رســــولان .. يــلــتــقــيــان (2)
أهلا بك أخي الحبيب
أظنك اطلعت على الموضوع الأول
[ رسولان يلتقيان (1) ]
الذي انتهى الحديث فيه إلى هذه الإجابة:
لقد كان في رمضان
وفي الغار
واستمتع ... بتفاصيل الخبر من ديوان البخاري ـ رحمه الله ـ عن عائشة - رضي الله عنها -
قالت :" أول ما بدئ به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم
فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح , ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء
فيتحنث فيه ـ وهو التعبد ـ "
وكل هذه إرهاصات كانت قبل الوحي ، إعدادا له ـ عليه الصلاة والسلام ـ حتى يتهيأ للأمر العظيم
بعد ذلك ، إذ لو بقي على اختلاطه بالناس لبقى مشغولا ذاهلا عن تلقي الوحي فتكون المفاجأة
التي لا يتحملها بشر مهما كان ، فكانت الخلوة إعدادا لنفسه ، وابتعادا عن لهو الناس وصخبهم
وتطلعا إلى الملأ الأعلى الذي سيجيء منه النور والخير ، وفراغا للقلب بما يصرفه عن الحق الذي
سيأتيه ، وهو في خلوته وتعبده ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن ينتظر ويترقب جبريل كلا: قال الله
{ وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب } لم يكن يتطلع إلى الرسالة , ولا يؤمل نزول القرآن
قال الله { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الأيمان }
هكذا يصور الله حال محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يلتقي بجبريل ، أنه ما يدري ما الكتب
السابقة ولا الإيمان ولا الشرائع الإلهية ، إنه الاصطفاء لا التطلع
{ الله أعلم حيث يجعل رسالته }
وكم نرى اليوم ونسمع عن الطامحين والطامعين ، وهم لا يملكون إلا الأمل والتسويف وهم عن العمل
قاعدين ، ما علموا أن الإعداد للعمل والطاعة علامة توفيق ، وأمارة صدق في القصد
{ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة }
الطاعة لا بد أن يعد لها حتى تؤتي أكلها
وكم من الراسخين يطويهم الصمت ، حتى إذا كلفوا بالعمل أتوا بالعجب العجاب
والذي يريد أن يحقق الهدف النافع لنفسه ودينه وبلاده لابد أن يكن:
هدفه
وغايته
وهمه
ونفسه عظيمة
وتتضح فيه سمات الرجولة الكاملة
ليمضي على النهج القويم مسددا مؤيدا
دعواه { إن أريد إلا الإصلاح }
نعود لخبر الديوان.. تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ
( وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزل إلى أهله ويتزود لذلك
ثم يرجع إلى خديجة ويتزود مثلها حتى جاءوه الحق وهو في الغار )
ياله من موقف
لقد بدأ الوقت يقرب ليكون اللقاء في رمضان من السنة الحادية والأربعين من عمر الحبيب ـ صلوات ربي
وسلامة عليه ـ وهو في الغار يدخل عليه جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويفجئه ويقول له يا محمد :
اقرأ ، أعرفت ـ أخي المسلم ـ على أي شيء التقيا!
إنهما التقيا على اقرأ ، اقرأ:
أربعة أحرف , وإن الإنسان ليعجب حين يعلم أن أول ما نزل من القرآن هذه الكلمة العظيمة
التي بعث بها نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليبين بها عقيدة التوحيد
ويقضي بها على الشرك والوثنية والجاهلية
اقرأ .. أراد الله بها هداية الخلق
وإخراجهم من الظلمات إلى النور
فأنزل عليهم كتابا يقرأ
وأول ما نزل منه الأمر بالقراءة " اقرأ "
مفتاح الصلاح والإصلاح
" اقرأ "
الدواء لكل داء
وذلك لمن عرف كيف يقرأ
ولمن يقرأ
فما ارتقى المؤمنون والعلماء الربانيون والدعاة والصالحون في العلم والخلق والعبادة وغيرها
مما ثبت في الكتاب والسنة إلا بالقراءة الصحيحة
وما وقع في البدع والضلالات والأفكار المنحرفة وغيرها إلا بالقراءة المنحرفة
{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }
فالذين يعلمون هم الذين انتفعوا بما قرأوا ، فعلموا وعملوا
{ أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون }
أخي المسلم: نعود لوصف عائشة ـ رضي الله عنها ـ للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع جبريل
في اللقاء القادم ـ إن شاء الله ـ
وتقبل تحياتي
و
17-08-2010, 05:43 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
