
عـــلـــى بـــوابـــة الاخـــتــبــارات
من أهم الفترات في حياة أبنائنا فترة الامتحانات ، وذلك أنها ذات بعدين كل منهما
يحتاج من كل أب وأم ومرب فاضل أن يكرسون الجهد في المتابعة والمراقبة ليجتاز
أبناؤنا بنجاح:
الأول: البعد المعرفي التحصيلي: وهذا غني عن التحريص عليه.
الثاني: التربوي الأخلاقي: وهو الذي ينبغي أن يتلفت إليه ويؤكد على أهمية متابعته
وتقويمه وخصوصا أن أهل الفساد والشر والترويج يكثرون ويظهر شرهم في فترة
الامتحانات ، فمن الجميل والمهم أن نغرس في نفوس أبنائنا وهم يستعدون لمواجهة
الامتحانات ، لابد أن نقول للأبناء أن الموفق للخير والمعين على النجاح هو الله تعالى
وأن الإنسان إنما يسعى ويبذل الأسباب ، وأما النتائج فهي موكولة إلى الله سبحانه
وبهذا نحثهم بعد بذلهم لكافة الأسباب على الالتجاء إلى الله ، والتوكل عليه وسؤاله العون
والتوفيق ، ولقد أمر الله تعالى بالصبر ومدحه في أكثر من مائة موضع في القرآن ؛ لأن بالصبر
النجاح في الدارين ، ومن الصبر:
ـ الصبر على المذاكرة { إن الله مع الصابرين }
ـ الصبر على هم الاختبار .
ـ الصبر على المراجعة وعدم الاستعجال بتسليم الورقة .
ـ الصبر على تجنب رفقة السوء بعد الاختبار .
فجد وسارع واغتنم ساعة السرى * ففي زمن الإمكان تسعى وتغنم
وأعلم أن الخيل إذا قاربت نهاية السباق استنفذت وسعها وجهدها ، والطالب الحازم
من يبذل جهده في فترة الامتحانات ، ليكمل تفوقه أو يدرك تقصيره ، لا من يسوف
ويماطل ويرضى بالدون إن من الواجب على الأبوين أن يغرسا في نفوس الأبناء وهم
يستعدون لمواجهة الامتحانات معالي الأمور ، وميزة التفوق ، وأن الحياة لابد لها من
مجاهدة ، فالطالب الذي يريد الحصول على أفضل مستوى ممكن لا بد له أن يأخذ الأمور
بقوة ، أخي الطالب: لتعلم أن مروجو البلاء يستغلون أزمة الاختبارات لقنص فرائس
ساذجة بمسميات جذابة [حبوب السهر ، حبوب النجاح ..] وخط الدفاع الأول هو توعية
الأبناء من قبل الأبوين ، ومعرفة زملاء المراجعة ، وضبط ساعات ما بعد الاختبار
ولا تنسينا طوارئ الاختبارات المتابعة التفصيلية مع الإدارة بالجوال وغيره
والصبر على متابعتهم ، ولو كلف الأمر أخذ إجازة لأجل إخراج جيل يستفيد
ويفيد ، ولك أيها الأب أن تتأمل في هذه الأمر ، خلال[15] شهرا المملكة تضبط [60] مليون
حبة كبتاجون ، و[17] طنا من الحشيش.. وأكثر من[70] كيلوهيروين. [مدير مكافحة المخدرات]
وهكذا تستمر محاولات الإفساد ويستمر التصدي لها.. والمسؤولية هنا كبيرة نحو الأبناء
وعماد الأمة خاصة من الوالدين بالاقتراب منهم والتماس حاجاتهم ، ومعرفة أصحابهم
والمراقبة لهم ، وقطع الطريق على من يحاول اختطافهم من أحضان والديهم ، نسأل الله
أن يحفظ أبنائنا ، وأن يكبت من أرادهم بشر أو سوء أو إضلال. وخير ما يتقوى به الطالب:
- ذكر الله { ألا بذكر الله تطمئن القلوب }
- الصلاة عون { واستعينوا بالصبر والصلاة }
- الاستغفار مدد وقوة { استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة
إلى قوتكم }.
*أدعية تناسب الاختبارات والدروس المستغلقة ولا تختص بها:
- رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
- اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن[الصعب] إذا شئت سهلا
- اللهم اهدني وسددني
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
* أن تكن بقمة الهدوء عند الامتحان وإتباع الآتي:
- البدء بالتسمية ثقة بالله وتوكلا عليه.
- ( استعن بالله ولا تعجز ) وافعل الأسباب.
- تأن .. فالتأني من الله ، والعجلة من الشيطان.
- احذر من الغش والإعانة عليه فإنه لا يجوز في جميع المواد.
- لا تغير إجابتك لمجرد الشك.
- إذا نسيت أو أغلق عليك أو ما شابه ذلك فاذكر الله ، قال تعالى{واذكر ربك إذا نسيت}.
