العادات
أولاً : العادات .
ومعلوم أن العادات والتقاليد فيها الحسن الموافق للشريعة ,
وفيها السيء المخالف لها المصادم لتعاليمها .
ونحن مطالبون باتباع الشريعة ,
ونبذ كل ماسواها مما يتعارض معها .
والله تعالى بين أن اتباع السادة والآباء وتقليدهم على الغواية نقص في العقل حيث قال سبحانه :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ
وحديثنا هنا عن العادات السيئة المخالفة لديننا والتي تشكل خطرا على المرأة .
ويمكن تقسيم تلك العادات إلى أقسام :
1- العادات القبلية :
وفي هذا خطر على المرأة لا سيما إذا كانت تلك العادات لا تستند إلى برهان من الشريعة ,,,,,, ولا أثارة من العلم .
ومن ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر :
أ - التحجير ,
وصفته أن يقال إن فلانة لابن عمها فلان أو يقول هو إن فلانة لي ,
أو يتحدث القرابة أنها لفلان ولو من باب التسلية والطرفة .
ب – الازدراء والتحقير ,,,,,
وهو عدم اعتبار المرأة مخلوقا له قيمته في الحياة !!!! بل ربما نظر إليها بعضهم على أنها كالسلعة .
وكم رأينا بسبب هذه العادات المقيتة من الجناية والظلم ,
وكم من امرأة عاقلة مستقيمة فاضلة أكرهت على الزواج من قريب لها لا يصلي ,
أو يتعاطى المخدرات ,
أو يعاني من لوثات فكرية أو غير ذلك .
وكم رأينا بسبب احتقار المرأة من ممارسات جائرة تمثلت في المبادلة فيها في الزواج ,
كما في نكاح الشغار ,
أو المتاجرة كما في غلاء المهور.
2- العادات الاجتماعية :
وهي منتشرة وبكثرة وللأسف الشديد ,
ولها تأثير سلبي مقيت ,
ويمكن التمثيل لبعض هذه العادات لمعرفتها وقياس غيرها عليها مما له شبه بها .
أ - غلاء المهور :
وهي من أسوأ العادات الاجتماعية ,
وأكثرها خطرا على المرأة ,
حيث تتسبب في عزوف الشباب عن الزواج ,
وانتشار الخلافات بعده ,
واتجاه عدد من الجنسين للسلوكيات الخاطئة طلبا لتفريغ الغريزة ,
حين وقفت العوائق أمام تفريغها بالطرق الشرعية .
لك أن تتخيل شابا عاقلا ذا رأي وسمت ,
لكن الله لم يجعل له نصيبا من الدنيا ,
يُطالب بمبالغ خيالية ,
ويشترط عليه شروطا مالية تعجيزية ,
وكأنه يغرف الذهب والفضة من البحر !
وهل أضحت المرأة عندنا مثل المناقصة لايحظى بها إلا من يقدم عرضا أكبر؟
وبعض الناس يتحجج بأنه لم يفعل ذلك إلا لمصلحة الفتاة ,
وأنه كما يزعم لايريد أن يفهم الزوج أنهم حين يزوجونه بمهر يسير يقصدون التخلص من تلك الفتاة ,
بل هي غالية عندهم ولا يفرطون فيها والدليل أنهم اشترطوا لارتباطه بها تلك المبالغ الطائلة .
وهذا من الجهل لأن اختيارالزوج في البداية لم يكن حسب النظر الشرعي ,
وإلا لكان تعامل الزوج مع موليَّتهم تعاملا شرعيا : ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وعلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم :
(لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) .
وكم من امرأة أضحت ضحية المساومة والابتزاز ,
والكبت والتضييق حتى تعيد المهر ,
وترد الحديقة ,
لأنه يراها سلعة لا زوجة بسبب تلك المبالغات في المهور .
وقد زوَّج النبي –صلى الله عليه وسلم- بناته على اليسير من الصداق ,
وأمر بعدم المبالغة ’
وأخبر أن البركة في التيسير ,
فلماذا نرغب عن سنته.
ب – الأنفة المفتعلة :
ولعله غير خافٍ عليكم أن من الناس من يستحيي من ذكر اسم أهله ,
وربما رأى هذا عارا وعيبا ,
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصرح بأسماء زوجاته رضي الله عنهن , وربما أفصح عن أيهن يحبها أكثر .
فإذا كانت هذه الأنفة عند بعض الناس في ذكر الاسم فهل سيستسيغ أن يبحث عن بنته أو أخته للكفء المناسب؟
يرى بعضهم أنك حين تعرض بنتك على من تثق بأمانته وديانته أنك ترتكب أمرا شنيعا ,
وقادحا كبيرا ,
وهذا ليس بشيء في دين الله ,
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعب على من عرضت نفسها عليه ليتزوجها ,
بل اختار لها من يراه مناسبا ,
وزوج عثمان رضي الله عنه بابنتيه ,
وعمر رضي الله عنه عرض حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه ,
ثم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
في البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه
حفصة فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن
شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا وكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال
عمر قلت نعم قال أبو بكر فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها .
وعرض سعيد بن المسيب رضي الله عنه بنته على أبي وداعة رحمه الله , فهل ضرَّ هؤلاء الفضلاء فعلهم ؟
ج – تزييف الحقائق :
يحاول كثير من الناس أن يتشبع بمالم يعطه ,
أو يتكبر بماليس له ,
وهذه من العادات السيئة في مجتمعاتنا ,
وتنتشر هذه العادة بين النساء انتشار النار بالهشيم ,
مما يُحدث لهن خلخلة في الحياة ,
ويزيد من التبعات الثقيلة عليهن .
ألم تروا كيف تحاول المرأة جاهدة أن تظهر أمام النساء في كل مناسبة بشكل مختلف ؟
وربما كان عذرها في التجديد أنه سبق وأن رأوه ,
رغم أن من النساء من تستعير هذا اللباس أو تستأجره لتلك المناسبة مجاراة لتلك العادات ,
التي أثقلت كواهل الأولياء ,
وأظهرت المرأة بخلاف ماهي عليه .
متى ستتلاشى تلك العادات ,
ويدرك المجتمع أن الزينة وإن كانت مطلوبة إلا أنها يجب أن تكون سببا في الألفة لا في زيادة الكلفة .
وثمت عادات اجتماعية كثيرة مرفوضة مثل منع الرجل من النظر إلى المخطوبة مع أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال للمغيرة رضي
الله عنه وقد خطب امرأة: ((انظر إليها, فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) رواه أحمد والترمذي وحسنه,
والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
ومثل مخادعته عند تمكينه من النظر إلى المخطوبة بالزينة الكاذبة ,
لكن يضيق الوقت عن حصر تلك العادات ,
التي تشكل في حقيقتها خطرا على المرأة المسلمة .
3 – العادات الوافدة :
من المعلوم أن المجتمعات المنفتحة على العالم ,
خاصة في مثل مجتمعنا هذا الذي يضم أطهر البقاع التي تفد إليها أمم الأرض ,
تكون عرضة للتأثر بكثير من العادات الوافدة ,
والتي لا يرى فيها أهلها الوافدون محذورا .
وكم رأينا من عادات سيئة وافدة لم تكن معلومة في مجتمعنا من قبل ! ,
وهي عادات تكثر في مناطق وتقل في أخرى بحسب كثرة الوافد ,
ومن هذه العادات الوافدة السيئة :
الاجتماعات العائلية المختلطة في المنتزهات والحدائق ,
او البيوت وقصور الأفراح ,
أو انتشار المطاعم العائلية ,
وعزوف كثير من الفتيات عن شؤون المنزل والطبخ ,
وهكذا .
4 – العادات الدخيلة :
وهي العادات التي تكون عند العدو ويتم نقلها إلينا وتصويرها بصورة حسنة ,
وتسميتها بمسميات خادعة لتمريرها مثل الموضى والتقدم ومسايرة العصر .
وقد انتشر بسبب هذه المسميات من العادات الدخيلة في الملبس والمأكل وطريقة الحديث ما يجعل المتابع لعجلة المجتمع يسأل إلى أين
ستقف تلك العجلة .
في لباس المرأة صور لا يمكن قبولها ,
لم تكن معروفة ولا مألوفة في السابق ,
وليس هناك ما سيندها في شرع الله ولا في حياء المرأة الذي جبلت عليه .
ظهرت ألبسة عارية وشبه عارية ,
وتعددت صورها وألوانها ,
وطرق لبسها ,
وربما أوقات وأماكن لبسها .
ملابس بلا أكمام ,
بنطلونات ,
صدور مفتوحه ,
وظهور مكشوفة ,
وحتى سُرّة المرأة لم تسلم من العبث ,
أنواع من الأحذية الغريبة,
والعبايات المزخرفة ,
والطرح ,
والأساور .
حتى إن عباءة المرأة التي كانت في الأصل لتغطية ماتخفيه من زينة لم تنجُ من الزينة والتدخل .
وقل مثل ذلك في كلام المرأة الذي خالطته لغة الأعاجم ,
وبعض الألفاظ المستهجنة المقلوبة في معناها ,
الفارغة من محتواها ,
وإن كان هذا ليس حكرا على النساء فللرجال نصيب منه كبير حيث رأينا من شبابنا من لا تميزه عن أبناء الكفار في لباسهم وحركاتهم
وقصاتهم إلا إذا تكلم أو ذكر اسمه !!
والحديث عن هذه العادات وصورها وآثارها السلبية الخطرة يطول ويطول ويطول.
__________________
أجمل شي في ألانسان قلب صافي يدعو لك