ظل الشبارق
لنومةُ مُشتاقٍ بظلِّ الشُّبارقِ ... أحبُّ لقلبي من وثيرِ النَّمارقِ
سجيَّةُ محرومٍ وصرخةُ ثائرٍ... وأنَّةُ مصدورٍ وسكرةُ عاشقِ
عصرتُ سنيني لم أجد غيرَعبرةٍ ... بقيَّةِ أشواقٍ ولوعةِ وامقِ
وقلَّبتُ طرفي في كثيرٍ فلم أجدْ ... من النَّاسِ إلا قلةً من أصادقي
غريقٌ ببحرِ الحبِّ والشوقُ قاتلي ... وما ظفرت نفسي بنجدةِ صادقِ
تُؤملني عفراءُ في كلَّ ليلةٍ ... ويمنعني عنها عظيمُ الطَّوارقِ
تملَّكتِ القلبَ الذي هوَ عرشها ... وأصبحتُ مأسوراً ولمَّا تُعانقِ
صحبتُ نجومَ الليلِ حتَّى ألفتُهُ ... وأدركتُ أنِّي غاربٌ في المشارقِ
فقلتُ لها من بعدِ هذا ترفَّقي ... فقد شابَ قلبي واضمحلَّت حدائقي
وما شبتُ من جَورِ السنينَ وإنَّما ... دهى الرأسَ شيبٌ من فِعالِ الخلائقِ
ولابدَّ للأحبابِ أن يتفرَّقوا ... وهل يلتقي الأحبابُ بعدَ التَّفارقِ
ذريني أسرْ في الأرضِ حيرانَ تائهاً ... لعمركِ خيرٌ من جليسٍ مُماذقِ
أُروِّحُ عن نفسي وأصحبُ مُهجتي ... بعيداً عن الأصحابِ من كلَّ ناطقِ
هلِ العمرُ إلا لحظةٌ دونَ ساعةٍ ... فـُواقُ خلوجٍ أو كومضةِ بارقِ
وما الفضلُ إلا بالتَّعلُّمِ والتُّقى ... وبذلٌ وإصلاحٌ وحكمةُ حاذقِ
ولكنْ بنو الإنسانِ تهوى قلوبُهمْ ... زخارفَ لا ترقى لفضلِ الحقائقِ
ومَن يفتقرْ بعد الغنى فكأنَّما ... هوى في عيونِ النَّاس من رأسِ شاهقِ
فأصبحَ مذموماً قبيحاً مُبعَّداً ... كأنْ لم يكن بالأمسِ تاجُ المفارقِ
ومَن ينهَ عن فعلِ القبائحِ والخنا ... يُلاقِ الأذى من كلَّ نذلٍ وفاسقِ
إذا صُدِّرَ الجهَّالُ في كلَّ محفلٍ ...وأُبعدَ أهلُ الحلمِ عندَ المضايقِ
وخُذِّلَ مظلومٌ ومُجِّدَ ظالمٌ ... ومُدِّدتِ الأجسادُ تحتَ المشانقِ
فأبشرْ بنارٍ لا يخفُّ أوارها ...ولا ينقضي منها دخانُ الحرائقِ
هنالكَ قدْ ناديتُ ياليتَ أنَّني ...أُنعَّمُ مسروراً بظلِّ الشُّبارقِ
نظم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
قال الدكتور: أحمد سعيد قشاش وفقه الله تعالى
"الشُّبَارق: والمفرد شُبَارقة، شجرة ضخمة الساق، فارعة الطول، وارفة الظلال، أكثر منابتها الشعاب على شطوط الأودية، وحول المدرجات الزراعية،
وبين الصدوع الصخرية، وذلك على علو 1500-2500م ...
وللشبارقة أزهار صغيرة صفراء مخضرة، لها تويج ثنائي أزغب، يشوبه من أعلاه أحياناً لون بنفسجي، تخرج في شبه عناقيد صغيرة،
تحملها معاليق طولها نحو 2.5سم، والثمار مدورة أو بيضاوية في حجم الحُمُّصة الصغيرة، تظهر خضراء، يكسوها زغب أبيض خفيف، ثم تصفر مخضرة،
ثم تصير إلى اللون البرتقالي المصفر، وعند تمام النضج تتجعد وتتحول إلى اللون البُني، وفي داخل الثمرة ببذرة واحدة صلبة،
وهي تدوم على الشجرة طويلاً، وربما بقي بعضها حتى ظهور الثمار الحديثة، والناس يأكلون هذه الثمار بعد أن تنضج، وهي حلوة لذيذة الطعم".
__________________
اللهم ربنا وسيدنا ومولانا صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى أبويه إبراهيم ونوح وعلى أخويه موسى وعيسى وعلى أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين وعلى الصحابة أجمعين ومن سار على أثرهم إلى يوم الدين .