- إذا اكتشفت بعد الخروج أنك أخطأت فلا تقل" لو أني فعلت كذا لكان كذا ، ولكن قل
قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
لخص فإن من فوائد التلخيص:
- التركيز على المعلومات المهمة والأساسية.
- تسهيل الاستيعاب ، وتحديد الأطراف العامة للمواضيع الرئيسة وتفاصيلها
وتصنيفها بطريقة تساعد على تخزينه في الذاكرة بصورة مرئية.
- يعد سجلا من المعلومات المركزة ، التي تسعف في الأوقات الضيقة.
- تساعد على إدارة الوقت بفاعلية ، فيمكن تلخيص [10 ] صفحات في صفحتين
مما يخفف المذاكرة على النفس.
* طرق للمذاكرة الفاعلة:
- عدم الاستسلام للعادات السلبية ، فبعض الطلاب يلزم نفسه بقيود إن لم تحصل لم يذاكر.
- جدولة المقررات ودراستها ، ومراعاة جدول اختبارات المواد التي تحتاج إلى مراجعة مكثفة.
- قراءة الموضوع جزءا جزءا ، ثم تلخيص كل جزء وحل التمارين المهمة.
- الاطلاع على نماذج سابقة لأسئلة المعلم كاتب الأسئلة.
> للتحصيل أسباب فمن أهمها:
ـ تقوى الله ـ عز وجل ـ قال الله { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }
ـ الحذر من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى { أصبناهم بذنوبهم }
ـ المخرج من الجهل: العلم فهو من أهم المخارج المطلوبة ، فقد كان من دعاء النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اللهم إني أسألك علما نافعا " كما أن العلم من أفضل الرزق
الذي ينتج عن التقوى.
* دور الآباء مع الأبناء:
- إرشادهم إلى طرق المذاكرة الجيدة ، ومنها تلخيص المقرر بالجداول والخرائط الذهنية.
- معرفة الطريقة المحببة للابن ومذاكرته بها مما يساعده على الاستمرار.
- تنظيم أوقات النوم ، فهو يساعد على التركيز.
- تهيئة المكان: [هدوء ، إنارة ، غذاء ، ...] وإبعاد كل ما يشتت الفكر.
- إدخال بعض الترويح مع جدول المذاكرة.
* للمتميزين طرق عملية للمذاكرة جربوها ونفعت منها:
- التكرار لاسيما بعد الفجر وآخر الليل.
- صنع مخطط وهيكلة أو ملخصات للمادة.
- المرور على المادة بشكل إجمالي وسريع ، يركز مرة على التعريفات
ومرة على القواعد..وهكذا.
- إبراز النقاط المهمة بخطوط وألوان مميزة.
- الاستفادة من فهارس الكتاب وتمارينه لاسترجاع المعلومات.
- كتابة عناوين جانبية.
أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء ، فانتبه! فقد قال قارون:
{ إنما أوتيته على علم عندي } فخسف به ، والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة
كما قال صاحب الجنة: { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } قال بعض
السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده , فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
أخي الطالب: لا شك أنك تعلم أن التسابق للحصول على أعلى الدرجات
في الامتحانات ، واستغلال الأوقات ، وحفز الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب ، لابد أن
يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق ، بل جنة عرضها
السماوات والأرض ، بل لا ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل في قوله : { هم درجات عند الله }.
وأخيرا:
أخطأ بعض الطلاب في الاختبار فخرج ساخطا يتهم الآخرين ويقول لو أني فعلت كذا لكان كذا
ما علم أم ما أصابه إلا بذنب أو كما قال الله {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب }
وأما الثاني: فأخطأ في الاختبار فقال: قدر الله وما شاء فعل ، ولعله بذنب أصبته ، ثم استغفر ربه ،
وعزم على الجد فيما بقي.
* وزع المعلم عليهم أوراق الاختبار ، فبدأوا مباشرة بالحل ، أما هو فقد قلب ورقة الأسئلة
وتوجه بقلبه إلى الله ، ورفع يديه ودعاه واستغفر من ذنوبه ، ثم بدأ الحل بثقة ومهارة
الاختبار فرصة لنا لنحقق معنى: { إياك نعبد وإياك نستعين }.
* يقول أحد الطلاب:كنت قبل الاختبارات أحمل همها جدا ، ولما دخلت في الاختبارات
زالت تلك الرهبة ، والآن أحس أنه ليس هناك أي أثر ، فتعلمت منها في حياتي أن أثق بالله
ولا أكبر الأمور ، فكل عسر بعده يسر ، قال الله تعالى { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}
"" القلق والاضطراب قد تؤدي ببعض الطلاب إلى السقوط في شباك المنشطات أثناء المذاكرة
وقد تكون بداية إدمان.
نسأل الله السلامة والعافية لنا ولأبنائنا.
__________________
عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة