كم هو صغير وحقير ذاك الرجل الذي يبخل على نفسه وعلى زوجته وأولاده بالرغم من غناه ووفرة ماله
أو على أقل تقدير حالته ميسورة ......
إنه يظل صغيرا وحقيرا في أعين الناس ويظل حبيسا وعبدا للمال والمادة .
سبحان الله لو كان هذا الرجل فيه من الصفات الحسنة والجميلة الشيء الكثير واتصف بصفة البخل لنبذه
الناس وكرهوه ونسوا تلك الصفات الحسنة التي كان يتصف بها
والعكس تماما لو كان هذا الرجل كريما سخيا لايذخر شيء عن اهله واحبابه وضيوفه وكان فيه صفات إجتماعية
واخلاقية سيئة وذميمة لنسوا الناس تلك الصفات وأحبوه لكرمة وسخاءه .
الحقيقة أنني رأيت بعيني رجال لباسهم يرثى له وقديم وسياراتهم قديمة وخربة وهيئة أولاده وبيته تدعو للعطف والإحسان حتى أنهم وأولادهم يشاركون العمال في أعمالهم في إشراف مباشر ومقرف جدا في الشمس والحر والقرف
يذكر لي احد الأخوة أن هناك رجل ثري يملك الملايين عندما تراه ترأف بحاله وهيئته يضع السكروب والمفك في جيبه
ويشرف على بضائعة القادمة من الخارج في الحر والشمس بالرغم من إصابته بالسكر والقلب وغيرها بسبب كبر السن؟؟؟ وهناك آخر يصلي في المسجد بثياب ممزقة وعفنة ويلبس الشبشب ابو خمسة ريال (( الله يكرمكم ))
وعندما مات وجدوا في رصيده ملايين الريالات والعقارات ؟؟
لماذا يحرمون انفسهم واولادهم من هذه الثروة بل يجمعونها لمن ؟؟؟ ولماذا يفعلون ذلك ؟؟؟؟
وأعرف شخصيا رجال ونساء ميسورين وعندهم خير يأخذون مال من الضمان الإجتماعي ومن مبرة الإحسان الخيرية
ومن مراكز خيرية أخرى ؟؟؟؟؟
زاحموا الفقراء والمساكين وضيقوا عليهم حتى في هذه الجمعيات التي بدل أن يدعموها أخذوا منها ؟؟؟؟
إن البخل والطمع داء عضال وصفة ذميمة ذمها الله في كتابة ونبينا صلى الله عليه وسلم في السنة .
قال تعالى: ((الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله، واعتدنا للكافرين عذابا مهينا))
وقال تعالى: ((ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة))
ماأجمل قول الإمام علي رضي الله عنه: (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء)
البخل لايتصف به إلا خسيس ولئيم هذا ماعرفته وخلصت إليه
بارك الله فيكم جميعا ودمتم بحفظ الرحمن
بقلم أخوكم/ مقبل حمود السحيمي