الحوار والقرار


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 27-01-2013, 08:44 PM
  #1
ساعد وطني
عضو جديد
 الصورة الرمزية ساعد وطني
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 27
ساعد وطني is on a distinguished road
افتراضي الحوار والقرار

أصبح الحوار لغة عالمية وسمة من سمات هذا العصر بامتياز استطاع أن يصل إلى القلوب قبل الأجسام وإلى العقول قبل الآذان وأن يخترق الجدران وأن يتسلق الحواجز وأن يقطع القفار وأن يتجاوز العوائق وأن يكسر الصمت وأن يلغي الأنا ويعلن الوطن، إنها بحق ألفيّة الحوار الوطني والعالمي الذي شدا به داعية الإنسانية وراعي مملكتها عبدالله بن عبدالعزيز، والحوار لا يقصد منه الاقتناع ولا الإقناع ولا هو من أولوياته، إنما المقصود منه التعرف على ما عند الآخرين وإطلاعهم على ما عندنا والوصول إلى المشترك والعذر في المختلف، ولكن إذا لم تترجم تلك الحوارات وما نتج عنها من توصيات إلى قرارات عملية فسوف تتحول إلى مهرجانات لتوزيع المهدئات وتسويق جرعات التخدير الوقتيّة التي لا يلبث المتضرر أن يفيق منها ليعود إلى ماضيه الأليم وحياته المختطفة.من هنا تأتي أهمية القرار السياسي، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتفق البشر على كل شيء ولا هو مطلوب منهم ذلك فهذه طبيعتهم; (ولا يزالون مختلفين)، بقدر ما هو مطلوب منهم الاتفاق على المشترك الوطني لذلك لا يمكن أن ننتظر من الناس الاتفاق على كل شيء كما سبق وأن قلت، بل هو ضرب من ضروب الخيال، وحكم الحاكم كما هو معلوم عند أهل الفقه والشريعة يرفع الخلاف، فإذا اختلفت وجهات النظر وتعددت الآراء والاجتهادات فللحاكم أن يتخيّر ما يراه مناسبا للأحوال ومحققا للمقاصد الشرعية والمصالح العامة. هذا فيما اختلف فيه العلماء، فما بالك بما هو من الحقوق الشرعية والمكتسبات الإنسانيّة التي جاء الإسلام بحفظها والعناية بها. دعونا لا نذهب بعيدا فلو فتحت أي كتاب أو سألت أي عالم عن حكم البيع والشراء لقال لك (وأحل الله البيع وحرم الربا) وهذا خطاب عام يشمل الرجال والنساء بالإجماع، ولكن الواقع أن المرأة لا تستطيع أن تبيع حتى ملابس النساء للنساء فضلا عن أن تفتح محلا تجاريا إلا إذا كان على الرصيف، كفانا تشدقا، مللنا من الحديث عن أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها وحفظ كرامتها وصان عرضها فهل أعطيناها نحن! وعلى مثل هذه القضية قِس، ثم إن الكثير من القضايا التي يدور حولها الجدل ليست موجودة ويراد منعها لوجود متضررين أو محاذير شرعية، فقد يكون له وجاهته وإنما هي غير موجودة ويتضرر الكثير من عدمها مع أن إقرارها لا يضر المعترضين ولا يلزمهم بشيء فهم بالخيار بين القبول والرفض (لأن العدم يعمّ والوجود بالاختيار)، وختاماً أقول نعم نحن بحاجة إلى قرار سياسي في كثير من قضايا الجدل العقيم.
أحمد بن عبدالعزيز ابن باز
__________________
الدعوات الصالحة الصادقة من الوالدين مظنة الإجابة وأن تفتح لها أبواب السماء فاجعلوا دعواتكم لهم جزءاً من مشروع التربية والتوجيه والأمل الجميل
ساعد وطني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحوار في القرآن الكريم ساعد وطني مجلس الإسلام والحياة 1 26-08-2012 09:34 AM
كيف نرسخ أدب الحوار والنقد ؟؟ عايض الفهري ابوبندر المجلس الـــــعــــــــام 5 22-11-2009 12:09 AM
[[إيجابيات وسلبيات الحــــــــــوار]] سفر بن مبارك المجلس الـــــعــــــــام 14 03-10-2009 12:18 PM
عادل وعادله الجزء الثانى والاخير سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 7 15-02-2009 10:21 AM
ويبقى الحب مابقي الحوار ( الحوار أم الخوار ) مذحج الطعان ملتقى الكتاب والمؤلفين 5 03-11-2007 11:33 PM


الساعة الآن 01:37 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود