الشيخ / عوض بن هيف البشري

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير بني بشر

نشكرك على المشاركه القيمه ونفخر بوجود مثل الشيخ عوض بن هيف يرحمه الله ونفخر بما خلف من موروث شعري كبير اكرر شكر لك واتمنى لك التوفيق ودمتم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين البشري

قد سبق وان كتب موضوع عن الشيخ عوض بن هيف ولكن بحكم انه رحمه الله كان من جماعتي احببت ان افرد موضوعا جديدا من غير قصور فيمن سبقنيهو الشيخ عوض بن هيف بن علي بن موسى ال موسى من درب بني رنية بني بشر
وللشيخ عوض رحمه الله ذكريات عطره وخاصة مع مزرعة تسمى الحضيره فقد كان جده واعمامه يكلفونه بالحراسة ليلا فينام في قصبتها المرتفعه وهي عبارة عن برج حراسه بأعلاه مشواف يرى منه الحارس قيل ان يراه القادم الى المزرعه وفي اخر حياته رحمه الله كان يقول اني لا استطيع زيارة الحضيره ولي مدة طويله لم أزرها وذلك لعدم تحملي رؤيتها بحالها الراهنه ولما احمله من ذكريات قديمه تتمثل في ازدهار زراعتها آنذاك والحركة الدائبه للعمال فيها لاسيما العبد محبوب والاجير فايز رحمهما الله وكذلك الكسابون وهم الذين يفدون من الجهات القريبه والبعيده لاسيما الباديه من بعض قبائل قحطان بغرض التكسب وقت الحصاد من المزارعين الذين يعطونهم من غير مقابل وقد عبر الشيخ عوض عن ذكرياته هذه الابيات لاأذكر منها سوى قوله من الشعر الشعبي :
تبكي الحضيرة فقد فايز ومحبوب *** تبكي على عادتها اللي قديمه
تبكي سلاطين العرب كل منسوب *** وكسابها يبكي اليمين الكريمه
ومن كان غالب عود اليوم مغلوب *** وكم من غالي ما له بذا الوقت قيمه

وقد سجل في أشعاره ما يظهر قوة عاطفته نحو قريته فقال بعد رؤيته لترك مساكن القريه القديمه قال:
قاله عوض من ضيقة الصدر غنّا*** وان سمعه الجاهل يقّل له مقاصيد
ضاق الفؤاد وقل ساكن وطنّا*** وشفت القصور العاليه قامت تبيد
فياليت بانيها بها ما تعنّا *** وياليتني ما شفتها قبل ماتبيد
ولم يكن الشيخ عوض وحيدا في محبة قريته هذه واهلها فقد روى لنا احد الشعراء الكبار وفد الى هذه القريه وغيرها من قرى بني بشر وذلك في زمن القحط وقد اكرمه اهل القريه فأثنى عليهم جميعا بقصيدة طويله منها :
فيالله في مزنه هبت هبايبها ***رعادها بات له في لرض زلزال
من طلعة النجد للظاهر يحدبها *** تسقي بلاد بها للضيف مدهال
ويعم لشعاف يضفي كل كسابها *** اهل الوفاء والغلا هم والتجمال
وللتوضيح النجد والظاهر موقعين في القريه اما الاشعاف فهي قرى بني بشر

وقد شارك رحمه الله في حرب باقم مع الامير سعود والتي انتهت باتفاقية الطائف ومن ذكرياته عن تلك الحرب انه قال لحقنا في ذلك الغزو جوع شديد حتى ان الجمل اذا ذبح لا ينتظر الى ان يسلخ جلده بل يقتطع كل فرقه جزء منه قبل سلخه ثم يرمى في النار مباشرة ثم يؤكل قبل ان ينضج تماما ثم يقول ولا زلت اذكر أثر الدم في افواه رفاقي لاستعجالهم اكل اللحم قبل نضجه ، وقد شارك في حرب القهر في جبال الريث عام 1361هـ
وقال رحمه الله ان احدى القبائل تأخرت وقد سجلوا اعتذارهم في ابيات شعريهومنها قولهم:
إبلادنا ثلاثميه جبل *** وشعاب ووديه بالكود نتصل
من وسع جالها
فأجابهم القائد بالمعاتبه والتعريض بهم حيث اثنى على من اخترق الجبا من بني بشر وقحطان
ومن خلال وصف الشيخ عوض بن هيف لأقدم ذكرياته ومعرفته لاسم وعصر آخر المتصرفين العثمانيين من الاتراك في المنطقه وكذلك اتقانه للغة الاعداد التركيه وحضوره مع جده علي بن موسى لمقابلة القائد التركي كل ذلك وغيره يظهر ان عمره آنذاك قد تجاوز الخامسة عشر من عمره فإن مولده بناء على ذلك بين عامي 1315 هـ - 1317 هـ على اقرب تقدير وللشيخ عوض رحمه الله خط كتابي جيد وقراءة جيده ويظهر ان تعلمه كان في المسجد على نهج الطريقه القديمه التي تشبه الان محو الاميه الا ان حبه للعلم واهله جعله يحرص على اقتناء بعض الكتب وقراءة التاريخ وقد حدث ان اعمامه كانوا يجتمعون ليقرأعليهم كتابا في التاريخ وكان يسميه الانجلي او الحنظلي في التاريخ عن المنطقة وما جاورها .
حزن الشيخ عوض لفقد جده واعمامه ثم فقد اخاه محمد ثم فقد الايام الغضه في الصبا من رخاء العيش وسعة الثراء وكثرة الخدم من عتقاء ال موسى والاجراء عندهم والكسابون والضيوف المترددين من وقت لاخر فقد ظهر في شعره الحنين والرثاء لعصر الصبا فهو يقول في ابيات شعريه يتشوق فيها الى رؤية ابنه عايض المقيم في الرياض :
يالله يامطلوب جزل العطيه *** ياللي جلا غدر الليالي بالاصباح
تحفظ لنا من غاب وابطى عليه*** هرجه يداوي الروح من كل لجراح
وياطير انا باندبك تالي عشيه ***واحمل سلامي فوق مزيون الجناح
سلم على عايض بوافي التحيه *** فالقلب من فرقاه ماهو بمرتاح
قله ترى قد ابوك شوفه شويه*** قد العصا القواد من حيثما راح
من عقب قنص الصيد صبح وعشيه *** بالبندق الغالي مع فجر لصباح

