موسم الحج والإنفلونزا الصفوية


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 23-11-2009, 06:13 PM
  #1
شاهين العسيري
عضو
 الصورة الرمزية شاهين العسيري
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 41
شاهين العسيري is a name known to allشاهين العسيري is a name known to allشاهين العسيري is a name known to allشاهين العسيري is a name known to allشاهين العسيري is a name known to allشاهين العسيري is a name known to all
افتراضي موسم الحج والإنفلونزا الصفوية



إن الخطر الحقيقي والأعظم الذي يزحف على الأماكن المقدسة والذي يهدد موسم الحج هذا العام ليس إنفلونزا الخنازير كما يعتقد الكثير من الناس، ولكن الخطر الأكبر والذي يجب الحذر منه يكمن في الخطر القادم من شرق جزيرة العرب، والذي يمكن أن نسميه بحق بالإنفلونزا الصفوية. قد يبدو هذا القول غريبا بعض الشيء أو مبالغ فيه، لكن إن قرأت ما سأكتب حتى النهاية قد تفهم لماذا أعتقد أن هذه الإنفلونزا هي الأخطر في هذا الموسم.

إنه لمن الأهمية بمكان وقبل الحديث عن أي شيء، التسليم بأن إيران الفارسية عالم مستقل كل الإستقلال عن عالمنا الإسلامي، فالفرس يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم، ونظامهم السياسي القائم على نظرية ولاية الفقيه والذي يسعى إلي إقامة حكومات طائفية تابعة للإمبراطورية الفارسية الجديدة. ولعل ما يجري اليوم في العراق من قلاقل وإضطرابات عرقية وسياسية ومواجهات طائفية، إلا مقدمة لسيناريو أخطر وأشمل ويستهدف خلق فوضى في المنطقة لن تقتصر على العراق فقط، وذلك لإعتقاد الفرس بأن هذه الفوضى، هي التي سوف تحقق لهم أهدافهم وأطماعهم في المنطقة.

ووفقاً لما تقدم من أفكارنا المتواضعة فإننا نعتقد بأن الإنفلونزا الصفوية هي الأخطر في هذا السياق، حيث يمكن تطعيم الإنسان ضد فيروس إنفلونزا الخنازير، أما الفيروس الصفوي فلا يوجد له مضاد حيوي حتى الآن في الأسواق. هذا فضلاً عن أن معظم المصابون بالفيروس الصفوي لا يعرفون أنهم مرضى، وغالبا ما يعانون من إضطرابات فكرية وإنحراف مخيف في المسائل العقائدية والعبادية ناتجة عن رؤية خاطئة للدين والتي لا تنسجم مع النصوص القرآنية، ولا حتي مع المبادئ العامة للقوانين الدولية مثل مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. فإيران للأسف الشديد لاتؤمن بأن شعوب هذه المنطقة من حقها أن تعيش في أمن وسلام مع جميع جيرانها وبالدرجة الاولى مع إيران التي تربطنا بها مصالح وعلاقات تجارية مشتركة.

ولتعذر وجود الأمصال والمضادات الحيوية للوقاية من هذا المرض الخطير، فإن الأمر يتطلب تجهيز مضادات من نوع آخر، مضادات فكرية ضد الجراثيم الفكرية التي لوثت مجتمعاتنا ومفاهيمنا وأصابتنا بأمراض خطيرة وحالات مستعصية على العلاج مثل العنف والحقد والكراهية والطائفية. كل ما نحتاجه هو إختبار مصداقية ما ترفعه إيران من شعارات براقة، وذلك من خلال مضادات فكرية معقولة وبسيطة، نسلط من خلالها الضوء علي الفجوة القائمة بين ماترفعه إيران من شعارات وما تقوم به من أعمال منافية ومناقضة تماماً لتلك الشعارات. فكيف يتم التوفيق بين ما تقوله إيران، والحقيقة التى صارت ساطعه كالشمس ولا تخفى على أحد، ألا وهى حقيقة دور إيران في تسهيل إحتلال العراق وشرعنة بقائه، وهذه الحقيقة موثقة وبلسان القوم أنفسهم، بل بإعتراف وإقرار رسمي من قبل نائب الرئيس السابق خاتمي، والذي اعترف فيه بأن الدعم الايراني هو الذي مكن اميركا من إحتلال العراق. وهذا الإقرار الرسمي والعلني هو دليل إدانة واضح وقوي للغايه ضد إيران، ومن مسئول رسمي كبير يثبت تورط إيران في جريمة احتلال وطن عظيم كالعراق. إن ما ترتب علي ذلك الإحتلال من فظائع وجرائم قتل وإبادة مليون ونصف من أهله، وتدمير دولة كاملة وتهجير وتشريد الملايين، هو في الحقيقة جريمة العصر وجريمة غير مسبوقة على الاطلاق في حق المسلمين.

وبناء على ما سبق وتأسيسا لما سيأتي، يتضح لنا وبدون أي إلتباس أو غموض أن الدعم الإيراني لأمريكا هو الذي مكن أمريكا من إحتلال العراق، والعكس صحيح. وبعبارة أكثر صراحة، أن الإحتلال الأمريكي للعراق لم يكن له من نتيجة الا تحقيق الحلم الفارسي القديم، وهو تمكين إيران من توسيع نفوذها في المنطقة من خلال تمكينها من بسط سيطرتها السياسية والعسكرية والأمنية والدينية على رقعة واسعة من العراق. لقد خاضت إيران قبل ذلك حرب ثمان سنوات مع العراق ولم يخسر فيه العراق ذرة تراب واحدة من أرضه، وفي أقل من شهر حولت أمريكا هذا العراق العظيم صاحب أعرق وأكبر حضارة في التاريخ إلي حديقة خلفية فارسية يسرح فيها الفرس ويمرحون دون حسيب ولا رقيب. وتذكرون كيف شاهدنا لاحقاً ومعنا العالم، نجاد يصول ويجول في شوارع بغداد ولا يفصل بينه وبين جنود ما يسمونه بالشيطان الأكبر سوى بضعة امتار بسيطة.

