بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدعابة أمر مشروع ومستحب؛ حيث تذكر وقائع السيرة النبوية العطرة أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يمزح ويضحك ويداعب بالقول والفعل والإقرار أيضًا، وكان يفعل هذا مع أهله وأصحابه، مع الصغير والكبير والرجل والمرأة، كل حسب أحواله وظروفه.
مزاح الحبيب صلى الله عليه وسلم مع الأولاد :
وقد علَّمنا صلى الله عليه وسلم كيف نداعب الأطفال، وإبداء الفرح والمرح معهم، وإظهار روح المزاح والمضاحكة في أثناء مداعبتهم، ومن جملة ما يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما رواه البيهقي عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل على بيت أبي طلحة، فرأى ابنًا صغيرًا له يُكنى أبا عمير حزينًا، فقال: "ما لي أرى أبا عُمير حزينًا؟ قالوا: مات نغره (أي عصفوره الصغير)، فجعل رسول الله يمازح الصغير ويقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟"، وبذلك دفع الحزن والكآبة عن الصغير بالمزاح والدعابة وتطييب خاطره.
وروى الطبراني في معجمه عن جابر بن عبد الله- رضى الله عنه- قال: "دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعٍ (يديه وركبتيه)، وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول لهما: "نعمَ الجملُ جملكما ونعمَ العِدلان (أي الحملان) أنتما".
مزاح الحبيب صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:
وفي الحديث النبوي الشريف: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وفي سنن الترمذي "إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله".
ومن نماذج مداعبة النبي- صلى الله عليه وسلم- لأهله مسابقته لزوجته عائشة- رضي الله عنها- فقد روى الإمام أحمد في مسنده أن عائشة- رضي الله عنها- قالت: إنها كانت مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ وهي صغيرة، فقال لأصحابه: "تقدموا"، ثم قال لها: "تعالي أسابقك"، فسبقته، ثم تستطرد- رضي الله عنها-: فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: "هذه بتلك".
روى ابن ماجة في سننه ( 2/ 158 ) من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : قالت عائشة : ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير إذن ، وهي غضبى – أي أنها فوجئت بدخول زينب عليها رضي الله عنها – ، ثم قالت : يا رسول الله ! أحسبُكَ إذا قَلَبَت لك بُنَيَّةُ أبي بكر ذُرَيْعَتَيْها – تصغير الذراع والمقصود ساعِدَيها – ؟ ثم أقْبَلَتْ عليّ فأعْرَضْتُ عنها ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : دونك فانتصري ، فأقْبَلْتُ عليها ، حتى رأيتها وقد يبس ريقها في فيها ، ما تَرُدُّ عليّ شيئاً ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه .
روى أبو يعلى في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له – أي أنها أتته بنوع من الطعام - ، فقالت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهما : كلي ، فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي في الحريرة ، فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع بيده لها ، وقال لها : إلطخي وجهها - أي أنه وضع من تلك الحريرة في يده لسودة لتلطخ وجه عائشة رضي الله عنها - ، فلطخت وجهي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها .
مزاح الحبيب صلى الله عليه وسلم مع أصحابه :
كان صهيب الرومي رضي الله عنه كثير المزاح ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاطفه ويدخل السرور على نفسه ، وكان وقتها – أي صهيب - يأكل تمراً وبه رمد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له كما روى ذلك ابن ماجة في سننه (2/253 ) : أتأكل التمر وبك رمد ؟! فقال يا رسول الله : إنما أمضغ على الناحية الأخرى !! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأتى رجلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله احملني قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إنا حاملوك على ولد ناقة ، قال : وما أصنع بولد الناقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وهل تلد الإبل إلا النوق) . رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني .
وطعن صلى الله عليه وسلم مرة أحد أصحابه بقضيب في يده مداعبة له ، فعن أسيد بن حضير قال : (بينما هو - يعني أسيد - يحدث القوم ، وكان فيه مزاح ، يضحكهم ، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود ، فقال : أصبرني - أي اجعلني اقتص منك - ، فقال : اصطبر ، قال : إن عليك قميصا ، وليس علي قميص ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه ، فاحتضنه ، وجعل يقبل كشحه - ما بين الخاصرة والضلع - ، قال إنما أردت هذا يا رسول الله) رواه أبو داود ، وصححه الألباني.
فداه نفسي وأبي وأمي وقبيلتي والناس أجمعين
أخوكم ابومصعب
لكم شكري وتقديري
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "