الدور المفقود لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية
يشرفني ان اعرض على الزوار والاعضاء الكرام
مقال عضو شبكة قحطان الاستاذ مشعل بن سحمي
والذي لامس بحسه الوطني هاجس كل رب اسره يرغب ان يقضي اجازته في المنطقه الشرقيه
ولعلي اترككم مع المقال شاكراً له هذا الحس الوطني والمداد القيم والنظره الثاقبه
### ###### ########
الدور المفقود لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية
مشعل بن سحمي القحطاني
مضت سنوات ونحن نطالب باسم أهالي المنطقة الشرقية بتنشيط السياحة وتفعيل أيام المناسبات وأيام الإجازات المدرسية، وقد سبق أن وجهنا انتقادات واقتراحات والتماسات ولكن وللأسف الشديد لا جديد تحت الشمس حتى تاريخه، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد حلت أيام إجازة منتصف العام الدراسي في الأسبوع الماضي وسمعنا وشاهدنا الفعاليات الترفيهية والعروض الترويجية في مدن ومناطق المملكة العربية السعودية المختلفة ودور الجهات السياحية فيها، ولكن لم نر أو نسمع شيئا ملموسا على أرض الواقع لمجلس أو لجنة التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، كما شاهدنا تسرب أهالي المنطقة الشرقية إلى الدول الخليجية المجاورة وتجاوز أعدادهم الآلاف لأنهم لم يجدوا ما يغنيهم عن الذهاب لتلك الدول والمنتجعات والأسواق والفعاليات التي أقيمت فيها بترتيبات وتنسيقات مسبقة للإجازة المدرسية النصف سنوية.
ولكن لحسن الحظ فإن أرامكو السعودية أنقذت ما يمكن إنقاذه بها حيث تكرمت مشكورة وأطلقت مهرجان عطلة الربيع 2010م أمام أهالي وزوار المنطقة الشرقية، بعدما أهملت الجهات الأخرى المسؤولة وعلى رأسها مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية عن تفعيل فترة أيام عطلة منتصف العام الدراسي بالمنطقة الشرقية في الأسبوع الماضي، كما لا يمكن تجاهل مشاركة أرامكو في تفعيل وإنجاح فعاليات مخيم النعيرية الربيعي.
وهكذا وعلى مدى ستة من الأيام الجميلة استضافت أرامكو السعودية هذا الحدث الفريد من نوعه وهو قيام معرض لتاريخ الطيران ضمن برنامج عطلة الربيع 2010م، وأن هذا الحدث قد أدخل مملكتنا الغالية في مصاف الدول العالمية العريقة التي تحتضن مثل هذه المعارض للطيران التي تجذب انتباه مشاركة العديد من الجمهور في معرفة تاريخ الطيران ومقتنيات وتجهيز الطائرات ومراحل تطورها وأيضاً بالعلاقات التي ترتبط بين الإنسان والطائرات أو الطيران سواء كان في شؤون الطيران المدني أو الشراعي لهواة ذلك الذي كان بمشاركة نادي شاطئ نصف القمر للطيران، كما أن مشاركة كبار المسؤولين بالشركة وعلى رأسهم نواب الرئيس وتواجد مدير معرض أرامكو الأستاذ عصام السعيد طوال الوقت ومتابعته فعاليات هذا البرنامج قد أعطى هذا الحدث الزخم الكبير للمعرض والفعاليات المصاحبة له.
وإننا في الحقيقة كنا نشاهد في السابق مثل هذه المعارض والبرامج الترفيهية عن طريق القنوات الفضائية في دول عالمية لكننا اليوم قد شاهدنا مثل هذه العروض على أرض معرض أرامكو بالظهران وأن مثل هذا الإنجاز التاريخي العظيم بدون شك سوف يكون له المردود الاقتصادي والسياحي والاجتماعي والذي سوف يستفيد منه في نهاية المطاف المواطن والزائر للمنطقة الشرقية، خصوصا إذا قاموا بإبرام بعض الاتفاقيات والتنسيق المسبق مع الجهات المسؤولة عن متابعة الأنشطة الترفيهية والسياحية في مناطق المملكة الموزعة جغرافيا والتي حددت تليفونات مجانية للرد على الاستفسارات والسؤال عن الأنشطة الترفيهية في مدن ومناطق المملكة المختلفة فتحية لهم على مثل هذه الإنجازات على أرض الواقع بالمنطقة الشرقية الجميلة بأهلها وزوارها الكرام.
أما فحوى مقالي في هذه المرة، فإني أود التذكير بما ذكرته في السابق بأن المنطقة الشرقية تعتبر المنطقة الوحيدة على مستوى مملكتنا الغالية التي تعتبر مهيأة بها البنية التحتية لإنجاح صناعة السياحة فيها، ومع ذلك لم يتم استقلالها الاستقلال الصحيح، في الأسبوع الماضي رأينا الأنشطة والفعاليات التي تمت في رالي حائل ومهرجان الغضا في عنيزة وجازان والجوف وجدة وينبع والكويت وسوق واقف بقطر والبحرين ودبي.. الخ من البرامج الترفيهية التي جذبت المواطنين والسياح إليها، بالإضافة إلى العروض التي قدمتها الفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية في مدن السعودية مثل فندق موفنبيك في جدة والرياض، إلا فنادق ومنتجعات المنطقة الشرقية!!
ختاماً نطالب جميع المسؤولين في مقام الهيئة العليا للسياحة والآثار وكذلك مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية والمكتب التنفيذي التابع له أن يتكرموا مشكورين بإعادة النظر للوضع المتأخر جداً للوضع السياحي في المنطقة الشرقية ويستعدون من الآن لموسم العطلة الصيفية للعام الحالي 1431 - 2010م وتنظيم جلسات أعمال ملتقى وطني أو خليجي أو دولي للتنشيط السياحي (في المنطقة الشرقية) يسبق موسم السياحة القادم، على أن تتمحور العروض فيه حول المشاريع العملاقة وتأثيرها في تطيور وتنشيط السياحة في دول الخليج عامة والسعودية والمنطقة الشرقية خاصة، بشرط أن يتم وضع أطر علمية لتأثير هذه المشاريع العملاقة في محيطها (خصوصاً بالمنطقة الشرقية) وهي الأطر التالية:
1- التنمية المستدامة للبنى والمرافق السياحية.
2 - فرص توفير الوظائف في المجالات السياحية والأعمال ذات الصلة بها.
3- تبادل المهارات والمعارف في هذه المجالات ونقلها للكوادر الوطنية.
4 - عرض الفرص والاستثمار في مجال السياحة.
5 - الإثراء الثقافي والمعرفي في هذا المجال أيضاً.
6 - تطوير البنى التحتية للمرافق والمقومات السياحية.
7 - استعراض أمثلة لأحدث المشاريع السياحية العملاقة التي تم تنفيذها مؤخراً.
فإني على ثقة تامة بأن هذه الجهود إن طبقت على أرض الواقع فإنها سوف تنعكس بالإيجاب على مستقبل التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية وما يقابلها من خدمات بنية تحتية متكاملة، ومرافق خدمية وحفاظ على الطابع الثقافي والمحلي في المنطقة، بشرط اتباع المعايير العالمية الأساسية في طريقة النهوض بصناعة السياحة إلى المستوى الأفضل مما هو عليه الآن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.