وقال قصيدة عندما سافر ابن عمه مسفر بن محمد بن موسى :
من بريدي على فرت جديد مضمّن ملخراب***سايقه صالح بن سليم ثقف ولا يحتاج عده
مسرحهم الشعف لي فجر الصبح وانظر حجاب ***والمسا في جبل ظهران من دون مسفر لا يصيف
ثم سلم على مسفر بعد النشو وحروف القران *** قله ان المراجل عندنا والفتى ينسب لجده
غير لي فات الخطوه فلا الشام يبغى له ضعيف *** يالله ياللي رزقت الحوت في البحر رازق كل حي
ان تسوي لمسفر وان تجعل دروبه في سلامه *** اربع شهور لابنت بمريض ولا بنت بصحيح

* وهذه رواية لجدي محمد بن سعد ابوعيبه وهي قصيده للشيخ عوض :
رابعه عذبتني بالتماني هبتني في عموس *** قالت اركب على فرت جديد خرج من باب جده
نمرة اثنين وخمسين شيخ المواتر لا يفوت *** قلت يارابعه لافيش صدق ولاعندش ثبوت
قالت ماعندي الاما عطيتك سراميد وهوالي *** كم صبي تغنا بي وهبته يسرفح في الخبوت
وهذه القصيده نقلا عن محمد بن سعد ابوعيبه وهي رثاء في ابنه علي الذي توفى وهو راكب على دراجه يريد ان يحضر العشاء للضيوف في الرياض قال :
يالله يا مطلوب ياعالي النظر***ياللي رفع سبع السما مامعه ثاني
يامالك ما كان في البر والبحر ***يامنهو الباقي وجمع الملا فاني
فنا من فراقك ياعلي صرت في كدر *** ونا من فراقك حرق الدمع أجفاني
ولو كان قلبي من حديد ومن حجر ***تحطم من فرقالك حزن ووجداني
فتبا لدنيا فعلها الهم والكدر*** وتبا لدنيا فرقت لجمع خلاني
ايا حفرة ضاءت على جالها الصور ***عليها بإذن الله نور وبرهاني
وياحفرة ضج الضجيج بها الخبر *** على جثة المحبوب في روضة جناني
فلا يشمت الشامت بما يجري القدر *** فلابد للشامت يماسيه عزراني
ويعقوب من فرقاه يوسف نعى البصر *** فهل يعذل الوالد على فقد ولداني

*وهذا لااستبعد وجود قصائد اخرى في رثاء ابنه علي رحمه الله وبالمناسبه فقد عفى عن المتسبب في وفاة ابنه

* ولعل اكثر الحنين في شعر الشيخ كان عن الصبا حيث قال:
سقى الله ايام الصبا بهجة الفتى ***نعاشر كرام الناس والقلب ساليا
تذكرت ايام الصبا في شبابه *** فهاج بي الاحزان وامسيت باكيا
وليت الصبا يبقي مدى العمر في البقا *** ونشريه بالاموال ون كان غاليا
ولكن هذي سنة الله في الملا *** ولاغير وجه الله في الكون باقيا

ويقول في ابيات :
ياليت ون عصر الصبا يرجع عليه *** وانتخير في المهار اللي نجايب
واتخير مهرة عذرا صبيه *** واترك اللي ملني ويقول شايب

ويقول في ابيات عن شباب هذا الزمان :
سلام ياربع مستوره*** قوم الدجاج والكوره
وإلى ماقلت ساعدني *** يقول ابطيت علكوره
ولى ما نام لم يصح *** فؤادي منه مقهوره
ذراعه كأنها موزه *** من الصابون مقشوره
من الفصفص ملا كمه *** ويمضغ كنه محشوره
ويقول في ابيات في بعد الشباب عن الاهتمام بالمزارع وترك ذلك الهم على كبار السن

وجدي لمن حب البلد *** ماعاد به من ينفعه
يمسي ويصبح في كبد *** قد البلاد مضيعه
وان قلت عونك ياولد*** قال التميس بيشبعه


* ويقول في بيت رد على الشاعر محمد بن مصنف الذي قال ياسلام الله على اهل القوطه*** قلهم صدقانكم معتازه
ورد عليه قائلا
من بغى القوطه يروح البوطه *** خمسة اريل ما تبقي عازه

*نهايته رحمه الله حيث عانى من مرض حتى توفاه الله في يوم الجمعه السابع عشر من شعبان لعام 1414 هـ
وقد رثاه الاستاذ محمد بن احمد ال معتق من قرية شياع من بني بشر في جريدة الرياض ,ورثاه مسفر بن حسين الموسى في قصيدة ,ورثاه الشاعر سعيد بن محمد ال مصنف وقد كان لموته بالغ الاثر والحزن لدى اهله واقاربه واصدقائه وقبيلته وجميع من يعرفه او من يسمع عن مكانته .

* حقيقة هذا ماتيسر لي كتابته .


ولكم تحياتي
حسيــــــن ابوعيبه