قبل فترة كتب عن الشيخ حمود الجهيمي موضوع بعنوان: جامعة قحطان
على هذا الرابط
وايضاً موضوع آخر عن الاستاذ الدكتور جابر القحطاني بعنوان: جابريكا
على هذا الر ابط
اليوم نتكلم عن علم آخر من أعلامنا البارزين .
أبو الأدب القحطاني
قد يجد أحد إخواننا المتميزين الفرصة للمنافسة أو البروز في إحدى جامعات المنطقة الشرقية أو الرياض أو عسير ، نظرا لتنوع التركيبة العامة لأعضاء هيئة التدريس بشكل عام ، ولكن أن ينافس أحدنا في جامعة مثل جامعة الملك عبدالعزيز فهذا أمر فيه نوع من التحدي والإصرار وقوة العزيمة .
فما بالكم إذا كان هذا المتحدي بدوي قح قادم من الفوج الأول .
عصامي بما تعني الكلمة .
بدأ مشواره العلمي من تحت الصفر ، كان هم زملاؤه في فوج ابن عبود استلام الراتب وكان همه التحصيل العلمي .
كان أكثر أقرانه يأملون في الحصول على جندي أول أو جندي سائق طمعاً في علاوة القيادة ، ولكن هذا البدوي الأبي كان له هماً وهاجساً خاصاً به ، يريد أن يذهب غرباً إلى الجامعة إلى الدراسة والتحصيل إلى الأستاذية ، إلى الطموح والمجد والعز الخالد ، وقد حقق ما يريد بل حقق مالم يستطع غيره تحقيقه.
هذا البدوي الأنيق ، الأديب ، اللغوي ، المحقق، الباحث ، المبتسم ، الخلوق ، كان محط إعجاب الكثير من الأقارب والأباعد ، حاضرة وبادية .
فقط فئة قليلة منبوذة لم تعجبها طريقته في العمل لأنها لم تحتاج إليه ، وكيف تحتاج إليه؟ وهو فاتح بابه للجميع فلم يدع فرصة لأهل البشوت المستعارة والشيوخ الجدد.
لم يدخل عليه في مكتبه أثناء عمله عميداً للقبول والتسجيل أحد من الطلبة أو أولياء الأمور إلا وخرج مسروراً مبتسماً ، لم يفرق بين احد من أبناء قبيلته ومن عامة الناس لأنه في الأصل لن يرد أحداً ، يؤمن بأحقية التعليم وأحقية كل أفراد المجتمع فيه ، فلم يكن ليرد أحدا مطلقاً وكل ما كان يعمل هو في كسر الروتين والبيروقراطية اللعينة ، فيأمر بتسجيل كل من يدلف في مكتبه .
أخواننا في الحجاز وفي جدة بالذات لا يسهل اختراق مجتمعهم وتكتلهم ، لهم نظرة خاصة لأهل المشرق أو الشروق كما يقولون ، ولكن هذا الرجل المبتسم المحنك الذكي ، استطاع وبمهارة فائقة أن يتدرج وبكل اقتدار حتى وصل إلى أعلى المراتب والأستاذية .
وإن كانت هناك نظرة عادلة من وزارة التعليم العالي لرأيناه مديراً لإحدى الجامعات ، فطلابه أصبحوا وزراء وسفراء ووكلاء وزارات .
عندما سجل في النادي الأدبي فرض وجوده واحترامه بما يملك من مقومات بحثية ولغوية وفكرية ، لم يدفع حق الاشتراك السنوي ويذهب لبيته ، لم يكن همه أن يصبح فقط عضو صوري يدفع مائتين ريال في السنة مقابل اقتران اسمه بعضوية النادي.
عندما تناقشه في المجال الأدبي تجده بحر غزير لا ينضب ، اعتمد بعد الله على سعة اطلاعه وكثرة قراءته ونباهته الفذة، ليس كمن يأخذ من الكتاب الفلاني صفحة ، ومن الموقع ألعنكبوتي الفلاني مقالة ، ومن الراوي الفلتة "خبطة" ، فإذا ناقشته جاء بما اقتبس وإذا انتهى الاقتباس حمر وجهه واسود ومالت شواربه كأنها تعلن الاستسلام .
ولهذا فأبو الأدب يقف شامخاً أمام المئات من الأساتذة وكبار المحققين وكأنه واقفاً أمام طلبة ابتدائية العرين أو الحصاة .
ابتلينا بمن انتحل مهنة الكتابة والتأليف ولكنه لا يستطيع التنقل أو الكلام إلا ومعه مجموعة من أعوانه ، على أقل تقدير سيغيرون الموضوع أو يطلبون الحق في إحراج خويهم ، كيف لا وخوينا راحت فيه رقاب خضر .
أبو الأدب
هو أب لنا جميعاً
فخراً لنا بدون استثناء
علماً بارزاً في تاريخ الأدب السعودي
دكتور علم ودكتور مراجل
لم تمنعه الجامعة من التنكر لربعه
ولم يمنعه النادي الأدبي من مخالطة رفاقه السابقين في فوج ابن عبود.
هذا الدكتور سجل اسمه مع جهابذة الفكر والأدب ، وسيبقى اسمه خالداً ما بقي للأدب سجل يذكر.
ستنطفئ الكثير من الأسماء التي على شاكلة الفشار المقلي بالزيت ، لها طعم مؤقت ولون صناعي باهت ، وستبقى الأسماء المنحوتة في الصخر ، لا يتغير لها لون أو شكل .
انظروا ماذا يقول هذا الدكتور المتواضع:
سؤال:
ما هو الفرق بين الأديب الاكاديمي وغير الاكاديمي ؟
جواب :
دائما اكره التوزيع الفئوي والطبقي ،الأديب هو الأديب الأكاديمي أو غيره بيد أن الأكاديمي حينما يتحول إلى دراسة أدبية يحسن ان تكون مميزة اما الإبداع فلا دخل له بالأكاديمية لا من قريب او بعيد فالأدب هو الأدب وأدبية الأدب تنشأ من الأديب نفسه ان كان قادرا على هذا الإبداع وتحصيله فقضية الأكاديمية ليست تطويقا على الأدب وانما الأكاديمية هي المنهج لهذا الأدب او فلسفة اما إنشاء النص الأدبي فهو حق للجميع.
لله دره
على اقل تقدير أنصف أهل الدراسة الليلة من أمثالي.
أبو الأدب هو الدكتور الأستاذ / عبدالمحسن بن فراج آل حسين آل مسعود القحطاني ، رئيس النادي الأدبي بجدة ، وأستاذ الدراسات الأدبية بكلية الآداب والدراسات الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز ، وعميد القبول والتسجيل سابقاً ، وعضو المجلس الأعلى للجامعة سابقاً .
إنه كاتب الفوج الذي أصبح يتربع على قمة الفكر والأدب والبحث.
شكر لكم
===