ الْحُرِّيَّةَ الشَّخْصِيَّةِ وَاَصْحَابَ هَذِهِ الْاَوْهَامِ الشَّيْطَانِيَّة؟ مَنْ قَالَ لَكَ اَخِي؟ اَنَّ الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ يَضُرُّ نَفْسَهُ فَقَطْ؟ طَيِّب؟ هَذَا الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ اَلَيْسَ لَبِنَةً مِنْ لَبِنَاتِ الْمُجْتَمَع؟ اَلَيْسَ عُضْواً مِنْ اَعْضَاءِ الْمُجْتَمَع؟ طَيِّب؟ هُوَ يَضُرُّ نَفْسَه؟ اَلَا يَضُرُّ اَهْلَهُ اَيْضاً؟ اَلَمْ تَعْلَمْ اَخِي؟ اَنَّ نَسْلَكَ يَتَضَرَّرُ صِحِّيّاً اَيْضاً قَبْلَ الزَّوَاجِ وَبَعْدَه؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْخَمْرَ وَالتَّدْخِينَ وَالْمُخَدِّرَاتِ؟ وَمِنْهَا الْحَشِيشُ؟ يُؤَثّرُ ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى النَّسْلِ وَالذُّرِّيَّةِ؟ فَتُصْبِحُ ضَّعِيفَة؟ وَلِذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّ أيَّ ضَرَرٍ تَرْتَكِبُهُ؟ وَلَوْ ظَنَنْتَ اَنَّهُ خَاصٌّ بِكَ؟ فَاِنَّهُ يَتَعَدَّى اِلَى غَيْرِكَ؟ رَغْماً عَنْكَ وَعَنْهُ؟ ثُمَّ تَرَى شَيَاطِينَ الْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ وَالْفَوْضَى الْاِبَاحِيَّةِ وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ؟ يُوَجِّهُونَ سِهَامَهُمْ وَاَلْسِنَتَهُمُ الْقَذِرَةَ؟ اِلَى الْعُلَمَاءِ قَائِلِين؟ اُتْرُكُوا النَّاسَ عَلَى حُرِّيَّتِهِمْ وَمَنْ اَنْتُمْ حَتَّى تُحَاسِبُوا النَّاس؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ لِمَاذَا تَقُومُونَ اِذاً بِالْحَجْرِ الصِّحِّيِّ؟ عَلَى مَنْ اُصِيبَ بِمَرَضٍ مُعْدِي؟ قَدْ تَسْرِي عَدْوَاهُ اِلَى اَكْثَرِ النَّاس؟ وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْمَعَاصِيَ الَّتِي حَرَّمَهَا اللهُ كَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِ لَاتُعْدِي وَلَاتَنْقُلُ الْعَدْوَى اِلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيّ؟ بَلْ اِنَّهَا اَخْطَرُ الْاَمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ عَلَى الْاِطْلَاق؟ لِاَنَّهَا تَجْلِبُ الْحُرُوبَ وَالْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ اَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاة(فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَة{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين{وَمَنْ اَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَاِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَعْمَى؟ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي اَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَا؟ قَالَ كَذَلِكَ اَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا؟ وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله(وَسُبْحَانَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْاِخْوَةِ التَّوَائِمِ الْاَشِقَّاءِ الْاَرْبَعَةِ وَاَبُوهُمُ الشَّيْطَانِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْخَمْرُ شَقِيقُ الْمَيْسِرِ وَالْاَنْصَابِ وَالْاَزْلَامِ حَتَّى {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَاَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله اُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَان(الَّذِينَ{اِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَاَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَة؟ وَاِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ اِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(بِيَاعَلِيّ؟ يَاحُسَيْن؟ يَافَاطِمَة؟ يَايَسُوع؟ يَاجِيزُوس؟ يَامْرْيَم؟ يَارِفَاعِي؟ يَاجِيلَانِي؟ يَاجَامِّي؟ يَابَدَوِي؟ يَادُسُوقِي؟ يَاخَضِر؟ يَا اَبُو الْفَضْل عَبَّاس؟ وَكُلُّ هَؤُلاَءِ الصَّالِحِين{يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِهِمْ وَلَايُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير(فَمَاذَا اَبْقَيْتُمْ لِاَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى اَيُّهَا الْاَنْذَالُ الْاَوْغَاد{وَلِلهِ الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا(هَلْ سَمِعْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام اَنَّ شِيعِيّاً اَوْ صُوفِيّاً اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ قَالَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام يَا اَلله؟ يَامَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت؟ يَا مَلِكُ؟ يَاقُدُّوسُ؟ يَا سَلَامُ؟ يَا مُؤْمِنُ؟ يَا مُهَيْمِنُ؟ يَا عَزِيزُ؟ يَا جَبَّارُ؟ يَاخَالِقُ؟ يَا بَارِىءُ؟ يَا مُصَوِّرُ؟ يَا مَنْ لَكَ الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى؟ هَلْ نَتْرُكُ كُلَّ هَذِهِ الْاَسْمَاءَ الْمُقَدَّسَةَ ثُمَّ نَلْجَاُ بِدُعَائِنَا وَصَلَوَاتِنَا وَعِبَادَتِنَا اِلَى الْمَسِيحِ وَ فَاطِمَةَ وَعَلِيٍّ وَالْحُسَيْن وَعَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي؟ هَلْ يَلِيقُ بِنَا اَنْ نَقُول اَسْتَغْفِرُ فَاطِمَةَ وَاَتُوبُ اِلَيْهَا؟ هَلْ يَلِيقُ بِنَا اَنْ نَقُول سُبْحَان الْحُسَيْنِ وَبِحَمْدِه؟ خَسِئْتُمْ يَااَعْدَاءَ الله؟ بَلْ نَقُول اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْه؟ اَسْتَغْفِرُ الرَّحْمَنَ وَاَتُوبُ اِلَيْه؟ سُبْحَانَ القّدُّوسِ وَبَحَمْدِه؟ سُبْحَانَ الْجَبَّارِ وَبِحَمْدِه؟ سُبْحَانَ اللهِ بَجِمَيعِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَبِحَمْدِه؟ اَسْتَغْفِرُ اللهَ بِجَمِيعِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَاَتُوبُ اِلَيْه؟ فَلِمَنْ نَتْرُكُ هَذِهِ الْاَسْمَاءَ الْحُسَنَى كُلَّهَا وَمَا اَكْثَرَهَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لِمَنْ نَتْرُكُهَا حَتَّى يَدْعُوَ اللهَ بِهَا؟ هَلْ نَتْرُكُهَا مِنْ اَجْلِ دُعَاءِ فَاطِمَةَ وَعِبَادَتِهَا؟ هَلْ اسْمُ فَاطِمَةَ اَحْسَنُ مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى؟ هَلْ غَوْثُ الْجِيلَانِي لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اَتْبَاعِهِ وَمُرِيدِيهِ الضَّالّينَ تَوَائِمِ التَّشَيُّع الْحَقِيرِ النَّجِس؟ هَلْ غَوْثُهُ اَعْظَمُ وَاَحْسَنُ مِنْ غَوْثِ غَيَاثِ الْمُسْتَغِيثِينَ الله سبحانه وتعالى؟ وَلِذَلِكَ اَخِي وَحَتَّى لَاتُصَابَ بِالْعَدْوَى الْمُحْتَمَلَةِ غَالِباً؟ فَاِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَجْلِسَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مُرِيدِي الشَّيْطَانِ وَاَتْبَاعِهِ فِي حُسَيْنِيَّاتِ الْمُتَصَوِّفِينَ وَالْمُقَامِرِينَ وَالسُّكَارَى وَالْمُغْتَابِينَ وَالنَّمَّامِينَ اِلَّا بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَةٍ تَحْمِيكَ مِنْ هَذِهِ الْعَدْوَى مِنْهُمْ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَنَا لَاآمَنُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُمْ وَاَكْثَرُ النَّاسِ اَيْضاً لَايَاْمَنُونَ مِنْ عَدْوَى مَعْصِيَتِهِمْ اَنْ تُصِيبَنَا مَعَهُمْ فَمَنْ سَيَقُومُ بِنَصِيحَةِ هَؤُلَاء وَاِرْشَادِهِمْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُمْ يَقُومُونَ بِذَلِكَ بِاَنْفُسِهِمْ وَهُوَ فَرْضٌ اِجْبَارِيٌّ عَلَيْهِمْ مِنْ اللهِ اَنْ يَنْصَحَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاء لَايُعْفَى السُّكَارَى وَالْمُقَامِرُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ اَصْحَابِ الْمُوبِقَاتِ مِنْ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ اَبَداً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ عَلَناً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا يُدِيرُونَ كُؤُوسَهَا عَلَى النَّاس؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى مُوَبِّخاً لِلسُّكَارَى وَالْمُقَامِرِين وَغَيْرِهِمْ{كَانُوا لَايَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه(وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ سَيَلْعَنُهُمْ وَيَزِيدُهُمْ لَعْنَةً اُخْرَى اَعْظَمَ مِنْ لَعْنَةِ شُرْبِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ كَمَا{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ؟ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ؟ كَانُوا لَايَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه(وَقَدْ رَاَى اَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ رَجُلاً فَقَالُوا لَعَنَهُ الله؟ اِنَّ لِحْيَتَهُ تَقْطُرُ خَمْراً؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولِ اللهِ(بِئْسَمَا قُلْتُمْ؟ وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه(لِاَنَّهُ كَانَ يَاْمُرُ زُمَلَاءَهُ الْمُقَامِرِينَ وَ السُّكَارَى مِثْلَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَاكْتَسَبَ بِذَلِكَ شَرَفاً عَظِيماً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله(وَاَقُولُ لِشَيَاطِينِ الحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّة؟ وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّهُ لَايَضُرُّ اِلَّا نَفْسَه؟ فَلَايُبَاحُ لَهُ ذَلِكَ اَبَداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَقْتُلُوا اَنْفُسَكُمْ اِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمَا؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً؟ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرَا} وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ مَازَالَتِ السَّائِلَةُ مَعِي عَلَى خَطِّ الْهَاتِفِ لِاُجِيبَهَا عَنْ سُؤَالِهَا قَبْلَ اَنْ اُوَدِّعَكُمْ؟ فَقَدْ يَقْتُلُنِي النِّظَامُ الْمُجْرِمُ فِي اَيَّةِ لَحْظَة؟ وَاُذَكِّرُكَ اَخِي بِسُؤَالِ السَّائِلَةِ؟ اَنَّ زَوْجَهَا مَارَسَ الْجِنْسَ الْحَلَالَ مَعَهَا وَهُمَا فِي الْحَجّ؟ فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ شَرْعاً؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ وَقَبْلَ اَنْ اُجِيبَ؟ لَابُدَّ مِنْ اِثَارَةِ النِّقَاطِ وَوَضْعِهَا عَلَى الْحُرُوف؟ وَاَنْ اَقُومَ بِشَرْحِهَا بِمَا يَفْتَحُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِهِ سُبْحَانَه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَامَعْنَى التَّحَلُّلَ الْاَصْغَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُوَ بِمَعْنَى اَنَّ الْحَاجَّ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى؟ ثُمَّ حَلَقَ اَوْ قَصَّر وَالْحَلْقُ اَفْضَل؟ ثُمَّ شَهِدَ ذَبِيحَتَهُ اَوْ لَمْ يَشْهَدْهَا وَلَكِنَّهُ عَلِمَ اَنَّهَا ذُبِحَتْ فِي مَكَانٍ مَا فِي مَكَّة بَعْدَ اَنْ دَفَعَ ثَمَنَهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَامَعْنَى التَّحَلُّلَ الْاَكْبَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُوَ مَاذَكَرْتُهُ لَكَ مِنْ مَنَاسِكِ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَر اِضَافَةً اِلَى طَوَافِ الْاِفَاضَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَامَعْنَى طَوَافَ الْاِفَاضَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يُسَمَّى طَوَافَ الْاِفَاضَة وَهُوَ الطَّوَافُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ بِمِقْدَارِ سَبْعَةِ اَشْوَاط كَطَوَافِ الْقُدُومِ وَالْوَدَاعِ تَمَاماً بَدْءاً مِنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَانْتِهَاءً بِهِ اَيْضاً وَبِعَكْسِ عَقَارِبِ السَّاعَة؟ وَيُسَمَّى طَوَافَ الْاِفَاضَة؟ وَيُسَمَّى طَوَافَ الزِّيَارَةِ اَيْضاً؟ وَيَسَمَّى طَوَافَ النِّسَاءِ اَيْضاً؟ لِاَنَّهُ بِهِ يَحِلُّ لَكَ اَخِي اَنْ تُعَاشِرَ النِّسَاء؟ بِمَعْنَى بَعْدَ انْتِهَاءِ طَوَافِ الْاِفَاضَةِ تَكُونُ الْمُعَاشَرَةُ مَسْمُوحاً بِهَا وَمِنْ دُونِ مَشَاكِل؟ وَلَاتُؤَثّرُ هَذِهِ الْمُعَاشَرَةُ عَلَى بَقِيَّةِ مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَهِيَ رَمْيُ الْجَمَرَاتِ وَطَوَافُ الْوَدَاع؟لَكِنَّهَا تُؤَثِّرُ اِذَا حَصَلَتْ قَبْلَ رَمْيِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى فِي يَوْمِ النَّحْرِ؟ وَقَبْلَ الذَّبْحِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ اَيْضاً؟ وَقَبْلَ الْحَلْقِ اَوِ التَّقْصِيرِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ اَيْضاً؟وَقبْلَ طَوَافِ الْاِفَاضَةِ؟ وَقَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات؟وَقَبْلَ اَدَاءِ الْعُمْرَة؟ وَسَاَشْرَحُ ذَلِكَ بِالتَّفْصِيل لَاحِقاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ نُؤَدِّي مَنَاسِكَ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي تُؤَدِّيهَا فِي يَوْمِ النَّحْرِ بِثَلَاثَةِ اَشْيَاء؟ وَاُعِيدُهَا دَائِماً حَتَّى تَحْفَظَهَا؟ وَهِيَ رَمْيُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حُصَيَّات؟ ثُمَّ الْحَلْقُ اَوِ التَّقْصِيرُ وَالْحَلْقُ اَفْضَل؟ ثُمَّ الذَّبِيحَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ نُؤَدِّي مَنَاسِكَ التَّحَلُّلِ الْاَكْبَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بِاَدَاءِ مَنَاسِكِ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَرِ ثُمَّ طَوَافِ الِاِفَاضَةِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ وَهُوَ اَفْضَل بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَة خَوْفاً مِنْ اَنْ يَاْتِيَهَا الْحَيْضُ وَقَدْ لَاتَسْتَطِيعُ تَاْجِيلَ الطَّوَاف؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تُؤَجِّلَ طَوَافَ الْاِفَاضَةِ اِذَا كُنْتَ مُضْطّرّاً ثُمَّ تَدْمِجَهُ مَعَ طَوَافِ الْوَدَاعِ فَيُصْبِحُ طَوَافاً وَاحِداً فَقَطْ مِقْدَارُهُ سَبْعَةُ اَشْوَاطٍ لِلْاِفَاضَةِ وَالْوَدَاعِ مَعاً وَهَذَا مِنْ تَيْسِيرِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ؟ وَلَااَنْصَحُ الْمَرْاَةَ بِذَلِكَ اِذَا لَمْ تَكُنْ مُضْطّرَّة؟ وَلَااَنْصَحُكَ اَخِي بِذَلِكَ اَيْضاً اِذَا كُنْتَ مُضْطّرّاً اِلَى مُعَاشَرَةِ زَوْجَتِك فَعَلَيْكُمَا اَنْ تُسْرِعَا مَعاً فِي طَوَافِ الْاِفَاضَةِ وَاَنْ تُؤَدِّيَاهُ فِي يَوْم ِالنَّحْرِ ثُمَّ تَسْعَيَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ اَيْضاً وَهُوَ مَنْسَكٌ عَظِيمٌ مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ اِذَا لَمْ تَكَونَا قَدْ سَعَيْتُمَا بَعْدَ طَوَافِ الْقُدُومِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ السَّعْيَ بَعْدَ طَوَافِ الْقُدُومِ يُغْنِيكُمَا عَنِ السَّعْيِ بَعْدَ طَوَافِ الْاِفَاضَةِ وَلَاحَاجَةَ لَهُ اِلَّا لِلْمُتَمَتِّعِ وَالْقَارِن؟ لَكِنَّ الْاَفْضَلَ تَاْجِيلُهُ اِلَى مَابَعْدَ طَوَافِ الْاِفَاضَةِ لِلْحَاجِّ الْمُفْرِدِ اِذَا لَمْ تَخَافَا عَلَى نَفْسَيْكُمَا مِنَ الزِّحَامِ الشَّدِيدِ وَمَخَاطِرِهِ؟ وَعَلَيْكُمَا اَنْ تَسْتَغْفِرَا اللهَ كَثِيراً عَلَى انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الْاِحْرَامِ بِهَذِه ِالْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ اَوِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنْ مَحْظُورَاتِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْاِحْرَام كَمَا سَيَاْتِي؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَحْرَمَ بِالْحَجِّ مُفْرِداً؟ مَاذَا لَوْ اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ مَعاً قَارِناً؟مَاذَا لَوْ اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ ثُمَّ الْحَجِّ مُتَمَتِّعاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ الْمُفْرِدَ هُوَ الَّذِي يَاْتِي اِلَى مَكَّةَ مُحْرِماً مِنْ مِيقَاتٍ مَكَانِيٍّ خَارِجَ مَكَّةَ لِغَيْرِ اَهْلِ مَكَّةَ الَّذِينَ يُحْرِمُونَ مِنْ مَسْجِدِ عَائِشَة؟ وَسُمِّيَ مُفْرِداً؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ الْحَجَّ مُنْفَرِداً مِنْ دُونِ الْعُمْرَة؟ ثُمَّ يَطُوفُ الْمُفْرِدُ طَوَافَ الْقُدُومِ؟ ثُمَّ يَسْعَى؟ اَوْ يُؤَجِّلُ السَّعْيَ اِلَى مَابَعْدَ طَوَافِ الْاِفَاضَة؟ ثُمَّ يَبْقَى عَلَى اِحْرَامِهِ اِلَى يَوْمِ النَّحْرِ بِتَارِيخِ الْعَاشِرِ مِنْ ذِي الْحِجَّة؟ ثُمَّ يَتَحَلَّلُ التَّحَلُّلَ الْاَصْغَرَ بَعْدَ رَمْيِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى فَقَطَ وَ الْحَلْقِ اَو التَّقْصِيرِ لِشَعْرِهِ وَذَبْحِ ذَبِيحَتِهِ اَيْضاً؟ وَالذَّبِيحَةُ باِلنِّسْبَةِ لِلْمُفْرِدِ اِمَّا اَنْ تَكُونَ بِسَبَبِ مُخَالَفَة؟ اَوْ تَكُونَ اُضْحِيَة؟ وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَة؟ وَوَاجِبٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّة؟ وَالْوَاجِبُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّة اَقَلُّ مِنَ الْفَرْض ِبِقَلِيل؟ وَعِنْدَ غَيْرِهِمْ اَنَّ الْوَاجِبُ يُسَاوِي الْفَرْضَ تَمَاماً؟ وَاَمَّا الذَّبِيحَةُ بِالنِّسْبَةِ لِلْقَارِنِ وَالْمُتَمَتِّعِ فَهِيَ بَدَلُ تَمَتُّعٍ وَقِرَانٍ وَلَيْسَتْ اُضْحِيَة اِلَّا اِذَا اَرَادَا اَنْ يَتَطَوَّعَا بِالْاُضْحِيَةِ اِضَافَةً اِلَى الْبَدَلِ تَقَرَّباً اِلَى الله؟ اَمَّا الْمُتَمَتِّعُ فَبِسَبَبِ تَمَتُّعِهِ فَاِنَّهُ يَذْبَحُ الْبَدَل؟ وَاَمَّا الْقَارِنُ فَاِنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ بِهَذِهِ الذَّبِيحَةِ الْبَدَلِ عَلَى مَا وَفَّقَهُ مِنْ اَدَاءِ مَنْسَكَيِ الْعُمْرَةِ وَالْحَجّ؟ فَاِنْ لَمْ يَجِدِ الْقَارِنُ اَوِ الْمُتَمَتِّعُ مِنْ هَدْيِ الْبَدَل {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ اَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ اِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة}قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ لِلْحَاجِّ اَنْ يُحْرِمَ قَارِناً اَوْ مُتَمَتِّعاً اِذَا لَمْ يَجِدْ هَدْيَ الْبَدَل اَوْ لَمْ يَصْطَحِبْهُ مَعَهُ مِنْ بَلَادِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ وَلَا اَجِدُ مَانِعاً شَرْعِيّاً؟لِاَنَّهُ يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ اِذَا لَمْ يَجِدْ هَدْيَ الْبَدَل؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّهُ اصْطَحَبَ هَدْياً قَادِماً مِنْ بِلَادِهِ ثُمَّ مَرِضَ هَذَا الْحَيَوَانُ مِنَ الْهَدْيِ وَمَاتَ قَبْلَ يَوْمِ النَّحْرِ؟ فَبِمَاذَا نُفْتِي الْقَارِنَ وَالْمُتَمَتِّعَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ سِوَى بِوُجُوبِ الصِّيَامِ كَمَا اَمَرَ الله؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلطَّوَاف؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي طَوَافُ الْقُدُومِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُفْرِدِ سُنَّة؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُتَمَتِّعِ وَالْقَارِنِ فَهُوُ رُكْنٌ مِنْ اَرْكَانِ الْعُمْرَةِ وَلَاتَصِحُّ الْعُمْرَةُ اِلَّا بِهِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمَا يَحْتَاجَانِ اِلَى سَعْيٍ آخَرَ اَيْضاً مِنْ اَجْلِ الْحَجِّ وَلَايَصِحُّ الْحَجَّ اِلَّا بِهِ اَيْضاً؟ وَالْقَارِنُ كَالْمُفْرِدِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَسْتَمِرُّ عَلَى اِحْرَامِهِ وَلَايَتَحَلَّلُ مِنْهُ كَمَا يَتَحَلَّلُ الْمُتَمَتِّع؟وَمَا يُمَيِّزُ الْقَارِنَ عَنِ الْمُفْرِدِ وَالْمُتَمَتِّعِ اَنَّ الْقَارِنَ يَاْتِي مِنْ بَلَدِهِ وَهُوَ يَسُوقُ الْهَدْيَ مِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ اِنْ تَيَسَّرَ ذَلِكَ لَهُ وَهُوَ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ وَاَعْظَمُ ثَوَاباً وَاَجْراً وَتَعْظِيماً لِحَسَنَاتِ فَاعِلِهِ عِنْدَ الله؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَدْفَعُ مِنْ اَمْوَالِهِ مِنْ اَجْلِ شِرَاءِ الْهَدْيِ مِنْ اَرْضِ مَكَّة وَيُنِيبُ مَنْ يَقُومُ بِالذَّبْحِ عَنْه؟ وَالْقَارِنُ هُوَ الَّذِي يَدْمُجُ الْعُمْرَةَ مَعَ الْحَجِّ وَمِنْ دُونِ تَمَتُّعٍ اَوْ تَحَلُّلٍ اِلَى يَوْمِ النَّحْر الَّذِي يَحْصَلُ فِيهِ التَّحَلُّلُ الْاَصْغَرُ بَعْدَ الْحَلْقِ اَوِ التَّقْصِيرِ وَرَمْيِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى فَقَطْ فِي هَذَا الْيَوْم؟ وَالْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى فِي الْيَوْمَيْنِ التَّالِيَيْنِ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَعَجَّلَ الرَّمْيَ؟ وَالْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى اَيْضاً فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ اَيَّامِ النَّحْرِ وَالتَّشْرِيقِ عِنْدَ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَة؟ وَالْيَوْمُ الرَّابِعُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هُوَ نَفْسُهُ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مِنْ اَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَطْ دُونَ النَّحْرِ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَاَخَّرَ فِي الرَّمْي؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْيَوْمَ الرَّابِعَ مِنْ اَيَّامِ الْعِيدِ يُسَمَّى اَيْضاً الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ اَيَّامِ التَّشْرِيق؟ وَيُسَمَّى اَيْضاً الْيَوْمَ الرَّابِعَ وَالْاَخِيرَ مِنْ اَيَّامِ الْعِيدِ وَالتَّشْرِيقِ وَالنَّحْرِ عِنْدَ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَة الشَّافِعِيَّة وَالْحَنْبَلِيَّة وَالْمَالِكِيَّة؟ وَلَكِنَّهُ يُسَمَّى عِنْدَ الْحَنَفِيَّة بِالْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْاَخِيرِ مِنْ اَيَّامِ الْعِيدِ وَالتَّشْرِيقِ فَقَطْ عِنْدَ الْحَنَفِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْيَوْمَ الرَّابِعَ لَيْسَ يَوْمَ نْحْرٍ عِنْدَ الْحَنَفِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْيَوْمَ الْاَخِيرَ مِنْ اَيَّامِ النَّحْرِ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مِنْ اَيَّامِ الْعِيدِ الَّذِي يُسَمَّى اَيْضاً بِالْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ اَيَّامِ التَّشْرِيق؟ فَاَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ الْكِرَامِ الِانْتِبَاهَ اِلَى هَذَا جَيِّداً لِئَلَّا يَخْلِطُوا بَيْنَ الْعِيدِ وَالنَّحْرِ وَالتَّشْرِيقِ؟ وَالْخِزْيُ وَالْعَارُ لِقَنَاتَيِ الْجَزِيرَةِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَجَمِيعِ الْعَامِلِينَ فِيهِمَا مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ عَلَى هَذَا الْجَهْلِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُمْ فِي اَحْكَامِ الدِّينِ وَالْحَجّ؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَعُودُوا فِي الْعِيدِ يُمَيِّزُونَ بَيْنَ اَيَّامِ النَّحْرِ وَاَيَّامِ التَّشْرِيق؟ لَااَعَادَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ اِلَّا وَقَدْ اَصْبَحُوا مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ فِي اَحْكَامِ الْاِسْلَامِ وَالْحَجّ؟ وَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّهُ لَايَحْصَلُ التَّحَلُّلُ الْاَكْبَرُ اِلَّا بَعْدَ طَوَافِ الْاِفَاضَةِ؟ وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الْجَوَابِ عَلَى سُؤَالِ السَّائِلَةِ وَاَقُولُ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَاِلَيْهِ اُنِيب؟ مَتَى عَاشَرَ هَذَا الرُّجُلُ زَوْجَتَه؟ هَلْ كَانَا مُتَمَتِّعَيْنِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَحْرَمَ مِمَّا يُسَمَّى مْيقَاتاً مَكَانِيّاً وَهُوَ بْيَارْ عَلِي كَمَا ذَكَرَتْ لِي زَوْجَتُه؟ ثُمَّ قَدِمَ اِلَى مَكَّةَ مُحْرِماً مِنْ اَجْلِ الْعُمْرَة؟ ثُمَّ طَافَ طَوَافَ الْقُدُومِ الَّذِي فَرَضَهُ اللهُ عَلَى الْمُتَمَتِّعِ وَالْقَارِنِ وَسَنَّهُ رَسُولُ اللهِ لِلْمُفْرِد؟ ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَة؟ ثُمَّ انْتَهَى مِنَ الْعُمْرَةِ فَتَحَلَّلَ اِلَى الْوَقْتِ الَّذِي سَيُحْرِمُ فِيهِ مِنْ اَجْلِ الْحَجِّ وَهُوَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِتَارِيخِ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الْحِجَّة؟ فَهَذَا الْحَاجُّ وَزَوْجَتُهُ الْحَاجَّةُ اَيْضاً يُسَمَّى مُتَمَتِّعاً وَتُسَمَّى مُتَمَتِّعَة؟ فَاِذَا عَاشَرَ زَوْجَتَهُ وَجَامَعَهَا جِنْسِيّاً فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ مِنَ التَّحَلُّلِ مِنْ الْعُمْرَةِ فَلَاشَيءَ عَلَيْهِ وَلَاعَلَيْهَا وَلَااِثْمَ وَلَامُشْكِلَة؟ لِاَنَّهُ طَافَ وَسَعَى ثُمَّ حَلَقَ اَوْ قَصَّرَ مِنْ شَعْرِهِ ثُمَّ عَاشَرَ زَوْجَتَهُ وَهُوَ حَلالٌ غَيْرُ مُحْرِم؟ فَلَا اِشْكَالَ فِي نَوْمِهِ مَعَ زَوْجَتِهِ اَبَداً؟ وَلَا فِي مُعَاشَرِتِهَا جِنْسِيّاً؟ وَلَاغُبَارَ عَلَيْهِ وَلَاعَلَيْهَا؟ لَكِنْ لَنَفْرِضْ عَلَى اَنَّهُ اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَمَاانْتَهَى بَعْدُ مِنْ اَدَاءِ مَنَاسِكِهَا مِنْ طَوَافٍ وَسَعْيٍ وَحَلْقٍ اَوْ تَقْصِير؟ فَاِذَا اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَقَبْلَ اَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ مَنَاسِكَهَا اِذَا بِهِ يُجَامَعَ زَوْجَتَهُ في الفندق وَهُوَ مُحْرِم؟ اَوْ طَافَ طَوَافَ الْقُدُومِ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَرْتَاحَ فِي الْفُنْدُقِ قَبْلَ اَنْ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَة ثُمَّ نَامَ مَعَ زَوْجَتِهِ وَمَارَسَ الْجِنْسَ مَعَهَا؟ فَاِنَّ الْعُمْرَةَ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ تَكُونُ بَاطِلَة وَعَلَيْهِ اَنْ يُتِمَّ الْعُمْرَةَ الَّتِي اَبْطَلَهَا بِجِمَاعِ زَوْجَتِهِ رَغْماً عَنْهُ وَيَذْهَبَ لِاِكْمَالِهَا بِالسَّعْيِ؟ ثُمَّ يَقْضِيَ الْعُمْرَةَ الَّتِي اَبْطَلَهَا وَاَفْسَدَهَا وَيُعِيدَهَا طَوَافاً وَسَعْياً وَحَلْقاً اَوْ تَقْصِيراً رَغْماً عَنْهُ اَيْضاً؟ وَعَلَيْهِ اَيْضاً اَنْ يَذْبَحَ شَاةً مِنَ الْغَنَم؟ حَتَّى اَنَّ الْفُقَهَاءَ الْحَنَفِيّةَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ الْعُمْرَةَ سُنَّة؟ وَمَعَ ذَلِكَ قَالُوا مَادَامَ اَنَّهُ قَدْ بَاشَرَ بِالْعُمْرَةِ وَبَدَاَ بِهَا وَجَبَ عَلَيْهِ اِتْمَامُهَا؟ فَاِذَا نَقَضَهَا وَاَبْطَلَهَا وَاَفْسَدَهَا بِهَذِهِ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ فَعَلَيْهِ اَنْ يَقْضِيَهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْهِ اَنْ يُعِيدَهَا طَوَافاً وَسَعْياً وَحَلْقاً اَوْ تَقْصِيراً مِنْ جَدِيد؟ وَلِذَلِكَ اُخْتِي فَاِنَّ زَوْجَكِ الَّذِي عَاشَرَكِ قَبْلَ اَنْ يُتِمَّ الْعُمْرَةَ بَطُلَتْ عُمْرَتُكِ وَعُمْرَتُهُ؟ وَعَلَيْكُمَا ان تَذْبَحَا شَاتَيْنِ؟ وَاَنْ تَقْضِيَا هَذِهِ الْعُمْرَة وَتُعِيدَاهَا مِنْ جَدِيد؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ قَارِناً؟ اَوْ اَحْرَمَ بِالْحَجِّ مُنْفَرِداً؟ اَوْ اَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ مُتَمَتِّعاً اِلَى اَنْ اَحْرَمَ بِالْحَجِّ فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ؟ ثُمَّ عَاشَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ زَوْجَتَهَ قَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَفْسَ الْجَوَابِ السَّابِقِ تَقْرِيباً؟ لَقَدْ فَسَدَ وَبَطَلَ حَجُّهُمْ جَمِيعاً مَعَ الْاَسَف؟ وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اَنْ يَذْبَحَ شَاةً سَوَاءً كَانَ رَجُلاً اَوِ امْرَاَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً اَيْضاً رَغْماً عَنْهُمْ اَنْ يُتِمُّوا مَنَاسِكَ الْحَجِّ الْبَاطِلِ الَّذِي اَفْسَدُوهُ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً بِقَضَاءِ هَذَا الْحَجّ فِي الْعَامِ الْقَادِم؟ لِاَنَّهُمْ جَمِيعاً جَنَوْا عَلَى اِحْرَامِهِمْ بِالْجِنَايَةِ الْكُبْرَى وَهِيَ الْمُعَاشَرَةُ الزَّوْجِيَّةُ وَلَوْ كَانَتْ حَلَالاً؟فَانْظُرْ اَخِي نَظَرَ تَاَمُّلٍ وَاعْتِبَارٍ وَمَوْعِظَةٍ اِلَى هَذِهِ الْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ مُصِيبَةَ الْجَهْلِ وَعَدَمِ التَّفَقُّهِ فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَالْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ اَعْظَمُ مِنْهَا عِنْدَ اللهِ بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَمْ تَسْمَحْ لَهُ السًّلُطَاتُ السُّعُودِيَّةُ بِهَذَا الْقَضَاءِ فِي الْعَامِ الْقَادِم؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي عِنْدَ ذَلِكَ وَفِي كُلِّ سَنَةٍ يَنْوِي بِاَنَّهُ سَيَذْهَبُ اِلَى الْحَجِّ حَتَّى يَسْمَحُوا لَه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟كَمْ هُوَ مِسْكِينٌ هَذَا الَّذِي بَطَلَ حَجُّهُ بِسَبَبِ مُعَاشَرَتِهِ زَوْجَتَهُ قَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات؟ لِمَاذَا لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَرْجِعَ اِلَى الْمِيقَاتِ الْمَكَانِيِّ الَّذِي اَحْرَمَ مِنْهُ ثُمَّ يُدِرِكَ شَيْئاً مِنَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَة وَانْتَهَتِ الْمُشْكِلَة وَكَانَ اللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَايَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ؟ لِاَنَّهُ ارْتَكَبَ الْجِنَايَةَ الْكُبْرَى عَلَى اِحْرَامِهِ بِمُعَاشَرَتِهِ لِزَوْجَتِهِ؟ وَيُسَمِّيهَا الْفُقَهَاءُ جِنَايَةً كُبْرَى؟ وَهِيَ مُمَارَسَةُ الْحَاجِّ لِلْمُعَاشَرَة الْجِنْسِيَّة الْحَلَال؟وَهُنَاكَ مَا يُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ اَيْضاً جِنَايَةً بَسِيطَةً اَوْ صُغْرَى عِنْدَ ارْتِكَابِ مَحْظُورَاتِ الْاِحْرَام وَهِيَ الصَّيْدُ البَرِّيُّ الَّذِي قَدْ يُصْبِحُ جِنَايَةَ كُبْرَى عَلَى الْاِحْرَامِ بِحَقِّ الْحَاجِّ الْمُسَتَهْتِرِ فِي تَنْفِيذِ اَوَامِرِ اللهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ وَمِنْهَا مَحْظُورَاتُ الْاِحْرَامِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تعالى{وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْه(لَكِنَّ الصَّيْدَ الْبَرِّيَّ لَايُبْطِلُ الْحَجَّ وَلَايُفْسِدُهُ؟ وَاِنَّمَا عَلَى الصَّيَّادِ الْحَاجِّ اَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَ مَااصْطَادَ{وَقَتَلَ مِنَ النَّعَمِ(وَهِيَ الْحَيَوَانَاتُ الْبَرِيَّةُ الْقَابِلَةُ لِلصَّيْد{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ( ثُمَّ يَشْتَرِي بِهِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَذْبَحَ{هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ اَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ اَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ اَمْرِه(بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا كَانَ ثَمَنُ مَاقَتَلَهُ لَايَكْفِي مِنْ اَجْلِ شِرَاءِ الْهَدْيِ؟ فَلَايَجُوزُ لِلْحَكَمَيْنِ اَنْ يَفْرِضَا عَلَيْهِ اِكْمَالَ ثَمَنِ الْهَدْيِ مِنْ اَجْلِ شِرَائِهِ؟ وَاِنَّمَا يُلْزِمَانِهِ بِاِطْعَامِ الْمَسَاكِينِ كَمَا اَمَرَ الله؟ فَاِنْ كَانَ الْحَاجُّ الصَّيَّادُ فَقِيراً؟ فَعَلَيْهِ باِلصِّيَامِ كَمَا اَمَرَ الله فِي سُورَةِ الْمَائِدَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَاذَا لَوْ بَاعَهُ اَهْلُ مَكَّةَ مِنْ هَذَا الصَّيْد الْبَرِيّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَجُوزُ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَاْكُلَ مِنْهُ بِشَرْط؟ اَلَّا يَكُونَ لَهُ عَلَاقَةٌ بِصَيْدِهِ لَا مِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيد؟ وَالْاَفْضَلُ لِاَهْلِ مَكَّةَ اَنْ يَبِيعُوهُ اِيَّاهُ دُونَ اَنْ يَقُولُوا لَهُ هَلْ لَكَ بِهَذَا الصَّيْد؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِمْ اَنْ يَذْكُرُوا كَلِمَةَ صَيْدٍ حِينَ بَيْعِهِ لِلْحَاجِّ مِنْهُمْ وَالْغَرِيبِ عَنْ بِلَادِهِمْ؟وَلَايَجُوزُ لِمُحْرِمٍ اَنْ يَشْتَرِيَ صَيْداً بَرِّيّاً مِنْ مُحْرِمٍ مِثْلِهِ اَبَداً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُتَمَتِّعِ فِي فَتْرَةِ التَّحَلُّلِ مِنَ الْعُمْرَةِ اِلَى الْحَجِّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي يَجُوزُ لَهُ الصَّيْدُ الْبَرِّيُّ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ وَلَااِشْكَالَ عَلَيْهِ اَبَداً اِلَّا فِي مَنْطِقَةِ الْحَرَمِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَهُ الصَّيْدُ الْبَرِيُّ فِي مَكَّةَ وَخَارِجِهَا اِلَّا خَارِجَ حُدُودِ مَنْطِقَةِ الْحَرَم؟ لِاَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اِطْلَاقَ النَّارِ لِئَلَّا يَحْصَلَ تَرْوِيعٌ لِلْحُجَّاجِ الْآمِنِين؟ وَلَايَسْتَطِيعُ اَيْضاً اصْطِحَابَ كِلَابِ الصَّيْدِ الَّتِي اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي نَجَاسَتِهَا اِلَى مَنْطَقَةِ الْحَرَم؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلصَّيْدِ الْبَحْرِيّ؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُوَ حَلَالٌ لِلْمُحْرِمِ وَغَيْرِ الْمُحْرِم بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمَا} قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِينَ الْقَادِمِينَ اِلَى مَكَّةَ عَبْرَ عَبَّارَاتِ الْبَحْرِ الْاَحْمَرِ مُمَارَسَةُ هِوَايَةِ الصَّيْدِ الْبَحْرِيّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ وَلَااِشْكَالَ عَلَيْهِمْ وَلَاغُبَار؟ لَكِنْ لَايَقْضُونَ مُعْظَمَ اَوْقَاتِهِمْ فِي الصَّيْدِ حَتَّى لَا يَفُوتَهُمُ الْوُقُوفُ عَلَى عَرَفَات وَخَاصَّةً بِالنِّسْبَةِ لِلْمُتَمَتِّعِ وَالْقَارِنِ؟ وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اَنْ يُسْرِعَ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجّ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ لِلْحَلَالِ الْمُتَمَتِّعِ وَالْمُحْرِمِ الْمُفْرِدِ وَالْقَارِنِ اَنْ يَتْرُكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَكَّةَ مَسَافِراً اِلَى الْبَحْرِ الْاَحْمَرِ مِنْ اَجْلِ الصَّيْدِ الْبَحْرِيّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ وَلَااِشْكَالَ عَلَيْهِ بِشَرْط؟ اَنْ يَضْمَنَ عَوْدَتَهُ بِسُرْعَة اِلَى مَكَّة مِنْ اَجْلِ عَدَمِ فَوَاتِ الْعُمْرَةِ وَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَلَا يُوجَدُ جِنَايَاتٌ اُخْرَى صُغْرَى غَيْرَ الصَّيْدِ الْبَرِّيّ؟ وَاَقُول لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ قَصُّ الْاَظَافِرِ مَثَلاً؟ اَوْ اِذَا حَلَقَ الْحَاجُّ شَيْئاً مِنْ شَعْرِهِ وَهُوَ مُحْرِم؟ اَوْ جِنَايَات بَسِيطَة اضْطّرَارِيَّة كَاَنْ يَكُونَ مُضْطّرّاً اِلَى قَصِّ اَظَافِرِهِ اَوْ حَلْقِ شَعْرِهِ وَهُوَ مُحْرِم؟ وَمَعَ اَنَّهَا جِنَايَة بَسِيطَة وَلَكِنَّهَا قَدْ تُوجِبُ غَرَامَةً كَبِيرَة عَلَى التَّخْيِيرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ بِهِ اَذىً مِنْ رَاْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ اَوْ صَدَقَةٍ اَوْ نُسُك} قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا هَذِهِ الْغَرَامَاتُ الْكَبِيرَةُ الْمُحْتَمَلَةُ عَلَى جِنَايَاتٍ بَسِيطَة عَلَى الْاِحَرَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَاحُجَّةَ لَكَ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى خَفَّفَ عَنْكَ بِالصِّيَامِ الَّذِي لايَجْعَلُكَ تَدْفَعُ شَيْئاً مِنْ جَيْبِكَ اِذَا عَجَزْتَ عَن دَفْعِ ثَمَنِ هَدْيِ الْبَدَلِ اَوِ الْفِدْيَةِ مِنْ صَدَقَةٍ اَوْ نُسُك اَوِ الْجَزَاءِ عَلَى مِثْلِ مَا قَتَلْتَ مِنْ نَعَمِ الصَّيْدِ الْبَرِّيِّ مِنْ هَدْيٍ بَالِغِ الْكَعْبَةِ اَوْ كَفَّارَةٍ طَعَامُ مَسَاكِين؟ وَاِلَّا لِمَاذَا اخْتَرْتَ اَنْ تَحُجَّ قَارِناً اَوْ مُتَمَتِّعاً وَلَمْ تَخْتَرْ اَنْ تَحُجَّ مُفْرِداً؟ لِمَاذَا اَتَيْتَ اِلَى حَجِّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ اِذَا لَمْ تَكُنْ مَسْتَطِيعاً؟ وَقَدْ نَبَّهَكَ سُبْحَانَهُ مُسْبَقاً اَنَّهُ لَمْ يَفْرِضِ الْحَجَّ اِلَّا عَلَى الْمُسْتَطِيعِ لِكُلِّ هَذِهِ الِاحْتمَالَاتِ مِنَ الْغَرَامَاتِ الْكَبِيرَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ طَيِّب؟ وَهَلْ تَكُونُ الْجِنَايَةُ بِالْحَلَالِ اَوْ بِالْحَرَام؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي كَمَا تَكُونُ الْجِنَايَةُ صُغْرَى اَوْ كُبْرَى بِالْحَرَام؟ فَاِنَّهَا قَدْ تَكُونُ صُغْرَى اَوْ كُبْرَى بِالْحَلَالِ اَيْضاً اِذَا وَصَلَ الْحَلَالُ مَعَكَ اِلَى دَرَجَةِ التَّخْمَةِ وَالْاِسْرَاف وَعَدَمِ الِاعْتِدَالِ وَالْوَسَطِيَّة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَاتُسْرِفُوا اِنَّهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِين ( وَلِذَلِكَ كَانَ مِنَ الْاِسْرَافِ الْكَبِيرِ بِحَقِّ الْحَاجِّ وَزَوْجَتِهِ مُعَاشَرَتُهَا جِنْسِيّاً وَلَوْ بِالْحَلَالِ فِي فَتْرَةِ الْاِحْرَام؟ لِاَنَّهَا تُعْتَبَرُ جِنَايَةً كُبْرَى عَلَى الْاِحْرَامِ وَعَلَى الصِّيَامِ كَذَلِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ فَسَدَ حَجُّهُ وَصَوْمُهُ؟ وَعَلَيْهِ اَنْ يَقْضِيَ الْيَوْمَ الَّذِي اَفْسَدَهُ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ وَيَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ اَيْضاً؟ وَعَلَيْهِ اَيْضاً رَغْماً عَنْهُ اَنْ يُتِمَّ حَجَّهُ الَّذِي اَبْطَلَهُ وَاَفْسَدَهُ ثُمَّ يَقْضِيَهُ فِي الْعَامِ الْقَادِمِ الْقَابِلِ الْمُقْبِل؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ عَاشَرَ الْحَاجُّ زَوْجَتَهُ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَات وَقَبْلَ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي سَوَاءٌ كَانَ مُفْرِداً اَوْ مُتَمَتِّعاً اَوْ قَارِناً فَهُنَا مَاذَا يَفْعَلُ هَذَا الْحَاجّ؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ حَجُّهُ صَحِيحٌ؟ لِاَنَّهُ انْتَهَى مِنَ الرُّكْنِ الْاَسَاسِيِّ الْاَكْبَرِ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَهُوَ الْوُقُوفُ عَلَى عَرَفَات؟ لَكِنْ يَجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يَذْبَحَ بَدَنَة؟ بِمَعْنَى نَاقَة؟ وَهِيَ اُنْثَى الْجَمَل اَوْ ذَكَرُه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا بَدَنَة وَلَيْسَ شَاةً مِنْ اُنْثَى الْغَنَمِ اَوِ الْمَاعِزِ اَوْ ذَكَرِهِمَا؟ لِمَاذَا وَحَجُّهُ صَحِيح؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ حَجَّهُ صَحِيح؟ وَلَكِنَّهُ جَنَى عَلَى اِحْرَامِهِ بِقُوَّة حِينَمَا تَسَرَّعَ بِالْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ قَبْلَ اَنْ تَحِلَّ لَهُ زَوْجَتُه؟ وَلِاَنَّهُ لَمْ يَقُمْ بَعْدُ بِالتَّحَلُّلِ الْاَصْغَرِ وَالْاَكْبَرِ حَتَّى تَحِلَّ لَهُ زَوْجَتُه؟ فَالْعُقُوبَةُ هُنَا تَكُونُ اَشَدَّ مُضَاعَفَةً مِنَ الشَّاة؟ لِاَنَّ صَاحِبَ الشَّاةِ الْمِسْكِينَ الَّذِي عَاشَرَ قَبْلَ عَرَفَات ثُمَّ بَطُلَ حَجُّهُ وَعَلَيْهِ اَنْ يَقْضِيَهُ فِي عَامٍ قَادِمٍ كَمَا مَرَّ مَعَنَا؟ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ وَغَرَامَتُهُ الْمَالِيَّةُ السَّابِقَةُ وَاللَّاحِقَةُ فِي الْعَامِ السَّابِقِ وَالْقَادِمِ شَدِيدَةً جِدّاً وَيَكْفِيهِ مَااَصَابَهُ؟ وَلِذَلِكَ خَفَّفَ اللهُ عَنْهُ الْعُقُوبَةَ اِلَى دَرَجَة شَاةٍ اَقَلَّ مِنْ دَرَجَةِ صَاحِبِ الْبَدَنَةِ الَّذِي عَاشَرَ بَعْدَ عَرَفَات وَقَبْلَ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَر وَالْاَكْبَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ جَنَى عَلَى اِحْرَامِهِ وَعَاشَرَ زَوْجَتَهُ بَعْدَ التَّحَلُّلِ الْاَصْغَرِ وَقَبْلَ التَّحَلُّلِ الْاَكْبَرِ وَهُوَ طَوَافُ الْاِفَاضَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَفِي كُلِّ اَحْوَالِ الْحَجِّ اَنْ تَسْتَغْفِرَ الله؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُرِيقَ دَمَ شَاةٍ اَيْضاً لِوَجْهِ الله وَ{لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَادِمَاؤُهَا(سَوَاءً كَانَتْ اُضْحِيَةً؟ اَوْ فِدْيَةَ جِنَايَةٍ كُبْرَى اَوْ صُغْرَى؟ اَوْبَدَلَ تَمَتُّعٍ اَوْ قِرَان{وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ(وَالِاسْتِغْفَارُ النَّصُوحُ مَعَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ هُمَا قِمَّةُ التَّقْوَى عِنْدَ الله؟ فَاِذَا طَافَ طَوَافَ الِاِفَاضَةِ فَقَدْ تَحَلَّلَ التَّحَلُّلَ الْاَكْبَرَ مِنْ اِحْرَامِهِ وَحَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ شَرْعِيٍّ كَانَ مَمْنُوعاً عَلَيْهِ حَتَّى النِّسَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يُعَاشِرْ زَوْجَتَهُ فِي الْاِحْرَامِ اَبَداً وَلَكِنَّهُ مَارَسَ مَايُسَمَّى بِالْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ وَكَانَ مُضْطّرّاً اِلَى ذَلِكَ حَتَّى لَايَقَعَ فِي الْحَرَام ؟وَحَتَّى لَايَقَعَ اَيْضاً فِي الْجِنْسِ الْحَلَالِ وَهُوَ مُحْرِم؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي حَجُّهُ صَحِيحٌ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَفِي كُلِّ اَحْوَالِ الْحَجِّ اِذَا مَارَسَ الْعَادَةَ السِّرِّيَّة لَكِنْ عَلَيْهِ اَنْ يَذْبَحَ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ اَوْ مَايُمَاثِلُهَا مِنَ المَعْزِ؟ وَاَنْ يَسْتَغْفِرَ اللهَ بَاكِياً مُتَضَرِّعاً اِلَيْهِ حَتَّى يَرْحَمَهُ؟ وَذَلِكَ خَوْفاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلْحَرَمِ الْمَكِّيّ؟ وَبِالنِّسْبَةِ لِمَكَّةَ؟ وَكُلُّهَا حَرَمٌ اَيْضاً؟ وَبِالنِّسْبَةِ لِاِحْرَامِهِ اَيْضاً{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيم} وَهُنَاكَ بَعْضُ النَّاسِ مَعَ الْاَسَف غَشِيمُونَ جَاهِلُونَ غَافِلُونَ عَنِ الْاُمُورِ الْجِنْسِيَّةِ وَلَايَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى الْعَادَةِ السِّرِّيَّة؟ وَلَامَانِعَ اَنْ نُوضِحَهَا لَهُمْ حَتَّى لَايَقَعُوا فِي مَحْظُورَاتِ الْعُمْرَةِ وَ الْحَجِّ وَالْاِحْرَام؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء اِنَّ الْعَادَةَ السِّرِّيَّةَ هِيَ بِمَعْنَى اَنْ يُمْسِكَ الرَّجُلُ بِعُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ بِيَدِهِ مِنْ اَجْلِ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ وَالشُّعُورِ بِاللَّذَّةِ حَتَّى يَحْصَلَ الِانْتِصَابُ لِهَذَا الْعُضْوِ؟ ثُمَّ يَسْتَمِرَّ فِي اللَّعِبِ بِهَذَا الْعُضْوِ حَتَّى يَحْصَلَ قَذْفُ الْمَنِيِّ مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ خَارِجَ قَضِيبِ الرَّجُل ِالذَّكَرِيّ؟ وَهَذِهِ الْعَادَةُ مُحَرَّمَةٌ عِنْدَ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ بِسَبَبِ مَافِيهَا مِنْ اِسْرَافٍ قَاتِلٍ لِلْحَيَوَانَاتِ الْمَنَوِيَّة وَقَدْ يَكُونُ قَاتِلاً لِصِحَّةِ مَنْ يُمَارِسُهَا اَيْضاً مَعَ مُرُورِ الْاَيَّام؟ اِلَّا الْحَنَابِلَةُ فَاِنَّهُمْ سَمَحُوا بِهَذِهِ الْعَادَةِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى الشَّدِيدَةِ فَقَطْ لَاغَيْر؟ وَاحْتَجُّوا بِاَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَات لِكِنَّ الضَّرُورَةَ تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّجُلَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ اللُّجُوءُ اِلَى هَذِهِ الْعَادَةِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ اِذَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً اِلَيْهَا حَاجَةً مَاسَّةً تَجْعَلُهُ يَقَعُ فِي الْحَرَامِ اِذَا لَمْ يَاْخُذْ حَاجَتَهُ مِنْهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعَادَةَ السِّرِّيَّةَ لَاتُبْطِلُ الْحَجَّ؟ لِاَنَّهَا لَاتُعْتَبَرُ جِمَاعاً كَجِمَاعِ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْمَعْرُوفَة؟ وَلَكِنَّهَا تُوجِبُ الْفِدْيَةَ وَالِاسْتِغْفَار؟ اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَارْحَمْ ضَعْفَنَا فَنَحْنُ لَسْنَا مَعْصُومِينَ مِنَ الْخَطَاِ وَالزَّلَلِ يَارَبّ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَارْزُقْنَا عَدَمَ الْاِصْرَارِ عَلَى هَذَا الْخَطَاْ؟ وَارْزُقْنَا حَتَّى نَرُدَّ الْمَظَالِمَ اِلَى اَصْحَابِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَقْبَلَ تَوْبَتَنَا النَّصُوحَ وَاسْتِغْفَارَنَا يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ اَللَّهُم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَمَّا بَعْدُ فَلَانُزَكِّي عَلَى اللهِ اَحَداً بِعِلْمِهِ؟ وَلَانُزَكِّي اَنْفُسَنَا اَيْضاً بِعِلْمِنَا؟ فَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَم؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبَّ الْعَالَمِين




رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملاحم والفتن وأشراط الساعة عوض مهدي آل سعد القحطاني مجلس الإسلام والحياة 22 06-02-2010 07:10 PM
رأي العلامة محمد ناصر الدين الألباني في [ كيفية حجاب المرأة المسلمة ] حرقي العرين مجلس الإسلام والحياة 6 07-05-2007 11:40 PM


الساعة الآن 04:53 PM

سناب المشاهير