المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومصعب

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الأعضاء والزوار المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حرص الإسلام على إقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب وجعل الأساس لذلك أخوة الأيمان لا نعرة الجاهلية ولا العصبيات القبلية ورسولنا أقام الدليل القاطع علي حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها علي كل أمر من الأمور الأخرى ، هذا رسول الله يؤاخي بين المهاجرين والأنصار وبين الأوس والخزرج وأخذ ينمي هذه الأخوة ويدعمها بأقوال وأفعال منه تؤكد هذه الحقيقة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه مسلم " 45" والبخاري "13" . وقوله صلي الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . رواه مسلم ( 2586).
ولقد أينعت هذه الأخوة واتت أكلها أضعافا مضاعفة وكان المسلمون بها أمة واحدة وكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين .
لكني ألاحظ مع الأسف وأنا أتحسر لما أراه في منتديات قحطان والعتبان كثرة المواضيع فيها إثارة النعرات القبلية والعصبيات القبلية وجاهدوا في توضيح الحروب والمعارك بين القبيلتين وتوضيح فرسان كل قبيلة.
اذاً طيب ماهي الفائدة المرجوة في نبث هذه المعارك والحروب التي مضت ؛ قد يقول شخص أني أذكرها حتى أفتخر بفرسان قبيلتي .
هل إفتخارك بهم ينفعك في زيادة لأعمالك الصالحة أو في قبرك لأن القبر صندوق العمل ؛ لا والله ماتنفع إلا زيادة في سيئاتك وتزيد في الكره والبغض بين القبيلتين .
أليس كل منهم مسلم يخاف الله ويتقيه إذاً لابد منا أن نتذكر مبداء أسلامي عظيم وهو الحب في الله والبغض في الله وأنني من هذه الشبكة المباركة إن شاء الله أذكر نفسي أولاً ثم إخواني بأننا نعتز باعتناقنا هذا الدين الحنيف ، لا نعتز بقبيلة ولا بوطن.
كما قال الشاعر :
أبي الإسلام لاأب لي سواه ..... إذا افتخروا بقيس أوتميم
وإذا ذكر الواحد قبيلته فإنه يعتز بما لديها من مكارم الأخلاق ويفتخر بمن ينتمي لها من المؤمنين الصالحين ولا يعتز بأي شخص يتناقض مع شريعتنا السمحة ؛ ومن المعلوم أن في كل قبيلة من جوانب الخير ما نعتز به والحمد لله ولكن قد يكون في تاريخها ما يناقض الدين ولذلك يجب على المسلم أن يتبراء منها.
وقد أخرج مسلم (2584) بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في غزاة ، فكسع رجل من المهاجرين ــ أي ضرب ــ رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : ياللأنصار ، وقال المهاجري : ياللمهاجرين ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " ما بال دعوى الجاهلية ؟ قالوا : يارسول الله ، كسع رجل من المهاجرين رجل من الأنصار ، فقال : دعوها فأنها منتنة " .
نعم أنها منتنة كريهة قبيحة مؤذية ؛ لأنها تخرج الإنسان من أصله الكبير ، إخوة الإيمان إلى أمر حقير ذليل ، لأنها تخيل إلى أمر قبيح نهاهم عنه نبيهم محمد صلي الله عليه وسلم وأعلمهم أنها منتن وهو الصادق المصدوق ؛ وأن المعارك التي بين القبيلتين ومات فيها فرسان قد مضوا وانتهوا ؛ اسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمهم ويغفر لهم خطاياهم .
فأذا خاطبك سفيه وجعل يذكر لك نعرات القبيلة فأتركه ولا تخاطبه ، وقال الشاعر:
يخاطبني السفيه بكل قبح ٍ ..... فأكره أن أكون له مجيب
يزيد سفاهة وأزيد حلما ٍ ...... كعود زاده الإحراق طيباً
أذاً أخي الحبيب دع عنك هذا السفيه الجاهل وما يعتز به إنما اعتزازه هذا يقوم علي العصبيات الجاهلية التي اصلها عفنه قذرة وقد قال عنها الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم الرحمة المهداة " دعوها فإنها منتنة " ؛ ولهذا نجد هذا الجاهل السفيه تأبي نفسه المريضة إلا العيش في العفانة إنها تأبي أن تعيش في الطهر والصفاء والنقاء .
فإن الفخر الحقيقي والنسب الناصح هو الإسلام فيه نحيا وعليه نموت وإليه ننتسب ، ولقد اشتد النبي صلي الله عليه وسلم في محاربة هذا الداء العضال ونهى أمته عن الوقوع فيه ، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا علي بصيرة من ذلك أخرج الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " لينتهين أقوام يفتخرون بأبائهم الذين ماتوا ، إنما هم فحم جهنم ، أو ليكونن أهون علي الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه ، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية ــ أي كبرها ونحوتها ــ إنما هو مؤمن تقي ، الناس كلهم بنو أدم ، وأدم خلق من تراب " . إنه تحذير نبوي كريم من أثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها ويقيم عليها البناء الشامخ القوي ، إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية ولا تؤثر فيها الجاهلية.

اخيرا : ً اخواني الأعضاء والزوار الفضلاء يعلم الله سبحانه وتعالي أني ماكتبت هذا الموضوع إلا محبة في الله لكم ومن باب حب لأخيك ماتحب لنفسك .
فإذا كان صواباً فمن الله وحده وإن خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله إنه كان غفاراً .


( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل. اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة.

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. اللهم ارزقني حُبك وحُب من ينفعني حُبّهُ عندك، اللهم مارزقتني مما أُحبُ فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أُحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب.





فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله.
اخوكم في الله أبومصعب