من المفارقات العجيبة و الأليمة في نفس الوقت أننا نسمع في كل يوم ازدياد عدد الجوعى في كل يوم ، و إضافة للفقر المدقع الذي يعاني منه الكثير و لا فرق في ذلك بين دولة نفطية و غيرها فإن جراح إخواننا المكلومين - الجوعى و العطشى و المرضى و الجرحى و الهدمى - ما زالت لم نتدمل .


فما زالت صورة (نمل) تشاد الذي لم يستطع الفرار من الأيدي الجائعة في الذهن حاضرة !




لا أدري هل آسى على النمل الذي مكث دهراً يجمع الحبوب و يقسمها و يخزنها ، ثم بين عشية و ضحاها تمتد إليها يد ( جائع و ليس سارق ! ) لتستولي عليها ، أم آسى على ذلك جائع الهالك الذي وجد في حبوب النمل ما يمكن أن يطيل من عمره دقائق أو ساعات معدودات !




لا يهم من مات أولا : أهو الجائع ؟ أم النمل ؟ المهم ان هناك من مات من الجوع .





و ما زالت أصوات استغاثة أهل غزة تصم أذاننا و تذكرنا بما نود أن لو فررنا من تذكره .. و هو عجزنا و تخاذلنا عن نصرتهم .


جاعت غزة و هدمت و مرضت و ماتت و جرحت!! و بني جلدتنا مختلفون كيف سيأكل أهل غزة أباليمين أم بالشمال ، و لمن سيدعون حال أكلهم ؟


فإلى الله المشتكى سبحانه ، و إليه نشكوا ضعف قوتنا و هواننا على الناس ، اللهم إنا نعوذ بك من عجز الثقة و جلد الفاجر .



******



تنوعت أشكال الترف و العبث ، و الإستخفاف بمشاعر الضغفاء و الجوعى و الهلكى ، و إنما حرم استخدام أواني الذهب و الفضة للحفاظ على مشاعر الضَعَفةَ من المسلمين.



ماذا أقول؟ و ماذا أعلق ؟ أم أن السكوت أبلغ من الكلام ؟ و لأننا في عصر الصورة فأدع الصورة تتحدث و تنطق









أقول لقد تجاوز الأمر الترف العادي و الترف من أجل الترف ، و الإسراف غير المبرر إلى التسابق للدخول في موسوعة جينيتس !! فصنع اكبر صحن للشوربة في العالم ثم سُكب على الأرض أو رمي في البحر ! و دخل الموسوعة .



و تجاوزنا مرحلة الدخول في الموسوعات إلى سَفه آخر و هو إقامة هذه الموبقات بإسم الشعوب الجائعة ، و إهداء الفوز أو الريع لها !!في استخفاف بمشاعر المساكين هؤلاء بشكل لم يُسبق له مثيل !


في قطر - و كما جاء في موقع العربية - تم صُنع اطول ساندوتش في العالم !! و بهذا دخل هذا الساندوتش موسوعى جينيتس كأطول ساندوتش في العالم .


و وصل طول الساندويتش الذي تم إعداده 1730 متراً محطماً الرقم الذي سجلته إيطاليا منذ أسبوعين بطول 1545 متراً. وبلغ وزن الباستا 4445 كيلوغراماً محطمة الرقم السابق الذي سجلته الولايات المتحدة الامريكية بوزن 3360 كيلوغراماً.






و قد أخذ إعداد هذه المصيبة أو الساندوتش ثلاثة أشهر ، و يكلف أكثر من مليون ريال قطري .

الطريف و المبكي في هذا الخبر أن جزء من ريعة خصص لإعمار غزة !!


يا هؤلاء أما كفاكم ما صنعتم فأبيتم إلا أن تقحموا غزة المجاهدة في عبثكم !



بودي لو أعلم ما هي مشاعر الجوعى و هم ينظرون إلى هذه المهازل و هذا الفسوق ثم يسمعون من يدرج اسمهم فيه ؟!!




قبل أن تنهي الموضوع أرجوك ارجع قليلا و قارن بين الصور الماضية .. أخبرني هل دمعت عينك ؟!!


" و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناهم تدميرا !! "