إن تلك الزيارة أعتبرت مؤشر خطير، وبينت للعالم أجمع مدي الدعم الكبير الذي قدمته ومازالت تقدمه إيران للإحتلال، وفي نفس الوقت مثلت تلك الزيارة لطخة عار في جبين إيران ومن يمثلها، وعلينا أن نتساءل إذا كان نجاد يمثل خطراَ حقيقيا على أمريكا ومصالحها في المنطقه فلماذا إذاَ سمح الإحتلال له بهذه الزيارة، خاصة أنه لم يعرف في تاريخ العراق الحديث او القديم أن زار زعيم إيراني عاصمة الرشيد بغداد.

إن تلك الزيارة المشؤومة إلى بغداد المحتلة إستفزت مشاعر كل العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم وعززت قناعتهم الراسخة بأن الفرس هم من أتي بالإحتلال الأمريكي البغيض إلي العراق. لكن أكثر ما يستفزنا هو أن نرى دولة تصف نفسها بأنها "إسلامية" أو تقوم على مبادئ إسلامية، وفي نفس الوقت تمارس إزدواجية السلوك فى كل تصرفاتها، وما نقصده هنا هو الفصام بين القول والعمل. ولعل شعار "البراءة من المشركين" هو أفضل مثال للإزدواجيه والذي يمكن إيراده في هذا السياق. فلقد عودتنا إيران على سماعه في كل موسم حج، بالإضافة إلى التصريحات والتهديدات الكثيرة المتعلقة بمناسك الحج والتي هاجم فيها خطيب جمعة طهران وعضو هيئة الرئاسة في مجلس خبراء القيادة أحمد خاتمي مفتي السعودية ودعاه للتوبة قبل الحج.



وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في خلال لقاء مع مسؤولي الحج طالب السعودية أن تكون الرائدة في "البراءة من المشركين"، قائلا :" لو كان هؤلاء ليس بإمكانهم لأي سبب كان القيام بهذا الواجب فإننا سنقوم بواجبنا وسنعلن موقفنا بمنطق واستدلال" . الأمر الذى دفع مفتي المملكة، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى أصدار فتوى تعتبر فيها مراسم "البراءة من المشركين" بدعة.

وفي رأيي الشخصي والمتواضع أقدم لكم الرؤية الآتية والتي هي قابلة للحوار والتقويم: إن رفع شعار "البراءة من المشركين" في مناسك الحج لا يجوز لأنه نوع من الرياء. وهذا نوع من الرياء في العقيدة، حيث يظهر الإنسان عداءه لأمريكا في مناسك الحج، بينما هو في العراق يساهم في العدوان ويتخندق مع الأمريكي في خندق واحد. والله وصف هؤلاء بالرياء فقال : ( الذين هم يرآءون) أي : يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس. إن السبب في ذلك يعود إلى الانشطار العقلي لدي من يحكم إيران، ونعني به التناقض في القول والفعل، وهو ما يدل على غياب التناغم داخل هذا النظام، فشعار "البراءة من المشركين" ينبغي أن يكون صادقاً، بعيداً عن الرياء، بمعني أن لا نتبرأ من المشركين في الحج ونتعاون معهم في العراق وأفغانستان. إن هذا السلوك يولد شعور عند البعض إن هذا النظام غير صادق في شعاراته وتوجهاته مما يفقده حب واحترام المسلمين. فحري بمن عقد العزم على أداء فريضة الحج هذا العام أن ينوي الحج خالياً من الرياء، فالرياء هو الشرك الأصغر.

وفي الختام نتمني أن يكون هذا الحج بعيداً عن الرياء والشعارات الجوفاء وأن يمر موسم هذا الحج بسلام وبدون اي مشاكل أمنية أو تنظيمية أو حتى ﺣﻮادث أو أي مكدرات صفوية قد تتسبب في مضايقة أوتعكير فرحة العيد علينا. كما نتمني بأن يتم إتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لكل من تسول له نفسه رفع أو ترديد الشعارات المرائية والتي لا هم لها سوى توظيفها سياسيا لتحقيق أهداف سياسية، وأهمها فكرة "إعادة الإمبراطورية الفارسية" المزعومة فهذه الفكرة الجنونية وغير المعقولة والتي تنافي الفطرة السليمة ما زالت تراود مخيلة من يحكم ايران الحالمين بعودة تلك الإمبراطورية والذي هو حلم مستحيل التحقيق لأن ذلك الحلم تحطم علي يد المسلمين في معركة القادسية وأصبح منذ ذلك الحين في خبر كان.

مع تحياتي

شاهين بيات العسيرى

22/11/2009
شاهين العسيري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" موسـوعــة وســــوم قبايـل الجزيــرة العـربـيـــــة " إهداء من شامانـ .. شامانـ العاطفي مجلس الباديه والرحلات 44 10-11-2014 02:49 AM
دروس الحج ........ (( 1 )) مقبل السحيمي مجلس الإسلام والحياة 14 07-12-2009 04:24 PM
مناسك الحج وزيارة المسجد النبي صلى الله عليه وسلم .. ابو سعد القحطاني مجلس الإسلام والحياة 6 12-12-2008 12:56 AM
مناسك الحج و العمرة اللبيب مجلس الإسلام والحياة 6 28-04-2007 02:39 PM
الحج موسم لتصحيح العقيدة للشيخ الفاضل.............. ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 0 17-01-2005 09:37 PM


الساعة الآن 05:15 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود